كتابة الدراسات السابقة ليست مجرد عمل روتيني، بل مهمة تحليلية مركبة تتطلب وعيًا نقديًا، وتنظيمًا معرفيًا دقيقًا. كثير من الباحثين يقعون في فخ القفز مباشرة إلى الكتابة دون اتباع خطوات علمية ممنهجة، مما يؤدي إلى إنتاج مراجعة أدبية سطحية أو مكررة. ومن أجل تجنّب أخطاء مراجعة الأدبيات، يمكن اتباع الخطوات التالية:
أولًا: تحديد نطاق البحث بوضوح:
قبل البدء في استعراض الدراسات، يجب على الباحث أن يحدد نطاق موضوعه بدقة: ما الذي يبحث عنه؟ ما هي الكلمات المفتاحية الرئيسية؟ ما هي المحاور التي سيتتبعها؟ غياب هذا التحديد يؤدي إلى استعراض عشوائي وغير مركز.
ثانيًا: البحث المنهجي في قواعد البيانات
تبدأ عملية الكتابة بالبحث في قواعد علمية موثوقة مثل Scopus، PubMed، Web of Science أو Google Scholar. الاعتماد على مصادر غير علمية أو غير محكمة يُعد من أخطاء كتابة مراجعة الأدبيات الفادحة التي تفقد البحث شرعيته الأكاديمية.
ثالثًا: اختيار الدراسات وفق معايير جودة
يجب تقييم كل دراسة قبل اعتمادها ضمن المراجعة. هل هي منشورة في مجلة علمية موثوقة؟ هل تحتوي على بيانات وتحليلات سليمة؟ هل تم اقتباسها في أبحاث أخرى؟ الاعتماد على دراسات ضعيفة أو غير موثقة يُضعف من القيمة الأكاديمية للمراجعة.
رابعًا: التنظيم حسب الموضوع أو المنهج
الترتيب الزمني قد يكون مفيدًا في بعض الحالات، لكنه ليس دائمًا الأفضل. تنظيم الدراسات بحسب الموضوعات أو المنهجيات يمنح المراجعة اتساقًا أكاديميًا ويُسهل على القارئ تتبع تطور المعرفة في المجال.
خامسًا: الربط بين الدراسات وموضوع البحث الحالي
لا يكفي أن يُستعرض ما كُتب سابقًا، بل يجب أن يتم الربط بين الدراسات السابقة وبين سؤال البحث، وبيان كيفية مساهمة كل دراسة في فهم الإشكالية المطروحة.