يُعتبر الترميز المفتوح المرحلة الأولى في التحليل النوعي للبيانات، حيث يقوم الباحث بتقسيم النصوص والبيانات إلى وحدات صغيرة قابلة للتحليل والتصنيف. الهدف من هذه العملية هو استخراج المفاهيم الأولية التي يمكن أن تمهد لبناء محاور أو نظريات لاحقة. ولكي يتم الترميز المفتوح بشكل صحيح، لا بد من اتباع خطوات منهجية دقيقة تضمن الموضوعية والعمق.
1- جمع البيانات النوعية وتجهيزها
تبدأ العملية بالحصول على بيانات غنية من مصادر مثل المقابلات أو الملاحظات أو الوثائق. بعد ذلك يتم تفريغ النصوص وتنظيمها بشكل يسهل التعامل معها، لأن جودة البيانات هي الأساس لنجاح الترميز.
2- القراءة الأولية للنصوص بشكل شامل
يقوم الباحث بقراءة البيانات قراءة متأنية ومتكررة لفهم السياق العام قبل البدء في عملية الترميز. هذه القراءة التمهيدية تساعد على تكوين انطباع أولي عن الأفكار والمعاني الكامنة في النصوص.
3- تقسيم البيانات إلى وحدات تحليل صغيرة
يتم تقسيم النصوص إلى عبارات أو جمل أو مقاطع قصيرة تحمل معنى محددًا. هذه الوحدات تكون الأساس الذي تُبنى عليه عملية الترميز، وهي تمنع الباحث من فقدان التفاصيل الدقيقة.
4- إعطاء رموز أولية للوحدات
يقوم الباحث بتخصيص رمز أو كلمة مفتاحية لكل وحدة من وحدات البيانات، بحيث تعكس جوهر المعنى الذي تحمله. هذه الرموز قد تكون وصفية أو تفسيرية، وتعمل كعلامات لتجميع البيانات المتشابهة لاحقًا.
5- البحث عن التكرارات والأنماط
خلال عملية الترميز، يبدأ الباحث بملاحظة التكرار في استخدام كلمات أو أفكار معينة بين المشاركين. هذه التكرارات تمثل مؤشرات أولية على وجود موضوعات رئيسية في البيانات.
6- مراجعة الرموز وصقلها
بعد الترميز الأولي، تتم مراجعة الرموز لتوحيدها أو تعديلها، بحيث تصبح أكثر وضوحًا واتساقًا. هذه المراجعة تضمن أن الرموز تعكس فعليًا المعاني الكامنة في النصوص.
7- تجميع الرموز في فئات أولية
الخطوة التالية تتمثل في تصنيف الرموز المتشابهة أو المرتبطة ضمن مجموعات أو فئات أولية. هذه الفئات تُعتبر اللبنات الأولى التي ستتطور لاحقًا إلى محاور أو موضوعات كبرى.
8- توثيق العملية لضمان المصداقية
وأخيرًا، يجب على الباحث توثيق خطوات الترميز بشكل دقيق، سواء من خلال الجداول أو المذكرات البحثية، لإظهار كيفية الانتقال من النصوص الخام إلى الرموز والفئات. هذا يعزز من مصداقية التحليل وشفافيته.