تعد استراتيجيات التعلم النشط ثمرة فلسفةً تربويةً تقوم على المشاركة بين الطالب والمعلم بدلاً من اقتصار الطالب على الدور السلبي المتمثل في التلقي والاستماع. بالإضافة إلى تفعيل دور الطالب أو المتعلم في العملية التعليمية، من خلال تعزيز التعلم الذاتي والتعلم الجماعي، وتنمية القدرة على التفكير والتأمل والإبداع. كما تهتم بتطوير مهارات الطالب وتنمية قدرته على اكتساب المعارف بدلاً من إكسابه المعارف بالحفظ والتلقين. فإذا كانت هذه هي الفكرة العامة التي تقوم عليها أساليب التدريس الحديثة.. فإن السبيل إلى تحقيقها يمر عبر أنماط معينة يلتزم بها المعلم والمتعلم، مثل: استراتيجية العصف الذهني واستراتيجية التعلم بالاكتشاف، واستراتيجية الحوار والمناقشة وغيرهم من استراتيجيات التعلم النشط التي سنناقشها في هذا المقال.
وتهدف استراتيجيات التعلم النشط إلى استبدال مهارات التلقي والإنصات بممارسة الأنشطة التي تستهدف تعزيز مهارات الملاحظة والتجريب. كما أن هذه الأنشطة تطور قدرة الطالب على العمل الجماعي والتعاوني، وتنمي قدرته على التعلم الذاتي من خلال تطوير مهارات التفكير والتحليل والتركيب والتأمل. وثمرة أساليب التدريس الحديثة تتجلى في قدرة المتعلم على حل المشكلات، فهو لن ينتظر أن يلقنه أحدهم طريقة الحل، وإنما يلاحظ ويجرب ويستنتج ويحلل ويستخدم معارفه السابقة ليصل بنفسه إلى حل المشكلة.