صياغة حدود الدراسة تمثل خطوة مهمة في البحث العلمي، إذ تحدد الإطار الذي يتحرك فيه الباحث وتوضح للقارئ الجوانب التي يغطيها البحث والجوانب المستثناة منه. كتابة هذه الحدود بشكل علمي يتطلب وضوحًا ودقة وموضوعية، مع مراعاة جميع أبعاد البحث، وذلك وفق الخطوات التالية:
1- تحديد نوع الحدود بدقة
على الباحث أن يبدأ بتحديد ما إذا كانت الحدود موضوعية، مكانية، زمنية، بشرية، منهجية أو غيرها، ثم صياغتها بشكل واضح ومباشر بحيث يفهم القارئ طبيعتها دون لبس.
2- استخدام لغة أكاديمية واضحة
ينبغي صياغة الحدود بلغة علمية رصينة خالية من الغموض، مع تجنب العبارات الفضفاضة أو غير المحددة، حتى لا تفتح مجالًا للتأويلات المتعددة.
3- الربط المباشر بمشكلة البحث
الحدود ليست عنصرًا منفصلًا، بل يجب أن تكون مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بمشكلة البحث وأهدافه. أي أنها تحدد بدقة الإطار الذي يتيح للباحث معالجة المشكلة المطروحة.
4- صياغة الحدود بطريقة موضوعية دون تبريرات شخصية
من الأخطاء الشائعة أن يحول الباحث حدود الدراسة إلى مبررات لقصور البحث. الصياغة العلمية تقتصر على تحديد ما شمله البحث وما لم يشمله دون إضفاء طابع دفاعي.
5- تجنب التعميم المفرط
عند صياغة الحدود، يجب أن يُذكر بوضوح أن النتائج لا تنطبق إلا على النطاق المحدد في البحث، سواء كان ذلك في المكان أو الزمان أو الفئة البشرية، لتجنب تضخيم النتائج.
6- إبراز أهمية هذه الحدود
ينبغي أن يوضح الباحث أن وضع الحدود ليس عيبًا أو قصورًا، بل هو عنصر علمي أساسي يضمن دقة البحث ويركز نتائجه ضمن نطاق محدد وقابل للتحقق.
7- التنظيم والترتيب المنهجي
من الأفضل عرض الحدود بترتيب منطقي، مثل: الموضوعية أولًا، ثم المكانية، فالزمنية، فالبشرية، وهكذا، مما يسهل على القارئ استيعابها بشكل متدرج ومترابط.
8- صياغتها بصيغة تقريرية لا وصفية
الحدود يجب أن تُكتب بصيغة تقريرية دقيقة مثل: اقتصر البحث على...أو تناولت الدراسة...، مما يمنح النص وضوحًا وموضوعية ويعكس احترافية الباحث.