طلب خدمة
استفسار
×

التفاصيل

عدد المشاهدات(24)

ما هي الأخطاء الشائعة في كتابة مراجعة الأدبيات؟

مراجعة الأدبيات هي حجر الأساس في أي بحث أكاديمي رصين، وهي عملية تحليل نقدي ومنهجي للأعمال العلمية السابقة المرتبطة بموضوع الدراسة. يُخطئ كثير من الباحثين، خصوصًا في المراحل المبكرة من دراستهم العليا، حين يعتبرون مراجعة الأدبيات مجرد ملخص للدراسات السابقة. الحقيقة أن المراجعة الأدبية تتجاوز التلخيص إلى تحليل الروابط، واستعراض النقاط المشتركة، والفجوات البحثية، والخلافات النظرية والمنهجية بين الدراسات.

لذلك حرصنا من خلال المقال الحالي على أن نسلط الضوء على أبرز هذه الأخطاء، ونقدم إرشادات عملية لتجنبها، بهدف مساعدة الباحثين على تقديم مراجعة أدبيات علمية دقيقة، متماسكة، وذات قيمة مضافة.

أهمية مراجعة الأدبيات في البحث العلمي

 

تعد مراجعة الأدبيات خطوة أساسية في إعداد البحث العلمي، إذ تُمكّن الباحث من الإلمام بما كُتب حول موضوعه، وتساعده على تحديد موقع دراسته ضمن السياق الأكاديمي العام. كما تسهم في بناء إطار نظري متماسك، وتجنّبه تكرار ما سبق، مع توجيهه نحو إشكاليات واقعية قابلة للبحث. وفيما يلي أبرز جوانب أهمية مراجعة الأدبيات:

  1. من الناحية العملية، تُظهر مراجعة الأدبيات كيف تم التعامل مع المشكلة البحثية في دراسات سابقة، وتُبين نقاط القوة والقصور في هذه المعالجات.
  2. هي الأداة الأهم لتبرير ضرورة البحث الحالي من خلال الكشف عن فجوة معرفية حقيقية أو تناقض في النتائج أو نقص في الأدلة.
  3. تحديد الفجوة البحثية إذ أنها تساعد في اكتشاف الجوانب التي لم يتم تناولها بعد، مما يمكّن الباحث من اختيار موضوع أصيل وجديد.
  4. بناء الإطار النظري للدراسة حيث توفّر الأسس النظرية والمفاهيمية التي تستند إليها الدراسة، وتوضح الخلفية العلمية للموضوع.
  5. تعزيز فهم الباحث للموضوع وتُمكّنه من التعمق في المفاهيم والمصطلحات والنظريات ذات الصلة.
  6. دعم فرضيات البحث وأسئلته وتُمكّنه من صياغة أسئلة أو فرضيات مبنية على أدبيات سابقة.
  7. اختيار المنهجية المناسبة من خلال الاطلاع على مناهج البحث المستخدمة في دراسات مشابهة.
  8. ربط الدراسة بالجهود العلمية السابقة مما يُبرز إسهام البحث الحالي في إثراء المعرفة.
  9. تجنّب التكرار من خلال التحقق من عدم تناول نفس المشكلة أو الفكرة بشكل مكرر.
  10. توفير مصادر ومراجع موثوقة تُثري الدراسة وتزيد من مصداقيتها الأكاديمية.
  11. تحسين مهارات التحليل والنقد من خلال تقييم الدراسات السابقة ونقدها علميًا.
  12. توفير أساس للمقارنة إذ تُستخدم نتائج الأدبيات السابقة كمرجعية عند تحليل نتائج الدراسة الحالية.

 

فوائد مراجعة الأدبيات للباحث والبحث

 

تمثّل مراجعة الأدبيات العلمية خطوة جوهرية في مسيرة إعداد البحث، إذ لا تقتصر فوائدها على تعزيز جودة الدراسة فحسب، بل تسهم أيضًا في صقل مهارات الباحث وتوسيع مداركه العلمية. فهي تُعد بمثابة جسر يربط بين الباحث والمعرفة السابقة، وتضع دراسته ضمن السياق العلمي الصحيح. فيما يلي تفصيل لأهم الفوائد التي تعود على الباحث وعلى البحث نفسه:

أولاً: فوائد مراجعة الأدبيات للباحث

  1. توسيع المعرفة العلمية: تمنح الباحث فهماً أعمق للموضوع وتساعده في الإلمام بالمفاهيم والنظريات الأساسية.
  2. صقل المهارات النقدية: تعزز قدرته على التحليل والمقارنة والتقييم العلمي للأفكار المطروحة.
  3. تحديد الموضوع بدقة: تساعده على تضييق نطاق الدراسة واختيار زاوية بحثية مناسبة.
  4. توجيه اختيار المنهجية: تُعينه على اختيار أدوات وأساليب البحث الأكثر ملاءمة لموضوعه.
  5. دعم الثقة والقدرة العلمية: من خلال الاطلاع الواسع على الأدبيات يشعر الباحث بثقة أكبر في معالجة موضوعه.

ثانياً: فوائد مراجعة الأدبيات للبحث

  1. تحديد الفجوة البحثية: تبرز ما لم تتم معالجته بعد في الموضوع، ما يمنح البحث قيمة علمية مضافة.
  2. بناء الإطار النظري والمنهجي: تشكّل الأساس الذي تُبنى عليه الدراسة من حيث المفاهيم والنظريات.
  3. تدعيم نتائج البحث: تتيح المقارنة مع نتائج الدراسات السابقة وتُظهر التمايز أو الاتفاق بينها.
  4. رفع جودة التوثيق: تُسهم في استخدام مصادر موثوقة ومتنوعة تدعم مصداقية الدراسة.
  5. تعزيز الأصالة والابتكار: تُساعد في تجنب التكرار وتوجيه الباحث نحو أفكار جديدة ومبتكرة.

 

من هنا تأتي أهمية تخصيص وقت وجهد كافيين لهذه المرحلة، لأن كتابة الدراسات السابقة بطريقة خاطئة قد تضعف الأطروحة بأكملها، حتى لو كانت فكرتها مبتكرة.

 

خطوات كتابة الدراسات السابقة في البحث

 

كتابة الدراسات السابقة ليست مجرد عمل روتيني، بل مهمة تحليلية مركبة تتطلب وعيًا نقديًا، وتنظيمًا معرفيًا دقيقًا. كثير من الباحثين يقعون في فخ القفز مباشرة إلى الكتابة دون اتباع خطوات علمية ممنهجة، مما يؤدي إلى إنتاج مراجعة أدبية سطحية أو مكررة. ومن أجل تجنّب أخطاء مراجعة الأدبيات، يمكن اتباع الخطوات التالية:

أولًا: تحديد نطاق البحث بوضوح:

 قبل البدء في استعراض الدراسات، يجب على الباحث أن يحدد نطاق موضوعه بدقة: ما الذي يبحث عنه؟ ما هي الكلمات المفتاحية الرئيسية؟ ما هي المحاور التي سيتتبعها؟ غياب هذا التحديد يؤدي إلى استعراض عشوائي وغير مركز.

ثانيًا: البحث المنهجي في قواعد البيانات

تبدأ عملية الكتابة بالبحث في قواعد علمية موثوقة مثل Scopus، PubMed، Web of Science أو Google Scholar. الاعتماد على مصادر غير علمية أو غير محكمة يُعد من أخطاء كتابة مراجعة الأدبيات الفادحة التي تفقد البحث شرعيته الأكاديمية.

ثالثًا: اختيار الدراسات وفق معايير جودة

يجب تقييم كل دراسة قبل اعتمادها ضمن المراجعة. هل هي منشورة في مجلة علمية موثوقة؟ هل تحتوي على بيانات وتحليلات سليمة؟ هل تم اقتباسها في أبحاث أخرى؟ الاعتماد على دراسات ضعيفة أو غير موثقة يُضعف من القيمة الأكاديمية للمراجعة.

رابعًا: التنظيم حسب الموضوع أو المنهج

الترتيب الزمني قد يكون مفيدًا في بعض الحالات، لكنه ليس دائمًا الأفضل. تنظيم الدراسات بحسب الموضوعات أو المنهجيات يمنح المراجعة اتساقًا أكاديميًا ويُسهل على القارئ تتبع تطور المعرفة في المجال.

خامسًا: الربط بين الدراسات وموضوع البحث الحالي

لا يكفي أن يُستعرض ما كُتب سابقًا، بل يجب أن يتم الربط بين الدراسات السابقة وبين سؤال البحث، وبيان كيفية مساهمة كل دراسة في فهم الإشكالية المطروحة.

أخطاء كتابة مراجعة الأدبيات في البحث العلمي

 

رغم الأهمية الكبرى لمراجعة الأدبيات في بناء بحث علمي رصين، يقع بعض الباحثين في أخطاء تقلل من جودة هذه المراجعة وتؤثر على مصداقية الدراسة. وتأتي هذه الأخطاء غالبًا نتيجة ضعف في مهارات التحليل أو التوثيق أو الفهم المنهجي لأهداف مراجعة الأدبيات. فيما يلي أبرز الأخطاء الشائعة التي يجب تجنبها أثناء كتابة هذه المراجعة:

  1. الاعتماد على مصادر غير موثوقة أو قديمة فاستخدام مصادر غير محكّمة أو متقادمة قد يؤدي إلى ضعف المحتوى العلمي.
  2. السطحية في العرض والاكتفاء بعرض المعلومات دون تحليل أو نقد أو توضيح للعلاقة بالدراسة.
  3. عدم الربط بين الأدبيات وموضوع البحث وعدم توضيح كيف تخدم الدراسات السابقة أهداف البحث الحالي.
  4. نقل المضمون حرفيًا دون فهم مثل نسخ الفقرات كما هي دون إعادة صياغة أو تفسير للفكرة.
  5. الإفراط في الاقتباسات والاعتماد المفرط على كلمات الباحثين الآخرين دون تقديم مساهمة ذاتية.
  6. غياب التنظيم المنهجي وعرض الدراسات بشكل عشوائي أو دون تسلسل منطقي أو موضوعي.
  7. إهمال توثيق المصادر بدقة سواء داخل النص أو في قائمة المراجع، مما قد يُعرض الباحث للاتهام بعدم الأمانة العلمية.
  8. عدم التمييز بين المصادر الأولية والثانوية بما يؤثر في تفسير المعلومات وتقدير أهميتها.
  9. إغفال الدراسات الحديثة وعدم تضمين آخر ما توصلت إليه الأبحاث يقلل من حداثة وجدية العمل العلمي.
  10. التحيّز في اختيار الأدبيات عن طريق التركيز على دراسات تؤيد وجهة نظر الباحث فقط، وإهمال الآراء الأخرى.

كيفية تجنب أخطاء كتابة مراجعة الأدبيات

 

لكتابة مراجعة أدبيات قوية ومتكاملة، لا يكفي جمع الدراسات السابقة فقط، بل يجب التعامل معها بأسلوب علمي تحليلي ومنظم. وتجنّب الأخطاء الشائعة يبدأ بفهم وظيفة المراجعة داخل البحث العلمي، ثم الالتزام بالمنهجية الدقيقة في جمع وتحليل وتوثيق المعلومات. فيما يلي أهم الإرشادات التي تساعد على تجنّب أخطاء مراجعة الأدبيات:

  1. ابدأ بإنشاء خريطة مفاهيمية تُحدد فيها المحاور الرئيسية التي ستتناولها، ثم ضع خطة زمنية لقراءة المصادر، وتلخيصها، وتحليلها. التخطيط يمنع التكرار ويساعد على الحفاظ على ترابط المحتوى.
  2. اختر مصادر موثوقة وحديثة واحرص على الاعتماد على كتب علمية، ومقالات محكّمة، ورسائل جامعية حديثة.
  3. افهم كل دراسة قبل تلخيصها ولا تكتفِ بالنسخ أو الاقتباس المباشر؛ بل تأكّد من فهم أهداف ومنهجية ونتائج كل دراسة.
  4. حلّل ولا تكتفِ بالعرض وركّز على تحليل مضامين الدراسات، ومقارنة نتائجها، وبيان علاقتها بموضوع بحثك.
  5. نظّم مراجعتك بشكل منطقي من خلال استخدم ترتيبًا زمنيًا أو موضوعيًا أو منهجيًا لتقديم المراجع بصورة متماسكة.
  6. اربط الأدبيات بمشكلتك البحثية ووضح بكل دقة كيف تساهم كل دراسة في توضيح أو دعم أهداف بحثك.
  7. التنوع في المصادر باستخدام مزيجًا من المصادر الأولية والثانوية لتغطية الموضوع من زوايا مختلفة.
  8. تجنّب الحشو والتكرار لا تُدرج دراسات لمجرد الإكثار من المراجع، وابتعد عن التكرار غير المفيد.
  9. وثّق المراجع بدقة اتبع نمط التوثيق المناسب (مثل APA، أو MLA، أو شيكاغو) مع الالتزام الصارم به سواء في المتن أو القائمة.
  10. راجع ما كتبته بعين نقدية اقرأ مراجعتك بموضوعية لاكتشاف أي فجوات أو ضعف في الترابط أو منطق العرض.
  11. استعن بالمشرف أو المختصين ومن ثم اطلب الملاحظات والتوجيهات لتحسين جودة المراجعة قبل إدراجها في البحث النهائي.

الفرق بين المراجعة النظرية والمراجعة المنهجية

 

من الأخطاء الجوهرية التي يقع فيها الباحثون في مرحلة كتابة الدراسات السابقة هو الخلط بين نوعي مراجعة الأدبيات: المراجعة النظرية والمراجعة المنهجية، هذا الخطأ قد يؤدي إلى تقديم مراجعة لا تخدم هدف البحث، أو تُظهر الباحث وكأنه يفتقر للفهم المنهجي.

أولاً: المراجعة النظرية

تركز على النظريات والمفاهيم التي تُشكل الإطار الفكري للبحث. تعتمد على تحليل وتفسير الاتجاهات الفكرية، والمناقشات العلمية التي دارت حول موضوع معين

  1. تستخدم في الأبحاث الاجتماعية والإنسانية.
  2. تُبنى على تحليل نقدي للنظريات والافتراضات.
  3. تُظهر كيف تطورت الأفكار داخل المجال المعرفي.

ثانيًا: المراجعة المنهجية

تتبع نهجًا صارمًا ومنهجيًا في جمع وتحليل الأدبيات، وغالبًا ما تُستخدم في المجالات الطبية والتجريبية، حيث تُقيّم نتائج الأبحاث السابقة وتجمعها بطريقة كمية أو نوعية.

  1. تهدف إلى جمع كل الدراسات المتعلقة بسؤال محدد.
  2. تستخدم بروتوكولات بحث صارمة.
  3. قد تتضمن تحليلًا إحصائيًا (Meta-analysis).

 

الفرق بين المراجعة النظرية والمراجعة المنهجية

خاتمة المقال:

 

إن مراجعة الأدبيات ليست مجرد واجب أكاديمي تقليدي، بل هي فرصة لإظهار شخصية الباحث، ومستواه العلمي، ومدى قدرته على التحليل، والنقد، والتركيب. ويقع الكثيرون في فخ أخطاء مراجعة الأدبيات التي قد تودي ببحثهم العلمي إلى الرفض أو التقييم السلبي. تكرار الأفكار، إغفال النقد، الاعتماد على مصادر ضعيفة، أو توثيق غير دقيق، كلها عثرات شائعة يمكن تجنّبها من خلال التخطيط الواعي، والتوثيق العلمي، والتحليل النقدي الجاد.

مراجع للاستزادة:

 

يحياوي، إبراهيم. (2021). الدراسات السابقة أهميتها وكيفية توظيفها في بحوث العلوم الاجتماعية. مجلة علوم الإنسان والمجتمع، 10 (1)، 319- 341.

مليكة، ماقري. (2022). الأسس المنهجية لتوظيف الدراسات السابقة في البحث الاجتماعي. مجلة الحكمة للدراسات الاجتماعية، 10 (3)، 6- 20,         

حمودات، ثابت. (2021). الأطر النظرية والدراسات السابقة/ المنهج التاريخي في التربية الدينية. جامعة الموصل.

التعليقات


الأقسام

أحدث المقالات

الأكثر مشاهدة

خدمات المركز

نبذة عنا

تؤمن شركة دراسة بأن التطوير هو أساس نجاح أي عمل؛ ولذلك استمرت شركة دراسة في التوسع من خلال افتتاح فروع أو عقد اتفاقيات تمثيل تجاري لتقديم خدماتها في غالبية الجامعات العربية؛ والعديد من الجامعات الأجنبية؛ وهو ما يجسد رغبتنا لنكون في المرتبة الأولى عالمياً.

اتصل بنا

فرع:  الرياض  00966555026526‬‬ - 555026526‬‬

فرع:  جدة  00966560972772 - 560972772

فرع:  كندا  +1 (438) 701-4408 - 7014408

شارك:

عضو فى

معروف المركز السعودي للأعمال المرصد العربي للترجمة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم هيئة الأدب والنشر والترجمة

دفع آمن من خلال

Visa Mastercard Myfatoorah Mada