طلب خدمة
استفسار
×

التفاصيل

التفكير في علم النفس

2024/10/03   الكاتب :د. يحيي سعد
عدد المشاهدات(134)

التفكير في علم النفس وأنواعه وخصائصه


التفكير من أكثر الموضوعات دراسةً وبحثًا في مجالات علم النفس وخاصةً علم النفس المعرفي وعلم النفس التربوي، وموضوع التفكير ليس من اهتمام الاتجاه المعرفي فقط، بل عنيت به جميع المدارس الفلسفية والفكرية والتربوية، لمساعدة الفرد كي يصبح أكثر قدرة على مواجهة الصعوبات والمشكلات، لذلك حرصت شركة دراسة لخدمات البحث العلمي على تناول التفكير في علم النفس من وجهة نظر علماء النفس بدايةً من تعريف التفكير مرورًا بمعرفة أهم خصائصه وتصنيفاته وأهم أنواعه وصولًا إلى عرض لأهم نظريات علم النفس التي تناولت التفكير.

تعريف التفكير:

 

التفكير في علم النفس هو "العملية التي يمارس الذكاء من خلالها نشاطه على الخبرة، أي أنه يتضمن القدرة على استخدام الذكاء الموروث، وإخراجه إلى أرض الواقع، مثلما يشير إلى اكتشاف متبصر أو متأن للخبرة من أجل الوصول إلى الهدف"

التفكير يقصد به" المعالجة العقلية للمدخلات الحسية بهدف تشكل الأفكار، من أجل إدراك المثيرات الحسية والحكم عليها".

ما هي خصائص التفكير في علم النفس:

 

أشار بعض العلماء إلى خصائص التفكير على النحو التالي:

  1. التفكير سلوك هادف فهو لا يحدث في فراغ أو بلا هدف، وإنما يحدث في مواقف معينة.
  2. التفكير سلوك تطوري يتغير كماً ونوعًا تبعًا لنمو الفرد وتراكم خبراته.
  3. التفكير الفعال هو التفكير الذي يوصل إلى أفضل المعاني والمعلومات الممكن استخلاصها.
  4. التفكير مفهوم نسبي فلا يعقل لفرد ما أن يصل إلى درجة الكمال في التفكير أو أن يحقق ويمارس جميع أنواع التفكير.
  5. يتشكل التفكير من تداخل عناصر البيئة التي يجري فيها التفكير، بالإضافة إلى الموقف أو الخبرة.
  6. يحدث التفكير بأشكال وأنماط مختلفة (لفظية، رمزية، كمية، منطقية، مكانية، شكلية)، ولكلٍ منها خصوصية.

 

للاطلاع مقال شمولي عن التفكير الإبداعي

ما هي تصنيفات التفكير وأشكاله:

 

يرى العديد من علماء النفس أنه يمكن تصنيف التفكير إلى مستويات حسب درجة تعقيد كل نمط من أنماط التفكير المختلفة، ومن بين هذه التصنيفات تصنيف نيومان لمهارات التفكير إلى فئتين رئيسيتين:

أولًا: مهارات التفكير الأساسية:

تُعنَى بالأعمال اليومية الروتينية التي يقوم بها الفرد ويستخدم فيها العمليات العقلية على نحو محدود كاكتساب المعرفة، وتذكرها، والملاحظة، والمقارنة، والتصنيف، والتفكير الحسي، والعملي، وكما يشمل بعض المهارات الدنيا في تصنيف بلوم مثل المعرفة والاستيعاب والتطبيق، ويعد إتقان هذه المهارات أمرًا ضروريًا قبل الانتقال إلى مستويات التفكير العليا.

ثانيًا: مهارات التفكير العليا أو المركبة:

تتطلب الاستخدام الواسع والمعقد للعمليات العقلية، ويحدث هذا عندما يقوم الفرد بتفسير وتحليل المعلومات ومعالجتها للإجابة عن سؤال، أو حل مشكلة لا يمكن حلها من خلال الاستخدام العادي لمهارات التفكير الدنيا. هذا وتطلب إصدار أحكام أو إعطاء رأي، واستخدام معايير ومحكات متعددة للوصول إلى النتيجة، وتشمل هذه المهارات التفكير الناقد والإبداعي، وما وراء المعرفي، والاستدلالي، والتأملي.

 

أقرأ أيضًا أهم المدارس الفكرية في علم النفس.

أهم أنماط وأنواع التفكير في علم النفس:

 

أشارت مراجع التفكير إلى أنماط كثير من التفكير، وتؤكد كثير من الدراسات التربوية والنفسية إلى تصنيفات عديدة للتفكير وفق أشكاله المتناظرة أو أنماطه ومنهجياته المتعددة، وبغض النظر عن أسلوب تصنيف التفكير السابق ذكره، سوف نتطرق إلى أهم أنماط التفكير وأنواعه دون الاعتماد على معيار محدد وهي:

أولًا: التفكير الحسي:

هو من أبسط أشكال التفكير حيث يتعامل الفرد مع ما يستطيع مشاهدته أو سماعه فقط أي أن المثيرات الحسية يجب أن تكون مصاحبة لعملية التفكير. ويعتمد هذا النمط من التفكير على التآزر الحسي الحركي تجاه المثيرات والمواقف مما يعطي هذا التآزر سيطرة على تفكير الفرد.

ثانيًا: التفكير المادي:

يعتمد هذا النمط من التفكير على القدرة في إبراز البيانات والوقائع المادية الحسية لإثبات وجهة نظر أو تدعيم سلوك معين، لذلك فإن الطفل يفكر ويتذكر ما هو مادي وواقعي فقط، ولا يتفاعل مع المواقف التي تتطلب التفكير المجرد أو الافتراضات الغيبية.

ثالثًا: التفكير المنطقي:

هو التفكير الذي يمارسه الفرد عند محاولة بيان الأسباب والعلل التي تكمن وراء الأشياء، ومحاولة معرفة نتائج أعمال الناس، ويتضمن التفكير المنطقي محاولة الحصول على أدلة تؤدي أو تنفي أعمال الفرد أو وجهات نظره.

رابعًا: التفكير التحليلي:

يتناول القدرة على تحليل المثيرات البيئية إلى أجزاء منفصلة يسهل التعامل معها والتفكير فيها بشكل مستقل.

خامسًا: التفكير المجرد:

هو عملية ذهنية تهدف إلى استنباط النتائج واستخلاص المعاني المجردة للأشياء والعلاقات بواسطة التفكير الافتراضي من خلال الرموز والتعاميم والقدرة على وضع الافتراضات والتأكد من صحتها.

سادسًا: التفكير الاستنتاجي:

يتمثل في قدرة الفرد على زيادة حجم العلاقات القائمة بين المعلومات المتوفرة، من أجل الوصول إلى نتيجة محددة من خلال التفكير العميق والموضوعي.

سابعًا: التفكير الناقد:

هو التفكير الذي يعمل على تقييم مصداقية الظواهر والوصول إلى أحكام منطقية من خلال معايير وقواعد محددة، محاولًا تصويب الذات وإبراز درجة من الحساسية نحو الموقف والسياق الذي يرد فيه وصولًا إلى حل مشكلة ما أو فحص وتقييم الحلول المطروحة أمام الفرد.

ثامنًا: التفكير الإبداعي:

هو تفكير يتضمن توليد وتعديل للأفكار بهدف التوصل إلى نواتج تتميز بالأصالة والطلاقة والمرونة والإفاضة والحساسية للمشكلات، والتفكير الإبداعي يعتمد على الخبرة المعرفية السابقة للفرد، وعلى قدرة الفرد في عدم التقيد بحدود قواعد المنطق أو ما هو بدهي ومتوقع من قبل الناس.

تاسعًا: التفكير التأملي:

هو التفكير الذي يتأمل فيه الفرد الموقف الذي أمامه، ويحلله إلى عناصره، ويرسم الخطط اللازمة لفهمه بهدف الوصول إلى النتائج التي يتطلبها الموقف، وتقويم النتائج في ضوء الخطط الموضوعة. وهذا النمط من التفكير يتداخل مع التفكير الاستبصاري ومع التفكير الناقد، حيث أن التفكير الناقد هو تفكير تأملي لما يتطلبه الأخير من وضع فرضيات واختبارها بطريقة تقاربية.

عاشرًا: التفكير ما وراء المعرفي:

يعد هذا النمط من التفكير أعلى مستويات التفكير، حيث يتطلب من الفرد أن يمارس عمليات التخطيط والمراقبة والتقويم لتفكيره بصورة مستمرة، كما يعد من أنماط التفكير الذاتي المتطور والذي يتعلق بمراقبة الفرد لذاته وكيفية استخدامه لتفكيره، أي أنه التفكير في التفكير.

 

اطلع على مقال رائع عن نظرية الجشطالت ماكس فريتمر

ما هي أساليب التفكير في علم النفس:

 

من النظريات الأكثر شيوعًا وتقبلًا التي تناولت أساليب التفكير هي نظرية السلطة الذاتية العقلية لستيرنبيرغ والتي تقوم على فكرة محاكاة أشكال السلطة في العالم لتحدد (13) أسلوبًا في التفكير ضمن خمس مجالات وهي:

أولًا: الجانب الوظيفي للسلطة:

يشمل هذ المجال أساليب التفكير الآتية:

  1. الأسلوب التشريعي: يميل إلى عمل المشاريع وكتابة القصص، والشعر، والموسيقى، وغيرها.
  2. الأسلوب التنفيذي أو الإجرائي: يميل صاحب هذا الأسلوب إلى كتابة البحوث والتقارير والتصاميم الفنية.
  3. الأسلوب القضائي: يميل صاحبه إلى التقييم وإصدار الأحكام وانتقاد الآخرين.

ثانيًا: أشكال السلطة:

يشمل هذا المجال أساليب التفكير الآتية:

  1. الأسلوب الكمي: يميل الأفراد إلى الانهماك في عمل واحد وتوجيه كامل طاقاتهم نحو إنجاز هذ العمل بدقة عالية.
  2. الأسلوب الهرمي: يميل صحب هذا الأسلوب إلى ترتيب أولويات عمله للقيام بأكبر عدد من الأعمال.
  3. أسلوب الأقلية: يميل الأفراد إلى تنفيذ الكثير من المهام في الوقت نفسه من دون تحديد أولويات عملهم.
  4. الأسلوب الفوضوي: يميل الأفراد إلى استخدام طرق عشوائية وفوضوية في ترتيب أوليات أعمالهم.

ثالثًا: مستوى السلطة:

يشمل هذا المجال الآتي:

  1. الأسلوب الشمولي العالمي: يميل الأفراد إلى التركيز على العموميات والتجريدات في التعامل مع الأحداث اليومية.
  2. الأسلوب المحلي: يميل الأفراد إلى التركيز على التفاصيل والدلائل الحسية المباشرة.

رابعًا: مدى السلطة:

يشمل هذا المجال الآتي:

  1. الأسلوب الداخلي: يعمل الفرد هنا بشكل فردي خاص وبعزلة عن مشاركة الآخرين في أعمالهم.
  2. الأسلوب الخارجي: يميل الفرد إلى مشاركة الآخرين في أعمالهم ومواجهة المشاكل التي يواجهونها في الحياة العامة.

خامسًا: النزعة إلى السلطة:

يشمل هذا المجال الأساليب التالية:

  1. الأسلوب التحرري: يميل الأفراد هنا إلى تحدي كل ما هو تقليدي وعمل الأشياء بطريقة جديدة ومبدعة.
  2. الأسلوب التقليدي: يميل الأفراد هنا إلى عمل الأشياء بالطرق التقليدية وبالطرق التي تم تجريبها سابقًا.

 

تعرف على مدارس علم النفس

 

أهم نظريات التفكير في علم النفس:

 

تطرقت غالبية النظريات والاتجاهات المختلفة في علم النفس إلى مفهوم التفكير وحاولت تفسيره وفق مبادئها ومفاهيمها، ويمكن تلخيص أهم هذه النظريات كما يلي:

أولًا: النظرية السلوكية:

اعتبرت المدرسة السلوكية التقليدية أن الخرة أو التعلم الذي يتشكل نتيجة العلاقة بين المثير والاستجابة هي بمثابة التفكير، ويرى السلوكيون الجدد أن المثيرات الضمنية والتعزيزية تلعب دورًا هامًا في تشكل السلوك وحدوث التعلم من خلال الدور الذي تعلبه هذه المثيرات في تنمية التفكير والاستفادة من معلومات الذاكرة.

ثانيًا: النظرية المعرفية:

ترى النظرية المعرفية أن التفكير هو سلسلة من النشاطات المعرفية غير المرئية التي تسير وفق نظام محدد، ويلعب الدماغ دورًا مباشرًا في تنظيمها، بحيث تنمو وتتطور مع نمو الفرد معرفيًا وفق عوامل الخبرة والنضج وتبلور موقف النظرية المعرفية من خلال دراسة الأسس الفسيولوجية، واتجاه معالجة المعلومات، ونظرية بياجيه.

ثالثًا: النظرية الجشتالطية:

أشار كوهلر رائد هذا الاتجاه إلى أهمية تحقيق الفهم الكلي للظواهر، حيث اعتبر أن الكل لا يساوي مجموع الأجزاء، وترى هذه النظرية أن التفكير يجب أن يتم بصورة كلية من خلال النظرة الكلية للموقف وإدراك العلاقات القائمة بين عناصر الموقف مما أدى إلى تحديد ما عرف بالتعلم بالتبصر الذي يعتمد على الربط بين عناصر الموقف للوصول إلى الحل.

رابعًا: نظرية فيجوتسكي:

يعتقد فيجوتسكي أن هناك تطورًا من الأشكال الدنيا إلى الأشكال العليا من التفكير خلال عملية النمو والتطور، ولذلك يكون هناك انتقال للتحكم من البيئة إلى الفرد، ففي أية عملية معرفية مثل التذكر أو الانتباه، فإن التنظيم الذاتي يعني أن الطلبة يستخدمون العلمية بهدف تعلم شيء أو التكيف مع شيء ما يشكل واع.

ويؤكد فيجوتسكي أن التفكير له أصل  اجتماعي حيث ينمو مع التطور النفسي الاجتماعي لذلك فإن أفضل أشكال التفكير الإنساني تُمرر من جيل إلى جيل من خلال التفاعلات الداخلية بين الأشخاص الأكثر كفاءة مثل الآباء والمدرسين والأشخاص الأقل كفاءة مثل الأطفال.

 

لا يفوتك مقال شمولي عن المدرسة المعرفية في علم النفس

كيفية تعزيز مهارات التفكير الأساسية والعليا:

 

أشار العالم بول إلى عدد من الطرق التي من خلالها يمكن تعزيز مهارات التفكير الأساسية ومهارات التفكير العليا وهي:

  1. إتاحة الفرصة لممارسة أشكال التفكير المختلفة كالتفكير التأملي والإبداعي في حالات ومواقف من الحياة الواقعية للطلبة.
  2. تشجيع التعاون والتفاعلات الاجتماعية بين الطلاب والمعلمين، حيث تتاح الفرص المناسبة للطلبة للتعبير عن الرأي والدفاع عن الإجابات واحترام آراء الآخرين.
  3. تشجيع الاكتشاف، وحب المعرفة، والاستقصاء، ومسؤولية المتعلم عن تعلمه.
  4. النظر إلى الفشل كفرصة للتعلم، وتشجيع الجهد وليس الأداء فقط لأن الجهد الجيد سيقود في النهاية إلى أداء جيد.

مراجع للاستزادة:

 

العتوم، عدنان. (2012). علم النفس المعرفي النظرية والتطبيق (ط3). دار المسيرة.

ماذا يقول علم النفس عن التفكير؟

  • علم النفس يعتبر التفكير عملية معرفية معقدة تتضمن معالجة المعلومات، اتخاذ القرارات، وحل المشكلات. يتم عبر مراحل تتطلب الانتباه، التذكر، والإدراك.
  • ما هو مفهوم التفكير؟

  • التفكير هو نشاط ذهني يستخدم فيه العقل لمعالجة المعلومات، تحليلها، وتنظيمها للوصول إلى فهم أعمق أو حل المشكلات.
  • ما هو التفكير حسب علم النفس؟

  • حسب علم النفس، التفكير هو عملية عقلية تهدف إلى تفسير المعلومات الواردة من الحواس، وتحليلها للوصول إلى نتائج أو قرارات معينة. يشمل استخدام المهارات المعرفية كالتصور، الاستنتاج، والتحليل.
  • كيف تتم عملية التفكير؟

  • عملية التفكير تتم عبر مراحل تبدأ بالإدراك الحسي للمعلومات، ثم معالجتها في الذاكرة، وتفسيرها وتحليلها باستخدام الخبرات السابقة، ثم التوصل إلى استنتاجات أو اتخاذ قرارات.
  • التعليقات


    الأقسام

    أحدث المقالات

    الأكثر مشاهدة

    خدمات المركز

    نبذة عنا

    تؤمن شركة دراسة بأن التطوير هو أساس نجاح أي عمل؛ ولذلك استمرت شركة دراسة في التوسع من خلال افتتاح فروع أو عقد اتفاقيات تمثيل تجاري لتقديم خدماتها في غالبية الجامعات العربية؛ والعديد من الجامعات الأجنبية؛ وهو ما يجسد رغبتنا لنكون في المرتبة الأولى عالمياً.

    اتصل بنا

    فرع:  الرياض  00966555026526‬‬ - 555026526‬‬

    فرع:  جدة  00966560972772 - 560972772

    فرع:  كندا  +1 (438) 701-4408 - 7014408

    شارك:

    عضو فى

    معروف المركز السعودي للأعمال المرصد العربي للترجمة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم هيئة الأدب والنشر والترجمة

    دفع آمن من خلال

    Visa Mastercard Myfatoorah Mada