تشتمل اللغة العربية على عدة طرق لتدريسها لغير الناطقين بها، ومن أهم هذه الطرق ما يأتي:
أولاً: النظام الصوتي ومنزلته في تدريس العربية للناطقين بغيرها:
يُعد تدريس النظام الصوتي أساس تعليم العربية للناطقين بها وبغيرها على حد سواء، فهي الأساس الذي تقوم عليه المهارات اللغوية الأربعة: (الاستماع، المحادثة، القراءة، الكتابة)، وترتبط هذه المهارات بالنظام الصوتي ارتباطاً وثيقاً منذ اليوم الأول في تعلم العربية إلى اليوم الذي سيبلغ فيه متعلمها إلى درجة الكفاءة العالية فيها.
الأصوات هي العنصر الأساسي في أي لغة ولا يمكن أن نتصور برنامجاً أو كتاباً لتعليم لغة ما دون أن يكون للتدريب على الأصوات فيه جانب كبير، وتعليم النظام الصوتي كذلك يُعد التحدي الأكبر والأبرز في تعليم العربية للناطقين بغيرها في مسيرة الدارس كلها لأن هذا النظام وما سيقوم به مدرسه سيرافقه لباقي سنى حياته حباً وإقبالاً أو كرهاً وبعداً.
مكونات النظام الصوتي العربي:
يتكون النظام الصوتي العربي من مجموعة من الظواهر الصوتية، وهي كالتالي:
- الصوامت العربية: أي الحروف العربية أصواتها ومواقع كتابتها، وتشمل الحروف المختلفة في مبتدأ الكلام ووسطه ونهايته، ووصل الحروف وفصلها، وتبلغ في مجموعها (26) صامتاً، ولكل صوت من هذه الصوامت هيئة نطقية، ومخرج، ووضع للوترين الصوتيين.
- الصوائت (الحركات القصرة والطويلة): يتكون نظام الصوائت في اللغة العربية من ثلاث حركات طويلة هي: الألف والواو والياء، وتقابلها ثلاث حركات قصرة هي: الفتحة والضمة والكسرة، ومن المهم أن نعرف أن ما يسبق الحركة الطويلة غالباً ما تكون من جنسها، فالألف تسبقها الفتحة، والياء تسبقها الكرة، والواو تسبقها الضمة إلا في حالات نادرة.
- المقطع: يُعتبر المقطع من الموضوعات الغائبة في تعليم النظام الصوتي العربي على أهميته، فهو أساس القراءة والكتابة في نظام الكتابة العربي، وهو المكون الأساسي لهما، وهو الأساس لاكتساب طريقة النطق المطابقة لنطق أصحاب اللغة، فضلاً عن كونه طريقة تعليمية رائعة من طرق تعليم أصوات العربية لغير الناطقين بها.
- الشدة والسكون: ومما يمتاز به النظام الصوتي العربي ظاهرتا الشدة والسكون، وهما مكملات للنظام الصوتي العربي بالإضافة إلى الصوت ورسمه الإملائي، وأخيراً الحروف الساكنة (التي لا تُكتب ولا تُقرأ).
- التنوين: إن التنوين من الظواهر الصوتية التي تميزت بها اللغة العربية، وهي نون ساكنة تلحق أواخر الأسماء المعربة.
خطوات تدريس النظام الصوتي:
يمكن القول بأن خطوات تدريس النّظام الصوتي لابد أن تمر في المراحل الآتية:
- العرض والتقديم.
- الاستماع والترديد.
- التعرف والتقليد.
- الشرح والتفسير.
- التجريد الصوتي والكتابي.
- الربط والوصل.
- التحرير والنسخ والكتابة.
- المحاكاة والتكرار.
- التهجي والقراءة.
- الإنتاج الشفوي.
ثانياً: تدريس المفردات النظرية والتطبيق:
تدريس المفردات: الإطار النظري:
- المفردات: التحديد اللغوي واللساني: ويُستعمل مصطلح المفردات في حقل تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، ويعني مجموعة من الوحدات الصوتية المؤلفة بطريقة معينة لكي ترمز للأشياء الحسية والأفكار المجردة.
- أنواع المفردات: حاولت بعض الدراسات والأبحاث أن تصنف المفردات إلى أنواع واختلفت في هذا التصنيف بحسب طبيعة المعيار المُعتمد فيه.
- أنواع المفردات في الدراسات اللسانية السابقة: أنواع المفردات في اللغة خمسة، وهي (الكلمات المفردة، العبارات الثابتة، العبارات المتغيرة، الأفعال العبارية، العبارات الاصطلاحية).
- تقسيم المفردات: نحو تصور جديد: وتنقسم المفردات إلى نوعين وهما: محدد الشكل، ومحدد المعنى، فمحدد الشكل هو محدد أساسي لا يمكن تجاوزه، بل ما سميت المفردة بهذه التسمية إلا لإفرادها؛ فلا يمكن تجاهل هذا المحدد لأنه معيار متأصل في المفردة، إنما محدد المعنى فهو الكلمة أو المفردة في اللغة هي كل ما دل على معنى مفرد، أو وضع لمعنى مفرد.
-
مفاهيم أخرى مرتبطة بالمفردات:
- المتلازمات اللغوية: هي الكلمات التي تكون مصاحبة لمفردة ما، فتصير وكأنها ملازمة لها، ولها نوعان هما (المتلازمات لزوماً تاماً، المتلازمات لزماً غير تام).
- العبارات اللغوية: كل وحدة لغوية مكونة من كلمتين، في الأغلب أو أكثر، لأنها تشكل مجتمعة معنى مفرداً بعينه.
- العبارات المسكوكة: عبارات موجزة في لفظها، منغلقة على نفسها بحيث لا يمكن تغيير كلماتها، محددة في معناها.
- التراكيب اللغوية: تُعتبر من المصطلحات الأخرى التي تحتاج إلى توضيح، تفادياً لأي خلط مع المصطلحين السابقين.
ثالثاً: تدريس النحو والصرف للناطقين بغير العربية:
- الصرف: اعلم أن التصريف تصيير الكلمة في أبنية مُختلفة، لأن تصريف الشيء تصييره في جهات مُختلفة، وهو تفعيل من الصرف، وهو أ، تصرف الكلمة المُفردة، فتتولد منها ألفاظ مختلفة، ومعان مختلفة، وأن تأتي الكلمة الواحدة التي حروفها كلها أصول فتتصرف فيها بزيادة، أو نقصان، أو نقل من زمان إلى زمان.
- النحو: إعراب الكلام العربي، والنحو: القصد والطريق، يكون ظرفاً، ويكون اسماً، نحاه ينحوه وينحاه نحواً وانتحاه، ونحو العربية منه، والنحو أساس العربية، وأهم علومها، فهو أس العربية، وبابها وسبيلها، وهو انتحاء سمت كلام العرب، في تصرفه من إعراب وغيره، كالتثنية والتكسير والإضافة، وغير ذلك ليلحق من ليس من أهل العربية بأهلها في الفصاحة، وأصله مصدر نحوت بمعنى قصدت.
طرق تدريس النحو والصرف:
يتفاوت التركيز على تدريس النحو بتفاوت طرق تعليم اللغة الثانية؛ إذ يكون أساسياً ويجري التركيز على تدريسه منذ البداية في طريقة النّحو والترجمة وطريقة القراءة، ويؤجل تدريسه إلى ما بعد المستوى المبتدئ في الطريقة السمعية الشفوية، بينما لا يُدرس في الطريقة المباشرة، ويكتفي بأن يكتسبه الدارسون من خلال اللغة إجمالاً.
- الطريقة الاستنباطية في النحو والصرف: تقوم هذه الطريقة على الانطلاق من القاعدة النّحوية، وتقديمها في البداية، ثم شرحها، وتقديم أمثلة وشواهد عليها، وهي الطريقة التقليدية التي قام عليها تدريس النّحو العربي من قبل، وعلى الرغم مما لها من محاسن ومميزات إلا أنه يؤخذ عليها اعتمادها على الحفظ، وابتعادها عن التطبيق، ونأيها بالدارسين عن النّصوص، وتركيزها على الكلمة المفردة.
- الطريقة الاستقرائية في النحو والصرف: تقوم هذه الطريقة على استعراض مجموعة من الأمثلة اللغوية، أو النصوص وفحصها وملاحظتها، ثم الخروج باستنتاجات تتضمن القاعدة النحوية، وهي طريقة تُخفف من عبء الحفظ على الدارسين، وتتمتع بمميزات كثيرة، إلا أنها بحاجة إلى توجيه ومتابعة دقيقة من المعلم.
- تدريس القواعد بطريقة النّص: وتقوم هذه الطريقة على تقديم النّحو باعتباره عنصراً متضافراً مع سائر العناصر اللغوية المتمثلة في: الصوت، والصرف، والتركيب، والدلالة، وتشبه هذه الطريقة إلى حد بعيد الطريقة الاستقرائية، إلا أنها تفترق عنها في طول النّص وتكامله، فالنّص في هذه الطريقة لا يقتصر على أن يكون فقرة أو فقرتن، بل نص كامل قد يكون مقالة، أو قصة، أو قصيرة، أو غيرها من النّصوص التي تُعالج لغوياً في كل مستوياها وأبعادها من فهم واستيعاب ومعجم ودلالة بالإضافة إلى الصرف والنّحو.
يمكنك قراءة تعلم اللغة العربية وتعليمها فرض وواجب.
رابعاً: الطريقة الاستقرائية:
الطريقة الاستقرائية أو الطريقة الاستنباطية وهي أحد أهم طرق تدريس اللغة العربية، وأكثرها استخداما.
- تركز هذه الطريقة بشكل أساسي على الطالب، وذلك نظرا لأنها تعتمد على المشاهدة والملاحظة من قبل الطالب، وذلك لكي يصل في النهاية إلى النتيجة والاستنتاج.
- من خلال هذه الطريقة فإن الطالب يستطيع الوصول إلى السمات التي تعمل على ترسيخ المعلومات في ذهنه.
- هذه الطريقة تعمل على ترتيب الحقائق والوقائع في ذهن الطالب، فإنها تجعل مادة اللغة العربية مادة محبذة ومشوقة للطالب.
عيوب الطريقة الاستقرائية:
عدم ضمانها الوصول إلى ذات المعلومة أو الاستنتاج من قبل جميع الطلبة.
هذه الطريقة تعد من الطرق البطيئة جدا في إيصال المعلومة إلى إذهان الطلبة.
خامساً: الطريقة القياسية:
- تعد الطريقة القياسية إحدى أهم طرق تدريس اللغة العربية، وتتميز هذه الطريقة بالانتقال من الحكم على الكل إلى الحكم على الجزء.
- يعد المعلم المحور الأساسي في هذه الطريقة، حيث يجب عليه أن يقوم بإيصال المعلومات ونتائج بشكل مباشر إلى ذهن الطالب.
- يحبذ هذه الطريقة عدد كبير من المدرسين والذين يرون فيها السبيل الأفضل لجعل الطلاب يفهمون المطلوب، ويحبون مادة اللغة العربية.
- من خلال هذه الطريقة يقوم المعلم بإعطاء قاعدة نحوية معينة ومن ثم يطلب من طلابه التطبيق وفق هذه القاعدة.
- تتميز هذه الطريقة بعدم حاجتها للوقت الكبير، حيث يستطيع المعلم إيصال فكرته لطلابه بأسرع وقت ممكن.
- هذه الطريقة لا تحتاج جهدا كبيرا من الطالب والمعلم.
عيوب الطريقة القياسية:
- إلغائها لدور الطالب في المشاركة الفعالة في عملية التعليم، وذلك نظرا لأن هذه الطريقة تجعل منه أداة لحفظ المعلومات فقط لا غير.
- هذه الطريقة تنافي قوانين التعليم والتي تقتضي البدء من الأسهل إلى الأصعب، بينما تبدأ هذه الطريقة من الأصعب إلى الأسهل.