يوجد للتفكير الإيجابي عدة مهارات، وهي كالتالي:
أولاً: مهارة حديث الذات:
حديثُ الذات هو حوارات عقلية يُجريها الفرد بينَه وبين نفسِه، يتناول فيها بعض الافكار والقناعات التي يُحدد من خلالها مكانته وقدرته على حل مـشكلة تواجهه، وكذلك توجيهه إلى عمله والتركيز عليه.
ويعرّف حديثُ الذات بأنه تصريح تأكيدي ذاتي، يهدفُ إلى تعزيز فكـرة معينة عن الذات والتأكيد عليها.
وهو ما يقوله الإنسان أو يؤكده لنفسه عندما ينفعل مع نفسه، أو يتفاعل مع تقييمه الذاتي لأدائه.
حديث الذات هو تدفُّق مستمر من الافكار التي تدور في عقل الفرد يومياً، وهذه الافكار التلقائية قد تكون سلبيةً أو إيجابيةً، وبعض حديث الذات يكون نابعاً من المنطق والعقل، وهناك حديثُ ذات آخر نابع مـن عـدم الادراك الـصحيح الناتج عن نقص المعلومات.
ثانياً: مهارة التخيل:
هو القدرة على الرؤية المستقبلية، فهو قوة عقلية يستطيع بها الانسان تذكر واسترجاع الصور العقلية التـي يؤلـف بينهـا لتصبح فكرة حقيقية.
هو القدرة على صور عقلية ثريـة ومتنوعـة، أو رسـم صور، أو رؤى بصرية، أو سمعية في عقل المرء عن أشخاصٍ وأماكن وأشـياء ومواقف غير موجودة.
استخدام إستراتيجية التخيل تجعل الفرد يمـر بخبـرة حـل الموقـف علـى المستوى التصوري أو الذهني مسبقًا؛ الامر الذي يقلِّلُ مـن القلـق المـصاحب للموقف الاصلي؛ لأنه كلما زاد تكرار ممارسة التخيل، زادت معه سيطرة الفرد على جوانب الموقف؛ باعتباره خَبِره أكثر من مرة.
تطبيق مهارة التخيل تتمثل في اسـتخدام الخيال والصور العقلية؛ لتوسيع المدارك، واستخدام الحواس الخَمس؛ للمـساعدة على التصور، وعدم وضع قيود على التصور، وهنا يضع الفرد نفسه مكان ذلك الشيء، أو ذلك الشخص؛ ليولِّد أكبر عدد من الأفكار.
ثالثاً: التوقع الإيجابي:
التوقع الإيجابي هو اعتقاد الفردِ بالنجاح فـي أي عملٍ، الامر الذي يجعله يتمكن من إحداثِ النجاح، وبالرغم من أن هـذا الامـر ليس سهلا، إلا أنَّه مع التَّدريب يستطيع أن يُصبح مُحترفًا فـي توقّـع الافـضل والوصول إليه.
التوقعات الإيجابية تُعبر عن ميول عقلية تُوجد لدى الأفراد من أجل هدفين هما:
- إدراك حقيقة أنهم يعيشون؛ ليمنحوا أنفسهم إحساساً بالقدرة على التحكم (إنني أفعل ما هو متوقع مني).
- الاستعداد لحدوث السلوك (هذا ما توقعت أنه سيحدث).
التفاؤلُ يؤثر في السلوك الإنساني من نواحٍ، منها أنه يُسيطر على سلوك الفردِ أحيانًا نزعة إلى توقع الخير والسرور؛ الامر الذي يدفعه إلى استخدام كـل ما لديه من قدرات وإمكانيات في سبيل النجاح وتحقيق الاهداف، واضـعاً فـي حسبانه اعتبارات النجاح، وتقبل نتيجة جهده، والسعي إلى العمل، والاقبال عليـه برضا وارتياح.
التفاؤل يرتبط إيجابياً بعددٍ من المتغيرات الايجابيـة، مثـل: الـصحة النفـسية، والصحة الجسمية، والسعادة والرضا عن الحياة، والموجة الفعالة للضغوط، وحل المشكلات، والاداء الأكاديمي المرتفع، والانبساط، والدافعية للعمل، وضبط النفس.