الفرق بين التعريف الاصطلاحي والتعريف الإجرائي

لتوضيح الفرق بين التعريف الاصطلاحي والتعريف الإجرائي يجب أن نعرف أولاً أن التعريف هو الخطوة الأولى التي يجب على الباحث أن يخطوها في بحثه نحو تحقيق منهجية علمية سليمة، إذ أن الباحث حين يعثر على فكرة جديدة، أو يتجلى له مفهوم جديد، ينصرف ذهنه إلى التعبير عما في نفسه، تعبيراً دقيقاً يوضح الفكرة، أو يعرف المفهوم بالوضوح الكافي، والذي يعكس به ما يدور في ذهنه.

هذا ويعد كلاً من التعريف الاصطلاحي والتعريف الإجرائي هما أساسيات أي دراسة علمية وذلك من أجل تجنب الغموض واللبس وسوء الفهم، إذ لا بد أن يقوم الباحث بتعريف المفاهيم التي يتعامل معها أثناء دراسته ويقوم بتعريفها اصطلاحياً وإجرائياً، لذلك حرصنا من خلال المقال التالي على توضيح الفرق بين التعريف الاصطلاحي والتعريف الإجرائي وذلك من خلال النقاط التالية:

1. ما هو التعريف الاصطلاحي؟.
2. ما هو التعريف الإجرائي؟.
3. ما هي دوافع استخدام التعريف الاصطلاحي والتعريف الإجرائي؟.
4. ما الأمور الواجب مراعاتها أثناء استخدام التعريف الاصطلاحي والتعريف الإجرائي؟.
5. ما هي الخطوات اللازمة للحصول على تعريف اصطلاحي دقيق؟.
6. ما هي الخطوات اللازمة للحصول على تعريف إجرائي دقيق؟.
7. ما الفريق بين التعريف الاصطلاحي والتعريف الإجرائي؟.
8. ما هي الأخطاء الشائعة في عرض التعريف الاصطلاحي والتعريف الإجرائي؟.
9. الفرق بين التعريف الاصطلاحي والتعريف الإجرائي PDF.

1. التعريف الاصطلاحي هو تعريف متفق عليه من أهل التخصص وتم إخراج التعريف من المعنى اللغوي للمصطلح إلى معنى آخر لكي يتم التوافق بينهما.
2. التعريف الاصطلاحي هو لفظ يطلق على مفهوم محدد من أجل الدلالة عليه عن طريق الاصطلاح أو (الاتفاق) بين الجماعة اللغوية على هذه الدلالة والتي من شأنها تربط بين اللفظ الدال والمفهوم وهو المدلول ليتم التوافق بينهما.

1. التعريف الإجرائي هو التعريف الذي يعطي المفهوم معنى محسوساً محدداً والذي يزودنا بالمعايير والخطوات اللازمة لقياس المفهوم محل الدراسة.
2. يعرف التعريف الإجرائي للدراسة على أنه التعريف الذي يقوم الباحث بصياغته في حدود الدراسة والبحث.
3. يتيح التعريف الإجرائي للباحث الانتقال من مستوى المفاهيم البنائية والنظرية إلى مستوى الملاحظة التي يعتمد عليها.
4. التعريف الإجرائي هو عملية تحويل المفهوم أو المتغير إلى متغير إجرائي قابل للقياس يمكن للباحث استخدامه في الدراسة ويتضمن العناصر التي يتكون منها المتغير.

توجد العديد من الأسباب التي تدفع الباحثين إلى استخدام كلاً من التعريف الاصطلاحي والتعريف الإجرائي في البحوث العلمية وجميعها نابع مع استخدام التعريف اللغوي وتتمثل في الآتي:

1. أن التعريف اللغوي له دلائل متعددة في أغلب الأحيان، ولا يمكن الاعتماد عليه في العديد من البحوث العلمية مما يدفع الباحث إلى استخدام كلاً من التعريف الاصطلاحي والتعريف الإجرائي.
2. لا يمكن الاعتماد على التعريف اللغوي في إجراء الأبحاث العلمية، مما يدفع الباحث لأى وضع دليل محدد له، وهو ما يطلق عليه التعريف الاصطلاحي.
3. يكون التعريف الاصطلاحي تعريف كافي في تلك الدراسات الكيفية ولكنه غير كافي في الدراسات الكمية مما يدفع الباحث إلى استخدام التعريف الإجرائي بجانب هذا التعريف.
4. عند قيام الباحث بإجراء الدراسات الكمية فهو بحاجة إلى تعريف المفاهيم بشكل يجعل من السهل فهم أبعاد ومقاصد الباحث بصورة محسوسة أو قريبة إلى ذلك.
5. المعنى أو التعريف الاصطلاحي شيء متواجد في العقل فقط ولا يمكن قياسه وما يريده الباحث توضيحه وفقاً لرؤيته البحثية هو ما يسمى التعريف الإجرائي.
6. التعريف الإجرائي هو ذلك التعريف الذي يضيف إلى المفاهيم معنى محسوس كونه يزودنا بالخطوات المحسوسة والمعايير المطلوبة لقياس المفاهيم محل الدراسة.
7. من خلال التعريف الإجرائي يتمكن الباحث من الحصول على الحقائق المؤكدة حول المتغيرات والمصطلحات الرئيسية لموضوع دراسته.

توجد العديد من الأمور التي يجب على الباحث مراعاتها عند استخدام التعريف الاصطلاحي والتعريف الإجرائي:

1. البحث في الأدبيات والدراسات السابقة عن كيفية تعريف الباحثين للمصطلح سواء اصطلاحياً أو إجرائياً.
2. الوقوف على جميع أوجه الاتفاق والاختلاف بين التعريفات السابقة.
3. تكوين تعريف مبدئي للمفهوم أو المفاهيم على أن يحتوي على المعنى المتفق عليه في أغلب التعريفات.
4. قيام الباحث بتحديد تعريف إجرائي للمفهوم محل الدراسة وهو تحديد المفهوم بما يقاس به.
5. يجب الوضع بالاعتبار أن بعض المفاهيم تختلف باختلاف الثقافات نسبه لأنها تنتج من خبرات جماعية تختلف باختلاف الأفراد والجماعات والبيئات.

توجد مجموعة من الخطوات التي يجب على الباحث اتباعها من أجل الحصول على تعريف اصطلاحي دقيق يتماشى مع موضوع الدراسة وهي:

1. مراجعة جميع التعريفات الحالية والسابقة للمفاهيم والتي سبق وردها في الأدبيات والدراسات السابقة.
2. الوصول إلى المعنى المتفق عليه في أغلب التعريفات الواردة في الأدبيات والدراسات السابقة.
3. أن يكون هناك تعريف مبدئي للمصطلح مع مراعاة إجماع معظم التعريفات عليه.
4. أن يخضع الباحث التعريف للنقد بشكل واسع، ومن ثم التعديل عليه حتى التأكد من صلاحيته ومناسبته لموضوع الدراسة.
5. التأكد من دقة المفهوم وعموميته واختصاره لكي يؤدي المعنى المحدد، ومن ثم التعبير عن الفكرة التي ترتبط به.

كما ذكرنا من قبل أن التعريف الإجرائي هو تعريف يعبر عن صياغة الباحث للمفهوم في حدود الدراسة الحالية، وتوجد مجموعة من الأمور التي يجب على الباحث معرفتها للحصول على تعريف إجرائي دقيق وهي:

1. أن التعريف الإجرائي يتفاوت من حيث درجة المصداقية في تمثل التعريف المتواجد في ذهن الباحث.
2. التعريف الإجرائي هو الذي يقوم بتحديد المفهوم من خلال استخدام المتبع في قياسه وملاحظته وتسجيله.
3. إن المفاهيم الإجرائية جميعها غير مقيدة بشروط خاصة كما في المفاهيم العلمية، ولكن يجب أن تكون واضحة  وتعبر عن ما يدور في ذهن الباحث.
4. لا يمكن للباحث تعريف الكثير من المفاهيم إجرائياً، فهذا الأمر متوقف على المقاييس العلمية وطريقة تقديمها.
5. إن الحاجة إلى التعريفات الإجرائية ترتبط بالدراسات الكمية عن الدراسات الكيفية.

يمكن توضيح الفرق بين التعريف الاصطلاحي والتعريف الإجرائي من خلال النقاط التالية:

1. التعريف الاصطلاحي هو تعريف مقيد ملزم بمجموعة من التعريفات السابقة وأجمع عليه العديد من المتخصصين.
2. التعريف الإجرائي هو تعريف غير ملزم ولا مقيد للباحث ولكن يجب أن يتسم بالوضوح ويعكس ما بذهن الباحث.
3. التعريف الاصطلاحي هو تعريف يطلق على مفهوم معين للدلالة عليه من خلال الاتفاق بين الجماعة اللغوية على تلك الدلالة والتي تربط بين الدال والمدلول لمناسبة بينهما.
4. يتقيد التعريف الإجرائي بحدود الدراسة والبحث وتتيح للباحث الانتقال من مستوى المفاهيم البنائية إلى مستوى الملاحظة التي تعتمد عليها الباحث.

على الرغم من وجود فرق بين التعريف الاصطلاحي والتعريف الإجرائي إلا أن هناك بعض الأخطاء المشتركة فيما بينهم يمكن أن تسبب خلل في التعريفات والمفاهيم وهي كالتالي:

1. قيام الباحث بعرض عدد من التعريفات لبعض المفاهيم التي تخص بحثه العلمي دون أن يقوم بنقدها أو مناقشتها.
2. أن يكتفي الباحث بمعنى المفهوم اصطلاحاً أو التعريف الاصطلاحي له دون الرجوع إلى التعريف اللغوي.
3. التركيز على التعريف الإجرائي فقط أو القيام بعرض بعض التعريفات اللغوية للمصطلح وإهمال الآخر.
4. عدم معرفة الباحث للأسباب التي تستوجب شرح تلك المفاهيم بالمعنى اللغوي والتعريف الاصطلاحي والتعريف الإجرائي لها.
5. أن يقوم الباحث بعرض التعريفات الإجرائية للمفاهيم المتعددة في موضوع الدراسة من الجانب العلمي أو النظري دون معرفة حقيقة كون الدراسة النظرية تتوقف عن المعنى الاصطلاحي فقط، في حبن أن الدراسة العلمية الميدانية تشترط تواجد التعريف الإجرائي.

للحصول على معلومات أكثر حول التعريفات والمفاهيم وتوضيح الفرق بين التعريف الاصطلاحي والإجرائي يمكن تحميل نسخة إلكترونية مجانية من الفرق بين التعريف الاصطلاحي والتعريف الإجرائي PDF من خلال الرابط التالي (أضغط هنا).

النحراوي، السيد صيحي متولي. (2016). التنظير للمصطلح في الخطاب التربوي الإسلامي. مجلة دراسات في التعليم الجامعي، (32)، 208- 230.