استراتيجية التعلم بالتلعيب

تعد استراتيجية التعلم بالتلعيب من نتاج الجهود المبذولة من قِبَل التربويين لتحديث النظام التعليمي وتجويده على كافة المستويات، ليتمكن النظام التعليمي من مواكبة التحديات والمستجدات التي تواجه المجتمع، وذلك من خلال تطوير الأهداف، وتحسين النواتج في ضوء ما يشهده العالم في الوقت الحاضر من ترابط بين شعوبه المختلفة، كما تُعَد استراتيجية التعلم بالتلعيب إحدى الاستراتيجيات المستخدمة حديثاً في مجال التعليم، حيث تمنح آلية التلعيب استراتيجية محتملة لتطوير مدى انخراط المستخدم بمواد التعليم، حيث أكد العديد من الخبراء أن هذه الاستراتيجية لإمكانها تعزيز حافز الطالب بنسبة تصل إلى 90%.

من خلال المقال الحالي سوف نتعرف سوياً على استراتيجية التعلم بالتلعيب ودورها في العملية التعليمية وذلك من خلال بعض النقاط المهمة وهي كالآتي:

• ما هي استراتيجية التعلم بالتلعيب؟.
• متى نشأت استراتيجية التعلم بالتلعيب وتطورها في العملية التعليمية؟.
• ما أسس استراتيجية التعلم بالتلعيب في العملية التعليمية؟.
• ما أهداف استراتيجية التعلم بالتلعيب في التعليم؟.
• ما خطوات نجاح تطبيق استراتيجية التعلم بالتلعيب في التعليم؟.
• ما هي متطلبات استخدام استراتيجية التعلم بالتلعيب؟.
• ما هي مميزات استراتيجية التعلم بالتلعيب في التعليم؟.
• ما هي سلبيات استراتيجية التعلم بالتلعيب في التعليم؟.
• استراتيجية التعلم بالتلعيبpdf.

1. استراتيجية التعلم بالتلعيب هي استراتيجية قائمة على استخدام عناصر الألعاب وأنشطتها في العملية التعليمية بهدف تحسين تركيز وتحفيز ومشاركة الطلاب نحو التعلم ورفع الأداء المهاري لهم.
2. تُعرف استراتيجية التعلم بالتلعيب على أنها اتجاه تعليمي ومنحى تطبيقي جديد، يهتم بتحفيز الطلاب على التعلم من خلال استخدام عناصر الألعاب في بيئات التعلم، وذلك بهدف تحقيق أقصى قدراً من المتعة والمشاركة، من خلال جذب اهتمام الطلاب لمواصلة التعلم.

1. التلعيب موجوداً منذ زمن طويل حيث استخدم في الحقبة السوفيتية بديلاً عن الحوافز المالية المقدمة للقيام بأي عمل.
2. أن التلعيب كان موجوداً في التعليم فلطالما تضمن العناصر أو الآليات من خلال تقديم المكافآت والحوافز لكن المفهوم المستحدث له هو علاقته بالتكنلوجيا.
3. العديد من المبادرات خلال السنوات الماضية كانت وليدة أفكار فردية لمحاضرين ومعلمين، ولم تكن ناتجة عن منهجية منظمة، ولكن الغرض منه زيادة النشاط والدوافع ومن ثم جعل التعليم ذو معنى ويبقى أثره لدى الطلاب.

تختلف الألعاب في أنواعها وآلياتها وأهدافها، إلا أنها تشترك في ثلاثة عناصر أساسية تمثل أسس استراتيجية التلعيب، وهي كالآتي:

أولاً: العناصر الميكانيكية:

هي بمثابة جزء أساسي في تصميم الألعاب فهي تؤثر في سلوك اللاعبين ومن أهمها:

1. التقدم التدريجي قد لا يرغب اللاعب في الاستمرار إذا كانت فكرة التلعيب سهلة أو صعبة، لذلك يجب التدرج في مستويات اللعبة.
2. الاندماج حيث يمكن عرض تعليمات للاعبين في بداية التلعيب لتعريف اللاعب بآليات وأهداف اللعبة.
3. التغذية الراجعة الفورية إذ لا بد من تقديم الاستجابة بشكل سريع، بحيث يظهر نتائج خيارات اللاعب فور اتخاذ القرار، فتأجيل التغذية الراجعة قد يفقدها أهميتها.

ثانياً: العناصر الشخصية:

فهي مجموعة من العناصر التي ترتبط بشخصية اللاعب وسلوكه خلال الأنشطة الجماعية ومن أهمها:

1. الحالة المرئية تسمح الألعاب بتقديم شخصية افتراضية للاعب فهي تسمح للاعبين بتبني أدوار جديدة واتخاذ قرارات هامة، مما يزيد من جاذبية التلعيب.
2. المسئولية الجماعية حيث تعتمد الألعاب على التعاون بين أفراد الفريق الواحد والعمل الجماعي من أجل إنجاز المهمة المطلوبة.
3. لوحات الفائزين تعتمد الألعاب التنافسية على النقاط لترتيب اللاعبين حسب إنجازاتهم في لوحة الفائزين.

ثالثاً: العناصر العاطفية:

تعني وصول اللاعبين إلى حالة من التركيز اتجاه المهمة المطلوبة، ولتحقيق المهمة يجب توافر أهداف واضحة وتغذية راجعة فورية وأفكار تتحدى العقل وتثيره.

إن استراتيجية التعلم بالتلعيب في التعليم توفر العديد من الفوائد والأهداف التي تتمثل في الآتي:

1. منح الطلاب كامل الحرية في امتلاك آلية التعلم التي يحبونها ويستوعبونها.
2. التحفيز على التعلم الذاتي المستمر وإثارة لدافعية .
3. منح فرصة التعلم باستخدام الشخصيات الافتراضية.
4. توسيع هامش الحرية في الخطأ والمحاولة دون وجود أي انعكاسات سلبية.
5. أكثر متعة في الفصول الدراسية.
6. إتاحة التعلم بواسطة وسائل تعليمية مختلفة.
7. محاولة ربط التعليم بالحياة الواقعية والتطبيق العملي.
8. إعداد مجموعة مناسبة وغير محدودة من الهام للطلب.
9. اكتشاف دوافع الطلب الذاتية نحو التعلم.

قد يكون مفهوم التلعيب بسيط ولكن حتى يتم تطبيقه بصورة جيدة كاستراتيجية في التعلم لابد من اتباع خمسة خطوات هامة وهي كالآتي:

الخطوة الأولى: فهم الجمهور المستهدف:

من العوامل الرئيسية التي تحدد نجاح أي برنامج تعليمي هو الفهم الجيد لهوية الطالب إذ يساعد ذلك في تصميم البرنامج وتحقيق الهدف منه.

الخطوة الثانية: تحديد أهداف التعليم:

إن نجاح أي البرنامج التعليمي يتوقف على قدرة المدرب على تحديد الهدف من التعلم بوضوح، فمنها ما يكون عام لإكمال المهمة ويتطلب امتحان أو مسابقة، أو أهداف محددة على سبيل المثال أن تكون قادراً على أداء هذه المهمة بعد التدريب.

الخطوة الثالثة: تنظيم الخبرة:

يتحقق ذلك من خلال جعل الهدف النهائي يبدو أكثر قابلية للتحقيق والقياس، مع ضمان تمييز العقبات في كل مرحلة بسهولة.

الخطوة الرابعة: تحديد الموارد:

يتحقق ذلك من خلال المساعدة في تحديد المستويات ضمن كل مرحلة ويعطى للمدرب الفرصة لاستخدام المستويات لتلقي وإعطاء التغذية الراجعة.

الخطوة الخامسة: عناصر تطبيق التلعيب:

ويتم ذلك من خلال خلق بيئة تحفيز للتعليم والاحتفاظ المعلومات.

هناك بعض المتطلبات المهمة لكي يصبح التلعيب أسلوباً تعليمياً ناجحاً إذ يتم ذلك من خلال ثلاث نقاط مهمة وهي:

1. الدعم المؤسسي: ماتزال المشاريع التي تعتمد على التلعيب حديثة النشأة وتتطلب التزامات مالية لبناء منصات تكنولوجية للتلعيب على مدار المناهج الدراسية، كما يتطلب الدعم الإداري بعد التجربة لينتقل من مجرد مفهوم تجريبي إلى منهجيه تربوية متطورة.
2. المستوى المناسب: إذ يعتمد تحقيق النجاح في التلعيب عند تطبيقه على المنهج الموجود، بدلاً من استحداث نشاط جديد بالكامل يمكن أن لا يستوعبه الطالب.
3. اختبار الآلية: حيث إن تنوع الأدوات المتوفرة لمصممي المواد الدراسية يوفر الكثير من الطرق لتحقيق أهداف المادة إلا أنها لا تتناسب مع جميع البيانات.

هناك العديد من المميزات لتطبيق التلعيب كاستراتيجية في العملية التعليمية لعل من أهمها الآتي:

1. حرية الفشل: حيث تتضمن المفاهيم الرئيسية لألعاب الفيديو ألغاز لا بد من حلها وأرواح متعددة للشخصيات يتم تحديدها عن طريق الاعتماد على فرضية تكرار فشل اللاعبين أثناء تعلمهم كيفية اللعب. لكن في الحياة الواقعية يكره الناس الفشل بصورة كبيرة، ولأن الألعاب تفترض احتمالية وقوع الخطأ ولا تتضمن أي تداعيات كنتيجة لهذا الخطأ يصبح الفشل ذو أهمية بسيطة ولا يكون الطلبة مقيدين بالقلق من الوقوع فيه.
2. حرية التجربة: عندما يمتلك الطلاب حرية الفشل ستظهر حريتهم بالتجربة، وتفتح التجربة الباب أمام سبل أكثر للتعليم الذاتي بالتالي تعزز من حجم وجوده في التعليم، وتعزيز حجم المعرفة لدى الطلاب.
3. حرية الحصول على شخصيات مختلفة: تعد هذه الحرية الأكثر أهمية في تعليم المرحلة الأساسية، كذلك من الممكن إعادة استخدام هذه المنهجية في مرحلة بناء المهارات من خلال إنشاء فرق وتحديد هوية أو سمة لكل فريق.
4. حرية بذل الجهد: تساعد بشكل كبير في تحسين عملية التعلم حيث إن البيئة التي تعتمد على تطبيقات الألعاب يتم فيها التناوب بين الفترات التي تتطلب تركيزاً شديداً وبين فترات للراحة ويتمكن الطلاب من استعادة تركيزهم بصورة طبيعية واستكمال مهمة معينة لفترة أطول بدلاً من العمل لفترات طويلة بتركيز متوسط.
5. التعليم الآلي: فتطبيقات الألعاب تقوم على أتمتة العديد من المهام التي اعتاد عليها المعلمون فبدلاً من تقديم سلسلة اختبارات في الصف يتطلب من المعلم تصحيحها، يتم تقييم الأسئلة ذات الإجابات المحددة بشكل آلي في المناهج التي تعتمد على تطبيقات الألعاب.

هناك العديد من السلبيات في تطبيق استراتيجية التعلم بالتلعيب في العملية التعليمية إذ إن في حالة سوء الاستخدام قد يؤدي ذلك في إيجاد بيئة تعليمية أقل فاعلية، وتتمثل هذه السلبيات في الآتي:

1. تشتت الانتباه: ففي حالة التصميم الضعيف للمنهج قد يكتشف الطلاب طريقاً لتحقيق هدف اللعبة والذي لا يتطلب التعلم، وفي ضوء ذلك قد يساهم التعليم المعتمد على تطبيقات الألعاب في إعادة توجيه انتباه طالب يرغب في التعلم حول موضوع معين إلى طالب يبحث عن ثغرات في اللعبة لينجح بسهولة.
2. التوتر الاجتماعي: تنشأ هذه الحالة في حالة ضعف التنفيذ لتطبيقات الألعاب سيؤدي إلى إيجاد توترات في الصف والحد من التعليم.
3. المكافئات المادية: ربما كانت أكبر مخاطر تطبيقات الألعاب منحه الأولوية للمكافئات المادية على المكافئات المعنوية، لكن من خلال تحويل عملية التعليم إلى بحث عن نقاط وشارات أو مراحل سيساهم ذلك في التقليل من شأن المكافئات المقدمة مقابل تعلم مهارة جديدة.

يمكنك الحصول على معلومات كثيرة عن استراتيجية التعلم بالتلعيب من خلال الاطلاع والتحميل المباشر المجاني لبحث مستل من رسالة ماجستير تناولت استراتيجية التعلم بالتلعيب pdf بطريقة مفصلة من خلال الرابط التالي (أضغط هنا).

<iframe width="1001" height="557" src="https://www.youtube.com/embed/8GtcmOfjeXA" title="استراتيجية التعلم  بالتلعيب" frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture; web-share" allowfullscreen></iframe>

العصيمي، سهام سليمان سعود. (2016). قراءة تحليلية للتلعيب. كلية العلوم الاجتماعية. جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

إسكندر، رامي زكي. (2022). أثر التفاعل بين استراتيجية التلعيب وأسلوب العرض بمنصة تدريب افتراضية على تنمية مهارات الإدارة الذكية للتعليم الهجين لدى أعضاء هيئة التدريس والتقبل التكنولوجي. المجلة الدولية للتعليم الإلكتروني. 5 (1). 1071- 1179.

الجزار، أسماء الدسوقي. (2022). تطوير بيئة تعلم إلكتروني قائمة على استراتيجية التلعيب لتنمية مهارات الرياضيات لطفل الروضة. مجلة كلية التربية جامعة دمياط. 37(81)، 220- 259.