تُعد صياغة أهداف البحث العلمي خطوة مركزية في بناء الدراسة، إذ تُعبّر عن الغايات التي يسعى الباحث لتحقيقها من خلال دراسته. وتُوجّه الباحث إلى اختيار المنهج، وأداة جمع البيانات، وطريقة التحليل. لذا، يجب أن تُكتب الأهداف بدقة ووضوح وتوافق مع سؤال البحث، من خلال الخطوات التالية:
1- الانطلاق من مشكلة البحث
تبدأ صياغة الأهداف من فهم عميق للمشكلة البحثية، لأن الأهداف تُشتق منها مباشرة. على الباحث أن يطرح سؤالًا: "ما الذي أريد معرفته أو الوصول إليه من هذه الدراسة؟
2- تحديد الهدف العام (الغاية الكبرى)
يُكتب الهدف العام بصيغة شاملة تُلخّص الغرض الأساسي من الدراسة، ويُفضل أن يكون بصيغة خبرية وليس سؤالاً.
مثال: يهدف هذا البحث إلى تقويم فاعلية برنامج تدريبي في تنمية مهارات التفكير الناقد لدى طلاب المرحلة الثانوية.
3- صياغة الأهداف الخاصة
تُقسم الغاية العامة إلى أهداف فرعية محددة وواضحة وقابلة للقياس. يجب أن تبدأ الأهداف الخاصة بأفعال دقيقة مثل:
(تحليل، وصف، مقارنة، تقويم، اختبار، معرفة، تحديد...).
مثال: تحليل الفروق بين الجنسين في مستوى التفكير الناقد.
4- مراعاة الترتيب المنطقي للأهداف
يجب أن تُرتب الأهداف الخاصة ترتيبًا منطقيًا، بدءًا من الأهداف الوصفية إلى التحليلية، ومن العامة إلى الدقيقة. هذا يساعد في ربط كل هدف بجزء محدد من أدوات الدراسة وتحليلها.
5- وضوح الهدف وقابليته للقياس
ينبغي أن تكون الأهداف واضحة، مباشرة، ومحددة بحيث يمكن للباحث التحقق من تحقيقها لاحقًا من خلال النتائج. الأهداف الغامضة أو الفضفاضة تُضعف التركيز وتحليل البيانات.
6- التوافق مع أسئلة البحث وفرضياته
يجب أن يكون هناك اتساق كامل بين أهداف البحث وأسئلته وفرضياته. فكل سؤال أو فرضية يجب أن يقابله هدف محدد يعكس المقصد العلمي للتحليل.
7- صياغة الأهداف بلغة أكاديمية دقيقة
تجنّب اللغة الإنشائية أو العاطفية، واستخدم لغة علمية محايدة وموضوعية، تُعبّر عن فعل يمكن قياسه أو تفسيره.
- مثال جيد: تحديد أثر استخدام استراتيجيات التعلم النشط على تحصيل الطلاب.
- مثال غير مناسب: محاولة فهم مدى أهمية التدريس الممتع.