هناك فروق بينة بين التعبير الشفوي والتعبير الكتابي نجملها من حيث الآتي:
أولًا: من حيث اللغة:
لغة التعبير الشفوي ليس لها الطابع الفني، ولا يتحتم فيها اكتمال التراكيب، لإن المتحدث قد يستعين على إيضاح كلامه واستكماله بما يظهر على قسمات وجهه من تأثيرات وانفعالات.
لغة التعبير الكتابي تمتاز بالطابع الفني، ويشترط فيها أن تكون مرتبة وثيقة الاتصال فيما بينها، وهناك فرق بين لغة الحديث ولغة الكتابة.
ثانيًا: من حيث الحالة العقلية:
يوجد فرق شاسع بين التعبير الشفوي والكتابي، وهو اختلاف الحالات العقلية التي يصدر عنها كل منهما، فالكاتب يمكن أن يعدل فكرته ويغير فيها، أو يجعل النظر في ترابط الأفكار، وتسلسلها، وملاءمتها، ودقتها.
ثالثًا: من حيث المهارات:
يظهر تأثير التعبير الشفوي مباشرةً على المتلقي إذ أنه سرعان ما يتأثر السامع بالكلام الذي يسمعه فينفعل به بالتأييد، أو المعارضة، أو بالصراخ نتيجة للفرج، أو الحزن.
أما التعبير الكتابي فلا بد أن يراعي صاحبه سلامة الكلمات من الأخطاء الإملائية والنحوية مع ضرورة استخدام علامات الترقيم، بالإضافة إلى سلامة اللغة، والأسلوب، ووضوح الصياغة.
رابعًا: من حيث الاستخدام:
التعبير الشفوي أكثر شيوعًا في الاستخدام من التعبير الكتابي، فالناس يستخدمون الكلام أكثر من الكتابة، أي أنهم يتكلمون أكثر مما يكتبون، ولقد تعددت مجالات الحياة التي يمارس الإنسان فيها الكلام أو التعبير المنطوق، فنحن نتكلم مع الأصدقاء، ونبيع ونشتري، ونحضر الاجتماعات، ونتحدث في الأسرة على موائد الطعام، وما إلى ذلك.
خامسًا: من حيث التركيب والترابط:
يتجه التعبير الشفوي إلى أن يكون أقل تركيبًا وأكثر انسيابًا وتناسقًا أو طلاقة، ولكن عادة ما يكون أقل ترابط في جمله وتعبيراته من الاتصال الكتابي في شتى صوره.
التعبير الكتابي يتجه دائمًا وبصورة واضحة إلى أن يكون أكثر امتيازًا من ناحيتي المحتوى والمضمون للتفكير من ناحية، والمستوى من ناحية ثانية، ومن ناحية تركيب الجملة، وأكثر رسمية من حيث النمط، وأكثر دقة إحكامًا وتنظيمًا فيما يتعلق بالأفكار.
سادسًا: من حيث الصلة في الاتصال بين المرسل والمتلقي:
تنقطع الصلة في التعبير الكتابي بين المرسل والمتلقي، بينما يستخدم المرسل في التعبير الشفوي كثير من الإشارات غير اللفظية، فتساعد في توصل المعنى إلى المتلقي، بينما الأمر مختلف تمامًا في التعبير المكتوب، فالمرسل يستخدم علامات الترقيم بقدر المستطاع لينقل معاينه وأفكاره، ومشاعره نقلًا أمينًا إلى المستقبل.