طلب خدمة
استفسار
×

التفاصيل

نقد المنهج الكمي

2023/04/15   الكاتب :د. ريم الأنصاري
عدد المشاهدات(843)

نقد المنهج الكمي

 

تعرض المنهج الكمي إلى نقد كبير وموسع من رواد البحث النوعي الأوائل، إذ حاولوا في أثناء الدفاع عن آرائهم ضد الهجوم عليهم من أنصار البحث الكمي توضيح أهم سلبيات البحث الكمي والمنهج الموضوعي بشكلٍ عام.

من خلال هذا المقال سوف نوضح أهم الانتقادات التي وجهت إلى المنهج الكمي، وذلك من خلال بعض النقاط الهامة وهي كالتالي:

  1. تعريف المنهج الكمي.
  2. نقد المنهج الكمي.
  3. نقد التوجه الوضعي للمنهج الكمي.

تعريف المنهج الكمي

 

وهو نوع من مناهج البحث العلمي التي تفترض وجود حقائق اجتماعية موضوعية منفردة ومعزولة عن مشاعر ومعتقدات الأفراد، وتعتمد غالباً على الأساليب الإحصائية في جمع البيانات وتحليلها.

تعريف المنهج الكمي

نقد المنهج الكمي

 

يمكن تلخيص النقط التي وجه للمنهج الكمي في النقاط التالية:

  • لا توجد الظواهر الاجتماعية خارج إدراك الفرد ووعيه، بل تقوم على تأويلات الأفراد لجماعة ما.
  • ليس من السهل تعريف الظواهر الاجتماعية بأنها موضوعية، بل على العكس أنها تؤول بوصفها أفعالاً اجتماعية من جانب مضمون المعنى، يؤول بشكل مختلف وفقاً للموقف.
  • القياسات الكمية بما فيها من التقنيات لا تستطيع تحديد الفعل الاجتماعي حقيقةً، وغالباً ما تزين الأسئلة المختلفة، وكثيراً ما تؤدي إلى أن ينسب إلى الفاعل بأن لفعله معنى معيناً
  • أنه أمر مشكل أن يطلب كما في العلوم الطبيعية بأن تصاغ الفرضيات قبل البحث لاختبارها، لأن في ذلك فرض شيء على الفاعلين لا يستند إليه فعلهم، وبناء عليه لا يؤدي مشروع البحث العلمي إلى فهم صحيح للسلوك الإنساني.

نقد المنهج الكمي

نقد التوجه الوضعي للمنهج الكمي

 

ظهرت تيارات مختلفة تخالف التوجه الوضعي للمنهج الكمي واختلفت تلك التيارات في قوة المخالفة ونوعيتها، وسنقوم بعرض أهم هذه التصورات التي عارضت الوضعية، والتي يمكن تقسيمها إلى أربعة تصورات، وهي كالتالي:

أولاً: التصور ما بعد الوضعي:

يقر ما بعد الوضعيين بوجود حقيقة منفصلة عن إدراكنا، بمعنى آخر أن الحقيقة توجد في الواقع خارج الذهن لكن يرون أنه لقصور أدوات الإدراك لدى الإنسان فإنه لا يمكن أن يعرف الحقيقة كما هي، بل يستطيع أن يصل إلى صورة تقريبية لها، حيث تخضع دعوى الوصول إلى الحقيقة إلى فحص دقيق لضمان الوصول إلى أقرب إدراك ممكن لها، لكن ليس إدراكا كاملا إليها، فالواقعية النقدية ترى أن الظاهرة التي تدرس في البحث العلمي ليست معاني في عقل العالم فقط، ولكنها تتوافق مع الكائنات أو العمليات الحقيقية التي توجد مستقلة عنا، إلا أن هذا التوافق غير كامل وبه قصور، لذلك فمن الضروري أن تبني منحنى نقديا فيما يتعلق بالملاحظة والاستنتاج، وبناءً على هذا فإن المعرفة مبنية بشكل جزئي وليست صوراً مباشرة للحقيقة.

ثانياً: التصور البنائي:

يفترض التصور البنائي أن الحقيقة مطلقة أو العامة غير مدركة، أي بطبيعتها مستعصية على الإدراك، وأن الحقائق التي تدرك إنما هي منظورات فردية، أو بناء للحقائق، ولذلك فالحقيقة عبارة عن أبنية اجتماعية، أي حقائق نسبية يبنيها الفرد من خلال تفاعله مع مجتمعه، فكل فرد له حقيقته، مع وجود نقاط مشركة بين الأفراد في كل مجتمع، فالفرد يبني نسخته الخاصة به من الحقيقة عن طريق تفاعله مع مجتمعه وبتأثير من ذلك المجتمع، فالحقائق في النهاية إنما هي أبنية اجتماعية

ثالثاً: التصور النقدي/ النسوي:

يرى البعض أن تصور اتباع النظرية النقدية واتباع الحركة النسوية توجها واحداً أو متماثلاً، على الأقل فيما يتعلق بموضوع البحث النوعي، حيث يرى النقديون والنسويون أن العالم يتكون من هياكل اجتماعية أخذت أوضاعها على مر التاريخ، ولها تأثير حقيقي على فرص الحياة للأفراد، وهذه الهياكل نشعر بها وندركها على أنها حقائق، والفعل الاجتماعي الذي ينتج من هذا الشعور والإدراك، يقود إلى معاملة تمييزية للأفراد مبنية عادة على العرق والجنس والطبقة الاجتماعية في غياب التأمل والتفكير العميق، فإن هذه الهياكل تكون مقيدة ومعيقة، ولها قدرة من الهيمنة على فكرنا وسلوكنا، كما أن هناك فرضيات يتقبلها الباحث النقدي عادةً وتميزه في الآتي:

  • كل الأفكار بشكل أساسي مشكلة بواسطة علاقات السلطة والتي كونت اجتماعياً وتاريخياً.
  • لا يمكن أبداً فصل الحقائق عن القيم، أو نزعها من المضامين الأيديولوجية.
  • العلاقة بين المفهوم والشيء وبين الدال والمدلول ليست ثابتة أو دائمة، فهي دائماً في حالة تشكل (متأثرة بالعلاقات الاجتماعية للإنتاج الرأسمالي والاستهلاك).
  • اللغة لها دور رئيسي في تكوين الذاتية مثل (الوعي الشعوري واللاشعوري).
  • تستأثر مجموعة معينة في أي مجتمع بحقوق أكثر من الآخرين ومع تفاوت أسباب هذا التميز، فإن الظلم الذي يميز المجتمعات المعاصرة يعاد إنتاجه بشكل قوي عندما يتقبل المستضعفون ذلك الوضع الاجتماعي، بوصفه طبيعياً أو ضرورياً أو حتمياً لا يمكن تفاديه.
  • للظلم صور شتى والتركيز على صورة واحدة على حساب الأخرى، (مثل ظلم الطبقة الاجتماعية أو العرقية) يغفل غالباً الترابط بين تلك الصور.
  • التيار الغائب في الممارسات البحثية بشكل عام، وغالباً بشكل غير واعٍ ينعكس في إعادة إنتاج ظلم النظم الطبقية والعرقية والجنسية.

ويرى البعض أنه يمكن فهم البحث النقدي من خلال النظر إليه، في سياق تمكين الأفراد فهذا النوع من البحث يجب أن يكون مرتبطاً بمحاولة لمواجهة الظلم الذي يقع عادةً في المجتمعات، وبذلك يكون البحث العلمي عملاً تحويلياً.

رابعاً: التصور ما بعد البنيوي:

تعريف ما بعد البنيوية مشكل لأنها من حيث المبدأ ضد التصورات العامة، لذلك فكثير من الباحثين يعرفها ليس بذكر ما فيها، بل بذكر ما ليس فيها، بحيث تتميز عن غيرها، فمن أسسها تفويض كل التصورات الأخرى، وبشكل عام فهي تقدم تحدياً أساسياً للنسخ الحداثية من العلوم الاجتماعية، ويقسم البعض البحث في التصور ما بعد البنيوي إلى ثلاثة أقسام وهي (التفكيكية، والنسبية، والبحث القائم على البيانات).

 

ولكي يتمكن الباحثين من توضح الفرق بين هذه التصورات المختلفة في سياق البحث النوعي يقوم الباحثين بالتفريق بينها على ثلاثة مستويات أساسية وهي كالتالي:

  1. المستوى الأنطولوجي، ويقصد به طبيعة الوجود ما هي طبيعة الحقيقة؟.
  2. المستوى الأبستمولوجيا، ويقصد به طبيعة المعرفة ما هي العلاقة بين الموجود والعارف؟.
  3. المستوي المنهجي، أي كيف يمكن أن تكتسب المعرفة؟.

نقد التوجه الوضعي للمنهج الكمي

الخاتمة

 

من خلال هذا المقال تكون قد تعرفت على أهم الانتقادات التي وجهت إلى المنهج الكمي، وتوضيح للقصور، وكيف كانت أسسا دعا إلى ظهور المنهج النوعي، ثم تم بيان الأساس الفكري الذي دعا للتحول للبحث النوعي، هذا بالإضافة إلى عرض للتصورات الأساسية التي تبنت البحث الوعي، وأسهت في تطويره، وهي كما قلنا (التصور ما بعد الوضعي، والتصور البنائي، والتصور النقدي، والتصور ما بعد البنيوي)، مع تحيات شركة دراسة للاستشارات الأكاديمية وخدمات البحث العلمي والترجمة.

 

مراجع يمكن الرجوع إليها

 

العبد الكريم، راشد بين حسين. (2012). البحث التوعي في التربية. مكتبة الملك فهد الوطنية للنشر. جامعة  الملك سعود. المملكة العربية

التعليقات


الأقسام

أحدث المقالات

الأكثر مشاهدة

الوســوم

خدمات المركز

نبذة عنا

تؤمن شركة دراسة بأن التطوير هو أساس نجاح أي عمل؛ ولذلك استمرت شركة دراسة في التوسع من خلال افتتاح فروع أو عقد اتفاقيات تمثيل تجاري لتقديم خدماتها في غالبية الجامعات العربية؛ والعديد من الجامعات الأجنبية؛ وهو ما يجسد رغبتنا لنكون في المرتبة الأولى عالمياً.

اتصل بنا

فرع:  الرياض  00966555026526‬‬ - 555026526‬‬

فرع:  جدة  00966560972772 - 560972772

فرع:  كندا  +1 (438) 701-4408 - 7014408

شارك:

عضو فى

معروف المركز السعودي للأعمال المرصد العربي للترجمة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم هيئة الأدب والنشر والترجمة

دفع آمن من خلال

Visa Mastercard Myfatoorah Mada