نظرية التعلم التجريبي

تشير نظرية التعلم التجريبي أو الخبراتي إلى التدريس التجريبي أو التدريب أو التطوير التجريبي، كما ينظر إلى التعلم التجريبي على أنه نمو الشخص من داخله، في حين أن التعلم التقليدي هو نقل القدرة إلى الشخص من الخارج، هذا وترجع نظرية التعلم التجريبي أو الخبراتي إلى العالم جون ديوي الذي قدم الكثير من الإسهامات بصدد الجانب النظري والتطبيقات العملية المتعلقة بالتعلم التجريبي أو الخبراتي.

لذلك حرص المقال الحالي على توضيح ماهية نظرية التعلم التجريبي، وذلك من خلال طرح مجموعة من النقاط الهامة، وهي كالتالي:

1. ما هو التعلم التجريبي؟.
2. ما هي مبادئ التعلم التجريبي
3. ما هو دور جون ديوي في نظرية التعلم التجريبي؟.
4. ما هي نظرية التعلم التجريبي؟.
5. ما هي فرضيات نظرية التعلم التجريبي عند كولب؟.
6. من الفرق بين التعلم التقليدي والتعلم التجريبي؟.
7. ما هي أهمية نظرية التعلم التجريبي أو الخبراتي؟
8. ما هو دور المعلم والطالب في تطبيق نظرية التعلم التجريبي؟
9. نظرية التعلم التجريبي pdf.

هناك العديد من التعريفات لمفهوم التعلم التجريبي أو الخبراتي، من أهمها:

1. التعلم التجريبي هو عبارة عن خبرات تعليمية رسمية موجهة، تعتمد في الأساس على تطبيق الطلاب للخبرة المباشرة للمعارف والمعلومات التي يتم اكتسابها من خلال القراءة.
2. التعلم التجريبي هو الطريقة التي تجعل من الخبرة المباشرة شيئاً ذا معنى وله قيمة، وفي الوقت نفسه يمثل الطريقة التي من خلالها يؤسس المتعلم له معرفة ومهارة وقيمة من خلال الخبرة المباشرة.
3. يعرف التعلم التجريبي أو الخبراتي على أنه عبارة عن أنماط التربية التي يسمح للكبار بأن يكونوا نشطين من أجل أن يتعلموا، وتطبيق ما مروا به من خبرات تراكمية لجعل الحياة أكثر قيمة.
4. التعلم التجريبي أو الخبراتي هو المشاركة الفاعلية من جانب الطلاب لأنشطة وواجبات مخطط لها جيداً، يستطيعون التعلم منها عن طريق المرور بخبرة مباشرة.

يوجد العديد من مبادئ التعلم التجريبي الذي يجب وضعها بالحسبان من جانب المعلمين والمديرين والمشرفين عند تطبيق نظرية التعلم التجريبي، ومن أهمها:

1. المتعلم هو الهدف الأساسي للتعلم التجريبي، حيث يعمل الميسر للعملية التعليمية على تزويد المتعلم بالخدمة اللازمة. فالنجاح في تطبيق نظرية التعلم التجريبي يعتمد في الأصول على المتعلمين.
2. التسهيلات الخاصة بالتعلم التجريبي يجب أن تكون واضحة ودقيقة إذ يتعلم الطلاب بصورة تجريبية من خلال انعكاس ذلك على خبراتهم في كل من المجالات العاطفية والعقلية والجسمية المهارية، على أن يتم ذلك من جانب الفرد نفسه دون أي مساعدة خارجية.
3. ضرورة إيجاد الفرص المناسبة للتعلم الخبراتي أو التجريبي، إذ ينبغي على الميسر للعملية التعليمية من مساعدة الطلاب في إيجاد الفرص التعلمية لهم، وتمكينهم من استغلال هذه الفرص في كل مرحلة من مراحل العملية التعليمية.
4. ردود الفعل حول الخبرات المتفاوتة الأمر الذي يتطلب عدم إصدار الحكم المسبق عليها حيث يصعب التنبؤ بتعلم الفرد من أي نشاط لأن الأفراد يحصلون على وسائل مختلفة من كل حادثة من الحوادث.
5. يمكن لحادثة واحدة أن تؤدي إلى أنماط مختلفة من التعلم، إذ يوجد أساس مهم يقوم عليه التعلم ضمن مستويات متنوعة.
6. ضرورة بناء الثقة قبل إظهار الاتجاهات وأنماط السلوك فتنمية المهارات الأساسية في بيئة تعلمية مساندة يبقى أمراً بسيطاً، ويتغير من يوم لآخر، ولا سيما بالنسبة لنمط السلوك.
7. ضرورة أن يكون النشاط حقيقياً تشاركياً ومرتبطاً بالواقع، وليس مبنياً على أمور مصطنعة.
8. التأكد من أن الأنشطة الخاصة بالتعلم التجريبي أو الخبراتي تسمح بالمراجعات المناسبة وذات القيمة الكبيرة والواضحة.

يجب الاعتراف بالإسهامات الكبيرة التي قدمها جون ديوي في التعلم التجريبي، سواء نظرياً أو عملياً ومنها:

• قام جون ديوي بتأليف الكثير من الكتب، ونشر الكثير من المقالات التي تناولت قيمة الخبرات التي يمر بها الطلاب خلال العملية التعليمية أو في البيئة المحلية. والتي تم الإشارة إليها بكثرة في الأدب التربوي الخاص بالتعلم التجريبي.
• لم يستخدم جون ديوي مصطلح التعلم التجريبي في أي من مقالاته، ولكنه تناول التعلم التجريبي بأسس راسخة للإطار النظري له.
• قام مكديرموت فيما بعد بنشر مجموعة كبيرة من الكتب المختارة من مؤلفات ديوي، ووضعها في كتاب أسماه فلسفة جون ديوي.
• إن التعليم عند جون ديوي يتطلب فعل شيء ما يتعلق بموضوع سرد المعلومات وحفظها حيث أكد أن هذا المبدأ هو عبارة عن البنية العامة المعنية بالتعليم والتي استخدمها البشر منذ قديم الزمن قبل ظهور التعليم.
• اعترض جون ديوي بشدة على نظرية التعليم التقليدي، وأشار إلى أنها تعيق الروح الإبداعية والتحفيز لدى الطلاب، مما يؤدي إلى شعور الطالب باللامبالاة والسأم.

1. نظرية التعلم التجريبي هي نموذج شامل عن العلمية التعليمية من ناحية، ونموذج آخر متعدد الجوانب للنمو الإنساني من ناحية أخرى.
2. تسمى نظرية التعلم التجريبي على أنها نظرية التعلم عن طريق الخبرة، لأنها تؤكد على الدور الأساسي الذي تلعبه الخبرة في العملية التعليمية من جهة، وتؤكد على التمييز بين نظرية التعليم عن طريق الخبرة وبين نظريات التعلم الأخرى من جهة أخرى.
3. سميت نظرية التعلم التجريبي بهذا الاسم بسبب أصولها الفكرية للعمل الخبراتي التي تعود إلى كل من ديوي وليوين وبياجيه ليتم بوضوح أكثر تشكيل المظهر الموحد لكل من عمليتي النمو أو التطور والتعلم في آن واحد.

قد بنى كولب نظرية التعلم التجريبي على ستة فرضيات، وهي كالتالي:

• يفضل النظر للتعلم كعملية وليس من حيث النتائج، لذلك ومن أجل تحسين التعلم ينبغي التركيز على عملية التعليم بدل النتائج.
• كل تعلم هو إعادة تعلم ويكون التعلم أسهل من خلال المعالجات التي تستشف أفكار الطلاب ومعتقداتهم حول موضوع التعلم، وتسعى لتطويرها ومعالجتها لتمكن الطلاب من دمجها مع الأفكار والمعلومات الجديدة عن الموضوع.
• التعلم يسعى لحل التناقض ما بين الأساليب المختلفة لعملية التكيف أو التوافق مع العالم، ذلك أن التناقض والاختلاف والرفض تعتبر المحرك الرئيسي لعمليات التعلم.
• التعلم هو عملية شاملة للتكيف مع العالم، فهو ليس فقط نتيجة للمعرفة، لكنه يشمل تكامل نشاطات الفرد سواء (التفكير، الشعور، الإدراك، السلوك).
• التعلم نتاج تبادلات متناغمة ما بين الشخص والبيئة.
• التعلم هو علمية بناء للمعرفة، فنظرية التعلم التجريبي هي نظرية لصياغة أو بناء المعارف الاجتماعية، ومن ثم يمكن استيعابها ضمن مكونات شخصية المتعلم.

يمكن توضيح الفرق بين التعلم التقليدي والتعلم التجريبي من خلال الجدول التالي:

تكمن أهمية نظرية التعلم التجريبي أو الخبراتي في كثير من النقاط، من أهمها:

1. إتاحة الفرصة للطلاب للمشاركة وتطبيق المفاهيم الأكاديمية من خلال المرور الفعلي بخبرات ميدانية.
2. مرور الطلاب بتدريبات أكاديمية ومعرفية من خلال مجالات إبداعية وجديدة يطبقونها في الميدان.
3. قيام الطلاب بالاستفادة مما تعلموه داخل الحجرة الدراسية وتطبيقه في المواقف الواقعية للبيئة المحلية.
4. زيادة التواصل الشخصي بين الطالب وأبناء المجتمع الذين يعيشون فيه.
5. زيادة ثقة الطالب بقدراته واكتشاف طرق جديدة للتغلب على الصعوبات التي تواجهه.
6. تلمس نظرية التعلم التجريبي مشكلات العالم الواقعي عندما يعجز الكتاب المقرر عن إعطاء الأجوبة الشافية عنها.
7. تحدي قدرات الطلاب في ملاحظة البيئة المحيطة بهم وتحليل ما فيها من أمور، وتشجيع التفكير الإبداعي.
8. اختبار النظريات والقوانين والمبادئ والمفاهيم والمعارف المكتسبة، والعمل على تطبيقها في ميادين الحياة العلمية المختلفة.
9. اكتشاف العالم المهني على حقيقته وبطريقة ميدانية.
10. اكتساب الخبرة في مواجهة المخاطر والتعلم من الأخطاء التي يقعون فيها، والتعلم من النجاحات التي يحققونها.
11. اكتشاف اهتمامات الطلاب مهنياً، وتنقيح أهدافه المهنية المستقبلية.
12. الحصول على خبرة ميدانية ذات علاقة بالمهنة التي يخطط لها الطالب مستقبلاً.
13. التعرف إلى العديد من المراجع والمواقع المهمة والمفيدة للطلاب عند التخرج والبحث عن العمل أو الوظيفة المرتقبة.
14. جعل البيئة المحلية مختبراً للطلبة يطبقون فيها ما تعلموه نظرياً، مما ينمي لديهم معرفة متعمقة بها، ويساهم في تطويرها بشكل أفضل.
15. توثيق العلاقات بين مؤسسات التعليم ومؤسسات العلم، وتعيين عدد من صناع القرار في مؤسسات العمل داخل مجالس المؤسسات التعليمية والمهنية المختلفة.

أولاً: دور المعلم في التعلم التجريبي:

1. يقوم المعلم في التعلم التجريبي أو الخبراتي بدور المرشد، بحيث يتيح الفرصة لطلابه بارتكاب الأخطاء، كي يتعلموا منها ويتذكرونها على مدرا حياتهم.
2. مثل هذا الإجراء سوف يؤدي إلى منح المعلمين لطلابهم الحرية لإجراء الاختبارات والقيام بالتجارب، وذلك بصدد اكتشاف الحلول الخاصة بالمشكلات التي يواجهونها.
3. يؤدي ذلك أيضاً إلى قيام المعلم بإمداد الطلاب بالمصادر والمعلومات عندما يعجزون عن ذلك، مما يجعله يتمكن من الإبقاء على تحفيزهم والحفاظ علي مستوياتهم المتقدمة في التعلم.

ثانياً: دور الطالب في التعلم التجريبي:

1. يتم منح الطلاب الحرية الكافية في الفصول الدراسية الملتحقين بها طالما أظهروا تقدماً واضحاً في العلمية التعليمية.
2. من المرجح أن يحتاج الطالب إلى الانخراط في مجموعة محاولات ما يسمى بالتجربة والخطأ عند قيامهم بعملية إنجاز الواجبات المطلوبة منهم.
3. ينبغي أن يدرك الطلاب بأن عملية حل المشكلات تصبح ذات أهمية بالغة عندما يكونوا قد تعلموا جيداً محتوى المواد الدراسية المقررة.

يمكن الحصول على معلومات أكثر وبشكل تفصيلي عن نظرية التعلم التجريبي من خلال تحميل نسخة إلكترونية من كتاب التعلم الخبراتي أو التجريبي pdf من خلال الرابط التالي (اضغط هنا).

سعادة، جودت أحمد. (2014). التعلم الخبراتي أو التجريبي. دار الثقافة للنشر والتوزيع.

عبيسة، نورية حسن منصور. (2016). أساليب التعلم: مفهومها وأبعادها والعوامل المشكلة بها حسب نموذج كولب للتعلم الخبراتي. مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث، (10)، 221- 260.