طلب خدمة
استفسار
×

التفاصيل

المسلمات العلمية

2025/01/29   الكاتب :د. يحيي سعد
عدد المشاهدات(25)

ما هي المسلمات العلمية؟

المسلمات العلمية هي مجموعة من المبادئ أو القواعد التي يتم قبولها على أنها صحيحة دون الحاجة إلى إثبات مباشر أو تجريبي، وتستخدم كقاعدة أساسية لتطوير المعرفة العلمية. تلعب المسلمات دورًا جوهريًا في تعزيز فهمنا للظواهر الطبيعية والإنسانية، حيث توفر الأساس المنطقي الذي يعتمد عليه الباحثون عند صياغة النظريات وبناء النماذج العلمية.

تعريف المسلمات العلمية:

 

المسلمات العلمية هي افتراضات أساسية تُعتبر صحيحة بشكل مبدئي، ويتم استخدامها كنقطة انطلاق في عملية التفكير العلمي، وعلى الرغم أن هذه المسلمات قد تكون غير قابلة للإثبات المباشر، إلا أنها تستند إلى أدلة قوية أو خبرات متراكمة، مما يجعلها أساسية في تطوير الأبحاث والنظريات العلمية.

أهمية المسلمات العلمية:

 

تُعتبر المسلمات العلمية جزءًا لا يتجزأ من أي نظام معرفي أو منهج علمي، يرجع ذلك كونها الأساس الذي يُبْنَى عليه التفكير العلمي، وتلعب دورًا حيويًا في تنظيم البحث العلمي وتوجيهه نحو اكتشافات ومعارف جديدة، ويمكن توضيح أهمية المسلمات العلمية من خلال النقاط التالية:

  1. تعد المسلمات بمثابة المبادئ الأساسية التي يعتمد عليها الباحثون من أجل تطوير أفكارهم ونظرياتهم في بحوثهم العلمية.
  2. تساهم المسلمات في توفير إطار مرجعيًا واضحًا للباحثين أثناء إجراء الدراسات والبحوث، كونها تساعد على اختيار الأدوات والأساليب المناسبة لجمع وتحليل البيانات.
  3. تساعد المسلمات في بناء نظام معرفي متكامل مع الحفاظ على تسلسله واتساقه، ويتضح ذلك في عملية الربط بين النظريات والمفاهيم المختلفة.
  4. قبول المسلمات كبديهيات لا يحتاج من الباحثين اللجوء إلى تقديم الإثباتات أو الحجج في كل مرة، مما يعطي الفرصة للباحثين للاهتمام بتطوير الفرضيات والنظريات الجديدة.
  5. تعد المسلمات العلمية بمثابة لغة مشتركة بين الباحثين والعلماء في مختلف التخصصات، كونها تساهم في توضيح وتفسير الأفكار وربطها مع بعضها، مما يعزز التعاون بين الباحثين.
  6. اختبار المسلمات العلمية تساهم في ظهور فرص لتطوير معارف جديدة واكتشافات علمية مبتكرة، فالتشكيك في بعض المسلمات قد يؤدي إلى ثورات علمية تؤدي إلى تغير فهم الباحثين والعلماء للظواهر.
  7. قبول المسلمات العلمية يعزز من ثقة الباحث بنتائج بحثه بالإضافة إلى البحوث والدراسات المستندة إليها، فالنظريات المنطلقة من مسلمات واضحة ومتفق عليها تكون ذي مصداقية أكثر وقبولًا في الأوساط العلمية.
  8. تساهم المسلمات في بناء قواعد علمية راسخة وواضحة في مجالات عديدة ومختلفة، مما يساعد في اتخاذ قرارات مبنية على أسس علمية جيدة.

 

لا يفوتك مقال رائع عن أهمية خطة البحث العلمي.

أنواع المسلمات العلمية:

 

المسلمات العلمية هي القواعد أو المبادئ التي يتم قبولها كبديهيات دون الحاجة إلى إثبات مباشر في كل مرة يتم استخدامها. هذا وتُصنَّف المسلمات العلمية إلى أنواع متعددة وفقًا لطبيعتها ووظيفتها في البحث العلمي. ويمكن تقسم المسلمات العلمية إلى نوعين رئيسين وهما:

أولًا: المسلمات الخاصة بالطبيعة العامة:

افتراض الطبيعة العامة يقوم على أساس أن هناك ثباتا واطرادا فيها أي أنها يمكن أن يتكرر حدوثها مرات عديدة في ظل الظروف ذاتها، ويدفع ذلك الأمر الباحث للبحث عن القوانين المتحكمة في الظواهر، ومن أنواع مسلمات هذا النوع الآتي:

  1. مسلمة حتمية: يقصد بها أن لكل ظاهرة أو حادثة أسباب وعوامل تسبقها وتتسبب في حدوثها.
  2. مسلمة الثبات: أي أن الظواهر الطبيعية تتمتع بقدر من الثبات يجعلها تحتفظ بخصائصها ومميزاتها على مدى فترة زمنية محددة وفي ظروف معينة، ولكنه ثبات نسبي وليس مطلق حيث تتغير الطبيعة وظواهرها تدريجيا بمرور الزمن.
  3. مسلمة الأنواع الطبيعية: أي أن بعض الظواهر والأشياء والحوادث الموجودة في الطبيعة متشابهة لدرجة كبيرة ولها خصائص مشتركة؛ مما يمكن معه تصنيفها في فئات وأنواع، والعلم يهدف لتنظيم هذه الظواهر وإيجاد العلاقات بينها وأيضا يلاحظ ذلك في الظواهر الاجتماعية.

ثانيًا: المسلمات الخاصة بالطبيعة البشرية:

يسلم العلماء بأن كل شيء بالطبيعة يمكن ملاحظته بالوسائل الحسية فالعلماء يستخدمون العمليات النفسية (التذكر – التفكير – الإدراك)، ويندرج تحت هذا النوع المسلمات العلمية الآتية:

  1. مسلمة صحة الإدراك: تستند هذه المسلمة إلى أن حواس الإنسان هي أدوات ملائمة صالحة للوصول إلى المعرفة الموثوقة على الرغم من أنها محدودة القدرة قصيرة المدى عرضة للخطأ؛ لذلك على الباحث أن يكرر ملاحظاته ويتأكد منها.
  2. مسلمة صحة التذكر: تثق هذه المسلمة في قدرة الإنسان على استخدام المعارف التي يختزنها في ذاكرته، ولا يستطيع العالم أن يهمل كل ما في ذاكرته، ولما كانت قدرة الإنسان على التذكر محدودة عليه ألا يعتمد على الذاكرة فقط، ولكن أيضا على ما يسجله من معارف وسجلات.
  3. مسلمة صحة التفكير والاستدلال: يستطيع الباحث أن يعتمد على تفكيره واستنتاجاته ودون ذلك في الوصول للمعرفة، ولكن لما كان يمكن أن يستخدم مقدمات خاطئة وبالتالي استنتاجات خاطئة إذا عليه أن يراجع نفسه ويفحص مقدماته بدقة.

خصائص المسلمات العلمية

 

المسلمات العلمية بمثابة مبادئ أساسية تُستخدم كبديهيات أو حقائق مقبولة في المجالات العلمية المختلفة، وتشكل أساسًا للفهم والتحليل العلمي. تتميز المسلمات العلمية بعدة خصائص تجعلها فعّالة وداعمة للبحث العلمي. وفيما يلي أبرز خصائصها:

أولًا: القبول والثبات:

تتمتع المسلمات بقبول واسع النطاق بين الباحثين والعلماء، إذ يتم اعتمادها بناءً على الأدلة والحجج القوية أو المنطق السليم، وتتميز أيضًا بأنها ثابتة ومستقرة مع مرور الوقت، ما لم يظهر أي أدلة جديدة تثبت عكسها.

ثانيًا: الوضوح والبساطة:

تمتاز المسلمات العلمية بأنها واضحة ومباشرة وسهلة الفهم، مما يجعلها قابلة للاستخدام في كافة المجالات والتخصصات العلمية، كما تعتبر نقطة انطلاق مباشر ولا تحتاج إلى إثبات في كل مرة يتم استخدامها.

ثالثًا: التعميم:

المسلمات العلمية تمتلك سمة العمومية، أي بمعنى يمكن تطبيقها على نطاق واسع يشمل العديد من المجالات والتخصصات العلمية المختلفة وأيضًا تحت ظروف مختلفة.

رابعًا: القابلية للتطبيق والنقد والتعديل:

تكون المسلمات العلمية قابلة للتطبيق في كلًا من الممارسات والتجارب العملية، مما يجعلها أداة فعالة للبحث والتفسير والتحليل أيضًا، وعلى الرغم من كونها ثابتة إلا أنها ليست معصومة من النقد أو المراجعة، وقد يتم تعديلها وتطويرها أو استبدالها إذا ظهرت أدلة علمية على صحة وضرورة هذا التعديل.

خامسًا: الموضوعية:

تمتاز المسلمات العلمية بالموضوعية أي عدم التحيز الشخصي أو الثقافي، كونها تعتمد في الأساس على حقائق علمية وليس على آراء شخصية ذاتية.

سادسًا: التداخل وقابلية التفسير:

أحد أهم خصائص المسلمات العلمية أنها تستخدم في مجالات متعددة ومختلفة، مما يجعلها أساس مشترك بين عددٍ من التخصصات العلمية المختلفة بالإضافة إلى ذلك، تساعد هذه المسلمات في تفسير الظواهر الطبيعية والاجتماعية بطريقة منهجية وعلمية.

 

تعرف إلى المنهج الوصفي التحليلي في البحث العلمي.

 

دور المسلمات في البحث العلمي:

 

المسلمات العلمية أساسًا مهمًا في العملية البحثية، كونها تُشكّل نقطة انطلاق لفهم الظواهر وتطوير النظريات العلمية. كما تلعب المسلمات دورًا مركزيًا في بناء المعرفة العلمية وتنظيمها، وتوفير إطار عمل يُمكّن الباحثين من الوصول إلى استنتاجات موثوقة. فيما يلي بعض النقاط التي توضح دورها في البحث العلمي:

  1. تستخدم المسلمات في البحث العلمي كركيزة أساسية لتطوير النظريات والنماذج العلمية.
  2. تساعد المسلمات العلمية في تحديد الفرضيات وصياغتها بشكل منهجي مما يوجه الباحث عمليًا تجاه طرق البحث المناسبة.
  3. توفر المسلمات نقطة انطلاق للباحثين لفهم الظواهر وتحليلها بطريقة منهجية وعلمية.
  4. تساهم بشكل كبير في دعم التجارة العملية فهي بمثابة أساس لتصميم التجارب واختبار الفرضيات.
  5. المسلمات العلمية لها دور كبير في بناء المعرفة وتطويرها كونها تساهم في تنظيم المعرفة العلمية وربطها ببعضها البعض، مما يترتب عليها تطوير العلم والمعرفة.
  6. تعمل المسلمات العلمية على توفير إطارًا موحدًا يضمن اتساق وترابط النظريات والتطبيقات العلمية في البحث العلمي.
  7. يستعين الباحثون بالمسلمات العلمية في اختبار صحة النظريات وتقييمها أو التعديل عليها بناء على الملاحظات الجديدة.
  8. تعمل المسلمات العلمية على توفير لغة مشتركة بين الباحثين من مختلف التخصصات مما يعزز من دعم التواصل العلمي بينهم، ويترتب عليه إجراء حوار علمي متعاون.
  9. تعتبر المسلمات العلمية حقائق أولية يبني عليها الباحث دراسته العلمية، مما يقلل من الحاجة إلى إعادة إثباتها في كل مرة.

نصائح لاستخدام المسلمات العلمية بطريقة فعالة:

 

لضمان استخدام المسلمات العلمية بفعالية في البحث العلمي، يجب التعامل معها بحكمة ومنهجية مدروسة، في هذا الفقرة سوف نقدم مجموعة من النصائح لاستخدامها بطريقة فعالة وهي:

  1. تأكّد من أن المسلمات المستخدمة في البحث قائمة على أدلة علمية موثوقة ومُثبتة.
  2. تجنّب استخدام مسلمات قديمة أو غير مدعومة بأبحاث حديثة إلا إذا كانت تناسب نطاق البحث.
  3. استخدم المسلمات التي تتماشى مع موضوع البحث ومجاله.
  4. استخدم المسلمات لتشكيل أساس الإطار النظري للبحث، مما يُساعد في تقديم تفسير شامل للمشكلة.
  5. عند استخدام مسلمات علمية، قم بتوضيحها بعبارات دقيقة ومباشرة في الدراسة، مع التوضيح للقارئ كيف تستند فرضياتك أو تحليلاتك إلى هذه المسلمات.
  6. قم بتحليل المسلمات بعقلية نقدية، خاصة إذا كانت النتائج التي تستند إليها تبدو غير متوقعة.
  7. تأكّد من أن المسلمات المُعتمدة مقبولة ضمن التخصص العلمي الذي تعمل فيه.
  8. استخدم المسلمات لتطوير فرضيات قابلة للاختبار وتوجيه أسئلة البحث.
  9. استند إلى الدراسات السابقة لتأكيد أن المسلمات التي تعتمد عليها لا تزال سارية وذات قيمة علمية.
  10. أثناء تفسير البيانات وتحليل النتائج، ارجع إلى المسلمات المُستخدمة لدعم الملاحظات والاستنتاجات، مما يُعزز من مصداقية النتائج ويُظهر اتساق البحث.
  11. ابقَ على اطلاع بأحدث التطورات العلمية في مجالك، فقد تؤدي الاكتشافات الجديدة إلى تعديل أو تحديث المسلمات العلمية.
  12. تجنّب استخدام المسلمات كأداة لدعم استنتاجات مُسبقة أو متحيزة، وتعامل مع المسلمات كإطار عمل مُحايد يساعدك في الوصول إلى نتائج موضوعية.
  13. على الرغم من أن المسلمات تُشكّل قاعدة البحث العلمي، لا تجعل ذلك يُقيّد تفكيرك الإبداعي أو يمنعك من استكشاف أفكار جديدة.
  14. عند استخدام المسلمات، التزم بالأمانة العلمية، ولا تدّعي صحة مسلمات لم يتم إثباتها أو لا توافق الأدلة العلمية.

 

المسلمات العلمية PDF:

 

يمكن تحميل عرض توضيحي عن المسلمات العلمية وأنواعها وكيفية الاستعانة بها في البحث العلمي كمرجعية للاستزادة والتعرف أكثر عن المسلمات العلمية واستخداماتها.

مرجعية المقال:

 

مركز البيان للدراسات والتخطيط. (2017). خطوات كتابة البحث العلمي في الدراسات الإنسانية. سلسلة إصدارات مركز البيان للدراسات والتخطيط.

جاسم، غادة محمود. (2020). عرض النتائج- تنظيمها وتحليلها ومناقشتها- الجداول والرسوم- بعض الأخطاء. جامعة المستنصرية.          

عثمان، عبد الرحمن. (1995). مناهج البحث العلمي وطرق كتابة الرسائل الجامعية. دار جامعة أفريقيا العالمية للنشر.

ما هي المسلمات في البحث العلمي؟

  • المسلمات هي القواعد أو المبادئ التي يعتبرها الباحث صحيحة ومقبولة دون الحاجة إلى إثبات أو جدال. هذا وتساعد المسلمات في توفير أساس منطقي للبحث، حيث يعتمد الباحث عليها في بناء دراسته وتفسير النتائج.
  • ما هي شروط المسلمات؟

  • للمسلمات شروط أساسية يجب توافرها، وهي:
  • 1. الوضوح: يجب أن تكون المسلمة مفهومة وواضحة للباحث والقارئ.
  • 2. الشمولية: تشمل جميع الجوانب المرتبطة بمشكلة البحث.
  • 3. المنطقية: تكون منطقية وقابلة للتطبيق ضمن سياق البحث.
  • 4. الاتساق مع الحقائق العلمية: لا تتعارض مع المبادئ العلمية المعروفة.
  • 5. القبول العام: تكون معترفًا بها في المجال البحثي ولا تحتاج إلى إثبات.
  • كيف تكتب المسلمات؟

  • لإعداد قائمة بالمسلمات في البحث العلمي:
  • 1. فهم موضوع البحث: تحديد المبادئ التي تعتمد عليها الدراسة.
  • 2. استخدام لغة واضحة: صِغ المسلمات بلغة مباشرة وسهلة الفهم.
  • 3. تحديد العلاقة بالدراسة: اربط كل مسلمة بموضوع البحث وأهدافه.
  • 4. ترتيبها منطقيًا: ضع المسلمات في ترتيب يتماشى مع تسلسل البحث.
  • 5. مراجعة الأدبيات: تأكد من أن المسلمات متوافقة مع الدراسات السابقة.
  • ما الفرق بين الافتراضات والمسلمات في البحث العلمي؟

  • 1. المسلمات هي مبادئ تعتبر صحيحة دون الحاجة إلى إثبات، وتستخدم كأساس ثابت للدراسة، وتعتبر شاملة وعامة.
  • 2. الافتراضات هي قضايا يعتقد أنها صحيحة، ولكنها بحاجة إلى تحقيق، ويتم اختبارها خلال الدراسة أو تعتمد صحتها على صحة النتائج، كما تستخدم لفهم نقاط محددة في البحث.
  • التعليقات


    الأقسام

    أحدث المقالات

    الأكثر مشاهدة

    خدمات المركز

    نبذة عنا

    تؤمن شركة دراسة بأن التطوير هو أساس نجاح أي عمل؛ ولذلك استمرت شركة دراسة في التوسع من خلال افتتاح فروع أو عقد اتفاقيات تمثيل تجاري لتقديم خدماتها في غالبية الجامعات العربية؛ والعديد من الجامعات الأجنبية؛ وهو ما يجسد رغبتنا لنكون في المرتبة الأولى عالمياً.

    اتصل بنا

    فرع:  الرياض  00966555026526‬‬ - 555026526‬‬

    فرع:  جدة  00966560972772 - 560972772

    فرع:  كندا  +1 (438) 701-4408 - 7014408

    شارك:

    عضو فى

    معروف المركز السعودي للأعمال المرصد العربي للترجمة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم هيئة الأدب والنشر والترجمة

    دفع آمن من خلال

    Visa Mastercard Myfatoorah Mada