الانحدار هو الدراسة الخاصة بتحديد العلاقة بين المتغيرات، والتي تتم من خلال تحديد الصيغة الرياضية للعلاقة بين الظواهر إن وجدت، والتي تساعد في تقدير قيم بعض الظواهر إذا عرفت قيم الظواهر الأخرى، وعند دراسة الانحدار يجب التمييز والتفرقة بين المتغيرات أو ما يعرف (بالظواهر المدروسة)، المستقلة منها والتابعة.
هذا وإن العلاقة بين المتغيرات يمكن أن تأخذ أشكالاً متعددة وفقاً لعدد المتغيرات من وجهة ودرجة أو نوع العلاقة من جهة أخرى، ومن أبسط وأسهل هذه الصور العلاقة الخطية من الدرجة الأولى، وهي علاقة بين متغيرين فقط، أحدهما تابع والآخر مستقل، ويسمى الانحدار في هذه الحالة بالانحدار الخطي البسيط، وقد تكون العلاقة بين المتغيرين غير خطية (من درجة أعلى من الدرجة الأولى، أو أُسية) وفي هذه الحالة يسمى الانحدار غير الخطي. أما إذا كنا نبحث في العلاقة بين أكثر من متغيرين، فإننا نتحدث على الانحدار المتعدد.
وعادةً ما يستخدم الشكل الانتشاري في تحديد صورة العلاقة التقريبية، فمن خلاله يمكن اختيار المعادلة الرياضية المناسبة بين متغيرين من المعادلات المختلفة المتاحة (كمعادلة الخط المستقيم، معادلة المنحنى الآسي معادلة القطع المكافئ)، لذلك يفضل من الناحية العملية رسم الشكل الانتشاري قبل الخوص في عملية التحليل، ومن أهم معادلات المختلفة المتاحة (معادلة الخط المستقيم، معادلة المنحنى الأسي، معادلة منحنى الدرجة الثانية).
ونظراً لسهولة التعامل مع الانحدار الخطي البسيط من جهة وأن معظم العلاقات تربط بين متغيرين يمكن تقريبهما يشكل فرضي بعلاقة خطية بسيطة من جهة أخرى، لذلك سوف نتعرف على الانحدار الخطي البسيط في الفقرة القادمة.