طلب خدمة
استفسار
×

التفاصيل

عدد المشاهدات(4)

ما هو الفرق بين الإطار النظري والإطار المفاهيمي؟

في عالم البحث العلمي، يمثل الإطار النظري والإطار المفاهيمي حجرا الأساس لأي دراسة أكاديمية رصينة. فهما لا يقتصران على إضفاء الطابع المنهجي على البحث فحسب، بل يسهمان أيضًا في ترسيخ مصداقية الدراسة وفاعليتها العلمية. ورغم أن العديد من طلاب الدراسات العليا وحتى بعض الباحثين المتمرسين قد يخلطون بين الإطار النظري والإطار المفاهيمي، إلا أن لكل منهما خصائصه ووظائفه التي تجعله فريدًا.

لذلك حرصت شركة دراسة لخدمات البحث العلمي والترجمة من خلال المقال الحالي على شرح الفرق بين الإطارين بأسلوب علمي دقيق وأمثلة تطبيقية تسهّل على القارئ إدراك المفاهيم بعمق. كما ستعرض أهمية كل إطار، مكوناته، وأبرز الأخطاء التي يقع فيها الباحثون أثناء بناء هذين الإطارين، إلى جانب نموذج تطبيقي يوضح كيفية استخدام كل منهما في سياق بحثي واقعي.

تعريف الإطار النظري

 

الإطار النظري هو البنية الفكرية والعلمية التي تستند إليها الدراسة، ويتألف من مجموعة من النظريات والمفاهيم التي سبق تطويرها واختبارها في أدبيات سابقة، وتتناول الظاهرة أو القضية التي يعالجها الباحث. بمعنى آخر، يُعد الإطار النظري امتدادًا للنقاش العلمي القائم حول موضوع البحث، ويهدف إلى توفير أرضية تفسيرية للظاهرة.

يُستمد الإطار النظري من النظريات المعروفة في مجال التخصص، ويعتمد على تحليل نقدي للدراسات السابقة التي تناولت نفس الموضوع أو مواضيع مشابهة. كما يُستخدم لتحديد الاتجاهات النظرية، وتوجيه الأسئلة والفرضيات البحثية، وتبرير المنهجية المعتمدة.

تعريف الإطار المفاهيمي

 

الإطار المفاهيمي هو بخلاف الإطار النظري، لا يُبنى بالضرورة على نظرية واحدة جاهزة أو معروفة، بل يُشتق من المفاهيم الرئيسية التي تتعلق بموضوع الدراسة، ويُستخدم لتوضيح وتفسير العلاقات بين هذه المفاهيم ضمن سياق معين. يمكن اعتباره كخريطة طريق أو نموذج تصوري يرسم الهيكل العام للدراسة من خلال مفاهيمها الأساسية.

يتضمن الإطار المفاهيمي تعريفًا لكل مفهوم من مفاهيم البحث، سواء كانت متغيرات مستقلة أو تابعة أو وسيطة، بالإضافة إلى العلاقات المفترضة بينها. وقد يتم التعبير عن هذا الإطار في شكل نصوص تفسيرية، أو مخططات ورسوم توضيحية تربط بين المفاهيم.

الفرق بين الإطار النظري والإطار المفاهيمي

 

رغم التشابه الظاهري بين الإطار النظري والإطار المفاهيمي، إلا أن الفرق بين الإطارين جوهري ويُؤثر بشكل مباشر في تصميم الدراسة وتفسير نتائجها. يمكننا تلخيص الفروق بينهما في عدة جوانب محورية:

أولًا: من حيث المصدر:

  1. الإطار النظري يشتق من نظريات معروفة ومُثبتة علميًا، مثل نظرية التعلم الاجتماعي، أو نظرية النظم، أو نظرية رأس المال البشري.
  2. الإطار المفاهيمي يُشتق من مفاهيم مرتبطة مباشرة بموضوع البحث، والتي قد تتكون من تراكيب مستخلصة من الأدبيات، أو من خلال فهم الباحث للبيانات.

ثانيًا: من حيث وظيفة كل إطار:

  1. الإطار النظري يُستخدم لتقديم تفسير علمي قائم على نظرية قائمة، ويُساعد في تكوين الفرضيات والتوجيه النظري للدراسة.
  2. أما الإطار المفاهيمي، فوظيفته الأساسية تكمن في تصوير العلاقات بين المفاهيم الأساسية في البحث، ويُستخدم كأداة لبناء النموذج البحثي أو تصور الظاهرة.

ثالثًا: من حيث طبيعة بناء كل إطار:

  1. الإطار النظري أكثر تجريدًا وغالبًا ما يكون معتمدًا على مدارس فكرية فلسفية أو اجتماعية.
  2. الإطار المفاهيمي يُبنى بطريقة مرنة وقابلة للتكيّف مع طبيعة المشكلة البحثية.

رابعًا: من حيث الارتباط بالمنهج البحثي:

  1. غالبًا ما يُستخدم الإطار النظري في الدراسات الكمية التي تعتمد على اختبار الفرضيات.
  2. بينما يُفضل الإطار المفاهيمي في الدراسات النوعية، حيث يتم تفسير العلاقات من خلال الفهم المعمّق للبيئة المدروسة.

خامسًا: الشكل النهائي:

  1. يتم تقديم الإطار النظري في شكله النهائي في صورة نصية أو سردية فقط.
  2. الإطار المفاهيمي فغالبًا ما يُعرض على شكل رسم بياني أو مخطط توضيحي.

 

إن فهم هذا الفرق يُمكّن الباحث من اختيار الإطار المناسب حسب طبيعة موضوعه، ويُجنّبه الوقوع في أخطاء في كتابة الإطار النظري أو الإطار المفاهيمي قد تُضعف من قوة دراسته الأكاديمية.

أهمية الإطار النظري للبحث العلمي:

 

يُعد الإطار النظري أحد الأعمدة الأساسية التي يقوم عليها البحث العلمي، إذ يوفّر الخلفية الفكرية والمنهجية التي تنطلق منها الدراسة نحو تفسير الظاهرة المدروسة. من خلاله، يتمكن الباحث من تحديد المفاهيم الرئيسية، وربطها بالنظريات ذات الصلة، وبناء فرضياته بناءً علميًا متماسكًا. ويمكن توضيح أهمية الإطار النظري من خلال الآتي:

  1. يربط الإطار النظري بين الدراسة الحالية والدراسات السابقة، مما يمنحها شرعية أكاديمية، ويُظهر أن الباحث يعمل ضمن منظومة معرفية موجودة وليس بشكل معزول.
  2. من خلال النظريات السابقة، يمكن للباحث تفسير كيفية ارتباط متغيراته ببعضها البعض، وتحديد العوامل المؤثرة والنتائج المتوقعة.
  3. يوفر الإطار النظري أساسًا علميًا يساعد على فهم ما تم إنجازه في موضوع البحث، ويوضح كيف يضيف البحث الجديد إلى المعرفة المتوفرة.
  4. يساعد في تعريف المفاهيم الأساسية واختيار المتغيرات ذات الصلة وتوضيح العلاقات بينها.
  5. يتيح للباحث صياغة فرضيات مستندة إلى منطق علمي مدعوم بالنظريات.
  6. يُساعد الإطار النظري في تحديد نوع المنهج المستخدم، وطبيعة أدوات جمع البيانات، وكيفية تحليل النتائج.
  7. الفرضيات ليست عشوائية، بل تنشق من خلفية نظرية متينة تبرر صياغتها، وتُضفي عليها طابعًا علميًا يُسهم في قبول البحث أكاديميًا.
  8. يساهم في اختيار الأدوات المناسبة للتحليل بناءً على ما يقتضيه النموذج النظري المستخدم.
  9. بعد جمع البيانات وتحليلها، يكون من الضروري العودة إلى الإطار النظري لتفسير النتائج وربطها بالأدبيات السابقة.

أهمية الإطار المفاهيمي للبحث العلمي

 

إذا كان الإطار النظري يمد الدراسة بجذورها العلمية، فإن الإطار المفاهيمي يُعد خريطتها الذهنية التي توضح كيف تتفاعل المتغيرات والمفاهيم داخل الدراسة نفسها. تتجلى أهمية الإطار المفاهيمي في النقاط التالية:

  1. يرسم الإطار المفاهيمي حدود البحث من خلال تحديد المفاهيم الأساسية والعلاقات بينها، مما يُعطي وضوحًا للقارئ والباحث معًا حول ما سيتم بحثه وكيف.
  2. يساعد على تجسيد المفاهيم المجردة في شكل متغيرات واضحة يسهل قياسها وتحليلها.
  3. الإطار المفاهيمي لا يُستمد من نظرية جاهزة بالضرورة، مما يُتيح للباحث أن يُبدع في بناء نموذج خاص يعكس فهمه العميق للمشكلة.
  4. يُستخدم الإطار المفاهيمي في الدراسات الكيفية لفهم التفاعلات والسياقات. أما في الدراسات الكمية، فيُساعد في بناء الفرضيات وتحليل النتائج وفق شبكة من العلاقات المفاهيمية.
  5. من خلال الرسومات التخطيطية، يمكن توضيح العلاقات بين المفاهيم بشكل يسهل استيعابه من قِبل لجنة التحكيم أو القارئ.
  6. يسهّل اشتقاق الفرضيات من خلال رسم العلاقات بين المفاهيم داخل الإطار.
  7. يساهم في بناء أدوات جمع البيانات (مثل الاستبيانات أو المقابلات) استنادًا إلى العناصر المفاهيمية المحددة.
  8. يُستخدم كمرجعية لفهم وتفسير النتائج في ضوء العلاقة المتوقعة بين المتغيرات.
  9. حين يقوم الباحث بتفسير النتائج، يمكنه العودة إلى الإطار المفاهيمي الذي رسمه في البداية لقياس مدى تحقق الافتراضات أو اكتشاف علاقات جديدة غير متوقعة.

ما هي مكونات الإطار النظري؟

 

لكي يؤدي الإطار النظري دوره بشكل فعّال في دعم البحث العلمي، لا بد أن يتضمن مجموعة من المكونات الأساسية التي تكوّن بنيته وتُعزز من قوته الأكاديمية. هذه المكونات ليست عشوائية، بل يُفترض تنظيمها وترتيبها وفقًا لمتطلبات البحث وتوجهاته، وهي:

أولًا: النظريات المرتبطة بموضوع الدراسة

تُشكّل النظريات العمود الفقري للإطار النظري. ويُفضل أن يعتمد الباحث على نظرية أو أكثر مما يتناسب مع مشكلة البحث، على أن تكون هذه النظريات موثقة علميًا ومُستخدمة سابقًا في دراسات مشابهة. عند تقديم النظرية، يجب عرض خلفيتها التاريخية، ومفاهيمها الرئيسة، وكيف تُفسّر الظاهرة محل الدراسة.

ثانيًا: الدراسات السابقة المرتبطة بالنظرية

بعد تقديم النظرية، يُفترض استعراض الدراسات السابقة التي استخدمتها، مع التركيز على:

  1. طبيعة البيانات التي تناولتها.
  2. المنهجيات المتبعة.
  3. النتائج التي توصلت إليها.
  4. مدى اتفاق أو تعارض هذه الدراسات.

هذا الاستعراض يُساعد الباحث على فهم أوسع للنظرية، ويدعّم اختياره لها كإطار بحثي.

ثالثًا: العلاقة بين النظرية ومشكلة البحث

من المهم أن يوضح الباحث كيف تفسّر النظرية موضوع بحثه تحديدًا، ولماذا اختارها دون غيرها. هذا التبرير العلمي يعزز مصداقية الدراسة ويُبيّن الوعي البحثي لدى الباحث.

رابعًا: صياغة الفرضيات (في الدراسات الكمية)

في حال استخدام المنهج الكمي، فإن الإطار النظري يُستخدم كأساس لصياغة الفرضيات، التي يجب أن تكون واضحة، قابلة للاختبار، ومبنية على المفاهيم المستمدة من النظرية.

خامسًا: نقد وتقييم النظريات السابقة

الإطار النظري القوي لا يقتصر على السرد، بل يشمل أيضًا تحليلًا نقديًا للنظريات المختلفة، وتوضيح أوجه القوة والضعف في كل منها، مما يُبرز الدور التحليلي للباحث.

أهم مكونات الإطار المفاهيمي

 

بينما يُركّز الإطار النظري على البناء المعرفي العام، فإن الإطار المفاهيمي يُعبّر عن التصميم الذهني الداخلي للبحث. ولكي يؤدي هذا الإطار دوره بكفاءة، لا بد من توافر عدد من المكونات الأساسية وهي:

أولًا: المفاهيم الرئيسية للدراسة

المفاهيم هي اللبنات الأساسية للإطار المفاهيمي، وتشمل:

  1. المتغيرات المستقلة (مثلاً: نمط القيادة).
  2. المتغيرات التابعة (مثلاً: أداء الموظف).
  3. المتغيرات الوسيطة أو المعدّلة (مثل: الثقافة التنظيمية).

يجب أن تكون هذه المفاهيم واضحة، دقيقة، ومبنية على الأدبيات العلمية ذات الصلة.

ثانيًا: تعريف المفاهيم نظريًا وإجرائيًا

كل مفهوم يُفترض أن يتم تعريفه على مستويين:

  1. التعريف النظري الذي يُبيّن المعنى العام أو الفلسفي للمفهوم.
  2. التعريف الإجرائي الذي يوضح كيفية قياس المفهوم داخل الدراسة، وما هي المؤشرات أو الأسئلة أو الأدوات المستخدمة في ذلك.

هذا الجانب يُعدّ جوهريًا لضمان اتساق القياس والتحليل في الدراسة.

ثالثًا: توضيح العلاقات بين المفاهيم

بعد تحديد المفاهيم وتعريفها، يُفترض أن يقوم الباحث برسم العلاقة بين هذه المفاهيم، على شكل:

  1. ارتباطات سببية أو تتابعية.
  2. علاقات تأثير مباشر أو غير مباشر.
  3. نماذج تنبؤية.

وتُعتبر هذه الخطوة حجر الزاوية في بناء نموذج مفاهيمي متكامل.

رابعًا: تمثيل العلاقات بصريًا (مخطط أو نموذج تصوري)

في معظم الدراسات، يُستخدم رسم بياني أو مخطط لعرض الإطار المفاهيمي بشكل بصري. يُبيّن هذا الرسم المتغيرات الرئيسية والأسهم التي توضّح طبيعة العلاقات بينها (تأثير، علاقة عكسية، تعديل، إلخ).

خامسًا: أسباب بناء النموذج

من الضروري أن يشرح الباحث لماذا ربط بين المفاهيم بهذا الشكل، وما هي الأدلة أو الدراسات السابقة التي تدعم هذا النموذج، مما يُضفي قوة تفسيرية ومنهجية على الدراسة.

كيفية كتابة الإطار النظري بشكل أكاديمي احترافي

 

كتابة الإطار النظري ليست مجرد تجميع للمعلومات أو استعراض للأدبيات السابقة، بل هي عملية علمية تتطلب مهارة في التنظيم والتحليل والربط بين المفاهيم والنظريات. فالإطار النظري الناجح هو الذي يوضح الخلفية العلمية للدراسة، ويكشف عن مدى إلمام الباحث بالمجال، ولكتابة إطار نظري متقن يفي بالغرض العلمي والمنهجي، ينبغي للباحث اتباع خطوات منظمة ومتكاملة وهي:

  1. تبدأ الكتابة باختيار النظرية التي تتناسب مع مشكلة الدراسة. يجب أن تكون النظرية مُعترف بها في التخصص، ومدعومة بدراسات سابقة، وقابلة للتطبيق في السياق المحلي أو البيئي للدراسة.
  2. ينبغي تقديم وصف مفصل للنظرية يتضمن منشأها وتاريخها، ومفاهيمها الأساسية، مع توضيح العلاقات التي تطرحها بين هذه المفاهيم، بالإضافة إلى الافتراضات الأساسية التي تبني عليها النظرية.
  3. يجب أن يُظهر الباحث كيف تُساعد النظرية في تفسير الظاهرة المدروسة. يمكن استخدام تساؤلات مثل (ما الذي تُفسّره هذه النظرية في سياق دراستي؟ وكيف ترتبط مفاهيمها بمتغيرات بحثي؟)
  4. استعراض الأدبيات التي استخدمت نفس النظرية يُثري الإطار النظري، ويُظهِر كيف تم استخدامها في بيئات مختلفة، مما يُعزز من صلاحيتها للدراسة الحالية.
  5. ينبغي عدم الاكتفاء بالسرد، بل يجب تقديم تحليل نقدي يُوضح مدى ملاءمة النظرية لمجال الدراسة، بالإضافة إلى أوجه القوة والقصور، مع إمكانية تعديلها أو دمجها مع نظريات أخرى.
  6. إذا كانت الدراسة كمية، ينبغي اشتقاق الفرضيات من النظرية المستخدمة، وتوضيح العلاقة السببية أو الارتباطية بين المتغيرات. أما في الدراسات النوعية، فيمكن صياغة أسئلة بحثية توجه جمع وتحليل البيانات.

أهمية توافق الإطار النظري والمفاهيمي مع أهداف البحث

 

يمثل كل من الإطار النظري والإطار المفاهيمي حجر الأساس الذي يُبنى عليه البحث العلمي، حيث يُوجهان الباحث في تحديد مسار الدراسة وتحليل نتائجها. غير أن فعالية هذا التوجيه تعتمد بدرجة كبيرة على مدى التوافق بين الإطارين وأهداف البحث، وتبرز هذه الأهمية من خلال النقاط التالية:

  1. التوافق يساعد على تكامل جميع مكونات البحث، من المقدمة إلى النتائج، دون تناقض أو انحراف عن الموضوع الأساسي.
  2. التوافق بين الإطارين وأهداف البحث يُساعد في بناء أدوات جمع البيانات المناسبة (مثل الاستبيانات أو أدلة المقابلات)، ما يضمن جمع بيانات دقيقة تُجيب على أسئلة البحث الأساسية.
  3. عندما يكون الإطار متوافقًا مع الأهداف، يسهل تحديد ما يجب قياسه وكيفية تحليل البيانات بشكل يخدم تلك الأهداف.
  4. التماسك بين الأطر النظرية والمفاهيمية والأهداف البحثية يعكس قدرة الباحث على الربط والتحليل العلمي المنهجي.
  5. يوفّر الإطاران مرجعية واضحة لبناء فرضيات ترتبط بشكل مباشر بما يسعى الباحث لتحقيقه من أهداف.
  6. عندما تكون أهداف البحث مستندة إلى نظرية واضحة ومفاهيم معرفية محددة، يصبح تفسير النتائج عملية منظمة ومتماشية مع البناء الفكري للدراسة، وليس عملية عشوائية.
  7. الدراسات التي تُظهر تناغمًا منهجيًا بين جميع عناصرها تُعتبر أكثر مصداقية، وبالتالي تزداد فرص قبولها للنشر أو اعتمادها في رسائل الماجستير والدكتوراه.
  8. كلما كان هناك توافق بين النظرية والمفاهيم، كان من السهل استخدام نتائج الدراسة كأساس لبناء دراسات لاحقة، مما يُثري الأدبيات العلمية في مجال التخصص.
  9. يظهر توافق الأطر مع الأهداف مدى إسهام الدراسة في تطوير النظرية أو التطبيق العملي في مجال التخصص.

 

نموذج بحثي يوضح الفرق بين الإطارين

 

لتوضيح الفرق بين الإطار النظري والإطار المفاهيمي بصورة عملية، نستعرض المثال التالي لبحث يدرس العلاقة بين القيادة التحويلية والرضا الوظيفي لدى المعلمين في المدارس الثانوية.

أولًا: الإطار النظري

يستند الباحث إلى نظرية القيادة التحويلية لـ "بس وأفوليو" (Bass & Avolio)، والتي تُعد من النظريات الأكثر استخدامًا في أبحاث القيادة. تُفسّر هذه النظرية كيف تؤثر أبعاد مثل الكاريزما، التحفيز الإلهامي، والمراعاة الفردية في تحسين أداء الأفراد ورفع مستويات الرضا. في هذا السياق، يقوم الباحث بـ:

  1. شرح النظرية بالتفصيل.
  2. استعراض دراسات سابقة استخدمت هذه النظرية في قطاع التعليم.
  3. صياغة فرضيات مثل: "تؤثر القيادة التحويلية إيجابيًا على الرضا الوظيفي لدى المعلمين".

ثانيًا: الإطار المفاهيمي

يُحدد الباحث المفاهيم الرئيسية:

  1. القيادة التحويلية كمفهوم مستقل.
  2. الرضا الوظيفي كمفهوم تابع.
  3. التقدير المؤسسي كمفهوم وسيط.

ثم يقوم ببناء مخطط مفاهيمي يُبيّن كيف أن القيادة التحويلية تؤثر مباشرة على الرضا، كما أن هذا التأثير يتعزز بوجود التقدير المؤسسي. ويعرض الباحث هذا النموذج برسمة توضيحية، مع تعريف كل مفهوم وتحديد كيفية قياسه ميدانيًا.

 

نموذج بحثي يوضح الفرق بين الإطارين

الخاتمة:

 

في نهاية هذا العرض التحليلي المتكامل، يمكننا القول إن فهم الفرق بين الإطار النظري والإطار المفاهيمي يُمثّل خطوة جوهرية لكل باحث يسعى إلى إنتاج دراسة علمية رصينة. فالإطار النظري يُقدّم الجذور الفلسفية والمعرفية للبحث من خلال توظيف نظريات علمية قائمة، بينما يرسم الإطار المفاهيمي النموذج العملي الذي يُوضّح تفاعل المفاهيم داخل بيئة الدراسة.

الخاتمة:

مراجع للاستزادة:

عليان، ربحي مصطفى. (2008). البحث العلمي أسسه مناهجه وأساليبه إجراءاته. بيت الأفكار الدولية.

الدليمي، عصام حسن وصالح، علي عبد الرحيم، (2014). البحث العلمي أسسه ومناهجه. دار الرضوان للنشر والتوزيع.

شحاتة، حسن، (2001). البحوث العلمية والتربوية بين النظرية والتطبيق. مكتبة الدار العربية للكتاب

ما هو الفرق بين الإطار النظري والإطار المفاهيمي في البحوث؟

  • 1. الإطار النظري: يتضمن النظريات العلمية المعتمدة والمجربة التي تفسر الظاهرة قيد الدراسة، ويتم اقتباسها من أعمال سابقة.
  • 2. الإطار المفاهيمي: يُبنى من قبل الباحث نفسه، ويعتمد على العلاقة بين المفاهيم المرتبطة بموضوع الدراسة. هو بمثابة خريطة ذهنية أو مخطط يُظهر كيف ترتبط المتغيرات الرئيسية ببعضها البعض.
  • ما هو الفرق بين الإطار التحليلي والإطار المفاهيمي؟

  • 1. الإطار المفاهيمي: يوضح المفاهيم الأساسية والعلاقات المتوقعة بينها، كما يفترضها الباحث.
  • 2. الإطار التحليلي: هو المرحلة التالية، ويُستخدم لتحليل البيانات عملياً بناءً على الإطار المفاهيمي أو النظري، ويتضمن أدوات ومؤشرات القياس.
  • ما هو مثال على الإطار النظري؟

  • لو كنت تدرس "أثر التفاعل عبر الإنترنت على التحصيل الدراسي"، فإن الإطار النظري قد يشمل:
  • 1. نظرية التعلم البنائي لـ بياجيه أو فيغوتسكي،
  • 2. نظرية الاتصال التعليمي،
  • 3. نظرية التحفيز الذاتي لـ ديسي وريان.
  • ما هو الفرق بين الإطار النظري والإطار المنهجي؟

  • 1. الإطار النظري: يُعنى بالأساس الفكري والنظري الذي يُفسر الظاهرة المدروسة.
  • 2. الإطار المنهجي: يُعنى بالجانب الإجرائي والعملي، ويشمل نوع المنهج، أدوات البحث، طريقة اختيار العينة، وخطوات جمع وتحليل البيانات.
  • التعليقات


    الأقسام

    أحدث المقالات

    الأكثر مشاهدة

    خدمات المركز

    نبذة عنا

    تؤمن شركة دراسة بأن التطوير هو أساس نجاح أي عمل؛ ولذلك استمرت شركة دراسة في التوسع من خلال افتتاح فروع أو عقد اتفاقيات تمثيل تجاري لتقديم خدماتها في غالبية الجامعات العربية؛ والعديد من الجامعات الأجنبية؛ وهو ما يجسد رغبتنا لنكون في المرتبة الأولى عالمياً.

    اتصل بنا

    فرع:  الرياض  00966555026526‬‬ - 555026526‬‬

    فرع:  جدة  00966560972772 - 560972772

    فرع:  كندا  +1 (438) 701-4408 - 7014408

    شارك:

    عضو فى

    معروف المركز السعودي للأعمال المرصد العربي للترجمة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم هيئة الأدب والنشر والترجمة

    دفع آمن من خلال

    Visa Mastercard Myfatoorah Mada