أهمية الدراسة هي العنصر الذي يمنح البحث قيمته الحقيقية، حيث تُبرز مساهمته في إثراء المعرفة أو تقديم حلول عملية لمشكلات قائمة. وصياغة هذا الجزء بشكل علمي تتطلب الالتزام بالموضوعية والدقة، مع التركيز على إظهار الفوائد العلمية والعملية دون مبالغة، فيما يلي أبرز خطوات صياغة أهمية الدراسة:
1- البدء بتوضيح السياق العلمي للموضوع
ينبغي أن يبدأ الباحث صياغة الأهمية بوضع القارئ في الإطار العام للبحث، من خلال تحديد المجال العلمي أو التخصص الذي تنتمي إليه الدراسة، مما يساعد على فهم مكانتها ضمن الحقل المعرفي.
2- الربط المباشر بمشكلة البحث
الأهمية يجب أن تكون انعكاسًا طبيعيًا للمشكلة البحثية، أي أن توضّح لماذا تستحق هذه المشكلة المعالجة، وما الذي يميزها عن غيرها من المشكلات المطروحة في المجال نفسه.
3- إبراز الإضافة العلمية للبحث
يُفضل أن يوضح الباحث كيف ستسهم نتائج الدراسة في تطوير النظرية أو سد ثغرة معرفية قائمة، أو تقديم رؤى جديدة تضيف إلى الأدبيات السابقة وتفتح آفاقًا للباحثين.
4- توضيح البعد العملي والتطبيقي
جانب مهم في الصياغة هو أن تُظهر كيف يمكن الاستفادة من نتائج البحث في الواقع، سواء على مستوى المؤسسات أو السياسات أو الممارسات المهنية، مما يعزز من جدواه.
5- تحديد المستفيدين المحتملين
على الباحث أن يبين الفئات أو الأطراف التي ستستفيد من البحث، مثل الأكاديميين، صناع القرار، المعلمين، أو المجتمع بشكل عام، مما يمنح النص واقعية ومصداقية.
6- تجنب المبالغة أو العمومية
يجب أن تصاغ الأهمية بلغة دقيقة دون مبالغة، مثل الادعاء بأن البحث سيغير المجال كليًا. كما ينبغي تجنب العموميات الفضفاضة التي تجعل النص ضعيفًا وغير مقنع.
7- استخدام لغة أكاديمية دقيقة
الصياغة العلمية تتطلب اعتماد لغة رصينة وموضوعية، تعتمد على الأفعال المبنية للمعلوم، والمصطلحات المتخصصة، مع الابتعاد عن الأسلوب الإنشائي أو العاطفي.
8- إنهاء الأهمية برؤية مستقبلية للبحث
من الأفضل أن تُختتم الأهمية بإشارة إلى الأثر المتوقع للبحث في المستقبل، سواء على مستوى تطوير الدراسات أو فتح مسارات بحثية جديدة، مما يترك انطباعًا قويًا لدى القارئ.