الدرجات العلمية ما بعد الدكتوراة

بعد الحصول على درجة الدكتوراه، يجد كثير من الباحثين أنفسهم يتساءلون: "ما الخطوة التالية؟". على الرغم من أن الدكتوراه تُعتبر أعلى درجات التعليم التقليدي، إلا أن الأبواب لا تُغلق عند هذه المرحلة، بل تبدأ في فتح فرص جديدة ومتنوعة. سواء كنت تسعى إلى الاستمرار في البحث الأكاديمي أو تفكر في الانتقال إلى المجال الصناعي أو حتى الريادة في العمل الاستشاري، فإن الخيارات متعددة.

في هذه المقالة، سنستعرض الدرجات العلمية ما بعد الدكتوراه والفرص الأكاديمية والمهنية المتاحة، مع نصائح عملية لاختيار المسار الأمثل. سنتناول الزمالات ما بعد الدكتوراه، الدرجات الأكاديمية المتميزة، التحولات المهنية خارج الأوساط الأكاديمية، وطرق التكيف مع تحديات هذه المرحلة.

درجة الدكتوراه هي "أعلى شهادة أكاديمية تمنحها الجامعات في مختلف التخصصات الأكاديمية. تمثل هذه الدرجة اعترافًا بالتفوق في مجال دراسي معين والقدرة على إجراء أبحاث علمية متقدمة ومستقلة".

تتطلب درجة الدكتوراه عادة تقديم بحث أصيل ومتكامل يسمى "الأطروحة" أو "الرسالة"، التي تسهم في تطوير المعرفة في مجال التخصص. ويشترط للحصول على درجة الدكتوراة اجتياز مناقشة علنية للأطروحة أمام لجنة من الخبراء في المجال.

الزمالة ما بعد الدكتوراه هي أحد الخيارات الأكثر شيوعًا للباحثين بعد الحصول على الدكتوراه. ولكن ما هي بالضبط؟ ولماذا تعتبر هذه الزمالات خطوة مهمة؟

الزمالة ما بعد الدكتوراه هي "منصب بحثي مؤقت يُمنح للأفراد الذين أكملوا درجة الدكتوراه حديثًا، والهدف من هذه الزمالة هو تعزيز القدرات البحثية وزيادة الإنتاج العلمي، بالإضافة إلى تطوير مهارات إضافية في مجالات مثل التدريس وقيادة الفرق البحثية".

1. تعد فرصة لاستكشاف مواضيع جديدة أو تعميق الفهم في تخصص معين.
2. يمكنك خلال الزمالة التواصل مع باحثين وخبراء من مختلف المؤسسات.
3. غالبًا ما تتيح الزمالة للباحثين التركيز على النشر العلمي.

للحصول على زمالة ما بعد الدكتوراة يوجد مجموعة من الممارسات المهمة التي إذا ما تم اتباعها يمكنك الحصول على درجة الزمالة، وهي:

1. ابحث عن البرامج التي تتناسب مع تخصصك الأكاديمي واهتماماتك البحثية.
2. التأكد من أن طلب الزمالة الخاص بك يتضمن خطة بحثية مفصلة وسيرة ذاتية قوية.
3. احرص على الحصول على خطابات توصية من أساتذة أو مشرفين لهم ثقل أكاديمي.

لا يفوتك مقال موضح لأهم أنواع البحوث العلمية.

إذا كنت تتطلع إلى مزيد من التميز الأكاديمي بعد الدكتوراه، فإن هناك درجات علمية متقدمة يمكن أن تمنحك الاعتراف الأكاديمي والمكانة المهنية الأعلى.

درجات الأبحاث المتقدمة (Higher Doctorates):

تُمنح درجات الأبحاث المتقدمة مثل (D. Sc.) دكتور في العلوم ، أو (D. Litt) دكتور في الآداب للأفراد الذين أظهروا مساهمات علمية متميزة في مجال معين. وتختلف هذه الدرجات عن الدكتوراه التقليدية في أنها تُمنح بناءً على سجل مهني طويل الأمد من الأبحاث المتميزة.ومقارنةً بدرجة الدكتوراة تُعتبر درجات الأبحاث المتقدمة تكريمًا للأعمال البحثية المستمرة والملهمة.

التقدم إلى درجة البروفيسور:

بعد الزمالة أو الحصول على درجة الأبحاث المتقدمة، يمكنك السعي للتقدم إلى درجة البروفيسور. هنا بعض المسارات التي يجب معرفتها:

1. البروفيسور المساعد: أول درجة أكاديمية مستقلة.
2. البروفيسور المشارك: درجة متوسطة تتطلب سجلًا بحثيًا قويًا.
3. البروفيسور الكامل: أعلى درجة أكاديمية تُمنح بناءً على الإنتاج البحثي المتواصل والتأثير الأكاديمي.

الانتقال إلى مناصب إدارية أو قيادية في التعليم العالي:

1. عميد كلية أو رئيس قسم: هذه الأدوار تتطلب مزيجًا من الخبرة الأكاديمية والمهارات الإدارية.
2. إدارة البرامج البحثية: دور يُتيح لك قيادة جهود بحثية على مستوى المؤسسة أو الوطنية.

اطلع على تجربة د. غازي القصبي في دراسة الدكتوراة.

مع أن كثير من الباحثين يتجهون نحو الأدوار الأكاديمية بعد الدكتوراه، إلا أن هناك مسارات مهنية متزايدة خارج الجامعات.

1- القطاع الصناعي والبحث التطبيقي:

يجد الكثير من الحاصلين على الدكتوراه فرصًا مميزة في القطاع الصناعي، حيث تُطبق مهاراتهم البحثية في مجالات مثل التكنولوجيا والدواء والهندسة، وذلك من خلال:

1. البحث والتطوير: العديد من الشركات تعتمد على الباحثين في تطوير تقنيات جديدة، من صناعة الأدوية إلى البرمجيات.
2. الشركات الناشئة : يتيح العمل في الشركات الناشئة للباحثين استغلال مهاراتهم في بيئات مرنة ومليئة بالابتكار.

2- الاستشارات والخدمات البحثية:

1. الاستشارات الأكاديمية: تقدم العديد من المؤسسات خدمات استشارية في مجالات مثل التحليل الإحصائي وتصميم الأبحاث.
2. الاستشارات التقنية: يمكن للباحثين تطبيق معرفتهم في مشاريع تتطلب تحليل بيانات متقدم أو حلول تقنية مبتكرة.

3- الكتابة العلمية والإعلام الأكاديمي:

1. النشر العلمي: الكتابة في المجلات العلمية تُعتبر وسيلة لتعزيز السجل الأكاديمي.
2. الإعلام الأكاديمي: يُمكنك مشاركة معرفتك مع جمهور أوسع من خلال الكتابة الصحفية أو المحتوى الإعلامي العلمي.

لا يفوتك دكتوراة عن بعد معترف بها في السعودية.

بعد سنوات من الدراسة والبحث، من الطبيعي أن تتوقف، وتُعيد تقييم أهدافك المستقبلية، مما يترتب عليه إعادة النظر في المسار الأكاديمية والمهني الخاص بك، وينتج من ذلك الآتي:

1. الانتقال من باحث إلى قائد: تعزيز مهارات القيادة وإدارة الفرق البحثية هو مسار طبيعي.
2. التحول إلى الأدوار الإدارية: قد تجد أن الأدوار الإدارية تتيح لك تحقيق تأثير أكبر.
3. التحديات النفسية والمهنية: يمكن أن تكون مرحلة ما بعد الدكتوراه مليئة بالتحديات من حيث التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية.
4. إستراتيجيات الاستدامة المهنية: من المهم أن تتعلم كيفية إدارة ضغوط العمل والبحث عن توازن صحي بين حياتك الأكاديمية والشخصية.

لاختيار المسار الذي يناسبك بعد الدكتوراه، عليك أن تأخذ في الاعتبار عدة عوامل:

1. الاهتمامات الأكاديمية والمهنية: هل تفضل الاستمرار في البحث الأكاديمي، أم ترغب في تجربة شيء جديد خارج الأوساط الأكاديمية؟
2. التوازن بين العمل والحياة: ما هي الأهداف الشخصية التي ترغب في تحقيقها بجانب الأهداف المهنية؟
3. الاستعانة ببعض الأدوات والموارد التي يمكن أن تساعدك في اتخاذ القرار الصحيح مثل المنصات الإلكترونية للزمالات، والشبكات المهنية.

1. ما هي مميزات الحصول على درجة الدكتوراة.
2. الفرق بين الماجستير والدكتوراة.
3. تجربتي في كتابة الماجستير والدكتوراة.
4. أهم النصائح لمواجهة تحديات الدكتوراة.

الدكتوراه هي بداية جديدة وليست نهاية المطاف. سواء اخترت الاستمرار في البحث الأكاديمي أو الانتقال إلى الأدوار القيادية أو المهنية، فإن الخيارات المتاحة واسعة ومتنوعة، فمن المهم أن تظل مرنًا ومتحمسًا للاستكشاف المستمر، سواء في المجال الأكاديمي أو المهني. ولا تنسَ أن هذه الرحلة هي فصتك لتشكيل مستقبلك الشخصي والمهني.

وكالة الجامعة للشؤون التعليمية والأكاديمية. (د.ت). أسماء الدرجات العلمية للمرحلة الجامعية إرشادات عامة. جامعة الملك سعود.