تتضمن مراحل تطبيق منهجية النظرية المجذرة في البحث العلمي عدة خطوات رئيسية تتمثل في الآتي:
- جمع البيانات من خلال تساؤل الدراسة.
- التصنيف
- الترميز بأنواعه.
أولاً: جمع البيانات من خلال تساؤل الدراسة :
تبدأ منهجية النظرية المجذرة في البحث العلمي باستناد الباحث بشكل رئيسي على الاستقراء، ذلك من خلال البدء من تساؤل عام حول الحقيقة، فمن الأفضل أن يبدأ الباحث بحثه العلمي من خلال سؤال بحثي عام يتسم بالمرونة الكافية ليقوم بتضييق مساحة التساؤل بناء على البيانات والتحليل، ويشير البعض أن التساؤل في البحث الذي يستند الباحث فيه إلى منهج النظرية المجذرة يجب أن يكون عاماً مرناً ومفتوحاً.
هذا ويوصي البعض الباحثين بأنه من الأفضل أن يسأل عما هو مصدر المشكلة البحثية وكيف يمكن أن يحل أو يسيطر عليها، بحيث يبدأ معها الباحث بالانتقال إلى تضييق العمومية إلى أن يصل إلى نقاط أكثر تحديداً تفسر الإشكال أو الظاهرة محل الدراسة، وهذا ما يعرف بالاستقراء.
ثانياً: التصنيف وتدوين الملاحظات :
إن الباحث يحتاج للإجابة على أسئلة وتساؤلات البحث إلى التأمل في الملامح العامة التي تبرزها جوانبها، وتصنيفها وفق رموز بحثية، يدونها للتحليل والتصنيف، الذي هو أساس البحث العلمي، وهو مهارة عقلية مهمة، تقوم على تجميع الأشياء أو الوحدات في مجموعات وفقاً للتشابه والاختلاف فيما بينها، بحيث تتضمن كل مجموعة منها وحداث ذات خواص، أو صفات مشتركة.
ثالثاً: الترميز:
يقصد بالترميز هو المذكرات التي يستنبطها الباحث من خلال التأمل في المادة التي قام بجمعها والتي يكشف من خلالها الأنماط التي تتفرع منها، وتأتي في البداية على شكل صور بدائية من الأفكار، وثم تنمو وتتعقد، وتزداد كثافتها ووضوحها، ووقتها كلما تقدمت مراحل البحث، وهذه تعد ميزة منهجية مهمة في النظرية المجذرة، والتي تأتي على مراحل متسلسلة منظمة، تواكب العمليات العقلية التي تقوم عل مهارات التفكير من الاسترجاع والاستكشاف والتحليل والنقد، وهذا وتتم عملية الترميز على ثلاثة مراحل وهي:
1- الترميز المفتوح الأولي: وفيه بتناول الباحث فئات المعلومات حول الظاهرة موضع الدراسة، ويستكشف الظاهرة المركزية والظروف المتداخلة المسببة لها، والسياقات المتعلقة بها.
2- الترميز المحوري: ويقصد به عملية ربط الفئات الفرعية بفئة ما بالنظر إلى العلاقات السببية عن طريق ربطها بالفئات الأخرى، والتحقق من علاقاتها، والنظر في الفئات التي تحتاج مزيداً من المراجعة والتطوير.
3- الترميز الانتقائي: يكون بعد النظر في الخطوط الرئيسية للمادة التي قام الباحث بجمعها والتي تربط بين الفئات والمجموعات، وتستكشف العلاقات بالاعتماد على نوعي الترميز السابقين وفق نظرة شاملة، تبرز كل ما يحيط بها.