حياتك الأكاديمية الجامعية

إن السمة الأساسية التي تجمع بين كل المميزين والناجحين في العالم هي عملهم الدؤوب يوماً بعد يوم من أجل التعليم واكتساب المعرفة والمهارات اللازمة لتحقيق النجاح، فمن اليوم الأول للطالب في الجامعة يجب أن يأخذ موقفاً مع النفس فأنت هنا لتتعلم ويجب أن تكون ملاحظاً فطناً طوال الوقت، وأن تعرف أن الحياة الدراسية كطالب في المرحة الثانوية تختلف تماما عن حياتك الأكاديمية الجامعية، وأن يكون الطالب على استعداد لأخذ المعلومة وفهم تطبيقاتها العملية.

لذلك حرص المقال الحالي على عرض بعض الأفكار الأساسية من أجل ضمان بداية ناجحة لجميع الطلاب في المرحلة الجامعية.

1. يجب أن تكون مستعداً للدراسة والتلقي في اليوم الأول في الجامعة فلا تتوقع أن يكون هناك محاضرات افتتاحية أو ترحيبية وتعريفية.
2. في الجامعات المرموقة يقوم الدكتور المحاضر بتوزيع خطة الدراسة للمادة التي يقوم بتدريسها على مدار الفصل والتي تتضمن عناوين المحاضرات ومواعيدها والواجبات التي من المتوقع أن يكلف بها الطلاب ومواعيد التسليم ومواعيد الامتحانات القصيرة، لذلك يجب أن تحتفظ بهذه الخطة الدراسية والتي سوف تكون سبيلك للنجاح.
3. ضرورة البداية من اليوم الأول بالمذاكرة والجد والتحضير المسبق للمحاضرة وفق الجدول الدراسي، ولا تهمل في الوقت لأنك لا تجد الوقت الكافي للمذاكرة إذا ما أهملت جانب التنظيم، ويجب أن تعرف أن الشهر الأول لك في الجامعة سيحدد مستقبلك فيها لذلك يجب أن تكون مستعداً وأن تبدأها بكل نشاط وحيوية وشغف.
4. ابحث عن المراجع والكتب والملخصات اللازمة للمادة، من خلال الاستعانة بطلاب الدفعة السابقة لك مباشرةً، مع الحرص من وجود أي تغيير في المنهج أو المحاضر.
5. لا تفقد ثقتك بنفسك حينما ترى بعض الطلاب يرفعون أيديهم للجواب على سؤال ما قد طرحه المحاضر ولا تتهم نفسك بالتقصير لمجرد أنك لم تعرف الإجابة أو ما يقوله المحاضر، فإنك لم تُخلق عالماً بل أنت في هذا المكان لكي تتعلم وما زلت في أول الطريق.
6. الغياب والكسل هم أهم أسباب الفشل في الدراسة الجامعية، وأهم أسباب الشعور بالإحباط والرغبة في الانسحاب والمزيد من الإهمال.
7. يجب ترتيب مكان الدراسية حيث يفضل الكثير من الطلاب الدراسة في بيوتهم، لكن يجب أن تتذكر جيداً أنك بحاجة إلى الهروب أحياناً عندما يتزايد عليك الإزعاج في البيت أو في السكن أو عندما تكثر طلبات الأهل، وفي العديد من الجامعات توجد هناك قاعات مفتوحة لمدة 24 ساعة أو تفتح المكتبة إلى ساعة متأخرة من الليل، فيمكنك أن تعود إلى منزلك بعد انتهاء المحاضرات وتأخذ قسطاً من الراحة ثم بعد ذلك انطلق إلى واحدة من هذه القاعات.
8. في بداية الدراسة لا تقارن نفسك بزملائك الآخرين في المستوى الدراسي، فالمستويات تختلف من شخص إلى آخر، فقد يكون لك زميل متفوق في الرياضيات ولكنه مخفق في تخصصات أخرى، يجب التركيز فقط على نفسك ولا تتهتم بالآخرين.
9. كن حريصاً على تسجيل أكبر عدد من الساعات في السنوات الأولى بشرط التأكد من قدرتك على الوفاء بالالتزام بها.
10. يجب أن تكون واقعياً ولا تقلل من أهمية المواد ومن الجهد المطلوب وتذكر أن المهم ليس أن تأخذ ساعات أكثر بل المهم هو أن تسفيد منها وتنجح فيها.
11. يمكنك تسجيل عدد ساعات أو مواد تفوق قدراتك بقليل لأن التحدي سوف يمنحك قوة وحماساً للتغلب على التحدي الذي وضعته لنفسك وكن واثق بنفسك ولا تخف.
12. تحقيق الاستفادة من الوقت الضائع بين المحاضرات، فيمكنك الذهاب إلى المكتبة أو أن تشارك في نشاط اجتماعي أو ثقافي تميل له وتحبه، ولكن لا يجب أن تهمل هذا الوقت وتضيعه.
13. لا تظن أنه مع تزاحم جدولك الدراسي ستجد عذراً للتقصير في أداء واجباتك أو ما يطلبه منك أستاذك، فإنك سوف تصل إلى مرحلة دراستك ستظن أن مدرسك يعتقد أن مادته هي المادة الوحيدة في الفصل الدراسي.
14. يجب أن تعرف أنك أنت المسؤول عما يجب أن تتعلمه من الجامعة عن الخبرات التي تريد أن تتعرض لها وليس الأستاذ، لذلك يجب عليك أن تقم باختيارات صحيحة في تحديد المواد الأكثر أهمية والتي سوف تضيف لك شيئاً جديداً وأعطها انتباها وجهداً أكبر.
15. هناك أهمية خاصة للدراسة الجادة في السنوات الأولى في الجامعة حيث تبنى فيها الأساسيات في كل موضوع سوف تقوم بدراسته، لذلك يجب التركيز جيداً لكل ما يقال لك في البدايات بالنسبة للمحاضرات.
16. يجب أن تعرف جيداً أنك هنا من أجل طلب العلم وتطوير نفسك وخدمة مجتمعك، مثل هذه الأفكار سوف تجعل كل لحظة من لحظات حياتك الأكاديمية في الجامعة في سبيل التقدم والتطور والازدهار سواء لك أو لمجتمعك، لذلك تذكر أن طلب العلم من الرسالات الهامة والمقدسة في جميع الأديان.

بكار، ياسر عبد الكريم. (2010). عشرة أمور تمنيت لو عرفتها قبل دخولي الجامعة. الطبعة الثانية. دار وجوه للنشر والتوزيع. الرياض. المملكة العربية السعودية.