في بادئ الأمر أشار كلاً من بوسنر وستريك وهيوسن إلى أن التغير المفهومي لدى المتعلم يمكن أن يحدث من خلال استخدامه لأنماط الفهم التي يمتلكها لدراسة ظواهر جديدة دون أن يجري أي تبديل للبناء المفاهيمي الموجود لديه، وقد يلجأ المتعلم أحياناً إلى تبديل مفاهيمه الأساسية بما يتلاءم مع الخبرة الجديدة. إلا أن هناك الكثير من الانتقادات التي وجهت إلى هذا النموذج ويناء على ذلك قام هوسن بتعديل نموذج بوسنر بما يتغلب على كافة الانتقادات التي جهت في نموذج بوسنر الأساسي وليتكون من الخطوات التالية:
أولاً: التكامل (Intergration):
يهدف إلى التغير بين المفاهيم الجديدة والمفاهيم الموجودة لدى الطلاب أو تكامل مفهوم مع مفهوم آخر، وهذا يتحقق عادة بواسطة المفاهيم الرابطة ويمكن أن يقوم المعلم بالشرح والمناقشة وإجراء العروض والتجارب وغيرها، من أجل تكامل المعرفة السابقة لدة الطلاب بدمجها مع المعرفة الجديدة.
ثانياً: التمييز أو المفاضلة (Differentiation):
هذه الخطوة تهدف إلى إكساب التلاميذ القدرة على التفريق والتمييز بين المفاهيم الواضحة والمناسبة، والمفاهيم المشوشة أو الناقصة في الحالات أو المواقف المختلفة، وإعادة تعريف المفاهيم غير الواضحة أو الغامضة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال إتاحة الفرصة للطلاب لاستخدام تصوراتهم ومفاهيمهم السابقة في تفسير المواقف المختلفة، وعند إخفاق تصوراتهم عن تفسير تلك الظواهر، يجب تقديم المفهوم الجديد وتوضيح أهميته البديلة في تفسير تلك الظواهر.
ثالثاً: المقايضة أو تبادل المفاهيم (Exchang):
يتم من خلالها استبدال التصورات الخاطئة بالتصورات العلمية الصحيحة، وتقدم أو تعرض المفاهيم المتناقضة، على أن يكون التصور الجديد بالنسبة للطلاب أكثر وضوحاً ويكون أكثر فاعلية من الناحية التفسيرية ويكون له قوة تنبؤيه أكبر من التصور الموجود.
رابعاً: التجسير أو الربط المفاهيمي (Conceptual Bridging):
تسعى هذه الخطوة إلى إيجاد بيئة مفاهيم مناسبة يمكن أن تساعد على ربط المفاهيم الجديدة بخبرات مألوفة ذات معنى بالنسبة لهم وتسهم في تفسير الأحداث والظواهر الطبيعية ويصبح المفهوم الجديد من خلالها معقولاً ومقبولاً لدى التلاميذ.