عند حصول الدكتور غازي القصيبي على لقب الدكتوراه سأل نفسه بعض الأسئلة من أهمها هل انتابه شعور جيد وهو يستمع إليه لأول مرة؟، وهل شعر أنه ودع إلى الأبد مرحلة الدراسة؟، ولكن بطبيعة الحال كان هناك قدر من السعادة لأنه حقق هدفاً هاما كان وضعه نصب أعينه، وقد بدى اللقب الجديد غريباً في بداية الأمر ثم تعود عليه، وكان هذا اللقب يضايق الدكتور عندما كان يستمع إليه من قِبَل أصدقاؤه إلى أن شعروا بذلك، ولكن بالنسبة للسؤال الأخير المتعلق بالدراسة كان يعلم أنها عملية مستمرة تدوم بدوام الحياة حتى وإن اختلفت المدراس وتغيرت المناهج.
ومن وجهة نظر الدكتور غازي القصيبي أن شهادة الدكتوراه لا تعني أن حاملها يمتاز عن غيره بالذكاء أو الفطنة أو النباهة فضلاً عن النبوغ أو العبقرية، وكل ما تعنيه الشهادة لحاملها أن الحاصل عليها يتمتع بقدر من الجلد والإلمام بمبادئ البحث العلمي، إذ تعتبر الهالة التي تحيط بحاملي الدكتوراه وخاصة في العالم الثالث توحي أنهم مختلفون عن بقية البشر وهذا وهم ليس لها أساس من الواقع، حيث قابل الدكتور غازي القصيبي العديد من حاملي الدكتوراه اللامعين، وعدد مماثلاً لا يزال الدكتور حائراً في كيفية حصولهم على درجة الدكتوراه، حيث أشار الدكتور غازي القصيبي أن درجات الدكتوراه في العالم العربي يجب أن تقسم إلى قسمين الأول يدعى (دكتوراه ما قبل الوزارة) والآخر (دكتوراه ما بعد الوزارة).