طلب خدمة
استفسار
×

التفاصيل

المنهج التاريخي في علم السياسية

2023/04/19   الكاتب :د. طارق العفيفي
عدد المشاهدات(2056)

المنهج التاريخي في علم السياسية

 

يعد المنهج التاريخي في علم السياسة أحد أهم أنواع مناهج البحث في العلوم السياسية، حيث تتطلب أبحاث العلوم السياسية مراعاة مجموعة من المعايير الموضوعية، والخطوات الأساسية والأدوات والقواعد ومناهج البحث المنظمة والمترابطة مع بعضها البعض، وذلك من أجل الوصول إلى النتائج والأهداف المرجوة في دراسة القضايا والظواهر التي تتسم بالغموض، ومن ثم تقديم الحلول البناءة التي تساهم في حل المشكلات السياسية.

هذا وتعد المشكلة الأساسية التي تعترض كثير من الباحثين وطلاب الدراسات العليا هو عدم إتقانهم ومعرفتهم الجيدة بمناهج بحث العلوم السياسية، ومن بينها المنهج التاريخي في علم السياسية، ولذلك حرص المقال الحالي على توضيح المنهج التاريخي في علم السياسة، وذلك من خلال بعض من المحاور الرئيسية وهي كالتالي:

  1. ما هي المنهجية العلمية في العلوم السياسية؟.
  2. ما هو المنهج العلمي في البحوث السياسية؟.
  3. ما المقصود بمناهج بحث العلوم السياسية؟.
  4. المنهج التاريخي في العلوم السياسية.
  5. ما هي خطوات المنهج التاريخي في العلوم السياسية؟.

 

المنهج التاريخي في علم السياسية

ما هي المنهجية العلمية في العلوم السياسية؟

 

تعرف المنهجية العلمية على أنها مجموعة من الإجراءات التي تبعها الفكر البشري لاكتشاف واقعة علمية وإثباتها، وبتعبير أدق فإن المنهجية العلمية هي عملية تطبيق مجموعة من القواعد والخطوات المنظمة لدراسة مشكلة أو ظاهرة ما، وصولاً إلى حلول أو نتائج أو حقائق معينة.

هذا وتعد المنهجية العلمية في الدراسات السياسية هي الطريقة أو الأسلوب الذي يلتزم به الباحث من لحظة شروعه في دراسة قضية أو ظاهرة أو مشكلة سياسية معينة، وذلك من خلال التزامه بجملة من المبادئ والمعايير التي تعد جزءاً من مواصفات الباحث الناجح. هذا ويجب التمييز بين المنهجية العلمية، والتي تتسم بالشمولية وبين المنهج العلمي الذي قد يعد بمثابة إطار للوصف والتحليل أو الاستشراف، وهو جزء من المنهجية ومجموعة من الأسس والقواعد التي يتبعها الباحث لإجراء المقارنة بين الأسس والنظرية والواقع العلمي.

 

ما هو المنهج العلمي في البحوث السياسية؟

 

هو الطريقة أو الأسلوب الذي يتبعه الباحث في البحث الذي يسلكه لدراسة سلوك ظاهرة معينة من أجل الوصول إلى كشف الحقيقة أو تطويرها أو البحث عن حلول لمشكلة سياسية قائمة، فالبحث العلمي بشكل ٍ عام يتميز بقدرته على وصف وتحليل الظاهرة المدروسة، ولذلك فإن استخدام المنهج العلمي مفيد وضروري، فمن خلال المنهج يمكن تحديد المشكلة بشكل دقيق لكي تساعد الباحث على تناولها بالدراسة والبحث.

هذا ويمكن من خلال المنهج العلمي أن يستطيع الباحث وضع الفروض والتوقعات المبدئية التي تساعده على حل المشكلة، وتحديد الإجراءات اللازمة لاختبار تلك الفروض والوصول إلى حل المشكلات والتحقق منها. هذا ويستخدم المنهج العلمي طرقا متعددة، من أجل الوصول إلى نتائج مقبولة وهي:

  1. الطريقة الاستنتاجية أو الاستنباطية (الاستدلال من العام إلى الخاص).
  2. الطريقة الاستقرائية (الاستدلال من الخاص إلى العام).
  3. الطريقة التحليلية (الاستدلال من الأكثر تعقيداً إلى الأبسط).
  4. الطريقة التجريبية (الاستدلال من خلال التجارب الميدانية والمخبرية).

 

ما هو المنهج العلمي في البحوث السياسية؟

ما المقصود بمناهج بحث العلوم السياسية؟

 

المقصود بمناهج البحث العلمي السياسي هي تلك المجموعة من القواعد والأنظمة العامة التي يتم وضعها من أجل الوصول إلى حقائق مقبولة حول الظاهرة موضوع الاهتمام والبحث من قِبَل الباحث في مختلف المجالات المعرفة الإنسانية، وتختلف المناهج باختلاف الموضوعات المطلوب دراستها.

هذا وقد اختلف المتخصصون في الدراسات المنهجية بشأن تصنيف المناهج، حيث إن بعض هؤلاء نظر إلى أهداف البحث، ومنهم من نظر إلى المنطق الذي يتبعه المنهج وخصائصه أو الطريقة التي بتبعها الباحث لحل المشكلة، ومن أهم هذه المناهج  المنهج التاريخي في علم السياسية.

 

المنهج التاريخي في العلوم السياسية

 

يعد التاريخ هو سجل لما حققه الإنسان على مر العصور، وله دلالته ومغزاه وليس تسجيلا لأحداث زمنية، وإنما تدرس الأفكار والأحداث في الحال الحاضر ومخلفات الماضي وأثرها، ويعتمد على التصور الذهني والإبداعي.

هذا وقد ارتبط التاريخ قديما بالعلوم السياسية، لأن المنشغلين بالتاريخ كانوا دائماً في حاجة للاطلاع على المجريات السياسية، بقدر ما كان المنشغلون بعلوم السياسية بدورهم في حاجة دائمة للرجوع إلى الأصول التاريخية للمشكلات السياسية التي يعكفون على معالجتها.

ويهتم المنشغلون بالعلوم السياسية بموضوعين وهما:

  1. موضوع خاص باتخاذ القرارات السياسية من حيث الظروف التي تتخذ فيه، ومن حيث القوى المؤثرة والتي تقرر في النهاية طبيعة القرار السياسي، على اعتبار أنه يأتي معبراً عن مصالح تلك القوى.
  2. موضوع يدور حول القرارات السياسية، حيث يعني هؤلاء بتاريخ تلك المؤسسات، تنفيذية كانت كالوزارة، أو تشريعية كالبرلمان أو جماهيرية كالأحزاب والنقابات.

 

المنهج التاريخي في العلوم السياسية

ما هي خطوات المنهج التاريخي في العلوم السياسية؟

 

يتضمن تنفيذ المنهج التاريخي في العلوم السياسية اتباع الباحث لمجموعة من الخطوات الرئيسية وهي كالتالي:

  1. انتقاء واختيار المشكلة.
  2. جمع المادة التاريخية.
  3. نقد المادة التاريخية.
  4. الفروض.
  5. عرض وتفسير النتائج.
  6. الاستنتاجات والخلاصة.

أولاً: انتقاء واختيار المشكلة :

لا بد من اختيار الموضوع في الظاهرة ، وهي تعني تحديد الفكرة العلمية التاريخية التي ستقوم حولها التساؤلات، الأمر الذي يؤدي إلى تحريك عملية البحث التاريخي للظاهرة محل الدراسة.

ثانياً: جمع المادة التاريخية :

تعد من الخطوات الأولى والهامة التي يقوم بها الباحث من أجل الحصول على أفضل مادة تاريخية، حيث يقوم بدراسة كل الظواهر أو الشواهد التي اعترضت الإنسان بالسابق ويبدأ بكتابتها على أن تكون متعلقة بمشكلة البحث.

هذا وقد يلاقي البحث صعوبات كبيرة لأن الباحث يكتب الماضي بصورة الحاضر؛ لأن هذه المادة التاريخية لا يستطيع  أن بصورها بحالتها الماضية، وتم تقسيم المادة التاريخية وفقاً لمصدرها إلى نوعين وهما:

  1. المصادر الثانوية: ويقصد بها أقوال الناس الذين عاصروا الحدث، ويجب على الباحث في التعامل مع هذه المصادر توخي الحذر والوضع في الاعتبار التحيز الذي يمكن أن يكون لدى الناس.
  2. المصادر الأساسية: هي التي تتمثل في (السجلات الرسمية، والسجلات الشخصية، والسجلات المصورة، المواد المنشورة، المطبوعات والمخطوطات والفهارس وقوائم المراجع).

ثالثاً: نقد المادة التاريخية :

من الأمور الهامة في المنهج التاريخي في علم السياسية هو المادة التاريخية التي يجمعها الباحث، سواء كانت من مصادر أساسية أو مصادر ثانوية، ويجب أن يتحلى الباحث بالمعارف والمهارات اللازمة لكي يصل إلى تقويم وإصدار الحكم التاريخي بشكل سليم، وهناك نوعان من النقد،  وهما:

  • النقد الخارجي: وفيه يحاول الباحث أن ينقد الوثيقة التاريخية التي حصل عليها، وأن يتأكد من هذه الوثيقة، ويتساءل الباحث التاريخي تساؤلات كثير لكي يثبت صحة هذه المادة التاريخية، وينقسم النقد الخارجي إلى قسمين، وهما (نقد التصحيح، ونقد المصدر)، وهناك مجموعة من القواعد لنقد المصادر وهي:
  1. أن يقوم الباحث بما يسمى التحليل الباطن.
  2. ملاحظة الخط للمصدر، لأن الخطوط تختلف حسب العصور.
  3. النظر في اللغة من حيث خصائصها اللغوية.
  4. ملاحظة الوقائع في المصدر من حيث الزمان.
  5. ملاحظة الاقتباسات السابقة.
  6. ملاحظة الحشو والزيادة ومراجعة المؤلف الأصلي.
  7. معرفة المصادر التي صدرت عن المصادر الأصلية.
  • النقد الداخلي: وذلك من خلال تحليل الكلمات والعبارات مع تحديد الظروف التي كتبت بها الوثيقة، مع تحديد معنى واضح لما يقصد المؤلف بالوثيقة مع ضرورة الإلمام بالظروف الجغرافية والسياسية والاقتصادية للمؤلف. هذا ويجب أيضاً معرفة الأسباب التي دعت المؤلف إلى الكتابة مع تحليل دقيق لكفاءة المؤلف، مع دراسة الواقع النفسي للمؤلف والتأثيرات التي دعته لكتابته، وهل المؤلف قد أخذها بشكل مباشر أو غير مباشر؟ فالنقد الداخلي يعد بمثابة دراسة دقيقة عن المادة التاريخية التي أخذها الباحث.

رابعاً: الفروض :

هي أن يقوم الباحث بترتيب الحقائق لإثبات صحتها وفق إطار نظري علمي معتمداً على الموضوعية في الزمان والمكان، بحيث لا يعطي الباحث السبب في حدوث الحالة ، وإنما يعطي الظروف المسببة للحالة، بحيث يركب الباحث المواد بشكل يعطي نمطاً حقيقياً لإثبات فرضه.

خامساً: عرض وتفسير النتائج :

وصف المشكلة وعرض البحوث الكتابات السابقة، وما هي الافتراضات الأساسية التي افترضها الباحث، وتحدد فيها المادة العلمية، وتعرض صورة مصورة مشوقة عن، بحيث تظهر الماضي بصيغة الحاضر بدون تشويه، وتعرض النتائج عرضاً متماسكاً والابتعاد الكلي عن الصور المفتعلة لأنها سوف تشوه الحقيقة التي يرمى الباحث الوصول إليها.

سادساً: الاستنتاجات والخلاصة :

يكتفي الباحث في هذه الخطوة بتجميع الآراء والحقائق المهمة جداً، ويعرضها بشكل مختصر مبسط، ويربط بها الأسئلة والاستفسارات والفروض التي بدأ بها، ويكتب هنا ما إذا كان التفسير الذي قدمه الفرض كافياً أم لا، أو إذا كان مسألة تاريخية يتطلب الأمر اقتراح باحث آخر يكتب ويبحث عنها، وبما أن هذا الجزء هو الأكثر قراءة من بقية الأجزاء فيجب أن يعرض مادته العلمية بشكل مبسط مفهوم جذاب ودقيق.

 

الخاتمة

 

بنهاية هذا المقال تكون قد تعرفت على المنهج التاريخي في علم السياسية، حيث تناول المقال الحالي مفهوم كلاً من المنهجية العلمية والمنهج العلمي في العلوم السياسية ومناهج البحث في العلوم السياسية، والتعرف على المنهج التاريخي في العلوم السياسية، مع توضيح أهم خطوات استخدام المنهج التاريخي في العلوم السياسية، مع تحيات شركة دراسة للاستشارات الأكاديمية وخدمات البحث العلمي والترجمة.

مراجع للاستزادة

 

خلفة، نصير. (د.ت). محاضرات في منهجية وتقنيات إعداد البحوث في العلوم السياسية مطبوعة بيداغوجية لطلبة السنة الأولى ماستر علوم سياسية. قسم العلوم السياسية. كلية الحقوق والعلوم السياسية. جامعة ابن خلدون. تيارت.

جندلي، عبدالناصر. (2010). تقنيات ومناهج البحث في العلوم السياسية والاجتماعية. الطبعة الثالثة. ديوان المطبوعات الجامعية.

التعليقات


الأقسام

أحدث المقالات

الأكثر مشاهدة

الوســوم

خدمات المركز

نبذة عنا

تؤمن شركة دراسة بأن التطوير هو أساس نجاح أي عمل؛ ولذلك استمرت شركة دراسة في التوسع من خلال افتتاح فروع أو عقد اتفاقيات تمثيل تجاري لتقديم خدماتها في غالبية الجامعات العربية؛ والعديد من الجامعات الأجنبية؛ وهو ما يجسد رغبتنا لنكون في المرتبة الأولى عالمياً.

اتصل بنا

فرع:  الرياض  00966555026526‬‬ - 555026526‬‬

فرع:  جدة  00966560972772 - 560972772

فرع:  كندا  +1 (438) 701-4408 - 7014408

شارك:

عضو فى

معروف المركز السعودي للأعمال المرصد العربي للترجمة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم هيئة الأدب والنشر والترجمة

دفع آمن من خلال

Visa Mastercard Myfatoorah Mada