الافتراضات البحثية تُعد من الركائز المنهجية الأساسية التي يقوم عليها أي بحث علمي، إذ تشكل الأسس المبدئية التي يُبنى عليها إطار الدراسة. صياغتها بطريقة علمية صحيحة يضمن وضوح الرؤية البحثية ويمنح الدراسة مصداقية أكبر.
1- الانطلاق من الإطار النظري للدراسة
ينبغي أن تُستمد الافتراضات من النظريات أو الأدبيات السابقة المرتبطة بموضوع البحث. فارتباطها بالإطار النظري يعزز من قوتها العلمية ويجعلها جزءًا أصيلًا من البناء البحثي.
2- الصياغة بلغة تقريرية واضحة
يجب أن تُكتب الافتراضات بصيغة تقريرية مباشرة مثل: يفترض الباحث أن… أو تنطلق الدراسة من فرضية أن…، مما يضفي وضوحًا وموضوعية على النص ويمنع الالتباس.
3- تجنب الغموض والعمومية
من المهم أن تكون الافتراضات محددة بدقة، لا فضفاضة أو مفتوحة على أكثر من معنى. الغموض قد يؤدي إلى ضعف في تصميم البحث أو تضارب في تفسير نتائجه.
4- مراعاة إمكانية اختبارها أو استنباط نتائج منها
رغم أن بعض الافتراضات قد تكون مسلّمات نظرية، إلا أنه من الأفضل أن تصاغ بشكل يمكن أن يُبنى عليه تحليل أو تفسير، بما يجعلها قابلة للتطبيق في سياق البحث.
5- الانسجام مع أهداف الدراسة وأسئلتها
ينبغي أن تتوافق الافتراضات مع الأهداف والأسئلة البحثية، بحيث تعمل كأرضية فكرية تفسر لماذا صيغت الأهداف على هذا النحو وكيف ستُختبر لاحقًا.
6- البعد عن التحيز الشخصي
لا بد أن تُصاغ الافتراضات على أسس علمية لا شخصية. أي أن تنبع من معطيات واقعية أو أدبيات علمية، لا من آراء الباحث الذاتية أو ميوله الخاصة.
7- التدرج المنطقي في عرضها
يفضل أن تُرتب الافتراضات بشكل متسلسل يعكس العلاقة بينها، بدءًا من الأكثر عمومية إلى الأكثر تحديدًا، حتى يظهر للقارئ منطق الدراسة وتسلسلها الفكري.
8- صياغتها بعدد معقول
الإفراط في عدد الافتراضات قد يشتت البحث ويضعفه، بينما القلة المفرطة قد تجعله ناقصًا. الأفضل أن تُصاغ الافتراضات بعدد متوازن يغطي الجوانب الأساسية للدراسة دون إسهاب.