خطوات البحث العلمي
نجد في أيامنا أن عملية البحث تعتبر جزأ لا يتجزأ من حياة أية أمة أو مؤسسة أو هيئة بحيث أصبح يُخصص له موارد مالية وبشرية للاعتماد عليه في اتخاذ القرارات بمختلف أنواعها.
تتمثل المشكلة الرئيسية التي تواجه معظم المؤسسات في أيامنا هذه هو كيفية مراقبة حاجات الإنسان ومعرفة المشكلة التي تواجهه في الحاضر والتنبؤ بها في المستقبل وكاستجابة لهذا الوضع والمساعدة في تنبؤ المستقبل فإن مبدأ النظام الرسمي في جمع المعلومات للتسهيل والمساعدة في عملية اتخاذ القرارات أصبح ضرورة. لذا فقد تناول المقال الحالي عملية البحث وخطوات عملية البحث بصورة مبسطة.
عملية البحث
يتم النظر إلى مشروع البحث كسلسلة من الخطوات المتتابعة والتي يطلق عليها أسم عملية البحث. وحتى نتمكن من القيام بالبحث بكفاءة وفعالية، فإنه من الضروري توقع خطوات البحث وإدراك العلاقات فيما بينها قبل البدء بعملية البحث.
خطوات البحث العلمي
1- الحاجة للمعلومات: تعتبر أول خطوة من خطوات عملية البحث، إن الطلب الأولي للمدير بالمساعدة يبين الحاجة لمعلومات البحث، وحتى يتمكن الباحث العلمي من القيام بالبحث فيتوجب عليه معرفة وفهم وبشكل كامل سبب أو أسباب الحاجة إلى البحث. فالمدير هو المسئول عن توضيح الظروف المحيطة عن الشيء المطلوب له معلومات لأن ذلك سوف يسهل في عملية اتخاذ القرار وإذا كان المطلوب من البحث تزويد معلومات مهمة لعمل القرار.
2- أهداف البحث والمعلومات المطلوبة: عند تحديد الحاجة لمعلومات البحث وبوضوح، فإن اهتمام الشخص الباحث يجب أن يتحول إلى تحديد أهداف للبحث المنوي عملة وتطوير قائمة محددة بالمعلومات المطلوبة، كما يجب على أهداف البحث أن تجيب عن السؤال التالي (لماذا يجب أن نقوم بالبحث؟). بشكل عام تحدد أهداف البحث كتابة قبل البدء بتنفيذ البحث، ويجب أن تكون المعلومات المطلوبة قادرة على تحقيق أهداف البحث. ويمكن التفكير بالمعلومات المطلوبة من ناحية عملية كقائمة مفصلة لأهداف الدراسة.
3- صياغة الفرضيات: يتوجب على الشخص الباحث بعد تحديد أهداف الدراسة أن يقوم بعملية الفرضيات التي يتوقع أن تساعد في تفسير مشكل البحث والفرضية عبارة عن جملة تقترح من هلالها حل معين للمشكلة قيد الدراسة. ولذلك، يتوجب صياغة الفرضية بشكل دقيق جداً نتمكن من القيام بالحكم على الاقتراح الموجود بالفرضية. وتتخذ الفرضية شكلان عبد صياغتها هما صياغة النفي وصيغة الإثبات. صيغة النفي تنفي وجود علاقة أو فرق بين متغيرين أو أكثر. بينما صيغة الإثبات تؤكد وجود علاقة أو فرق بين متغيرين. وغالبا ما تكتب الفرضية بصيغة النفي وتدعى الفرضية الأساسية والتي بها يبدأ اختبار الفرضيات.
4- مصادر البيانات: أن الخطوة التي تتبع تحديد أهداف الدراسة وقائمة مفصلة للمعلومات المطلوبة هي تحديد مصادر البيانات، ومعرفة ما إذا كانت تتوفر داخل المؤسسة التي تدعم البحث أم خارجها. فالمصادر الداخلية تتضمن الأبحاث السابقة وملفات وسجلات المؤسسة، بينما تتضمن المصادر الخارجية للبيانات تقارير الأبحاث التجارية ومجلات وتقارير الصناعة والتقارير الحكومية. فإذا وجد الشخص الباحث البيانات المناسبة للمعلومات المطلوبة ، فيتوجب عليه فحص تصميم البحث للتأكد من دقتها لأن سمعة المؤسسة التي تجمع وتحلل البيانات تعمل كدليل لمصداقيتها. أما إذا لم تتوفر البيانات داخل المؤسسة أو خارجها، فعلى البـاحث أن يعمل على توفير بيانات جديدة أو أولية إما عن طريق البريد أو التلفون أو المقابلة الشخصية أو الملاحظة أو التجارب أو المحاكاة. والخطوات اللاحقة في عملية البحث تتعلق بجمع البيانات من خلال هذه المصادر.
5- أدوات جمع البـيانات: يتوجب على الشخص الباحث وخلال إعداد أداة جمع البـيانات إيجاد ربط فعال ما بين المعلومات المطلوبة والأسئلة التي يجب أن تسال أو الملاحظات التي يجب تدويدها. إن نجاح أي دراسة يعتمد على مهارة الباحث ومقدرته الإبداعية في إيجاد مثل هذا النوع من الربط. كما إن هذه المسؤولية تقع على عاتق الشخص الباحث وبالكامل.
6- تصميم العينة: إذا لم يكن بالإمكان دراسة جميع أفراد مجمع الدراسة، فعلى الباحث القيام بعملية تصميم العينة والتي تهتم معرفة عناصر العينة. وحتى يتمكن الباحث من القـيام بذلك فانه لا بد من عديد مجتمع الدراسة والذي يجب أن نختار العينة منه بدقة. واختيار العينة يتطلب معرفة الطرق المختلفة والتي تستخدم في عملية الاختيار والتي مكن تصنيفها إلى طرق احتمالية وطرق غير احتمالية. ثم يتوجب على الشخص الباحث تحديد حجم العينة المناسبة.
7- جمع البيانات: تعتبر عملية جمع البيانات مهمة جدا لأنها غالبا ما تتحكم بطبيعة نتائج البحث ومقدار الخطأ فيها كما أنها تحتاج إلى جزء كبير من ميزانيـة البحث. لذلك فان اختيار الأشخاص الباحثين وتدريبهم ومراقبتهم أمر ضروري لضمان عمل أبحاث فعالة.
8- إعداد البيانات: تبدأ عملية إعداد البيانات بعد تسجيلها. وهذا يتضمن أعمال التدقـيق والترقيم. التدقيق يتضمن مراجعة أداة جمع البيانات من حيث مؤهليتها في جمع البيانات والتوازن والكمال بينما الترقيم يتضمن تقسيم المستجوبين إلى مجموعات بحيث مكن تمثيلها بواسطة أرقام. وبعد ذلك تصبح البيانات جاهزة لوضعها في جداول من أجل إجراء التحاليل اللازمة أما بالطريقة اليدوية أو الآلية.
9- تحليل البيانات: انه من المهم جدا لان يكون التحليل للبيانات منسجم مع متطلبات المعلومات المطلوبة في الخطوة الثائية. وهذا يتطلب عادة استخدام النموذج أو الاختبار الإحصائي أو الرياضي والذي يتلاءم مع طبيعة أهداف الدراسة.
10- عرض النتائج: غالبا ما تعرض نتائج البحث على مدير المؤسسة أو الجهة المقدم لها البحث من خلال تقرير مكتوب أو عرض شفهي. كما يفضل أن تعرض نتائج البـحث بطريقة مبسطة بحيث يتم معرفة المعلومات المطلوبة وفهمها بالنسبة لمتخذ القرار لاستخدامها في الحياة العملية. ففائدة البحث تكمن في طريقة عرض النتائج بغض النظر عن الفعالية التي تم انجاز الخطوات السابقة بها.
مراجع يمكن الرجوع إليها:
العلاونة، على سليم. (1996). أساليب البحث العلمي في العلوم الإدارية. عمان: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع.
المنهج الوصفي في البحث العلمي, مشكلة البحث العلمي , تعريف المقابلة في البحث العلمي , تعريف البحث العلمي, أنواع المقابلة في البحث العلمي , الفرق بين المصادر والمراجع , مدرسة التحليل النفسي, المنهج الوصفي في البحث العلمي, نموذج مشكلة البحث, أنواع البحوث العلمية, أنواع البحوث العلمية, فرضيات البحث العلمي , تعريف البحث العلمي , طرق جمع البيانات في البحث العلمي, أهداف البحث العلمي