يتضمن المنهج التاريخي شأنه شأن مناهج البحث العلمي الأخرى مجموعة من الخطوات يجب اتباعها من قبل الباحثين ويمكن تلخيص خطوات المنهج التاريخي في البحث العلمي بالآتي:
أولاً: تحديد المشكلة:
يهدف البحث العلمي بشكلٍ عام والمنهج التاريخي بشكلٍ خاص إلى دراسة الظواهر وتفسيرها، فعلى سبيل المثال إذا أراد الباحث دراسة تاريخ التعليم المهني في الأردن عليه أن يحدد المدة الزمنية التي يغطيها البحث، وما صاحب نشوء التعليم المهني من أحداث أثرت في تطوره، واتجاهاته كالتغيرات التي حصلت في ميادين الإنتاج والخدمات واحتياجات سوق العمل للمهن المختلفة.
ثانياً: جمع البيانات والمعلومات:
أن الغرض من المنهج التاريخي هو الكشف عن المعرفة الجديدة وإكمال صورة الماضي، ولا شك أن الباحث مقيد فيما هو متاح له من معلومات وبيانات لدراسة المشكلة التاريخية، فهو لا يستطيع جمع البيانات من الماضي نفسه، بل مما هو موجود في الحاضر عن الماضي، وقد تتوفر المعلومات التي يحتاجها الباحث بشكل تقارير أو رسائل أو بحوث كتبها أناس عاصروا الحدث أو قد تكون كتب أو دراسات أو وثائق كالقوانين والسجلات الحكومية أو أوراق الملكية أو سجلات التعاملات التجارية.
ثالثاً: مصادر المعلومات والبيانات:
تقسم مصادر المعلومات والبيانات لأغراض المنهج التاريخي إلى قسمين هما المصادر الأولية والمصادر الثانوية:
- المصادر الأولية هي البيانات التي تأتي من العصر الذي حدثت فيه الظاهرة.
- المصادر الثانوية هي شهادة أشخاص لم يعاصروا الحدث أو يشاهدوه.
رابعاً: نقد مصادر المعلومات:
على الباحث الذي يستخدم المنهج التاريخي أن يخضع كافة مصادر معلوماته إلى النقد قبل اقتباس المعلومات وهناك نوعين من النقد وهما:
- النقد الخارجي: ويقصد به التحقق من أصالة الوثيقة فقد تكون محرفة. ويمكن الحصول على البيانات حول الوثيقة من تحليل الكتابة ونوع الورق والمادة التي كتبت فيها للتحقق من انتماء الوثيق لذلك العصر.
- النقد الداخلي: يحدد النقد الداخلي بمصدر المعلومات ومصداقيته، حيث تحدد مصداقية مصدر المعلومات من خلال القرب الزماني والمكاني للشاهد من الحدث.
خامساً: التحقق من الفرضيات البحثية:
بعد إخضاع كافة البيانات والمعلومات للنقد بنوعية لإثبات أصالتها ومصداقيتها فإن الباحث يحاول تشكيل المادة بشكل مترابط ومتكامل لتكوين نمطاً أو نموذجاً له معنى وهذه المرحلة تتطلب تطبيق هذا النموذج على الفرضيات التي وضعها.
يتم التطبيق من خلال استخدام التفكير العلمي والمنطقي وقدراً من الخيال وسعة الأفق للوصول إلى التفسيرات للحدث، بالإضافة إلى وضع الفرضيات في البحوث القائمة على المنهج التاريخي لا يختلف عن البحوث العلمية الأخرى وعندما تستند فرضيات البحث إلى نظرية معينة فإنها ستكون بمثابة إطار عام تندرج فيه كل الوقائع بحيث تتكون صورة واقعية للمرحلة التاريخية.
تعرف على أهم أنواع البحث العلمي