طلب خدمة
استفسار
×

التفاصيل

عدد المشاهدات(306)

التفكير الإبداعي والتفكير النقدي في علم النفس: الفروقات وأهميتها

التفكير الإبداعي والتفكير النقدي من أنواع التفكير في علم النفس، إذ يعد الأخير من أكثر أشكال التفكير تعقيدًا نظرًا لارتباطه بسلوكيات عديدة كالمنطق وحل المشكلات بالإضافة إلى ارتباطه الوثيق بالتفكير عالي الرتبة. وعلى الجانب الآخر اتفق علماء علم النفس أن التفكير الإبداعي عملية معرفية تؤدي إلى توليد نتاج جديد يتصف بالمرونة والأصالة، وهو ليس نتاجًا تلقائيًا أو عشوائيًا، بل ثمرة جهود عقلية خلاقة.

لذلك حرصت شركة دراسة من خلال المقال الحالي على توضيح أهم أوجه الشبه والاختلاف بين كلًا من التفكير الإبداعي والتفكير النقدي في علم النفس مع توضيح لأهم التعريفات التي تناولت كلٍ من النوعين وأهم خصائصهما.

تعريف التفكير الابداعي:

 

تكاد تكون تعريفات التفكير الإبداعي متشابهة متقاربة إلى حدٍ كبير مما يعكس أوجه الاتفاق حول مفهوم التفكير الإبداعي، ومن أمثلة هذه التعريفات:

  1. التفكير الإبداعي هو "نشاط عقلي هادف يؤدي إلى أفكار جديدة، ويعبر عن حلول لمشكلة ورغبة في البحث عن حل منشود والتوصل إلى نتائج لم تكن معروفة من قبل".
  2. التفكير الإبداعي هو "محاولة البحث عن طرق غير مألوفة لحل مشكلة جديدة أو قديمة، وبتطلب ذلك طلاقة الفكر ومرونته وأصالته والقدرة على تطوير حلول للمشكلات وتفصيلها أو توسيعها".
  3. التفكير الإبداعي هو "التفكير المتشعب الذي يتضمن تحكيم وتقسيم الأفكار القديمة، وعمل روابط جديدة، وتوسيع حدود المعرفة وإدخال الأفكار العجيبة والمدهشة، أي توليد أفكار ونواتج جديدة من خلال التفاعل الذهني وزيادة المسافة المفاهيمية بين الفرد، وما يكتسبه من خبرات".
  4. التفكير الإبداعي هو "نوع من التفكير يؤدي إلى إنتاج يتصف بالجدة، والأصالة، والمرونة، والحساسية للمشكلات والقدرات التحليلية والتركيبية، والقدرة على ربط وتوصيل الأشياء المألوفة".

تعريف التفكير الناقد:

 

ظهرت العديد من التعريفات للتفكير الناقد، بسبب كثرة وجهات النظر والنظريات التي عالجته، ونذكر من أهم هذه التعريفات:

  1. التفكير الناقد هو "القدرة على التحقق من ظاهرة ما وتقويمها بالاستناد إلى معايير محددة".
  2. التفكير الناقد هو "عملية تؤدي إلى اتخاذ أحكام ذاتية بناء على مهارات الاستقراء والاستنتاج، والتوجه والميل كالنزعة إلى التساؤل، والبحث عن المعرفة والأدلة".
  3. التفكير الناقد هو "القدرة على تحليل الحقائق، وتحرير الأفكار وتنظيمها، وتحديد الآراء وعقد المقارنات، والتوصل للاستنتاجات وتقويمها، وحل المشكلات".
  4. التفكير الناقد هو "تفكير تأملي ومسؤول وماهر ومعقول، يعمل على تصحيح التفكير ضمن هدف ذا علاقة بالمعرفة والقيم العالية".

 

لا يفوتك مقال شمولي عن ما هو النقد الأكاديمي.

خصائص التفكير الإبداعي الجاد وافتراضاته:

 

يتسم التفكير الإبداعي الجاد بمجموعة من الخصائص وهي:

  1. الاهتمام بالإثراء وليس بالصواب من حيث البدائل أو إجراءات الحل.
  2. البحث عن طرق ومجالات جديدة لحل المشكلة المطروحة.
  3. البحث عن بدائل متنوعة للحل، وليس البدائل الأقصر أو الأقرب للحل.
  4. التفكير الإبداعي الجاد شمولي وثابت.

افتراضيات التفكير الإبداعي:

يقوم التفكير الإبداعي على مجموعة من الافتراضات الأساسية وهي:

  1. الإبداع مهارة يمكن لكل فرد لديه الاستعداد أن يتعلمها من خلال مادة تعليمية أو تدريبية.
  2. الإبداع ليس حكرًا على الطلبة المتفوقين، أو الأشخاص ذوي الذكاء العالي. ثم إنها تعتمد على أهداف الفرد وعملياته الذهنية وخبراته، وخصائصه الشخصية.
  3. الإبداع يعني التحرر من الخوف والمنع لذلك فإن إيجاد الفرد المبدع يعتمد على الوسط البيئي المناسب والمعلم الجيد.
  4. الفكرة المبدعة فكرة ضعيفة هشة، لا تصمد للنقد في بدايتها، وإذا أصدرت عليها حكمًا سريعًا فإنك ستقتلها.
  5. الفرد المبدع يفترض أن الآخرين مبدعون.

 

خصائص ومعايير التفكير الناقد:

 

يتفق الباحثون على عدد من المعايير والخصائص الواجب توافرها في التفكير الناقد عند معالجة ظاهرة أو موقف معين، هذه المعايير تعد بمثابة موجهات للتأكد من فعالية التفكير الناقد والقدرة على الارتقاء بالتفكير من المستوى الأولي إلى المستوى المتطور، وتتمثل هذه الخصائص والمعايير في الآتي:

  1. الوضوح: يجب أن تتميز مهارات التفكير الناقد بدرجة عالية من الوضوح وقابلية الفهم الدقيق من الآخرين من خلال التفصيل والتوضيح وطرح الأمثلة.
  2. الصحة: يجب أن تتميز العبارات التي يستخدمها الفرد على درجة عالية من الصحة والموثوقية من خلال الأدلة والبراهين الأرقام المدعمة.
  3. الدقة: يقصد بذلك إعطاء موضوع التفكير حقه من المعالجة والجهد والتعبير عنه بدرجة عالية من الدقة، والتحديد، والتفصيل.
  4. العمق: يجب أن تتميز معالجة المشكلة أو الظاهرة بدرجة عالية من العمق في التفكير والتفسير والتنبؤ لنخرج الظاهرة من المستوى السطحي من المعالجة.
  5. الاتساع: يجب أن تؤخذ جميع جوانب المشكلة أو الموقف على نحو شمولي وواسع والاطلاع على وجهات نظر الآخرين وطرقهم في التعامل مع المشكلة.
  6. المنطق: يجب أن يكون التفكير الناقد منطقيًا من خلال تنظيم الأفكار وترابطها بطريقة تؤدي إلى معاني واضحة ومحددة.
  7. الدلالة الوهمية: ذلك من خلال التعرف إلى أهمية المشكلة أو المواقف مقارنة بالمشكلات والمواقف الأخرى التي تعترض الفرد.

مهارات التفكير الإبداعي:

 

على الرغم من اختلاف الباحثين والدارسين في مجال الإبداع والتفكير الإبداعي، إلا أن غالبيتهم يتفقون على أنه يشمل ثلاث مهارات رئيسة، وهي الطلاقة، والمرونة، والأصالة بجانب الحساسية للمشكلات والتفاصيل:

أولًا: الطلاقة:

هي القدرة على إنتاج أو توليد عدد كبير من الأفكار الجيدة والصحيحة لمسألة أو مشكلة ما نهايتها حرة ومفتوحة، مثلما تشير إلى القدرة على استخدام مخزوننا المعرفي عندما نحتاج إليه، فهي تتضمن تعدد الأفكار التي يتم استدعاؤها، أو السرعة التي يتم بها استدعاء استخدامات لأشياء محددة، وسهولة الأفكار وتدفقها وسهولة توليدها.

ثانيًا: المرونة:

هي القدرة على توليد أفكار متنوعة ليست من نوعية الأفكار المتوقعة عادةً، والتحول من نوع معين من الفكر إلى نوع آخر عند الاستجابة لموقف معين، أي أنها القدرة على تغيير الحالة الذهنية بتغيير الموقف، فهي عكس الجمود الذهني، وتمثل الجانب النوعي للإبداع، وتأخذ المرونة عدة صور، وهي المرونة التلقائية والمرونة التكيفية.

ثالثًا: الأصالة:

هي القدرة على التعبير الفريد، وإنتاج الأفكار البعيدة والماهرة أكثر من الأفكار الشائعة والواضحة، أي أنها التميز والتفرد في الفكرة والقدرة على النفاذ إلى ما وراء المباشر والمألوف من الأفكار. فالفكرة أصيلة إذا كانت غير متكررة أو غير مألوفة، ولا تخضع للأفكار الشائعة، وتعتمد هذه الخاصية على فكرة الملل من استخدام الأفكار المألوفة والحلول البديهية.

رابعًا:  الحساسية للمشكلات:

هي القدرة على اكتشاف المشكلات والمصاعب واكتشاف النقص في المعلومات، أي إنها الوعي بوجود مشكلات أو احتياجات أو عناصر ضعف في البيئة أو الموقف، كما أنها تتضمن ملاحظة الفرد الكثير من المشكلات في المواقف المعروضة، ويدرك الأخطاء، ويتولد لديه الإحساس والشعور بالمشكلة، مما يتطلب ارتفاع مستوى الوعي وزيادته.

خامسًا: التفاصيل:

تمثل قدرة الفرد على تقديم إضافات أو زيادات لفكرة ما، تقود بدورها إلى زيادات أو إضافات أخرى، أي أنها القدرة على إضافة تفاصيل جديدة للأفكار المعطاة، وتتضمن هذه المهارة التفكيرية الوصول إلى افتراضات تكميلية، تؤدي بدورها إلى زيادة جديدة، أي مد الخبرة أو المساحة المعرفية لدى المتعلم.

 

اطلع على انفوجرافيك توضيحي عن مهارات التفكير الابداعي.

 

مهارات التفكير الناقد:

 

هنالك كثير من التصنيفات لمهارات التفكير الناقد تبعًا لتعدد تعريفاته والأطر النظرية المفسرة له، ونذكر من أهمها:

أولًا: الافتراضات:

هي التعرف على درجة صدق المعلومات، والحقائق والمغالطات، وصياغة الفرضيات، وصياغة التنبؤات.

ثانيًا: التفسير والفهم:

يعني القدرة على تحديد المشكلة وفهمها وشرحها، والتعرف إلى التفسيرات المنطقية، وممارسة التصنيف واستخراج المعنى من المعطيات، وتحديد دقة المعلومات ومصادرها.

ثالثًا: الاستناد إلى قواعد المنطق:

يقصد به ممارسة الاستنباط والاستنتاج والاستدلال بأشكالهم المختلفة.

رابعًا: التقويم:

يشمل تقويم الحجج والبراهين والأدلة، والادعاءات، وتحديد قوتها وتفنيدها، والتمييز بين الحقائق والادعاءات.

 

خصائص المفكر المبدع:

 

يتميز المفكر المبدع بمجموعة من الصفات والخصائص، ومن أهمها:

  1. تحمل المسؤولية.
  2. الاعتماد على الذات.
  3. استقبال المعلومات دون تحيز.
  4. القدرة على تحمل الغموض والنهايات الواسعة أو الأسئلة غير المجابة.
  5. مستويات عالية من الثقة بالنفس.
  6. الطموح والدافعية العالية.
  7. لا يخاف من المخاطرة أو الخطأ.
  8. الاستعداد لتقبل النقد.
  9. الابتعاد عن الأساليب الروتينية في إنجاز أعماله والبحث عن الأساليب الجديدة وغير المألوفة.
  10. كثرة التساؤل لاختبار الأشياء ومعالجتها.

يقيم سلوكياته بمعايير عالية

خصائص المفكر الناقد:

 

يعتمد المفكر الناقد التمحيص الدقيق للمعلومات المتوفرة للفرد وفق قواعد المنطق وبطريقة تدريجية من أجل التوصل إلى نتائج سليمة ودقيقة، ومن أهم خصائص المفكر الناقد ومهاراته:

  1. تمحيص المعلومات ومحاكمتها منطقيًا وبدرجة عالية من العقلانية للوصول إلى الحقيقة.
  2. الحساسية نحو المشكلات والقدرة على تحديدها.
  3. القدرة على اتخاذ أحكام منطقية وفعالة ومحاكمة الأنظمة السياسية والاجتماعية السائدة وفق معايير محددة حتى في حالة غياب الأدلة والبراهين.
  4. استخدام الأدلة بمهارة عالية.
  5. الميل إلى التحليل والتنظيم عند التعامل مع المعلومات والبيانات.
  6. منفتح الذهن نحو الأفكار، والخبرات الجديدة، وذو خيال واسع.
  7. لديه الاستعداد نحو التغير عند ثبوت الخطأ بالأدلة الكافية المقنعة.
  8. يستطيع التعلم ذاتيًا.
  9. يستخلص استنتاجات وقرارات من البيانات والمعلومات.
  10. الميل إلى العدل في التعامل مع الآخرين.
  11. الثقة العالية بالنفس.
  12. الوضوح في طرح الأسئلة والعبارات.
  13. القدرة على الملاحظة وتقدير أوجه الشبه والاختلاف غير الظاهرة.

 

اقرأ أيضًا استراتيجيات التعلم النشط.

أوجه الشبه والاختلاف بين التفكير الإبداعي والتفكير الناقد:

 

اعتبر العلماء أن التفكير الإبداعي والناقد هما شكلان من أشكال التفكير العالي الرتبة، إذ يعتبر البعض أن التفكير الناقد مكملًا للتفكير الإبداعي لأنه لا بد من التحقق المنطقي من إشراقات التفكير الإبداعي، ولتوضيح أوجه الشبه والاختلاف يمكنك متابعة الفقرات القادمة:

أوجه الشبه:

  1. كلاهما يتطلب الدافعية والرغبة والاستعداد للعمل بجد ومثابرة.
  2. كلاهما يستخدم عمليات معرفية متقدمة لإنجاز المهمات.
  3. كلاهما يتضمن التفكير الاستدلالي والمرونة الذهنية وحل المشكلات.
  4. التفكير الناقد يكمل عمل التفكير الإبداعي للتحقق من المنتج والتفكير الإبداعي يكمل عمل التفكير الناقد للتوصل إلى حلول وفرضيات إبداعية.

أوجه الاختلاف:

التفكير الناقد

التفكير الإبداعي

تفكير متقارب، وذاتي التقويم، وتأملي، وحساس للسياق.

تفكير متشعب (تباعدي)، ومتجاوز للذات، وتأملي/ غير تأملي، ومحكوم بالسياق.

يلتزم بالمبادئ ومعايير محددة مسبقًا.

لا يلتزم بمبادئ محددة.

يتحدد بقواعد المنطق العلمي فحص وتقييم للحلول المعروضة.

لا يتحدد بقواعد المنطق العلمي وبتأثر بالقدرة على التخيل.

الخاتمة:

 

بنهاية هذا المقال نكون قد تعرفنا على الفرق بين التفكير الإبداعي والتفكير النقدي في علم النفس بدايةً من تعريف كلٍ منهما وعرض لأهم خصائصه، وخصائص المفكرين لكل نوع من أنواع التفكير، واتضح باجتماع عدد كبير من العلماء أن التفكير الإبداعي والتفكير النقدي مكملان لبعضهما البعض، وهما من أنواع التفكير العالي الرتبة، وهذا ما تطرق إليه الجزء الأخير من المقال عند تناول أوجه الشبه والاختلاف بين كلا النوعين.

مراجع للاستزادة:

هل هناك فرق بين التفكير الإبداعي والتفكير الناقد؟

  • نعم، التفكير الإبداعي يركز على إنتاج أفكار جديدة ومبتكرة، بينما التفكير الناقد يركز على تحليل وتقييم الأفكار بشكل منطقي ودقيق.
  • ما هو التفكير النقدي والإبداعي؟

  • التفكير النقدي: هو القدرة على تحليل وتقييم المعلومات والأفكار بشكل منهجي ومنطقي بهدف اتخاذ قرارات مستنيرة.
  • التفكير الإبداعي: هو القدرة على توليد أفكار جديدة وحلول مبتكرة وغير تقليدية للمشكلات.
  • ما هو الفرق بين التفكير الابتكاري والتفكير الإبداعي؟

  • التفكير الابتكاري هو جزء من التفكير الإبداعي، ولكنه يركز بشكل خاص على تحويل الأفكار الإبداعية إلى حلول عملية ومفيدة، بينما التفكير الإبداعي أوسع ويشمل توليد الأفكار الجديدة بشكل عام.
  • ما الفرق بين التفكير الإيجابي والتفكير الناقد؟

  • التفكير الإيجابي يركز على رؤية الجانب المشرق من الأمور وتوقع النجاح، بينما التفكير الناقد يركز على تحليل الأفكار والمعلومات بشكل دقيق بغض النظر عن الإيجابية أو السلبية.
  • التعليقات


    الأقسام

    أحدث المقالات

    الأكثر مشاهدة

    خدمات المركز

    نبذة عنا

    تؤمن شركة دراسة بأن التطوير هو أساس نجاح أي عمل؛ ولذلك استمرت شركة دراسة في التوسع من خلال افتتاح فروع أو عقد اتفاقيات تمثيل تجاري لتقديم خدماتها في غالبية الجامعات العربية؛ والعديد من الجامعات الأجنبية؛ وهو ما يجسد رغبتنا لنكون في المرتبة الأولى عالمياً.

    اتصل بنا

    فرع:  الرياض  00966555026526‬‬ - 555026526‬‬

    فرع:  جدة  00966560972772 - 560972772

    فرع:  كندا  +1 (438) 701-4408 - 7014408

    شارك:

    عضو فى

    معروف المركز السعودي للأعمال المرصد العربي للترجمة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم هيئة الأدب والنشر والترجمة

    دفع آمن من خلال

    Visa Mastercard Myfatoorah Mada