طلب خدمة
×

التفاصيل

المنهج المقارن في البحث العلمي

2022/12/24   الكاتب :د. بدر الغامدي
عدد المشاهدات(3487)

المنهج المقارن في البحث العلمي

 

يقوم المنهج المقارن في البحث العلمي على معرفة كيفية وأسباب حدوث الظواهر وذلك من خلال مقارنتها مع بعضها البعض من حيث أوجه الشبه الاختلاف فيما بينها. وذلك من أجل التعرف على العوامل المسببة للحادثة أو الظاهرة المعينة والظروف المصاحبة لذلك، ومن ثم الكشف على الروابط والعلاقات أو أوجه التشابه والاختلاف بين الظواهر في البيئات المختلفة.

لذلك حرص المقال الحالي على شرح وتوضيح المنهج المقارن في البحث العلمي وذلك من خلال طرح بعض النقاط الهامة واليت تتمثل في الآتي:

  • تعريف وخصائص المنهج المقارن في البحث العلمي.
  • أهم استخدامات المنهج المقارن في البحث العلمي.
  • أهم الشروط الواجب توافرها في المنهج المقارن.
  • أشكال وأنواع المنهج المقارن.
  • مميزات المنهج المقارن في البحوث الاجتماعية والسياسية.
  • أبرز عيوب استخدام المنهج المقارن في البحث العلمي.

تعريف وخصائص المنهج المقارن في البحث العلمي

 

يقصد به ذلك المنهج الذي يعتمد بشكل أساسي على المقارنة في دراسة الظاهرة. إذ يبرز أوجه الشبه والاختلاف فيما بين ظاهرتين أو أكثر. هذا ويتضح لنا من خلال هذا التعريف مجموعة من السمات والخصائص التي يتمتع بها المنهج المقارن وهي كالآتي:

  1. يهدف المنهج المقارن إلى تحديد أوجه التشابه والاختلاف بين ظاهرتين أو أكثر أو بالنسبة لظاهرة واحدة ولكن تتم هذه المقارنة ضمن فترات زمنية ومختلفة.
  2. تشمل طريقة المقارنة المستخدمة في المنهج المقارن أجراء مقارنة بين ظاهرتين سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية أو طبيعية أو سياسية بغرض الوصول إلى حكم معين يتعلق بوضع الظاهرة في المجتمع، هذا والحكم هنا مرتبط باستخدام عناصر التشابه أو التباين بين الظاهرتين المدروستين أو بين مراحل تطور ظاهرة ما.
  3. على الرغم من أن المنهج المقارن هو منهج مستقل بذاته إلا أن معظم الدراسات المقارنة لا يمكن أن تتم دون الاعتماد على مناهج أخرى مساندة مثل المنهج التحليلي حتى أن الكثير من الباحثين يقيمون دراساتهم على منهج يطلق عليه المنهج التحليلي المقارن دلالةً على اعتماد المقارنة على بيانات تحليلية. هذا ويمكن أن يعتمد على المنهج التاريخي للمقارنة.

تعريف وخصائص المنهج المقارن في البحث العلمي

أهم استخدامات المنهج المقارن في البحث العلمي

 

يستخدم الباحثون المنهج المقارن في بعض الدراسات الآتية:

  1. دراسات العلوم القانونية.
  2. دراسات العلوم الاجتماعية والإنسانية.
  3. العلوم السياسية والاقتصادية.
  4. العوم الشرعية.

أهم استخدامات المنهج المقارن في البحث العلمي

أهم الشروط الواجب توافرها في المنهج المقارن

 

توجد مجموعة من الشروط الواجب توافرها عند استخدام المنهج المقارن في البحث العلمي وتتمثل في الآتي:

  • من الضروري أن لا تركز المقارنة على دراسة حادثة واحدة بصورة مجردة؛ أي دون أن تكون مربوطة بالتغيرات والظروف المحيطة بها وإنما يجب أن تستند المقارنة إلى دراسة مختلف أوجه الشبه والاختلاف بين حادثين أو أكثر.
  • يجب على الباحث أن يقوم بجمع معلومات دقيقة إذا كانت المقارنة تعتمد على الدراسة الميدانية، أو الاعتماد على دراسات موثوقة إذا كانت الدراسة حول الظاهرة لا يمكن أن يتم بحثها بشكل ميداني كالمقارنات التاريخية.
  • أن يكون هناك أوجه شبه وأوجه اختلاف فلا يجوز أن يتم مقارنة أشياء لا يمكن مقارنتها فعلى سبيل المثال "لا نستطيع أن تقارن بين أثر التضخم على الوضع المعيشي مع أثر التدخين على الصحة فهماً موضوعان لا يوجد تشابه أو اختلاف جزئي بينهما بل أنما متباعدين تماماً".
  • تجنب المقارنة السطحية إنما الغوص في الجوانب الأكثر عمقاً لفحص وكشف طبيعة الواقع المدروس وعقد المقارنات الجادة والعميقة.
  • أن تكون الظاهرة المدروسة مقيدة بعاملي الزمان والمكان لكي نستطيع مقارنتها بحادثة مشابهة في مكان آخر أو زمان آخر أو زمان ومكان آخرين.

أشكال وأنواع المنهج المقارن

 

هناك نوعان أو شكلان للمنهج المقارن وهما (المقارنة الكيفية، والمقارنة الكمية) وهما كالتالي:

أولاً المقارنة الكيفية:

تتضمن عملية المقارنة الكيفية نوعين أساسين وهما:

  1. جمع المعلومات حول مواضيع الدراسة عن كثب بالإضافة إلى التعرف على صفاتها وأوصافها ومن ثم المقارنة بينها على النحو المطلوب من تلك الدراسة، وذلك الأمر تتطلب التعرف على الظاهرة على أرض الواقع ومراقبة تطورها والعوامل المؤثرة وقد يتطلب ذلك من الباحث القيام برحلات ميدانية إلى المجتمع المراد المقارنة به.
  2. في هذا النوع يكتفي الباحث بجمع الأخبار عن طريق الكتب والمقالات حول الظاهرة المدروسة، ومن ثم القيام بالتعليق على تلك الأخبار ومناقشتها اعتماداً على مخزون علمي يملكه الباحث حول الظاهرة محل الدراسة وغالباً ما يستخدم هذا النوع في نقد نظريات تاريخية سابقة نتيجة ظهور معلومات جديدة نتيجة الأبحاث التي يتم إجراؤها بصورة مستمرة على الظاهرة.

 

ثانياً: المقارنة الكمية:

تقوم المقارنة الكمية على خصر حالات الظاهرة بعدد أو بكم معين، وفي هذه الأثناء يتم توضيح أهمية الإحصاء (التحليل الإحصائي) ودوره الفعال في ضبط ذلك الحصر بكلة دقة ووضوح يشكل التعدد السكاني والإحصاءات الحيوية أهم مصادر البيانات الكمية في الدراسات المقارنة.

 

مميزات المنهج المقارن في البحوث الاجتماعية والسياسية

 

يتميز المنهج المقارن بميزات عديدة في العديد من البحوث وبالأخص البحوث الاجتماعية والبحوث السياسية ويمكن تلخيصها في الآتي:

  1. يتميز في البحوث الاجتماعية أو بحوث علم الاجتماع باعتباره هو الأداة المثلى لإجراء مثل هذه البحوث، إذ يساهم بشكل كبير في عمل مقارنة فعالة بين المجتمعات في أزمنة مختلفة، ومعرفة مدى تغير الظاهرة وفقاً لتغير ظاهرة أخرى.
  2. أما بالنسبة للعلوم السياسية يساعد المنهج المقارن بشكل كبير في تنمية العلوم السياسية. إذ يتم استخدامه في تصنيف الأنظمة السياسية في الدول سواء كان النظام السياسي المتبع (جمهوري، ملكي، استبدادي). هذا ويعتمد في تصنيفه لهذه السياسات على الممارسات والآليات المتبعة داخل النظام، سواء كان النظام تابع للممارسة الرأسمالية أو الاشتراكية.
  3. يرتبط المنهج المقارن بشكل كبير بالمناهج البحثية الأخرى، وذلك بغرض الوصول إلى نتائج هامة يمكن الاستفادة منها وتطبيقها وتعميمها على أرض الواقع.

 

مميزات المنهج المقارن في البحوث الاجتماعية والسياسية

أبرز عيوب استخدام المنهج المقارن في البحث العلمي

 

على الرغم من دور المنهج المقارن الفعال في البحث العلمي وتمتعه بمميزات عديدة وشيوع استخدامه في الكثير من البحوث العلمية إلا انه يشوبه بعض العيوب نذكر أهمها وهي:

  1. من المحتمل أن يكون هناك صعوبة في تحديد بعض المفاهيم الأساسية التي تأخذ الطابع العام.
  2. لا يمكن للمنهج المقارن تحديد الوحدة الطبيعية للمقارنة على سبيل المثال وحدة الدولة.
  3. عدم إمكانية وصعوبة تحديد صفات الظاهرة التي تخضع للمقارنة.

الخاتمة

 

يعتبر المنهج المقارن هو من أكثر المناهج الشائع استخدامها من قِبَل كثير من الباحثين في تخصصات ومجالات متعددة، وذلك نظراً لأهميته في الحصول على نتائج فعالة تخدم منظومة البحث العلمي والتطور وتنمية المعرفة في المجتمعات، نرجو من الله أن يكون هذا المقال قد قام بتغطية جميع جوانب المنهج المقارن في البحث العلمي من بداية مفهومه وصولاً إلى توضيح أهم مميزاته وأبز عيوبه، مع تحيات شركة دراسة لخدمات البحث العلمي والترجمة.

 

مراجع يمكن الرجوع إليها

 

عليان، ربحي مصطفى. (2004). البحث العلمي أسسه مناهجه وأساليبه إجراءاته. بيت الأفكار الدولية. الأردن.

المحمودي، محمد سرحان علي،(2019). مناهج البحث العلمي. الطبعة الثالثة. دار الكتب.. صنعاء.

التعليقات


الأقسام

أحدث المقالات

الأكثر مشاهدة

خدمات المركز

نبذة عنا

تؤمن شركة دراسة بأن التطوير هو أساس نجاح أي عمل؛ ولذلك استمرت شركة دراسة في التوسع من خلال افتتاح فروع أو عقد اتفاقيات تمثيل تجاري لتقديم خدماتها في غالبية الجامعات العربية؛ والعديد من الجامعات الأجنبية؛ وهو ما يجسد رغبتنا لنكون في المرتبة الأولى عالمياً.

المزيد

اتصل بنا

فرع:  الرياض  00966555026526‬‬ - 00966555026526‬‬

فرع:  جدة  +966 560972772 - +966 560972772

فرع:  كندا  +1 (438) 701-4408 - +1 (438) 701-4408

المزيد
شارك:

جميع الحقوق محفوظة لموقع دراسة ©2017