استراتيجية المحيط الأزرق

تعد استراتيجية المحيط الأزرق من الاستراتيجيات الواعدة في مجالات التسويق وإدارة الأعمال. ويعنى هذا المقال بتقديم شرح لاستراتيجية المحيط الأزرق، عبر بيان مفهوم المحيط الأزرق والمحيط الأحمر وأصل التسمية. ويتناول المقال المفاهيم الأساسية لاستراتيجية المحيط الأزرق ومميزات وسلبيات استراتيجية المحيط الأزرق.

كلما كان الهدف شريفاً كلما زاد طلابه، لذا فإن طريق النجاح مزدحمة، وقليل من سالكيها يبلغون الغاية المأمولة. لكن هذا الزحام قد يكون عائقاً يعوق للكثيرين عن إكمال المسير، لذلك إذا أردت أن تصل إلى بغيتك فما عليك إلا أن تجد سبيلاً لم يسبقك إليها غيرك. وهذه باختصار هي الفكرة الأساسية التي تدور حولها استراتيجية المحيط الأزرق، والتي تعد من الأفكار الرئيسية لتحقيق النجاح في مجال التسويق وإدارة الأعمال. وقد قام البروفيسور دبليو تشان كيم بمساعدة رينيه مويورنييه، وكلاهما من أشهر أساتذة إدارة الأعمال، بصياغة هذه الاستراتيجية. حيث رأوا أن أقصر الطرق للنجاح هو أن تبتعد عن المناطق المكتظة بالمنافسين وفتح أسواق جديدة ليس فيها منافس. وبالنظر إلى أهمية استراتيجية المحيط الأزرق في مجال إدارة الأعمال والتسويق.. فقد خصصنا هذا المقال للحديث عنها، حيث سنسعى إلى تقديم شرح استراتيجية المحيط الأزرق، ابتداءً من مفهوم استراتيجية المحيط الأزرق وأصل التسمية ومروراً بالمفاهيم الأساسية لاستراتيجية المحيط الأزرق، وانتهاءً بإيجابيات ومميزات استراتيجية المحيط الأزرق وسلبياتها.

قد تعجب من وجود نظرية في مجال إدارة الأعمال والتسويق تعرف باسم المحيط الأزرق، إلا أن السبب الذي دفع دبليو تشان كيم ورينيه مويورنييه إلى اختيار هذه التسمية هو تشبيه المناطق المكتظة بالمنافسين بالمحيط الأحمر، بينما شبهوا المناطق الخالية من المنافسين بالمحيط الأزرق. فالمحيط الأحمر مزدحم بالأسماك على اختلاف أنواعها ومنها الكبير الذي يصطاد فرائسه من الأسماك الأصغر حجماً، الأمر الذي يؤدي إلى امتلاء هذا المحيط بدماء الفرائس. ومثال المحيط الأحمر هو مثال الأسواق الممتلئة بالمنافسين، فلم يبق إلا أن يأكل القوي فيهم الضعيف كما يأكل السمكُ السمكَ. على عكس المحيط الأزرق.. فإنه خال من السمك، كمثال الأسواق الجديدة التي تخلو من المنافسين.

في كتابه عن استراتيجية المحيط الأزرق.. أشار دبليو تشان كيم إلى المفاهيم الأساسية لاستراتيجية المحيط الأزرق، وهي ثلاثة مفاهيم: أولاً قيمة الابتكار، ثم السعي في وقت واحد للتمايز والتكلفة المنخفضة، وأخيراً الأدوات التحليلية الأساسية. بينما يرى دبليو تشان كيم أن أطر الاستراتيجية هي أربعة أطر أساسية وهي: الإزالة والتقليل والزيادة وإنشاء شبكة جديدة، ويمكن أن نوجز أطر استراتيجية المحيط الأزرق فيما يلي:

1. إزالة العوامل التنافسية والتخلي عنها.
2. تقليل استثمارك في هذه العوامل، في الوقت الذي ينفق فيه منافسوك على تلك العوامل.
3. زيادة استثمارك في هذه العوامل فوق ما ينفق عليها منافسوك.
4. ابتكار عوامل جديدة ومختلفة لا يقدمها منافسوك.

1. تتميز استراتيجية المحيط الأزرق بمنحها فرصاً أكبر للشركات الصغيرة والمتوسطة، لتبدأ نشاطاتها الاستثمارية وتنمو بشكل أكبر من غير أن تخضع لقواعد الشركات الكبرى واشتراطاتها التي من شأنها أن تقضي على الشركات الصغيرة.
2. تتمتع الشركات الصغيرة بالمرونة، مما يجعلها أنسب الشركات للاعتماد على استراتيجية المحيط الأزرق. كما أن الشركات الصغيرة عندما تقرر الانسحاب من المحيط الأحمر، والبحث عن محيط أزرق تقوم عادة باختيار أسواق محلية. الأمر الذي يقرب هذه الشركات من معرفة وتحديد حاجات السوق والمجتمع، وبالتالي تلبية هذه الحاجات، مما يفيد السوق ويساعد الشركة على النمو والتطور.
3. بعد نجاح الشركة.. يبدأ العديد من رواد الأعمال في النسج على منوالك ومنافستك، والدخول في سوق تكون لك الريادة فيها.

1. الابتكار وإنشاء الأفكار وخلق الأسواق الجديدة ليس بالأمر السهل، فإن فتح أسواق جديدة بغير الاعتماد على أساس قوي من الخبرة اللازمة في مجالات التسويق وإدارة الأعمال يعد مغامرة تنذر بالفشل.
2. حتى تتمكن من تطبيق استراتيجية المحيط الأزرق والاستفادة منها تحتاج إلى الاعتماد على استراتيجيات تسويقية، وميزانيات تسويقية كبيرة، الأمر الذي تفتقر إليه عادة الشركات الصغيرة والناشئة.
3. لا تصلح استراتيجية المحيط الأزرق للتطبيق في الشركات الكبيرة، إذ أن الشركات الكبرى تحتاج وقتاً أطول للتغير، كما أن التخلي عن الريادة في المحيط الأحمر والبحث عن محيط أزرق جديد يحتاج إلى دراسات عميقة قبل الإقدام عليه.

وأخيراً فإن استراتيجية المحيط الأزرق تعد من الاستراتيجيات الواعدة في مجالات التسويق وإدارة الأعمال، والتي تقدم خيارات إبداعية ومبتكرة خاصة للشركات الصغيرة والناشئة. ولمزيد من المراجع نحيل القارئ على كتاب: "الإدارة الاستراتيجية في القرن الحادي والعشرين: النظرية والتطبيق" للأستاذ الدكتور عبد الباري إبراهيم درة.