يمكننا أن نعتبر أن نظرية رأس المال البشري قد تطورت من نظرية التطور الاقتصادي الكلي، والتي اعتبرت الأرض والعمل ورأس المال المادي والإدارة، هم العوامل الأساسية للإنتاج. ثم جاءت أفكار شولتز وبيكر، اللذين اقترحا نظرية رأس المال البشري، في محاولة لتفسير الاقتصاد الأمريكي على نحو أدق. وذلك من خلال الإشارة إلى أثر العامل البشري، بمكوناته المختلفة ثقافياً واجتماعياً وبيولوجياً، في عملية النمو الاقتصادي. وتأتي أهمية نظرية رأس المال البشري في أنها تبرز أهمية البرامج التدريبية التي تهدف إلى تعزيز مهارات الفرد ومعارفه، في زيادة إنتاجية الفرد ومن ثم زيادة إنتاجية المجتمع. وهذا هو المقصود بالاستثمار في رأس المال البشري، من خلال برامج الرعاية الصحية والتنمية والتدريب. وكيف يمكن تحويل الزيادة السكانية التي تمثل عبئاً على الدول إلى موارد بشرية تساهم في تعزيز النمو الاقتصادي.
وقد أكدت جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل، وجامعة حفر الباطن وغيرهما من جامعات المملكة على أهمية الاستثمار في رأس المال البشري، واثره على التنمية المستدامة. كما قام العديد من الباحثين بنشر عناوين رسائل ماجستير ودكتوراه عن رأس المال البشري، وأهمية رأس المال البشري والنمو الاقتصادي. وفي الفترة المقبلة تشارك جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل في مؤتمر رأس المال البشري الذي يقيمه المركز الديمقراطي العربي. ومن المقرر أن ينعقد المؤتمر الدولي بعنوان: "دور مؤسسات التعليم في بناء رأس مال بشري وفقاً لمتطلبات القرن الحادي والعشرين" في شهر أبريل من هذا العام. حيث يشارك فيه نخبة من الأكاديميين من جميع أنحاء الوطن العربي، كما ستشارك د. أسماء راضي عبد الحميد خنفر، من جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل. ويجدر بنا هنا أن نشير إلى أن شركة دراسة توفر للباحثين