مقياس بيركمان لتحليل الشخصيه

هذا المقال يتناول مقياس بيركمان، وأهمية مقياس بيركمان في الأوساط المهنية، كما يتناول فكرة مقياس بيركمان وكيفية أداء الاختبار ودوره في التقييم الشخصي.

دائماً ما يبحث الإنسان عن فهم ذاته وتحليل شخصيته، وإدراك جوانب القوة وجوانب الضعف فيها؛ فيتوجه إلى نفسه دائماً بالسؤال: من أنا؟! إذ لا شك أن فهم الذات وتحليل الشخصية يساعد الإنسان في تحسين اختياراته وقراراته في الدراسة والعمل والحياة بوجه عام. ولعل هذا هو ما فتح الباب أمام الإنسان ليتأمل في نفسه ويستكشف أسرارها، وهو ما كان سبباً في نسأة المدرسة التحليلية في علم النفس على يد عالم النفس الشهير سيجموند فرويد وكارل يونج. حيث تعد المدرسة التحليلية بجانب المدرسة المعرفية في علم النفس، والمدرسة الإنسانية من أهم مدارس علم النفس. وقد أنتجت المدرسة التحليلية العديد من مقاييس تحليل الشخصية التي تساعد الإنسان في فهم ذاته وتحليل شخصيته. وبالرغم من كثرة مقاييس تحليل الشخصية يعد مقياس بيركمان واحداً من أهم مقاييس تحليل الشخصية

كما يعد أهم مقياس لتحليل الشخصية في المجالات المهنية خصوصاً. وقد تم ابتكار هذا المقياس من نحو ستين عاماً على يد عالم النفس الأمريكي روجر بيركمان. وخلال هذه المدة القصيرة أثبت كفاءة كبيرة في التقييم الشخصي للأفراد، مما دفع ملايين الأفراد إلى إجراء هذا التقييم. كما تزايد الاهتمام بمقياس بيركمان خاصة في الأوساط المهنية. لذلك يأتي هذا المقال تلبية لحاجة المهتمين بالتحليل النفسي والمقاييس المهنية. ونتناول في هذا المقال: ابتكار مقياس بيركمان والتجارب والأبحاث التي أدت إلى نشأته، وفكرة مقياس بيركمان والأساس الذي تقوم عليه فكرة التقييم، وأخيراً أهمية مقياس بيركمان.

بدأ روجر بيركمان دراسته لعلم النفس في جامعة هيوستن، ثم التحق بسلاح الجو بالجيش الأمريكي أثناء الحرب العالمية الثانية، الأمر الذي أتاح له فرصة لملاحظة زملائه ودراسة شخصياتهم. وقد تمكن بيركمان من إجراء مقاييس تحليل الشخصية لاختيار الطيارين في القوات الجوية، وذلك في أربعينيات القرن الماضي. وقد كان بيركمان يأمل في ابتكار أداة لتحليل الشخصية وقياس التوقعات الاجتماعية والاهتمامات المهنية. وقد تمثلت خطوته الثانية في طريقه في إعداد استبيان ذاتي بعنوان "اختبار الفهم الاجتماعي" حيث تمكن من تحليل إجابات الاستبيان لاستنباط نتائج تتعلق بتصور الذات والفرص المهنية. وقد استطاع بيركمان تطوير مقياس بيركمان لتحليل الشخصية عبر العديد من التجارب، ليتمكن في الأخير من تقديم أطروحة الدكتوراه عام 1961م وقد تضمنت صورة مقياس بيركمان النهائية. ويعد مقياس بيركمان إلى الآن من أفضل مقاييس تحليل الشخصية المهنية، والتي تساعد في اختيار المتقدمين إلى الوظائف المختلفة.

مقياس بيركمان هو مقياس يتم عبر الإنترنت بغية التقييم الشخصية وتحليل الشخصية من جميع الأبعاد، ليحكم في النهاية على مدى صلاحية الفرد المهنية لشغل وظيفة ما. ويتكون مقياس بيركمان من 298 سؤال، تتطلب الإجابة عليهم ثلاثين إلى خمس وأربعين دقيقة. وتكون النتيجة في حوالي 60 تقرير تتضمن تحليلاً لشخصيتك. ويستهدف مقياس بيركمان تحليل الشخصية عبر قياس أربعة أمور رئيسية، هي:

1. احتياجات الفرد، والتوقعات الشخصية والبيئية.
2. السلوكيات الاعتيادية والسلوكيات الفعالة للفرد.
3. سلوك الفرد تحت الضغط والإجهاد.
4. اهتمامات الفرد وتفضيلاته المهنية.

لا شك أن مقياس بيركمان يعد من أهم مقاييس تحليل الشخصية، نظراً إلى التطبيقات المهنية لمقياس بيركمان. فآلاف الشركات حول العالم تطلب من المتقدمين إلى وظائفها إجراء مقياس بيركمان، ليتمكنوا من الحكم عليهم بشكل علمي. إذ أن مقياس بيركمان يعمل على تحليل شخصية الفرد عبر قياس العديد من الصفات والسلوكيات التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بقدرة الموظف على إنجاز عمله. ومن ذلك قياس القدرة على العمل تحت الضغوط، وكفاءة العمل، واهتمامات العامل وغير ذلك من الصفات التي لا بد من العناية بها. وقد بدأت العديد من الشركات في الوطن العربي، وخاصة المملكة العربية السعودية، الاهتمام بمقياس بيركمان. مما جعل العديد من الشباب يولون وجههم شطره.

لا شك في أهمية قيام الفرد برحلة لاستكشاف نفسه وتحليل شخصيته، ليعلم ما غاب عنه من أسرارها، وليسأل نفسه عن نفسه وعن أهدافه وطموحاته وحاجاته وأولوياته وإيجابياته وسلبياته ونقاط القوة ونقاط الضعف. ولا شك أن مقياس بيركمان يمنحك هذه الفرصة. كما أن أهمية مقياس بيركمان تكمن في أنه أضحى ضرورة من الناحية المهنية، الأمر الذي أهله ليكون في صدارة مقاييس تحليل الشخصية.

الزغول، عماد عبد الرحيم (2014) مدخل إلى علم النفس، دار الكتاب الجامعي.

طه، فرج عبد القادر (2000) أصول علم النفس الحديث، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع.