بعد أن يقوم الباحث باختبار الفرضيات وتصميم الاختبارات واختبار عينة الدراسة وجمع البيانات، يتم الاستعانة بالاختبارات الإحصائية من أجل مقارنة النتائج الفعلية التي يتم الحصول عليها بالنتائج المتوقعة التي تم وضعها بصورة مسبقة على شكل فرضيات. وهناك عدد من الاختبارات التي يتم توظيفها في أثناء عمليات التحليل الإحصائي للبيانات، وتندرج تلك الاختبارات تحت فئتين أساسيتين وهما:
الفئة الأولى: الاختبارات المعلمية "البارا مترية "Parametric tests":
تعتبر الاختبارات البار مترية أحد الاختبارات الأساسية التي يتم التركيز عليها عند تقديم مقررات الإحصاء التمهيدية، وترجع تسمية الاختبارات البار مترية بهذا الاسم إلى كونها تركز على عدد من العمليات أو الخصائص المميزة للمجتمع وعادة ما تتمثل تلك الخصائص في المتوسط والتباين، هذا ويشير الاختبار البارامتري إلى تقدير الصفة أو الخصائص الخاصة بمجتمع معين في مقابل تقدير الصفة أو الخصائص المتعلقة بعينة ما. وتبرز أهمية الاختبارات البارا مترية من منطلق كونها أداة مهمة يمكن من خلالها مساعدة الباحث على رفض الافتراضات الصفرية الخاطئة .
افتراضات الاختبارات البارامترية:
هناك عدد من الافتراضات الأساسية التي تقوم عليها الاختبارات البارا مترية والتي يمكن توضيحها كما يلي:
- ينبغي أن يكون المتغير المراد قياسه موزعًا بصورة طبيعية في المجتمع الأصلي، ونتيجة لأن معظم المتغيرات المستخدمة في البحوث الاجتماعية والسلوكية عادة ما تكون موزعة بصورة طبيعية فإن ذلك الافتراض دائمًا ما يتم تحقيقه.
- ينبغي أن تكون البيانات على نفس المستوى النسبي المحدد للقياس ونتيجة لأن معظم القياسات المستخدمة في البحوث الاجتماعية والسلوكية تكون على نفس المستوى النسبي أو المستوى الفاصل فإن ذلك الافتراض أيضًا دائمًا ما يتم تحقيقه.
- ينبغي أن يتم اختيار الأفراد بشكل مستقل؛ بمعنى أن دوافع اختيار شخص معين لا ينبغي أن تؤثر على اختيار باقي أفراد العينة، ويفضل أن يكون الاختيار هنا اختيارًا عشوائيًا من أجل السماح للاحتمال والحظ أن يسهموا بدور هام في ذلك الشأن.
- ينبغي أن تكون التباينات الخاصة بالعينة مساوية للحقيقة القائلة بأن درجات التباين الخاصة بالمجموعة مساوية لمربع الانحراف المعياري
أهم أنواع الاختبارات البارامترية:
مثل ذلك النوع من الاختبارات عدد من الاختبارات الفرعية التي يمكن استعراضها على النحو التالي:
1- اختبار T:
عادة ما يتم إجراء اختبار T على عينة واحدة أو على عينات مزدوجة أو على عينات مستقلة. وعادة ما يتم الاستعانة باختبار T للعينة الواحدة من أجل التعرف عما إذا كان المتوسط الخاص بمجتمع الدراسة مختلف عن القيمة المفترضة أو ما يطلق عليه البعض "الفرضية الصفرية"، أما اختبار T للعينة المزدوجة فعادة ما يتم الاستعانة بها من أجل مقارنة متوسطين لمجموعة واحدة، وأخيرًا فإن اختبار T للعينات المستقلة يتم الاستعانة به عندما يكون لدى العينتين تباين متساو.
2- اختبار تحليل التباين:
يعتبر وضع عدد من الاختبارات من أجل قياس التباين في الدرجات أحد أبرز المجالات التي نجحت في جذب انتباه العديد من الباحثين من مختلفة التخصصات البحثية؛ وهو ما يعزى في حقيقة الأمر إلى أن زيادة مستويات التماثل وعدم وجود تناقض في البيانات من أبرز مؤشرات الجودة البحثية. ويمكن القول بأن تحليل التباين هو أحد أبرز الطرق الفعالة المستخدمة في تحليل البيانات الخاصة بالدراسات المختلفة، ولقد تم ابتكار هذه الطريقة في الأساس من أجل اختبار الفروق بين المجموعات المختلفة ومن ثم تحسين القدرة على إجراء العديد من المقارنات الهامة بين المجموعات المختلفة.
3- اختبارات الانحدار:
يلجأ الباحث إلى الاستعانة باختبارات الانحدار من أجل التعرف على مستوى التباين المشترك بين متغيرين، وهنا نجد أن التباين المشترك يشير إلى الكيفية التي يرتبط من خلالها متغيرين أو أكثر. ومن خلال الاستعانة باختبار الانحدار؛ فإنه بمقدور الباحث أن يتعرف عما إذا كان الارتفاع أو الانخفاض في المتغير المستقل يتبعه ارتفاع أو انخفاض في المتغير التابع.
اطلع على مقال يتضمن معلومات عن معامل الانحدار في البحث العلمي
الفئة الثانية: الاختبارات اللا معلمية "اللا بارامترية" Nonparametric Test:
يتم الاستعانة بالاختبارات اللا بارامترية في حالة ما لم تنجح البيانات المتاحة في الإيفاء بمعايير الاختبارات البارامترية المتمثلة في التوزيع الطبيعي، والتباين المتساو، والاستمرارية فإن البحث في هذه الحالة عليه أن يلجأ إلى تحليل البيانات باستخدام الاختبارات اللا بارامترية.
هذا وتعتبر الاختبارات اللا بارامترية أحد الاختبارات القائمة على التوزيع الحر والتي يتم الاستعانة بها عندما يكون التوزيع الخاص بالعينة الممثلة للمجتمع الأصلي غير طبيعي، كما يتم الاستعانة به عندما تكون البيانات موجودة في المستوى الاسمي للقياس، وعادة ما تكون البيانات في مجموعات أو فئات يتم التعبير عنها من خلال التعداد الخاص بتكرار تلك البيانات، كما يتم الاستعانة به أيضًا عندما يتم التعبير عن البيانات في شكل ترتيبي.
أهم أنواع الاختبارات اللا بارامترية:
يندرج تحت ذلك النوع من الاختبارات عدد من الاختبارات الفرعية التي يمكن استعراضها على النحو التالي:
1- اختبار مربع كاي CHI - SQUARE TEST
يشير مصطلح مربع كاي إلى التوزيع الإحصائي للبيانات، وكذلك إلى إجراءات اختبار الفرضيات التي تساعد على توفير إحصائية يمكن من خلالها التوصل إلى نتيجة مناسبة. ويرجع تاريخ ظهور "اختبار مربع كاي" إلى "كارل بيرسون" في أوائل عام (1900م) كأحد الاختبارات التي يمكن من خلالها التعرف على مدى المطابقة والتوافق في البيانات التي يتم إدخالها.
ويعتبر اختبار مربع كاي هو أحد الاختبارات الاسمية اللا بارامترية التي يمكن الاستعانة بها من أجل اختبار الفروق أو العلاقات بين متغيرين. هذا ويسهم اختبار مربع كاي بدور هام في العملية الإحصائية عندما تمثل البيانات نطاقًا اسميًا، وتمثل الفئات توزيعًا حقيقيًا مثل "ذكر، أنثى/ طويل، قصير"، كما يقوم بمقارنة النسب التي يتم ملاحظاتها في الدراسة بالنسبة المتوقع الحصول عليها.
2- اختبار مان ويتني يو Mann-Whitney U Test
يُستخدم ذلك الاختبار من أجل تحديد ما إذا كان هناك فروق بين مجموعتين من القيم (على سبيل المثال التعرف على الفروق في الدرجات بين الاختبارات القبلية والبعدية)، ويعد ذلك الاختبار أحد الاختبارات اللا بارامترية ومن ثم يتم الاستعانة به عندما التوزيع الخاص بالدرجات غير طبيعي.
ويعتبر ذلك الاختبار مشابهًا لاختبار T إلا أنه يتميز عنه في إمكانية استخدامه مع البيانات، وعادة ما يتم الاستعانة بذلك الاختبار من أجل المقارنة بين مجتمعين مستقلين لتحديد ما إذا كان هناك ثمة اختلاف بينهما أم لا كما يتميز ذلك الاختبار بإمكانية استخدامه العينات الصغيرة (أي إمكانية استخدامه مع عدد من الأفراد ما بين 5-20 فرد من أفراد العينة)
3- اختبار كروسكال – واليس Kruskal-Wallis Test
يعتبر ذلك الاختبار امتدادًا لاختبار مان ويتني والذي من خلاله يمكن المقارنة بين أكثر من اثنين من المجموعات المستقلة، وعادة ما يلجأ الباحثون إلى الاستعانة به عندما يرغبون في المقارنة بين ثلاث أو أكثر من مجموعات الدرجات التي يتم الحصول عليها من عدد من المجموعات المختلفة. ويمكن القول بأن ذلك الاختبار يعد مجديًا عندما يتم قياس المتغير التابع على مستوى فتري أو رتبي، وكذلك عندما يتكون المتغير المستقل من اثنين أو أكثر من المجموعات المستقلة ويعتمد ذلك الاختبار على الاستعانة بعدد من الرتب للبيانات الفئوية من أجل تحليل التباين وتحديد ما إذا كانت المجموعات المتعددة مشابهة لبعضها البعض أم لا
4- الاختبارات ذات الحدين Binomial tests
عادة ما يتم الاستعانة بالاختبارات ذات الحدين من أجل تحديد ما إذا كان هناك فروق ذات دلالة إحصائية بين عينتين عند تطبيق الاختبارات المختلفة عليهم أم لا.
5- اختبار فريدمان Friedman test
ظهر ذلك الاختبار في عام (1973م) وعادة ما يعرف ذلك الاختبار باسم تحليل التباين الرتبي يعتبر اختبار فريدمان أحد أشكال اختبارات تحليل التباين اللابارمترية، وعادة ما يتم الاستعانة بذلك الاختبار مع العينات المكررة ذات المتغيرات الرتبية.
لا يفوتك مقال شمولي عن ا لاختبارات المعلمية واللا معلمية