طلب خدمة
استفسار
×

التفاصيل

تجربة د. غازي القصيبي في دراسة الدكتوراه

2022/06/14   الكاتب :د. يحيى سعد
عدد المشاهدات(2126)

تجربة د. غازي القصيبي في دراسة الدكتوراه

 

المقدمة:

ولد دكتور غازي القصيبي في 2 مارس 1940 وتوفيَّ في 15 أغسطس 2010، وامتاز بالعديد من القدرات ومنها أنه كان شاعر وأديب وكاتب وسفير دبلوماسي، وقد اعتلى منصب وزير سعودي، قضى مراحل تعليمه في العاصمة البحرينية وبالأخص في المنامة، وقد حصل على درجة البكالوريوس من كلية الحقوق جامعة القاهرة، ثم استطاع الدكتور غازي القصيبي الحصول على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جنوب كاليفورنيا، وبالنسبة للدكتوراه التي هي محور هذا المقال قد حصل عليها من جامعة لندن والتي كان موضوعها حول اليمن.

من خلال المقال الحالي سوف نتطرق إلى تجربة دكتور غازي القصبي في دراسة الدكتوراه وذلك من خلال عدة نقاط وهي كالآتي:

  1. الندوة التي اشترك فيها دكتور غازي القصيبي
  2. متى بدأ دكتور غازي القصيبي التحضير للدكتوراه
  3. علاقة دكتور غازي القصيبي مع المشرف على رسالة الدكتوراه
  4. كيف تعامل دكتور غازي القصيبي مع دكتور بيرتون المشرف على الرسالة
  5. امتحان رسالة الدكتوراه للدكتور غازي القصيبي
  6. علاقة المشرف مع الطالب من وجهة نظر دكتور غازي القصيبي
  7. رأي الدكتور غازي القصيبي في لقب الدكتوراه
  8. الزواج وعلاقته برحلة الدكتوراه  للدكتور غازي القصيبي

 

الندوة التي اشترك فيها د. غازي القصيبي

 

كانت الندوة  قد عُقِدت عقب حرب حزيران 1967، وكان من المفترض أن يشترك فيها أربعة أخوة من العرب إلا أنهم قرروا أن يقاطعوا الندوة احتجاجاً على الموقف الأمريكي، ولكن من رأي دكتور غازي القصيبي أن مثل هذه العقلية التي استمرت العديد من السنوات (التي كانت ترفض المواجهة بحجة المقاطعة) هي المسؤولة عن ترك المجال واسعاً أمام الأعداء يسرحون ويمرحون كما يشاؤون، وقد أثبت هذا الرأي دكتور غازي القصيبي من خلال مشاركته في الندوة، حيث سرعان ما تبين من خلال اللقاءات والاجتماعات أنه هو الصوت الوحيد الذي يدافع عن القضية العربية.

 

متى بدأ دكتور غازي القصيبي التحضير للدكتوراه

 

بدأ الدكتور غازي القصيبي التحضير للدكتوراه في الخريف، حيث وجد أن جو الدراسة في لندن يختلف تمامً عن جو الدراسة في جامعته القديمة في أمريكا، إذ كانت حضور المحاضرات اختيارياً في الجامعة الجديدة في لندن، ولم يكن هناك أي امتحانات أو أوراق بحث فصلية وكانت هناك بصفة عامة حالة من الاسترخاء تختلف تماماً عن الوضع الموجود في الجامعات الأمريكية، حيث تذكر دكتور غازي القصيبي في هذا الوقت أقوال أساتذته في أمريكا حيث قال (أن التعليم في الولايات المتحدة يعني التدريب أما التعليم في أوربا يعني السماح بتثقيف نفسك بنفسك)، حيث كانت حرية النقاش أكبر بكثير من التي عرفها في الجامعة الأمريكية، وكان النقاش غالباً ما يكون صراعاً بين المدرسة التقليدية للبروفيسور (شوارزنوجر وأتباعه) والمدرسة الحديثة للدكتور( بيرتون وأتباعه).

  • المدرسة التقليدية: لا ترى في أي مستجدات طارئة على مستوى الواقع أو على مستوى البحث العلمي، ما يؤدي إلى التخلي عن التحليل القديم القائم على مفهومي الدولة والقوة.
  • المدرسة الحديثة: فترى أن على العلاقات الدولية إذا أرادت أن تتحول إلى علم حقيقي يجب أن تستفيد من كل تقدم يتحقق في العلوم الأخرى سواء كانت طبيعية أو اجتماعية، كما ترى هذه المدرسة أن التغيرات السريعة المتلاحقة على أرض الواقع لا يمكن أن تفسر بنظريات جامدة لا تتحرك.

علاقة دكتور غازي القصيبي مع المشرف على رسالة الدكتوراه

 

قرر الدكتور غازي القصيبي أن يكتب رسالة الدكتوراه عن اليمن كما توقع صديقه عمران العمران، حيث كلفت الكلية الدكتور جون بيرتون أن يكون الأستاذ المشرف على الرسالة، وبعد ثلاثة أسابيع قدم الدكتور مخطط للرسالة الذي كان يتكون من ثلاثون صفحة تقريباً، وكان ينقسم البحث إلى ثلاثة أقسام، حيث تناول القسم الأول بالتحليل السنوات الأخيرة من الإمامة، والقسم الثاني كان يدرس بالتفصيل الثورة التي أطاحت بالإمامة، والقسم الثالث كان يعالج رد الفعل المصري ورد الفعل السعودي بعد الثورة، ولكن بعد أن قدم الدكتور المخطط للمشرف وجد أن المشرف غير مهتم بما يخطط له الدكتور غازي القصيبي قائلاً له "أنت طالب ناضج تحضر إلى الدكتوراه وأفترض أنك تعرف ما تفعل، لا يهمني المخطط ولكن تهمني النتيجة، أنظر إلى هذه الطاولة مادامت الطاولة تفي بالغرض فليس من شأني أن أعرف المخطط الذي استعان به النجار"، هذا الرأي الذي أربك الدكتور غازي القصيبي كيف لمشرف أن لا يقوم بمناقشة مخطط البحث مع الطالب، حيث في الغالب أن المشرفون يقضون وقتاً طويلاً مع الطلاب لمناقشة المخطط، ولكن الدكتور بيرتون لم يكن أستاذاً تقليدياً وكان يختلف بعض الشيء عن باقي الأساتذة.

 

كيف تعامل دكتور غازي القصيبي مع دكتور بيرتون المشرف على الرسالة

 

بدأ الدكتور غازي القصيبي بالإعداد للبحث ومرت الشهور وهو لا يتناقش مع الأستاذ المشرف، ولكن بعد مرور عام ذهب إلى الأستاذ المشرف وكان لديه الرغبة في معرفة رأيه في الجزء الذي أنجزه، ولكن طلب منه المشرف أن ينتهي من نصف الرسالة ثم يقوم بعرضها عليه مرة أخرى، ثم قام الدكتور بعد مرور عدة أشهر بتقديم الجزء إلى الأستاذ المشرف والذي طلب منه أن يتركه ويعود مرة أخرى بعد أسبوع، وبعد أن مر أسبوع ذهب إليه الدكتور غازي القصيبي ثم قال له الأستاذ المشرف" البحث في طريقه إلى التبلور"، ولم يفهم الدكتور ما معنى كلام الأستاذ المشرف هل هو موافق على هذا الجزء أو رفضه مما دفعة للذهاب إلى السكرتيرة الخاصة به وضحكت عندما قال لها ما قاله الأستاذ المشرف وفسرت له أن هذا التعليق بلغة الدكتور بيرتون أنه موافق على ما قرأه وقالت له إذا لم يرضى على هذا الجزء لطلب منه أن يمزقه ويبدأ من جديد.

امتحان رسالة الدكتوراه للدكتور غازي القصيبي

 

بعد ثلاث سنوات من تحضير الدكتور غازي القصيبي للرسالة تم الانتهاء منها وقدمها إلى الدكتور بيرتون الذي قام باستلامها دون أي تعليق، وكان العرف وقتها أن يكون هناك اختبار يحضره ممتحنان أحدهما داخلي متمثل في الأستاذ المشرف والآخر خارجي، وكان للممتحن الخارجي الكلمة النهائية باعتبار أن الأستاذ المشرف لا يعتبر الرسالة جاهزة إلا إذا كان موافق عليها، وفي هذه الأثناء كان الدكتور غازي القصيبي يحضر نفسه ذهنيا لكثير من التعديلات قبل الوصول إلى مرحلة الامتحان، وبعد مرور شهر من تقديم البحث اتصلت السكرتيرة الخاصة بدكتور بيرتون وقالت له أنه يريد رؤية الدكتور غازي القصيبي في مكتبه صباح اليوم التالي، فذهب الدكتور وبدأ البروفيسور بتوجيه بعض الأسئلة إلى الدكتور غازي القصيبي حينها أيقن الدكتور أن الامتحان قد بدأ، وكان الامتحان فريداً من نوعه حيث قام الممتحن الخارجي بتقديم بعض الأسئلة عن بعض جوانب البحث تدريجياً، ثم تحول النقاش من حوار بين الممتحن الخارجي وبين الدكتور غازي القصيبي إلى نقاش بين الممتحن الخارجي والأستاذ المشرف، وبعد مرور ساعتين شكر الدكتور بيرتون الدكتور غازي القصيبي وطلب منه الانتظار في الخارج، في هذا الوقت كان يدور سؤال في ذهن دكتور غازي القصيبي وهو " إذا اختلف الممتحنان هل يسقط المرشح أم ينجح؟" لمدة 20 دقيقة، ثم بعد ذلك خرج الدكتور بيرتون وهو يبتسم ويقول له "مبروك دكتور" والممتحن الخارجي وهو يقول له" تستحق التهنئة" وكان رد كتور غازي القصيبي " أنه من حسن حظي أني لم أعرف الحقيقة إلا الآن".

علاقة المشرف مع الطالب من وجهة نظر دكتور غازي القصيبي

 

يرى الدكتور أن سلطة الأستاذ المشرف على الطالب الباحث ليست لها حدود، وما حدث مع الدكتور في رسالة الدكتوراه الخاصة به خير دليل على أن كل شيء مر بسلام، ولم يتغير أي حرف من رسالة الدكتوراه التي كتبها دكتور غازي القصيبي، ولكن لا تمر الأمور دائماً بسهولة ولا تنتهي نهاية سعيدة، حيث كان مع الدكتور زميلان يحضران للدكتوراه مع نفس الأستاذ المشرف الدكتور بيرتون وكان كل منهم باحثاً متميزاً، حيث قال الأستاذ المشرف لإحداهما انه لا يستطيع الموافقة على الرسالة ويجب أن يعيدها من جديد، وكان الموقف صعباً على الباحث مما جعله يترك الدراسة نهائياً، أما الباحث الآخر فقد أخبره الأستاذ المشرف أن بحثه جيد ولكن لا يرتقى إلى الدكتوراه وإنما إلى الماجستير فقط، ومن خلال هذان الموقفان رأي دكتور غازي القصيبي أن قدر الباحثين في مرحلة الدراسات العليا أن يعيشوا وسيف المشرف مصلت على رؤوسهم يمكن أن يهوى في أي لحظة.

 

رأي الدكتور غازي القصيبي في لقب الدكتوراه

 

عند حصول الدكتور غازي القصيبي على لقب الدكتوراه سأل نفسه بعض الأسئلة من أهمها هل انتابه شعور جيد وهو يستمع إليه لأول مرة؟، وهل شعر أنه ودع إلى الأبد مرحلة الدراسة؟، ولكن بطبيعة الحال كان هناك قدر من السعادة لأنه حقق هدفاً هاما كان وضعه نصب أعينه، وقد بدى اللقب الجديد غريباً في بداية الأمر ثم تعود عليه، وكان هذا اللقب يضايق الدكتور عندما كان يستمع إليه من قِبَل أصدقاؤه إلى أن شعروا بذلك، ولكن بالنسبة للسؤال الأخير المتعلق بالدراسة كان يعلم أنها عملية مستمرة تدوم بدوام الحياة حتى وإن اختلفت المدراس وتغيرت المناهج.

ومن وجهة نظر الدكتور غازي القصيبي أن شهادة الدكتوراه لا تعني أن حاملها يمتاز عن غيره بالذكاء أو الفطنة أو النباهة فضلاً عن النبوغ أو العبقرية، وكل ما تعنيه الشهادة لحاملها أن الحاصل عليها يتمتع بقدر من الجلد والإلمام بمبادئ البحث العلمي، إذ تعتبر الهالة التي تحيط بحاملي الدكتوراه وخاصة في العالم الثالث توحي أنهم مختلفون عن بقية البشر وهذا وهم ليس لها أساس من الواقع، حيث قابل الدكتور غازي القصيبي العديد من حاملي الدكتوراه اللامعين، وعدد مماثلاً لا يزال الدكتور حائراً في كيفية حصولهم على درجة الدكتوراه، حيث أشار الدكتور غازي القصيبي أن درجات الدكتوراه في العالم العربي يجب أن تقسم إلى قسمين الأول يدعى (دكتوراه ما قبل الوزارة) والآخر (دكتوراه ما بعد الوزارة).

 

الزواج وعلاقته برحلة الدكتوراه  للدكتور غازي القصيبي

 

تزوج الدكتور غازي القصيبي في خريف سنة 1968م (1388ه) وذلك أثناء تحضيره للدكتوراه، ولكن الزواج بالنسبة للدكتور كان له أثر إيجابي على حياته بمختلف جوانبها، وساهم الزواج وبالخصوص زوجة الدكتور غازي القصيبي في تدبر الأمور بالموارد القليلة المتاحة، وكانت طباعة رسالة الدكتوراه من ضمن هذه الأمور والذي مكنهم من تحقيق الاستفادة من مخصص الطبع المقرر.

الخاتمة

 

من خلال هذا المقال نكون قد عرضنا جميع مراحل تجربة دكتور غازي القصيبي في دراسة الدكتوراه، نرجو من الله أن يجعل هذا المقال مفيداً للعديد من الباحثين والطلاب من المُقدمين على درجتي الماجستير والدكتوراه في مختلف المجالات.

خدمات البحث العلمي

خدمات البحث العلمي هي مجموعة من الخدمات العلمية تبدأ من صياغة العنوان المناسب وتوفير المراجع واستعراض الدراسات السابقة وجمع المادة العلمية كدعم الإطار النظري والمساعدة في تصميم أدوات البحث العلمي و خدمات التحليل الاحصائي ومناقشة وتفسير النتائج وكذلك طرح التوصيات وخدمات الترجمة الأكاديمية جميعها ضمن خدمات البحث العلمي بالإضافة إلى التدقيق اللغوي والمساعدة في نشر البحوث العلمية في المجلات المحكمة ضمن خدمات البحث العلمي.

 

وسنستعرض في هذا المقال واحدة من الشركات الرائدة في مجال تقديم خدمات البحث العلمي في الوطن العربي حيث تم تأسيس شركة دراسة لخدمات البحث العلمي والترجمة المعتمدة، انطلاقا من حرص الكادر العامل بها منذ أكثر من عشرين سنة، على سد النقص في خدمات البحث العلمي والترجمة، ودعم الباحث العلمي في الاستغلال الأمثل للوقت والجهد لإتمام البحث العلمي.

 

 

للإطلاع على مزيد من الخدمات المميزة: أضغط هنا

خدمات البحث العلمي

التعليقات


الأقسام

أحدث المقالات

الأكثر مشاهدة

خدمات المركز

نبذة عنا

تؤمن شركة دراسة بأن التطوير هو أساس نجاح أي عمل؛ ولذلك استمرت شركة دراسة في التوسع من خلال افتتاح فروع أو عقد اتفاقيات تمثيل تجاري لتقديم خدماتها في غالبية الجامعات العربية؛ والعديد من الجامعات الأجنبية؛ وهو ما يجسد رغبتنا لنكون في المرتبة الأولى عالمياً.

اتصل بنا

فرع:  الرياض  00966555026526‬‬ - 555026526‬‬

فرع:  جدة  00966560972772 - 560972772

فرع:  كندا  +1 (438) 701-4408 - 7014408

شارك:

عضو فى

معروف المركز السعودي للأعمال المرصد العربي للترجمة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم هيئة الأدب والنشر والترجمة

دفع آمن من خلال

Visa Mastercard Myfatoorah Mada