تظهر شخصية الباحث أثناء البحث من خلال القراءة العلمية والكتابة العلمية:
- القراءة العلمية:
بالنسبة للقراءة العلمية تتم من خلال اختيار المراجع والمصادر التي تتناسب مع نوعية البحث وموضوعه، حيث أن هناك العديد من المصادر لكثير من العلوم المتنوعة والمتشعبة وفي أغلب الموضوعات قد تم كتابة الكثير من المعلومات، لذلك يجب على الباحث أن ينتقي المصادر والمراجع التي يريد أن يقرأ فيها، فعند اختيار الباحث للمصدر أو المراجع المناسب يجب أن يملك الباحث منهجية يتم وضعها في بداية البحث بالإضافة إلى وجود منهجية في اختيار المصادر والمراجع الذي سوف يقوم الباحث بقراءتها، ومن الضروري أن يعلم الباحث أن لكل علم من العلوم مصادر أساسية ومصادر أخرى ثانوية ويجب أن يفرز وينتقي هذه المصادر في بحثه العلمي وأن يكون لدى الباحث مرجعية تتضمن مصادر أساسية ينتقي منها المعلومات في حال إذا ما واجه صعوبة في الحصول على هذه المعلومات وأن يكون لدى الباحث البديل المناسب.
وبالنسبة لآلية أو أسلوب وكيفية الاطلاع على المصادر والمراجع يجب على الباحث أن يبدأ بالكتب ثم بعد ذلك المجلات العلمية المحكمة وقراءة الأبحاث المنشورة بها والتي تتعلق بموضوع الدراسة الخاص به ثم بعد ذلك المقالات، إذ يجب على الباحث أن يحدد القراءات البحثية التي تلتزم بالمنهجية العلمية والتي تتوافق وتتناسب مع بحثه العلمي وأن يملك الباحث القناعة التامة بهذه المعايير.
- الكتابة العلمية:
تظهر شخصية الباحث في جزئية الكتابة العلمية في حالتين وهما الاقتباس والنقد:
- الكتابة العلمية في حالة الاقتباس:
يقوم الباحث بذكر المراجع والاقتباس منها سواء بصورة نصية أو معاد صياغتها ومراعاة الاستشهاد بالمراجع الأصيلة، فالباحث الجيد يقوم باقتباس ما ينفعه وما يتناسب مع بحثه العلمية مع الالتزام التام بالملكة الفكرية للآخرين وهذا أمر ضروري جداً، وهناك أيضاً الاقتباس الناقد وليس الناقل وهو شيء ضروري جداً، إذ كونه يتيح للباحث أن يكون له بصمه يوضح من خلالها شخصيته البحثية، حيث تظهر شخصية الباحث عند الكتابة العلمية عن طريق الاقتباس من خلال كيفية تحليل المعلومة المقتبسة وتبويبها وتوظيفها بما يتوافق مع بحثه العلمي ودراسته والحرص على إسنادها إلى أصحابها والتحلي بالأمانة العلمية.
هذا وبالإضافة إلى الاختصار أو التلخيص فهناك العديد من النصوص الكثيرة والتي تمثل أهمية كبيرة لدى الباحث ولكن طول هذه النصوص قد يؤثر على شكل البحث العلمي وتشوهه (فكثرة النقل يؤثر بالسلب على جودة وكفاءة البحث العلمي)، لذلك يلجأ الباحث إلى الاختصار والتلخيص وهذه مهارة ضرورية يجب أن يكتسبها الباحث وينميها جيداً، ويجب على الباحث أثناء الاقتباس أن يراعي تجنب كثرة المنقول وتتابعها وخلوها من رأي الباحث، إذ يجب أن يدعم الاقتباسات والنصوص والمقتبسة برأي الباحث الشخصي سواء بالاتفاق أو المعارضة وأن يربط الباحث بين هذه النصوص المقتبسة من خلال رأي الباحث وصياغته للعبارات الانتقالية.
- الكتابة العلمية في حالة النقد:
بالنسبة في حالة النقد تبرز شخصية الباحث أثناء البحث في الكتابة العلمية باستخدام المنهجية العلمية للنقد والأسلوب الأمثل مع مراعاة أدبيات النقد من خلال العبارات المناسبة وانزال الناس منازلهم وحفظ الحقوق حتى مع مخالفة الرأي فليس هناك إشكالية علمية في مخالفة الرأي مهما كان صاحب الرأي، ولكن الإشكالية العلمية تظهر في أسلوب وطريقة النقد، إذ يجب على الباحث أن تكون الطريقة علمية ومنهجية في عملية النقد.