التعريف بشخصية الباحث وأهم عوامل تكوينها

 مفهوم الشخصية بشكل عام هي مجموعة العلاقات بين الشخص والدور الذي يقوم به بالإضافة إلى ما يرتبط بهذه العلاقات من مكونات فطرية أو مكتسبة. والشخص الذي نقصده هو الفرد الذي يُسنَد إليه الوظيفة أو المهمة التي يقوم بها الشخص بشكلٍ عام.

يقصد بها أو الصبغة التي تظهر في أطروحاته وأبحاثه العلمية من خلال الإجراءات والمهارات التي يقوم بها الباحث لتبرير وتفسير وتحليل موقفه العلمي، فكثير من الأحيان نرى نصوص أو أبحاث حتى لو ما نعرف من القائم عليها نلاحظ من خلالها ظهور شخصية المؤلف أو الباحث إذ كثير من الباحثين لهم بصمة معينة خاصة بكل باحث على حده، تظهر من خلال نصوصه وأبحاثه حتى دون النظر إلى اسم الباحث.

هناك عوامل كثيرة ومن أهمها (سعة العلم والمعرفة، الصبر والمثابرة، استثمار الذكاء، القدرة على تنظيم الأفكار، المناقشة):

أولاً: سعة العلم والمعرفة:

فجميع الأساتذة والعلماء اجتمعوا على أن العالم لا يصبح عالم إلا إذا تحقق فيه مجموعة من الشروط ومن أهمها:

• أن يكون ملماً بأساسيات العلم أو التخصص التابع له، حيث أن أي علم من العلوم الإنسانية والمعرفية يكون له أساسيات وله فروع وأقسام عديدة يجب على الباحث أو العالم معرفتها جيداً، والإلمام بجميع أصول هذا العلم أو البحث والإحاطة بكل أساسياته.
• يجب أن يمتلك الباحث أو العالم مهارة حسن التعبير أي يتعلم العلم ويجيد إنتاجه مرة أخرى على أن تتم عملية إعادة الإنتاج وفقاً لشخصية الباحث وأسلوبه الخاص وأن يتجنب النقل النصي وأن يعيد إنتاج العلم بأسلوبه وطريقة فهمه واستيعابه.
• الإلمام ومعرفة لوازم العلم وما العلاقة بين هذا العلم والعلوم الأخرى وما هي الروابط التي تربطه بغيره من العلوم خارج التخصص.
• القدرة على الدفاع عن هذا العلم وذلك يأتي من منطلق قدرة الباحث أو العالم عن استيعاب وفهم هذا العلم ومدى إخلاصه وانتمائه له

ثانياً: الصبر والمثابرة:

يجب أن يعلم الباحث جيداً أن البحث العلمي مهما اختلفت تخصصاته وعلومه فهوة مسؤولية كبيرة جداً يجب على الباحث تحملها، والتحمل يتطلب من الباحث الصبر والمثابرة لكي يتمكن من مواجهة العقبات والمشاكل التي قد تواجهه، فأي بحث علمي يتضمنه مشكلات وبالأخص في بدايات البحث، فإذا استطاع الباحث التغلب عليها بالصبر والمثابرة نتج عنها قوة دافعة تساعد الباحث في إخراج البحث بصورة كاملة ومكتملة إلى أقصى درجة ممكنة، وعلى النقيض فالاستعجال يؤدي إلى ضعف البحث العلمي وعجزه عن الوصول وتحقيق الأهداف المرجوة منه، فيجب على الباحث أن يداوم البحث عن المعلومات وأن يتحلى بالصبر من أجل لحصول على معلومات قيمة تفيد البحث الخاص به بشكل كبير.

ثالثاً: استثمار الذكاء:

الذكاء نعمة من الله سبحانه وتعالى قد وهبها الله للإنسان بدرجات مختلفة يتميز بها شخص عن الآخر، ولكن السؤال الهام في هذه الجزئية هو كيف يقوم الباحث باستثمار الذكاء، فهناك نوعين من الذكاء (ذكاء فطري، ذكاء مكتسب)، فمثلاً الذكاء الفطري يمكن للباحث استثماره بتنميته ومن أمثلته (سرعة البديهة، قوة الملاحظة) ومعرفة كيفية استثمارهما في البحث العلمي، أما بالنسبة للذكاء المكتسب أو ما يعرف بالمهارات المكتسبة مثل (الصبر، التحمل، الإصرار) يجب على الباحث معرفة القصور والنواقص عنده ومن ثم إجادة استثمارها وتنميتها واكتسابها لصالح البحث الخاص به.

رابعاً: القدرة على تنظيم الأفكار:

تأتي هذه القدرة عن طريق المتابعة والاستمرار ووجود خطة بحثية أو هيكل عام للبحث يساعد الباحث في تنظيم وترتيب أفكاره جيداً، تجنباً لحدوث أي نوع من أنوع التشتت أثناء القيام بمراحل البحث. وهي مسألة ضرورية فالقدرة على تنظيم الأفكار تعطي ثمارها للباحث والبحث العلمي في نهايته وتساهم بشكل كبير في حصول الباحث على الأهداف المرجوة من البحث الخاص به والتركيز والاهتمام على النقاط الأساسية والرئيسية في البحث.

خامساً: المناقشة:

كيف تكون المناقشة عامل من عوامل تكوين شخصية الباحث، الجميع يعرف أن المناقشة أساس من أسس البحث العلمي، إذ تعتبر المناقشة من أرقى أساليب التفسير في كل جزء من أجزاء البحث العلمي والمناقشة أنوع إما أن تكون مناقشة مجتمع البحث محل الدراسة أو مناقشة التراث العلمي (الدراسات السابقة) من خلال النقد أو التحليل أو إبداء رأي الباحث الخاص بخصوص جزئية محددة، فكل هذه الأنواع تعتبر مناقشة لذلك تعتبر المناقشة نقد وتحليل ومقارنة وإبداء الرأي المعلل (القائم على حجج وبراهي).