تعتبر عملية كتابة الرسائل العلمية والأطروحات من أصعب المراحل في الدراسات العليا، حيث تحتاج إلى العديد من المهارات التي يجب أن تتوفر في الباحث العلمي، الأمر الذي يجعل أسلوب الكتابة العلمية أو الصياغة أو المعالجة اللغوية الجيدة هي معيار الحكم على جودة ومصداقية وموضوعية الرسائل العلمية، ولكي يتبع الباحث العلمي سمات محددة في كتابة الرسائل العلمية يجب أن تتوفر فيه عدة مهارات وهي:
الموضوعية:
والمقصود بها ألا ترتبط الكتابة بالآراء الشخصية أو التعبير عنها بما ليس في سياقها أو يتضمنها، ولكن تتوفر الموضوعية عن طريق التعبير الصادق عما توصلت إليه الدراسة من نتائج، وكذلك وصفها ومناقشتها اعتماداً على التحليل المنطقي والتركيب والاستنتاج الموضوعي، أن يتوصل الباحث في النهاية إلى توصيات وخلاصة تجيب على أسئلة وفرضيات المشكلة البحثية المعنية بالدراسة.
المسئولية:
يجب أن يدرك الباحث أو الطالب حجم المسئولية التي تقع على عاتقه، وهذه الأمور تتطلب من الباحث الالتزام بأخلاقيات البحث العلمي.
الوضوح:
حيث يجب أن تتسم الكتابة بالوضوح دون أن يشوبها أي غموض أو لبس، وأن تكتب الرسالة العلمية في سياق منطقي وموضوعي يجعل منها كتابة متماسكة وقابلة للحكم والمناقشة أو النشر العلمي بالمجلات العلمية المُحكمة.
الدقة:
يجب أن تكون الكتابة دقيقة وصحيحة لغوياً وفي إطار قواعد البحث العلمي، حتى تسير في نطاقها المحدد دون إحداث أي تقصير أو خلل في سياقها اللغوي.
العقلانية:
حيث يقوم البحث العلمي ومن ثم الكتابة على أساسا لغة المنطق وإعمال العقل، وذلك عن طريق تقديم الحجج والبراهين التي تعبر عن مدى صدق وموضوعية ما تحَصَّلَ عليه الباحث، وإلا سوف يواجه العديد من الانتقادات من الأساتذة والمشرفين، الأمر الذي يمكن أن يصل إلى رفض نشر الرسالة.
الالتزام بالرسمية في الكتابة:
حيث يجب أن تخلو الرسالة العلمية سواء الماجستير أو الدكتوراه من أي كلمات عامية، بل يجب على الباحث أن يلتزم بالكتابة الأكاديمية العلمية فقط، ولا يلجأ لأي كتابات تعبر عن الذاتية على الرغم من أن الرسالة هي ملكاً للباحث ونتائج جهوده ومثابرته، حتى لا يكون هناك أي لهجة من التعالي والفخر.
قوة التعبير عن الرسالة:
وتنعكس من قوة تفكير الباحث وثقافته ومدة اطلاعه على كل ما يتعلق بمجال دراسته.
التنظيم:
تعتمد الكتابة بشكل كبير على الموضوعية والتفكير المنطقي والصدق كما سبق وأن تمت الإشارة إلى ذلك، ومن ثم يجب أن يتبع ذلك تقدم تدريجي منظم من بداية كتابة الرسالة حتى نهايتها، وفقاً للمعايير العالمية المُتفق عليها في الجامعات.