أشارت مراجع التفكير إلى أنماط كثير من التفكير، وتؤكد كثير من الدراسات التربوية والنفسية إلى تصنيفات عديدة للتفكير وفق أشكاله المتناظرة أو أنماطه ومنهجياته المتعددة، وبغض النظر عن أسلوب تصنيف التفكير السابق ذكره، سوف نتطرق إلى أهم أنماط التفكير وأنواعه دون الاعتماد على معيار محدد وهي:
أولًا: التفكير الحسي:
هو من أبسط أشكال التفكير حيث يتعامل الفرد مع ما يستطيع مشاهدته أو سماعه فقط أي أن المثيرات الحسية يجب أن تكون مصاحبة لعملية التفكير. ويعتمد هذا النمط من التفكير على التآزر الحسي الحركي تجاه المثيرات والمواقف مما يعطي هذا التآزر سيطرة على تفكير الفرد.
ثانيًا: التفكير المادي:
يعتمد هذا النمط من التفكير على القدرة في إبراز البيانات والوقائع المادية الحسية لإثبات وجهة نظر أو تدعيم سلوك معين، لذلك فإن الطفل يفكر ويتذكر ما هو مادي وواقعي فقط، ولا يتفاعل مع المواقف التي تتطلب التفكير المجرد أو الافتراضات الغيبية.
ثالثًا: التفكير المنطقي:
هو التفكير الذي يمارسه الفرد عند محاولة بيان الأسباب والعلل التي تكمن وراء الأشياء، ومحاولة معرفة نتائج أعمال الناس، ويتضمن التفكير المنطقي محاولة الحصول على أدلة تؤدي أو تنفي أعمال الفرد أو وجهات نظره.
رابعًا: التفكير التحليلي:
يتناول القدرة على تحليل المثيرات البيئية إلى أجزاء منفصلة يسهل التعامل معها والتفكير فيها بشكل مستقل.
خامسًا: التفكير المجرد:
هو عملية ذهنية تهدف إلى استنباط النتائج واستخلاص المعاني المجردة للأشياء والعلاقات بواسطة التفكير الافتراضي من خلال الرموز والتعاميم والقدرة على وضع الافتراضات والتأكد من صحتها.
سادسًا: التفكير الاستنتاجي:
يتمثل في قدرة الفرد على زيادة حجم العلاقات القائمة بين المعلومات المتوفرة، من أجل الوصول إلى نتيجة محددة من خلال التفكير العميق والموضوعي.
سابعًا: التفكير الناقد:
هو التفكير الذي يعمل على تقييم مصداقية الظواهر والوصول إلى أحكام منطقية من خلال معايير وقواعد محددة، محاولًا تصويب الذات وإبراز درجة من الحساسية نحو الموقف والسياق الذي يرد فيه وصولًا إلى حل مشكلة ما أو فحص وتقييم الحلول المطروحة أمام الفرد.
ثامنًا: التفكير الإبداعي:
هو تفكير يتضمن توليد وتعديل للأفكار بهدف التوصل إلى نواتج تتميز بالأصالة والطلاقة والمرونة والإفاضة والحساسية للمشكلات، والتفكير الإبداعي يعتمد على الخبرة المعرفية السابقة للفرد، وعلى قدرة الفرد في عدم التقيد بحدود قواعد المنطق أو ما هو بدهي ومتوقع من قبل الناس.
تاسعًا: التفكير التأملي:
هو التفكير الذي يتأمل فيه الفرد الموقف الذي أمامه، ويحلله إلى عناصره، ويرسم الخطط اللازمة لفهمه بهدف الوصول إلى النتائج التي يتطلبها الموقف، وتقويم النتائج في ضوء الخطط الموضوعة. وهذا النمط من التفكير يتداخل مع التفكير الاستبصاري ومع التفكير الناقد، حيث أن التفكير الناقد هو تفكير تأملي لما يتطلبه الأخير من وضع فرضيات واختبارها بطريقة تقاربية.
عاشرًا: التفكير ما وراء المعرفي:
يعد هذا النمط من التفكير أعلى مستويات التفكير، حيث يتطلب من الفرد أن يمارس عمليات التخطيط والمراقبة والتقويم لتفكيره بصورة مستمرة، كما يعد من أنماط التفكير الذاتي المتطور والذي يتعلق بمراقبة الفرد لذاته وكيفية استخدامه لتفكيره، أي أنه التفكير في التفكير.
اطلع على مقال رائع عن نظرية الجشطالت ماكس فريتمر