في هذه الفقرة سوف نتناول كل مدرسة على حده وتلخيصها وذكر أهم مؤسسيها:
أولاً: المدرسة الجشطلت في علم النفس:
- تعد المدرسة الجشطلت من أشهر مدارس علم النفس الحديثة، ففي النصف الأول من القرن العشرين ظهرت أفكار مدرسة الجشطالت على يد مؤسسها: ماكس فيرتهيمر، في محاولة للرد على أفكار المدرسة البنائية والمدرسة السلوكية.
- من علماء مدرسة الجشطالت: كوهلر وكوفكا الذين طوروا أفكار هذه المدرسة. وقد رأى رواد مدرسة الجشطالت أن السلوك الإنساني سلوك كلي لا يقبل التجزئة أو التحليل أو التفسير إلا عبر فهمه من خلال صيغة كلية أو إطار كلي (جشتالت Gestalt).
- رأوا أيضاً أن العقل الإنساني يتميز بخاصية فريدة تكمن في قدرته على إدراك الأشياء ككليات منظمة من خلال الربط والتنظيم الإدراكي.
- تميزت مدرسة الجشطالت بأبحاثها حول الإدراك والتعلم التي أنتجت نظرية التعلم بالاستبصار والتي أفردنا لها مقالاً خاصاً.
ثانياً: المدرسة التحليلية في علم النفس:
- من أشهر مدارس علم النفس المدرسة التحليلية، ويرجع الفضل في تأسيس المدرسة التحليلية إلى الطبيب النفسي النمساوي الشهير سيجموند فرويد، ومن بعده أدلر ويونج.
- أما فرويد فقد استطاع وضع الأسس والمبادئ التي قامت عليها المدرسة التحليلية، وابتكار طرائق جديدة للتحليل النفسي.
- كان فرويد يرى أن الدوافع اللاشعورية والدوافع الجنسية لها أهمية كبيرة وأثر عظيم في السلوك، بالإضافة إلى خبرات الطفولة التي تؤثر ولا شك في سلوك الطفل.
- جاء من بعده أدلر، الذي أكد على أهمية الشعور بالنقص وأثره في السلوك بصفته باعثاً على التفوق.
- كما تأثر يونج Jung بآراء فرويد، وأسس نظريته في أنماط الشخصية، حيث أكد على أهمية اللاشعور الجمعي الذي يشترك فيه الفرد مع غيره من بني البشر.
- كما سعى إلى تفسير الاضطرابات السلوكية من خلال الأنماط الشخصية الانبساطية والانطوائية.
- هؤلاء الثلاثة هم أعمدة المدرسة التحليلية التي تعتبر من أهم وأشهر مدارس علم النفس.
مقال شمولي عن مدرسة التحليل النفسي
ثالثاً: المدرسة السلوكية في علم النفس:
- تعتبر المدرسة السلوكية من مدارس علم النفس التي انتعشت وتطورت وظلت تجذب العديد من علماء النفس فترة طويلة من الزمن.
- تعد المدرسة السلوكية امتداداً للمدرسة الوظيفية التي أسسها عالم النفس الأمريكي وليام جيمس، أحد أبرز علماء النفس في القرن التاسع عشر.
- تأسست المدرسة السلوكية على يد جون واطسون، الذي سعى إلى دراسة السلوك الإنساني عبر المناهج والطرق الموضوعية.
- كان واطسون يرى أن أي ظاهرة نفسية مهما بلغت من التعقيد فإن من الممكن قياسها.
- قامت المدرسة السلوكية بالتركيز على السلوك الإنساني واعتباره وحدة الدراسة النفسية.
- كما قامت بإجراء الدراسات على السلوك الحيواني باعتباره السبيل إلى فهم السلو كالإنساني المعقد.
- تميزت المدرسة السلوكية بالتركيز على دور العوامل البيئية في السلوك أكثر من العوامل البيئية.
أقرأ أيضًا النظرية السلوكية لجون واطسون
رابعاً: المدرسة المعرفية في علم النفس:
- يعد جان بياجيه صاحب نظرية النمو المعرفي هو مؤسس المدرسة المعرفية التي تعتبر من أشهر مدارس علم النفس.
- نشأت المدرسة المعرفية محاولِةً تصحيح مسار المدرسة السلوكية التي أهملت دور المعرفة وتفسيرها.
- فقد تمثلت المدرسة المعرفية في عدة اتجاهات قامت بالتركيز على دور العمليات العقلية والمعرفية في السلوكيات القابلة للملاحظة.
- رأى رواد المدرسة المعرفية أن ثمة طائفة من الحالات الذهنية المختلفة التي يمر بها الإنسان، مثل: الرغبة والتفكير والمعرفة وغيرهم، لذلك رأوا من الضروري أن يتم الربط بين سلوك الإنسان ومعارفه وخبراته السابقة.
- فالمدرسة المعرفية، التي تعد من أقدم مدارس علم النفس، تقوم أساسا على الاعتقاد بأن إصابة الأشخاص بالاضطرابات النفسية لا يحدث نتيجة للأحداث التي يعانونها، وإنما تكون تلك الاضطرابات مرتبطة بالأفكار التي نشأت من هذه الأحداث.
لاستزادة مقال ثري بالمعلومات عن المدرسة المعرفية في علم النفس
خامساً: المدرسة الإنسانية في علم النفس:
- تعتبر المدرسة الإنسانية من مدارس علم النفس المعاصرة التي تركز على الجانب الإنساني في فهم الظواهر النفسية والسلوك الإنساني.
- تختلف المدرسة الإنسانية مع مدارس علم النفس الأخرى، التي ترى في الإنسان مجرد آلة ميكانيكية تعمل عبر الهرمونات والأجهزة البيولوجية والفسيولوجية.
- هذه المدارس ترى المدرسة الإنسانية في الفرد نزعة إلى تحقيق الذات والوصول إلى الكمال. وهذه الرؤية هي التي حاول رواد المدرسة الإنسانية من خلالها تفسير كافة الأفعال والسلوكيات الإنسانية.
- يرجع الفضل في تأسيس الاتجاه الإنساني في علم النفس يرجع إلى الأمريكيين: كارل روجرز وإبراهيم ماسلو، الذين يعتبران من أهم رواد علم النفس الإنساني.
- اشتهر إبراهيم ماسلو بهرم الاحتياجات الإنسانية الشهير، وقد جعل حاجة الإنسان إلى تحقيق ذاته هي رأس الهرم.
- أكد ماسلو على إرادة الإنسان الحرة وقدرته على اتخاذ القرار. بالإضافة إلى حاجة الإنسان إلى تحقيق ذاته من خلال تحقيق الإنجازات والأنشطة المختلفة.
- لذلك ترى أن المدرسة الإنسانية تعتبر من مدارس علم النفس التي تركز على الجانب الإنساني بدلاً من التركيز على الجانب البيولوجي.
لا يفوتك مقياس بيركمان لتحليل الشخصية