توجد العديد من اختلاف في وجهات النظر حول تفسير ظاهرة التسويف الأكاديمي مما ترتب عليه ظهور مجموعة من الاتجاهات النظرية التي فسرت الأسباب الرئيسية لحدوث التسويف ومن أهم هذه الاتجاهات الآتي:
1- الاتجاه المعرفي:
أصحاب هذا الاتجاه هما عالما النفس (ألبرت أليس، ونويس) حيث اهتم هذا الاتجاه بالجانب المعرفي للمسوف ومعتقداته اللاعقلانية، التي تقوده إلى المشاعر غير السارة والسلوكيات الخاصة بانهزام الذات وتراجع الأداء، وقد أشارا إلى أن التسويف يتكون من خلال معتقدات المسوفين الخاطئة تجاه أنفسهم واعتقادهم بأنهم لا يمتلكون القدرات الكافية لأداء مهامهم، ويحثهم المستمر عن أعذار غير منطقية ليتجنبوا القيام بالمهام والمسؤوليات.
2- الاتجاه الدافعي:
أصحاب هذا الاتجاه هما العالمان (ديسي، وريان)، حيث يرى العالمان بأن التسويف يحدث نتيجة انخفاض الدافعية لدى الأفراد عند القيام بالمهام والواجبات والمسؤوليات، ويميل هؤلاء الأفراد إلى افتقاد الرغبة واللامبالاة في إتمام المهام وإنجازها، فعند إعطاءهم مهمة ما تجدهم ينشغلون عنها بأمور ترفيهية وغير مهمة، بالإضافة إلى فقدانهم الثقة بالنفس وبجهدهم وذكائهم وطاقتهم ودائماً يتوقعون الفشل مما يدفعهم إلى التسويف أو التأجيل.
3- الاتجاه السلوكي:
يرى علماء الاتجاه السلوكي بأن التسويف عادة متعلمة تنشأ من تفضيل الفرد للنشاطات السارة والمكافآت الفورية، وذلك رغبة في الهروب من تحديات الحياة وإشباع هوى النفس، إذ يتكون لدى المسوف قدرات سلوكية منخفضة للالتزام بالمواعيد المحددة لتسليم المهام، ومن ضمن هذه العادات (الكسل، اللامبالاة، الكذب، الانشغال بمهام وأنشطة أقل أهمية) وبالتالي عدم القدرة على تحقيق نتائج مرضية تحت ضغط الوقت وظروف الحياة الصعبة.
4- الاتجاه التحليلي:
يرى أنصار هذا الاتجاه أن التسويف قد ينتج بسبب المطالب المبالغ بها من قِبَل الفرد نفسه، فعلى سبيل المثال الطالب المسوف أكاديمياً قد تكون لديه الثقة بالنفس الزائدة والرغبة للسعي نحو الكمال، إذ يضع الساعون نحو الكمال معايير عالية الأداء مما يؤدي بهم إلى التسويف، فيميلون نحو تأجيل المهام الأكاديمية رغبة منهم في الحصول على معلومات أفضل، مما ينتج عنه عدم تحقيق أي نتائج مرضية مع ضغط الوقت.
5- نظرية التنظيم الذاتي:
فسرت العديد من البحوث التسويف على أنه قصور في التنظيم الذاتي، والذي يقصد به قدرة الطالب على التحكم في أفكاره وانفعالاته ودوافعه وأدائه المهام وفق معايير محددة وبظهر ذلك من خلال خصائص قصور التنظيم الذاتي المتمثلة في تدني التحكم في الذات، وقصور في المهارات المعرفية، وقصور في مهارات الوقت، والقابلية لتشتت الانتباه، وعدم وضع الأهداف وعدم تحديد الأولويات، وتدني الدافعية في تنفيذ المهام والتكليفات.