يتضمن تنفيذ المنهج التاريخي في العلوم السياسية اتباع الباحث لمجموعة من الخطوات الرئيسية وهي كالتالي:
- انتقاء واختيار المشكلة.
- جمع المادة التاريخية.
- نقد المادة التاريخية.
- الفروض.
- عرض وتفسير النتائج.
- الاستنتاجات والخلاصة.
أولاً: انتقاء واختيار المشكلة :
لا بد من اختيار الموضوع في الظاهرة ، وهي تعني تحديد الفكرة العلمية التاريخية التي ستقوم حولها التساؤلات، الأمر الذي يؤدي إلى تحريك عملية البحث التاريخي للظاهرة محل الدراسة.
ثانياً: جمع المادة التاريخية :
تعد من الخطوات الأولى والهامة التي يقوم بها الباحث من أجل الحصول على أفضل مادة تاريخية، حيث يقوم بدراسة كل الظواهر أو الشواهد التي اعترضت الإنسان بالسابق ويبدأ بكتابتها على أن تكون متعلقة بمشكلة البحث.
هذا وقد يلاقي البحث صعوبات كبيرة لأن الباحث يكتب الماضي بصورة الحاضر؛ لأن هذه المادة التاريخية لا يستطيع أن بصورها بحالتها الماضية، وتم تقسيم المادة التاريخية وفقاً لمصدرها إلى نوعين وهما:
- المصادر الثانوية: ويقصد بها أقوال الناس الذين عاصروا الحدث، ويجب على الباحث في التعامل مع هذه المصادر توخي الحذر والوضع في الاعتبار التحيز الذي يمكن أن يكون لدى الناس.
- المصادر الأساسية: هي التي تتمثل في (السجلات الرسمية، والسجلات الشخصية، والسجلات المصورة، المواد المنشورة، المطبوعات والمخطوطات والفهارس وقوائم المراجع).
ثالثاً: نقد المادة التاريخية :
من الأمور الهامة في المنهج التاريخي في علم السياسية هو المادة التاريخية التي يجمعها الباحث، سواء كانت من مصادر أساسية أو مصادر ثانوية، ويجب أن يتحلى الباحث بالمعارف والمهارات اللازمة لكي يصل إلى تقويم وإصدار الحكم التاريخي بشكل سليم، وهناك نوعان من النقد، وهما:
- النقد الخارجي: وفيه يحاول الباحث أن ينقد الوثيقة التاريخية التي حصل عليها، وأن يتأكد من هذه الوثيقة، ويتساءل الباحث التاريخي تساؤلات كثير لكي يثبت صحة هذه المادة التاريخية، وينقسم النقد الخارجي إلى قسمين، وهما (نقد التصحيح، ونقد المصدر)، وهناك مجموعة من القواعد لنقد المصادر وهي:
- أن يقوم الباحث بما يسمى التحليل الباطن.
- ملاحظة الخط للمصدر، لأن الخطوط تختلف حسب العصور.
- النظر في اللغة من حيث خصائصها اللغوية.
- ملاحظة الوقائع في المصدر من حيث الزمان.
- ملاحظة الاقتباسات السابقة.
- ملاحظة الحشو والزيادة ومراجعة المؤلف الأصلي.
- معرفة المصادر التي صدرت عن المصادر الأصلية.
- النقد الداخلي: وذلك من خلال تحليل الكلمات والعبارات مع تحديد الظروف التي كتبت بها الوثيقة، مع تحديد معنى واضح لما يقصد المؤلف بالوثيقة مع ضرورة الإلمام بالظروف الجغرافية والسياسية والاقتصادية للمؤلف. هذا ويجب أيضاً معرفة الأسباب التي دعت المؤلف إلى الكتابة مع تحليل دقيق لكفاءة المؤلف، مع دراسة الواقع النفسي للمؤلف والتأثيرات التي دعته لكتابته، وهل المؤلف قد أخذها بشكل مباشر أو غير مباشر؟ فالنقد الداخلي يعد بمثابة دراسة دقيقة عن المادة التاريخية التي أخذها الباحث.
رابعاً: الفروض :
هي أن يقوم الباحث بترتيب الحقائق لإثبات صحتها وفق إطار نظري علمي معتمداً على الموضوعية في الزمان والمكان، بحيث لا يعطي الباحث السبب في حدوث الحالة ، وإنما يعطي الظروف المسببة للحالة، بحيث يركب الباحث المواد بشكل يعطي نمطاً حقيقياً لإثبات فرضه.
خامساً: عرض وتفسير النتائج :
وصف المشكلة وعرض البحوث الكتابات السابقة، وما هي الافتراضات الأساسية التي افترضها الباحث، وتحدد فيها المادة العلمية، وتعرض صورة مصورة مشوقة عن، بحيث تظهر الماضي بصيغة الحاضر بدون تشويه، وتعرض النتائج عرضاً متماسكاً والابتعاد الكلي عن الصور المفتعلة لأنها سوف تشوه الحقيقة التي يرمى الباحث الوصول إليها.
سادساً: الاستنتاجات والخلاصة :
يكتفي الباحث في هذه الخطوة بتجميع الآراء والحقائق المهمة جداً، ويعرضها بشكل مختصر مبسط، ويربط بها الأسئلة والاستفسارات والفروض التي بدأ بها، ويكتب هنا ما إذا كان التفسير الذي قدمه الفرض كافياً أم لا، أو إذا كان مسألة تاريخية يتطلب الأمر اقتراح باحث آخر يكتب ويبحث عنها، وبما أن هذا الجزء هو الأكثر قراءة من بقية الأجزاء فيجب أن يعرض مادته العلمية بشكل مبسط مفهوم جذاب ودقيق.