استراتيجية الاستماع

تعتبر استراتيجية الاستماع ليست عملية بسيطة بل معقدة إذ يرتبط فيها اللغوي الملفوظ بغير الملفوظ من ثقافة ومعرفة سابقة بالعالم، هذا وتعتبر استراتيجية الاستماع من استراتيجيات التعلم النشط القائمة على التعاون بين الطلاب لحل مشكلة ما. ويعتبر الاستماع من أوائل وسائل التواصل والاتصال التي عرفها الإنسان، فمن خلال الاستماع يدرك ويفهم الإنسان اللغة الشفهية المنطوقة في عملية التواصل، والقدرة على استقبال أفكار الآخرين، ومن ثم اكتسب الإنسان من خلاله العديد من المفردات وأشكال الجمل وكيفية تركيبها. فإذا كانت القراءة بالعين فبالنسبة للاستماع تعتبر القراءة بالأذن وإذا كان نطق الكلمات باللسان والفم ففي حالة الاستماع يعتبر العقل هو الناطق، وتعتبر حاسةِ السمع نعمة كبيرة قد أنعم الله -عز وجل- على الإنسان وجميع المخلوقات فبدونها يعجز الإنسان على التواصل والفهم والإدراك.

ونظراً لأهمية استراتيجية الاستماع ودورها في العلمية التعليمية حرصنا على توضيح استراتيجية الاستماع وذلك من خلال مجموعة من النقاط المهمة وهي:

1. ما هي استراتيجية الاستماع؟.
2. ما هي أهم أنواع الاستماع؟.
3. ما هي مبادئ استراتيجية الاستماع؟.
4. ما هي خصائص استراتيجية الاستماع؟.
5. ما هي الأسس الفكرية لاستراتيجية الاستماع؟.
6. كيفية تطوير وتنمية استراتيجية الاستماع؟
7. ما هو دور المعلم في استراتيجية الاستماع؟
8. كيفية استخدام استراتيجية الاستماع؟
9. ما هي مميزات استراتيجية الاستماع؟.
10. ما هي معيقات تطبيق استراتيجية الاستماع؟.
11. استراتيجية الاستماع pdf.

1. استراتيجية الاستماع هي إحدى استراتيجيات التعلم النشط التي تستند إلى أفكار البنائيين في التدريس، وتعمل على مساعدة الطلاب في بناء مفاهيمهم ومعارفهم العلمية.
2. استراتيجية الاستماع هي استراتيجية قائمة على التعاون بين الطلاب وهي تشجع على مهارات التواصل اللغوي، التحدث والاستماع والكتابة، ويربطون ذلك بحياتهم اليومية في ضوء الممارسة الواقعية.
3. استراتيجية الاستماع هي استراتيجية تدريسية يقوم المعلم من خلالها بتقسيم الطلاب إلى مجموعات، بحيث تتألف كل مجموعة من ثلاثة طلاب، الأول يشرح الفكرة والثاني يطرح الأسئلة والثالث يكتب ما يقوله زميلاه.

ينقسم الاستماع إلى خمسة أقسام كالآتي:

1. الاستماع القصري: يُقْصَدْ به أن يقوم فرد أو مجموعة من الأفراد بالاستماع بأشياء غير مرغوب فيها أو دون قصد مثل استماعهم لأصوات المارة في الشوارع وبعض الخطب الدينية والمقطوعات الغنائية والموسيقى التي تنبعث من بعض المحال.
2. الاستماع الهامشي: يُقْصَدْ بهذا النوع أن يقوم الفرد بالاستماع إلى محادثة فردين يجلسان بالقرب منه دون قصد أو عمد.
3. الاستماع الإنتباهي: يُقْصَدْ به الاستماع إلى كل ما هو يجذب الانتباه مثل الاستماع للطلاب المفاجئ في الصف الدراسي للمعلم حينما يعلن عن موعد الاختبار، أو انتباه الفرد لخبر شد انتباهه وأثار تفكيره من خلال المذياع أو التلفاز.
4. الاستماع التقديري: يتم من خلال حضور مجموعة من الأشخاص لقاعة المؤتمرات والندوات والمسرحيات بغرض الاستماع إلى خطبة أو شعر أو مسرحية تمثيلية لأشخاص معروفين ولهم مكانة مرموقة في المجتمع.
5. الاستماع النقدي: هذا النوع يقوم على أساس التحليل، حيث يقوم بعض الأشخاص المثقفين بالاستماع إلى رواية أو قصة أو قصيدة شعر بغرض تحليلها ونقدها سواء بالإيجاب أو السلب، ويستخدم هذا النوع المعلمين بهدف الاستماع إلى الموضوعات التعبيرية للطلاب وتقييمهم من خلالها ومعرفة الجوانب السلبية والإيجابية.

تقوم استراتيجية الاستماع على خمسة مبادئ رئيسية وهي:

الاعتماد الإيجابي المتبادل:

1. أن كل فرد في المجموعة يعد عنصراً فعالاً وأساسياً فيها لتحقيق أهداف التعليم.
2. نجاح العملية التعليمية بموجبه يجب أن يكون جميع أفراد المجموعة إيجابيين فعالين في تنفيذ المهام المطلوبة.
3. يدرك كل عضو في المجموعة أن يعتمد اعتماداً إيجابياً على الآخرين، أي أنه يشعر بروح التعاون.

المسؤولية الفردية والمسؤولية الشخصية:

1. تعني أن كل فرد في المجموعة يكون مسؤولاً عن تعليم نفسه وتعليم الآخرين.
2. تكون المسؤولية واقعة على كل فرد في المجموعة، مما يؤدي إلى بذل كل فرد أقصى جهد لإنجاز ما يطلب منه.

التفاعل بالمواجهة:

1. يعد تفاعل أفراد المجموعة تفاعلاً مباشرا وجهاً لوجه ويعزز يعضهم تعلم بعضهم الآخر.
2. كل طالب يبذل جهداً في مساعدة الآخرين على تحقيق النجاح من خلال الدعم بإبداء الرأي.
3. الحرص على التشجيع بالمدح والثناء على جهد يبذله الفرد في التعلم وتعليم الآخرين في المجموعة.
4. التفاعل في أفارد المجموعة يتمثل في تبادل الآراء وطرح الأسئلة والإجابة عنها.

مهارات التواصل بين الأشخاص والمجموعات الصغيرة:

1. يجب تعليم الأشخاص المهارات الاجتماعية التي يطلبها التعاون العالي النوعية بين أفراد المجموعة التي بينها حل الخلافات التي تقع بين أفرادها.
2. ضرورة التعاون بصورة إيجابية وتقبل أفراد المجموعة بعضهم لبعض فضلاً عن تنمية ثقة أفراد المجموعة ببعضهم وتقديم الدعم لهم.

المعالجة الجمعية:

1. تتضمن تحليلاً يجربه أعضاء فرق العمل التي تعمل بتعاون لدرجة الجودة التي يتصف بها العمل ودرجة استعمال أعضاء المجموعة المهارات الاجتماعية.
2. يسهل ذلك علاقة التواصل والعمل السليمة تحقيق الأهداف المنشودة بين أفراد المجموعة.

     تتميز استراتيجية الاستماع بمجموعة من الخصائص من أهمها:

1. تساهم بشكل فعال في تحسين المستوى التعليمي للمتعلمين من خلال مراعاة الفروق الفردية بينهم في الصف الواحد.
2. تمكن المتعلمون من تبادل الآراء والمعلومات والأفكار والتوصل إلى حلول وقرارات في أجواء يسودها الاحترام المتبادل والعمل على إشباع حاجاتهم المختلفة.
3. هذا الأسلوب له نتائج إيجابية وفاعلة في تحسين أداء المتعلمين من خلال اندماج المتعلمين ذوي المستويات التحصيلية المتفوقة بالمستويات المنخفضة والمتوسطة.
4. لها دور كبير وفعال في تنمية الجوانب الاجتماعية والتربوية ومهارات التفكير الناقد ومهارات القراءة وغيرها.
5. تولد مشاعر الانتماء والتعاون مع المجموعة وتمهد الطريق للمعلمين ليعيشوا حياة اجتماعية صحيحة خارج أسوأ المدرسة.
6. تسهل على المتعلمين الحفظ وتيسر لهم أسباب التعلم فيتقبل بعضهم بعضاً ويتقبلون أفكارهم، ومن ثم تحقيق الأهداف التربوية في الواقع الاجتماعي والتعليمي للفرد.
7. تخلص المتعلمون من المشاعر والاتجاهات السلبية تجاه البيئة المدرسية وتولد الثقة لديهم بالنفس وحب العمل مع الآخرين.

يجب على المعلم أن يكون حريصاً على تنمية وتطوير استراتيجية الاستماع واستخدامها في العملية التعليمية لإبقائها فعَّالة في جذب انتباه وتركيز الطلاب في الصف الدراسي، وهناك عدة أمور تساعد في تنمية وتطوير استراتيجية الاستماع وهي:

1. توضيح أهمية الاستماع للطلبة، من خلال قيام المعلم بتحديد موضوع الاستماع، وأهدافه، والغرض من استخدامه، ومدى أهميته في عملية الادراك المعرفي.
2. الحد من المشوشات الذهنية التي تؤثر على انتباه وتركيز الطلاب وتوفير جو مناسب للاستماع يتمتع بالهدوء.
3. جذب انتباه وتركيز الطلاب بتعزيزهم الجماعي من خلال عبارات الثناء والإطراء الجماعي وتعريفهم لمكانتهم الثقافية، وأهميتهم في المجتمع، مما يعزز ثقتهم بأنفسهم كطلاب يستحقون كل الاحترام والتقدير.
4. استخدام المعلم بعض الصور التوضيحية التي تدعم شرحه للدرس وتجذب انتباه الطلاب في الصف الدراسي مما يزيد من تركيزهم.
5. عرض تجارب حقيقية لأشخاص مشهورين تكون على صلة بالموضوع الذي يستمعون له.
6. تدعيم عادات السمع الإيجابية من خلال تبادل أدوار الاستماع بين الطلاب حتى يتيح الفرصة لجميع الطلاب أن يستمعوا بعضهم لبعض، وايضاً استماع المعلم لطلابه.
7. الاستعانة بالقراءات المشوقة من الكتب والروايات والقصص المشهورة وكذلك القصائد الشعرية، مما يعزز استخدام استراتيجية الاستماع وزيادة انتباه وتركيز الطلاب.

يمثل المعلم دوراً فعَّالاً في تطوير وتعزيز فاعلية استراتيجية الاستماع لدى الطلاب، وذلك من خلال الآتي:

1. التحدث أمام الطلاب بعبارات واضحة ومفهومة.
2. النظر الدائم إلى أوجه الطلاب عند التحدث إليهم للتأكد من فهمهم ومتابعتهم لحديثه بالاستماع.
3. تجنب التحدث إلى الطلاب وهو يكتب على اللوح التعليمي أو وهو مشغول في الكتابة في مجموعة من الأوراق على مكتبة، فيجب عليها أن يعطي كل انتباهه وتركيزه لجميع الطلاب أثناء الحديث معهم.
4. توفير جو مناسب يتسم بالهدوء خالياً من الضوضاء ليساعد الطلاب على التركيز والاستماع.
5. تجنب الحديث الطويل على مسامع الطلاب، حرصاً على عدم نفورهم من متابعة الاستماع وانشغالهم بأمور جانبيه كالعبث بالقلم والأوراق والتحدث مع بعضهم البعض.
6. يجب أن يقوم المعلم بالاستماع الكامل لكل ما يقوله الطلاب واعطاء الطالب الأهمية عند الاستماع له، لأن ذلك سوف ينعكس على الطلاب بالإيجاب وينمي عندهم حسن الاستماع.

هناك بعض الأساليب التي يمكن للمعلم استخدامها من أجل تنمية وتطوير مهارة الاستماع عند الطلاب وهي كالآتي:

1. القيام بتسجيل أصوات الطلاب بشكل منفرد سواء كان من خلال إلقاء قصيدة شعرية أو تلاوة لبعض الآيات القرآنية وعرضها مرة أخرى على الطلاب لتمييز صاحب الصوت.
2. إغماض عين أحد الطلاب، ثم يطلب المعلم من بقية الطلاب قراءة بعض فقرات الدرس بشكل منفرد، ويطلب المعلم من الطالب غامض العينين معرفة صاحب صوت كل فقرة من زملائه.
3. أن يقوم المعلم بتبديل بعض الكلمات في قصيدة ما يحفظها الطلاب بكلمات مشابهة لها، ثم يقوم بإلقائها عليهم طالباً منهم إيجاد الكلمات الحقيقية واستبدالها.
4. تعويد الطلبة على استماع الأسئلة مرة واحدة دون إعادتها، مما يعزز حس الانتباه والتركيز لديهم، ثم الإجابة عليها.
5. أن يقوم المعلم بقراءة قصة، أو حكاية، أو حادثة، أو خاطرة على أسماع الطلاب، ومن ثم يطلب منهم اختيار العنوان المناسب لها بعد الاستماع إليها.
6. تكليف بعض الطلاب أن يقوموا بالتحدث عن كيفية قضاء يومهم، أو وصف حادثة ما، أو موقف قد حدث لهم، ومن ثم يطلب من الطلاب معرفة الألفاظ المميزة المتكررة في حديث الطالب.
7. عرض بعض الأصوات المختلفة على الطلاب التي تخص بعض الحيوانات أو العوامل الطبيعية كالرعد وصوت الرياح وسقوط الأمطار، ويطلب من الطلاب أن يقوموا بتقليد هذه الأصوات بدقة مثلما سمعوها.

     تتميز استراتيجية الاستماع بمجموعة من المميزات وهي:

1. تجعل من الطلاب أكثر انتباهاً وتركيزاً لما يتم تعلمه.
2. تنمي لدى الطلاب روح التعاون.
3. تجعل من الطلاب أكثر قدرة على النقد من خلال تقديمهم تغذية راجعة لبعضهم البعض.
4. من الممكن أن تنمي لدى الطلاب مهارات التحدث والكتابة والتلخيص.
5. تشجيع الطلاب على الاستفسار وطرح الأسئلة في حال عدم فهمهم فكرة معينة.
6. تجمع بين متعة التعلم وفائدته.
7. تعد من الاستراتيجيات غير المكلفة مادياً.
8. تعطي فرصاً لكل طالب أن يؤدي جميع الأدوار التي يحددها من لدن المدرس مما يزيد من فرص تعلمه للمعارف وإتقانه للمهارات.

هناك بعض الصعوبات التي قد تعيق تطبيق استراتيجية الاستماع وهي:

1. من الممكن أن يجد الطلاب صعوبة في تطبيق الاستراتيجية لضعف مهارات التحدث أو الكتابة لديهم.
2. عدم تمكن الطلاب من مهارة التلخيص وهذا يقع على عاتق المعلم لكي يقدم الدعم والتشجيع والتوجيه اللازم لتنمية وتطوير هذه المهارات.
3. كثافة أعداد الطلاب في الصف الدراسي الواحد.
4. تحتاج إلى مدرس مؤهل ومدرب للتخطيط لها وتنفيذها.
5. تحتاج إلى وقت طويل لوضع خطة التدريس بها.

    يمكنك الحصول على معلومات أكثر عن استراتيجية الاستماع من خلال الاطلاع والتحميل المجاني لبحث تحت عنوان "أثر استراتيجية مثلث الاستماع في تحصيل طالبات الصف الخامس العلمي في الأدب والنصوص" والذي يضم معلومات وفيرة عن استراتيجية الاستماع pdf من خلال الرابط التالي (أضغط هنا).

الزهيري، هدى عبدالكريم. (2020). أثر استراتيجية مثلث الاستماع في تحصيل طالبات الصف الخامس العلمي في الأدب والنصوص. مجلة جامعة الأنبار للعلوم الإنسانية، (1)، 1- 37.

أبو شريخ، شاهر،(2008). استراتيجيات التدريس. المعتز للنشر والتوزيع.

السالومي، محمد عبدالشكور. (2022). استراتيجية الاستماع وأثرها على تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها. مجلة الناطقين بغير اللغة العربية، (13)، 23- 38.