يتسم الشخص المبدع بالمرونة التامة في أنماط تفكيره، مع الاهتمام بالأفكار المعقدة، حيث يبدي نمط شخصية يتصف بأنه مركب، يستطيع لمس ما تقدمه الطبيعة من خِصال الجمال. كما أنه يتمتع بشخصية متفتحة على كل ما هو جديد، ويتميز المبدعون بالوضوح والتفكير والشجاعة والتفرد والإصرار. كذلك فإنهم يملكون هوايات طفولية، مع سهولة الكشف عن مشاعرهم، بالإضافة إلى إنفاق وقت طويل في اكتشاف المشكلة وتحديدها.
وقد قام بعض علماء النفس بالربط بين الصحة النفسية والإبداع. والمبدعون ليسوا بالضرورة نماذج للصحة والحياة السوية. فمثلاً بيتهوفن الموسيقار الإبداعي العظيم كان يوصف بالغضب بالرغم من قدراته الفنية، وفان جوخ الفنان صاحب الفن الإبداعي كان يعاني من الصرع ويقضي كل وقته منعزلاً وحيداً، والمبدع همنجواي كان فنان بالرغم من أنه كان مصاباً بالاكتئاب حتى قضى منتحراً. فالشخص المبدع لا يتفرد بسمات ذاتية تميزه عن غيره، لكنه يتميز بتفكيره الشخصي الإبداعي. وهو ما تم تطويره من خلال تشجيع الأسرة، التي تعد البيئة الأولى التي تدعم نشوء تفكير إبداعي. بالإضافة إلى دعم الآباء واهتمامهم، مع اهتمام المعلمين بدعم إبداع الطلاب والعمل على تنمية قدراتهم الخاصة والحيلولة دون الفشل. لمزيد من التفاصيل يمكنك مطالعة مقال: نظرية الذكاء الناجح لستيرنبرج.
وهناك منهج مهم يستخدم على نطاق واسع للتدريب على التفكير الإبداعي لدى الراشدين وهو العصف الذهني. وهو ما يمكنك استخدامه في تمرين أفكارك أو مهاراتك الذهنية في تحسين الإدراك وتحليل المواقف الحياتية المتعددة. وفي هذا الأسلوب يشجع الأفراد على إنتاج عدد كبير من الأفكار للتفكير حول موضوع معين بطريقة عصفية. كأن يطلب من المشتركين حل مشكلات واسعة النطاق، ثم يطلب من المشتركين تأجيـل إصدار الأحكام النقدية أثناء إنتاج أفكاره إلى الخطوة الأخيرة. أي لا يقوم أي فرد بنقد الفكرة أو التقييم في أثناء الإنتاج، والهدف من ذلك استبعاد التثبيط والكف، واستثارة الاندماج، مع التأكيد على وفرة إنتاج الأفكار وغزارتها، وتحدث الحلول الفريدة المبتكرة غالباً في نهاية سلاسل الفِكَر التي يضعها الأفراد. وقد تناولنا هذه الاستراتيجية ضمن العديد من المهارات الأخرى في مقالنا: أساليب التدريس الحديثة واستراتيجيات التعلم النشط.