من الأشياء التي يجب أن يتخذ الباحث قرار حيالها هو إنهاء الملاحظة، وهذا القرار يعتمد على الأمور التالية:
أولاً: سؤال الدراسة:
إن الإجابة على سؤال الدراسة هو العامل الحاسم في تحديد مدى كفاية المعلومات، فإذا شعر الباحث بأنه قد حصل من المعلومات ما يمكنه من الإجابة على سؤال البحث أو أسئلته فهذا مؤشر على إمكانية إنهاء الملاحظة.
ثانياً: مقدار ما يعطيه لك المشارك:
فقد يكون سلوك المشارك (المبحوث) متنوعاً ومتجدداً، بحيث يكون مجالاً خصباً للملاحظة، فيحتم على الباحث الاستمرار في الملاحظة، وقد يكون رتيباً متكرراً أو يحجم المبحوث عن إظهار بعض سلوكه، لإحساسه بأنه ملاحظ، فيكون من غير المفيد الاستمرار في الملاحظة.
ثالثاً: الوقت المتاح للدراسة:
فالملاحظة قد تستمر وقتاً طويلاً، لكن غالباً الباحث يكون مرتبطاً بجدول زمني للدراسة، ويجب عليه أن يتقيد به فعامل الوقت المتاح يؤثر على موعد نهاية جمع المعلومات، ولذلك يجب على الباحث أن يجدول زمن البحث (خاصةً جزئية جمع المعلومات) بشكل واعٍ ومتقن، بحيث لا يستغرق وقته في موضع معين، لدرجة يضيق معه الوقت عن تغطية باقي جوانب البحث أو مواضيع أخرى.
رابعاً: استيعاب دورة كاملة للظاهرة محل الدراسة:
فاستمرار الملاحظة لدورة كاملة للظاهرة، مثل ملاحظة سلوك المعلم خلال وجدة دراسية من المقرر، أو مشاركة الطلاب في فصل دراسي كامل، يعطي الباحث إحاطة كاملة بالظاهرة، ويجعله قادراً على تكوين تصور شامل عنها، وبالتالي يجعل معلوماته أكثر ثراء وتماسكاً، فالاقتصار على معلومات من أول الوحدة الدراسية، أو من آخر الفصل الدراسي قد يكون مضللاً للباحث، بحيث لا تعطيه معلومات كاملة أو كافية، ومن ثم تكثر الثغرات في معلوماته.
يجب على الباحثين النوعيين عند التفكير في التوقف عن الملاحظة أخذ هذه العوامل بعين الاعتبار حتى تكون المعلومات مكتملة ومفيدة للباحث، وبشكل عام على الباحث أن يحرص أن يكون ما لديه من معلومات أكثر مما يحتاج، فقد لا تتوفر له المعلومة عند الحاجة إليها مرة ثانية عند انتهاء الملاحظة.