للتعرف على شروط تطبيق الملاحظة في البحث العلمي يجب أن تعي أولاً أن الملاحظة من أهم أدوات البحث العلمي في جمع البيانات، فهي تعمد إلى مراقبة سلوك محدد أو ظاهرة معينة بعرض دراستها والحصول على معلومات دقيقة تساهم في معرفة كافة خصائصها. هذا ويقوم الباحث بالاستعانة بالملاحظة في البحث العلمي عن طريق تسجيل كافة المعلومات التي يراها ويلاحظها على الظاهرة محل الدراسة ،كما هي تحصل على أرض الواقع، ومن ثم دراسة تطوراتها أولاً بأول، فهي تساهم بشكل كبير في دراسة السلوك الفعلي للظاهرة وقت حدوثها دون وجود أي تدخل من الباحث.

وللتعرف أكثر على شروط تطبيق الملاحظة في البحث العلمي، حرص المقال الحالي المقدم من فريق عمل شركة دراسة  على توضيح كافة جوانب الملاحظة كأداة في البحث العلمي، وذلك من خلال طرح بعض من النقاط الهامة وهي:

1. ما هي الملاحظة في البحث العلمي؟.
2. ما هي أنواع الملاحظة في البحث العلمي؟.
3. أمثلة على استخدام  الباحث الملاحظة كأداة في البحث العلمي.
4. ما هي شروط تطبيق الملاحظة في البحث العلمي؟.
5. ما هي مميزات وعيوب الملاحظة في البحث العلمي.
6. شروط تطبيق الملاحظة في البحث العلمي pdf.

1. الملاحظة في البحث العلمي هي مشاهدة ومراقبة السلوك أو الظاهرة بطريقة دقيقة، ومن ثم تسجيل كافة الملاحظات أولاً بأول، مع الاستعانة بكافة الأساليب الدراسية التي تتناسب مع طبيعة الظاهرة من أجل تحقيق أفضل النتائج والحصول على أدق المعلومات.
2. هي متابعة سلوك معين بغرض تسجيل البيانات والمعلومات من خلال عرض استخدامها في تفسير وتحليل مسببات وآثار ذلك السلوك، كونها تقوم على توجيه الحواس من أجل الملاحظة والمشاهدة ومتابعة وتسجيل سلوك محدد أو ظاهرة محددة ،وتسجيل كافة خصائصه.

يوجد نوعان من الملاحظة يستعين بها الباحثين في جمع البيانات والمعلومات في البحث العلمي، وهما:

1. الملاحظة بالمشاركة.
2. الملاحظة غير المشاركة.

أولاً: الملاحظة بالمشاركة:

يقصد بها الملاحظة التي يتقمص فيها الباحث أو من ينوب عنه دور أحد الأشخاص الذين تتم ملاحظتهم فهو في هذه الحالة يقوم بدورين، دور الباحث ودور الشخص الذي تتم ملاحظته، مما يجعله يقوم بجميع النشاطات التي يقوم بها الشخص الملاحَظ.

ولكن هذا النوع من الملاحظة لديه بعض العيوب التي تتمثل في الآتي:

1. اقتحام شخصية الأخرين والدخول في خصوصياتهم دون الإذن منهم.
2. يشعر الملاحظون بنوع من الخداع من قِبَل الباحث، نظراً لأنهم قاموا بتصرفات ما كانوا يفعلوها لو كانوا يعلمون أن هناك شخص غريب بينهم.

ثانياً: الملاحظة غير المشاركة:

يقصد بها الملاحظة التي لا يقوم بها الباحث بالنشاطات التي يقوم بها الشخص الخاضع للملاحظة، إذ يكتفي الباحث بتسجيل المعلومات والبيانات عن سلوك الأشخاص وتصرفاتهم وفقاً لما تقتضي الدراسة وأهدافها التي قام الباحث بتحديدها من قبل.

يتم استخدام الملاحظة كأداة في البحث العلمي في الحالات الآتية:

1. رصد المظاهرة السلوكية التي يصعب دراستها بالوسائل وأدوات جمع البيانات الأخرى.
2. الحصول على معلومات عن السلوك أو الظاهرة في المواقف الطبيعية، مثل سلوك الأطفال أثناء اللعب أو الأكل.
3. دراسة الأنماط الأساسية من السلوك التي يمكن تشخيصها بملاحظة السلوك والتصرف الطبيعية تحت ظروف معينة يتفاعل فيها الفرد مع العوامل المحيطة به.
4. ملاحظة بعض الظواهر التي يمكن للباحث السيطرة على عناصرها كما يحدث في تجارب المختبرات المعملية في العلوم الطبيعية.
5. ملاحظة الظواهر التي لا يستطيع الباحث التأثير على عناصرها كما يحدث في الظواهر الطبيعية كالرياح والأمطار وعلوم الفلك.

توجد مجموعة من الشروط من أجل تطبيق الملاحظة واستخدامها كأداة لجمع البيانات في البحث العلمي وهي كالتالي:

1. تحديد الهدف أو مجموعة الأهداف التي يسعى الباحث لتحقيقها أو الوصول إليها من خلال الملاحظة.
2. أن يقوم الباحث بتحديد السلوك الذي يريد ملاحظته.
3. تحديد الفئات أو الأشخاص الذين سيخضعون للملاحظة.
4. يجب على الباحث أن يحدد الوقت اللازم والفترة الزمنية التي يحتاجها للملاحظة.
5. ترتيب الظروف المكانية والبيئية وتهيئتها لإجراء الملاحظة.
6. إعداد سجل مخصص لتدوين كافة البيانات والمعلومات أثناء عملية الملاحظة.
7. تجهيز الأدوات الخاصة بالملاحظة مثل كاميرات الفيديو أو غيرها من الأدوات التي تساعد الباحث على إجراء الملاحظة.
8. يجب على الباحث مراعاة عدم اختراق خصوصيات الأشخاص دون أن يعلموا ذلك مسبقاً.
9. تسجيل البيانات والمعلومات بشكل نظامي ودقيق، وتسجيلها مباشرةً عقب حدوثها.
10. يجب على الباحث تحري الموضوعية والدقة في الملاحظة وأساليبها، وعدم التسرع في تسجيل النتائج.

مميزات الملاحظة:

تتميز الملاحظة عن غيرها من الأدوات بالعديد من المزايا من أهمها:

1. عمق معلوماتها أي أن المعلومات التي يتم جمعها من خلالها تتغلغل في أعمال وأسباب المشكلة أو الموضوع محل الدراسة.
2. المعلومات تكون شاملة ومفصلة كونها تتيح للباحث الحصول على العديد من المعلومات التي كان يسعى للحصول عليها أو حتى الحصول على معلومات إضافية لم يكن يتوقعها الباحث.
3. العدد المطلوب بحثه من خلال الملاحظة هو أقل بكثير مقارنةً بالوسائط والأدوات الأخرى.
4. تسمح الملاحظة بمعرفة وتسجيل نشاط أو السلوك وقت حدوثه، وفي نفس الوقت الذي وقع فيه.
5. تعتبر أفضل طريقة مباشرة لدراسة عدة أنواع من الظواهر.
6. لا تتطلب جهوداً كبيرة تبذل من قِبَل الباحث أو المجموعة التي يتم إجراء الملاحظة عليها.
7. لا تعتمد الملاحظة بشكل كبير على الاستنتاجات.
8. تعطي للباحث معلومات أكثر مصداقية لأنها مأخوذة من الواقع الحقيقي غير المصطنع.

عيوب الملاحظة:

على الرغم من وجود مميزات عديدة للملاحظة، إلا أن هناك بعض العيوب والتي من أهمها:

1. قد يلجأ بعض أفراد العينة إلى التصنع وإظهار ردود أفعال وانطباعات مصطنعة إلى الباحث، وذلك عند معرفتهم بأنهم تحت الملاحظة.
2. كثيراً ما تتدخل عوامل خارجية تعيق هذا الأسلوب، مثل أحوال الطقس والعوامل الشخصية الطارئة على الباحث نفسه.
3. من شروط تطبيق الملاحظة في البحث العلمي أنها محددة بالوقت الذي تحدث أو تقع فيه الأحداث، وقد تحدث في أماكن متفرقة لا يتسنى للباحث وجوده فيها كلها.
4. قد يفشل الباحث في الاندماج مع مجتمع الدراسة، مما يؤدي إلى فشل في جمع البيانات المطلوبة.
5. الخوف أن يندمج الباحث مع مجتمع الدراسة، ومن ثم يتعاطف معهم مما يؤدي إلى تحيز الباحث في نقل المعلومات مما يفقده الموضوعية.
6. قد يتطلب الأمر إطالة وقت الملاحظة ومدتها من أجل الحصول على المعلومات اللازمة مما يعني زيادة في التكلفة.
7. في أغلب أوقات الملاحظة تكون فترة الانتظار طويلة ومرهقة وتستغرق وقتاً طويلاً.

للتعرف أكثر على شروط تطبيق الملاحظة في البحث العلمي وإجراءاتها وأنواعها يمكنكم تحميل نسخة إلكترونية pdf توضح كافة جوانب الملاحظة في البحث العلمي، وذلك من خلال الضغط على الرابط التالي (أضغط هنا).

المحمودي، محمد سرحان علي. (2019). مناهج البحث العلمي. الطبعة الثالثة. دار الكتب. صنعاء.

الضامن، منذر. (2007). أساسيات البحث العلمي. دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة. عمان. الأردن.

عقيل، عقيل حسين، (2010). خطوات البحث العلمي من تحديد المشكلة إلى تفسير النتيجة. دار بن كثير للنشر والتوزيع. بيروت. لبنان.