يمثل التحيّز في اختيار العينات أحد أكثر الأخطاء المنهجية التي تهدد صدق النتائج وتعميماتها في البحوث الكمية والنوعية على حد سواء. ويحدث هذا التحيّز عندما لا تعكس العينة خصائص مجتمع الدراسة بدقة، سواء بسبب أسلوب الاختيار أو ظروف التنفيذ. ويتخذ التحيز أشكالًا متعددة، على الباحث أن يتجنبها لضمان موثوقية الدراسة. وفيما يلي أبرز أنواع هذا التحيز:
التحيز في اختيار العينة
يحدث عندما تُختار العينة بطريقة غير عشوائية أو تُستثنى مجموعات معينة من مجتمع الدراسة بشكل غير مبرر، مما يجعل العينة غير ممثلة للمجتمع الأصلي.
مثال: اختيار طلاب متفوقين فقط لدراسة اتجاهات الطلبة نحو التعليم، مما لا يعكس آراء الطلبة ذوي الأداء المتوسط أو الضعيف.
التحيز الناتج عن التغطية
ينشأ هذا النوع من التحيز عندما لا تشمل قائمة الأفراد (إطار المعاينة) جميع وحدات مجتمع الدراسة، أو عندما يكون بعض الأفراد غير متاحين للمشاركة.
مثال: إجراء دراسة عبر الإنترنت فقط، واستبعاد من لا يمتلكون اتصالًا بالإنترنت.
التحيز الناتج عن الاستجابة
يحدث عندما تكون هناك فروقات بين من استجابوا للاستبيان ومن لم يستجيبوا، مما يؤدي إلى نتائج تمثّل فقط فئة معينة.
مثال: في دراسة عن الصحة النفسية، قد يتردد بعض المشاركين في الإفصاح عن مشكلاتهم، فيُستبعد رأيهم من التحليل.
التحيز الذاتي في العينة
ينتج عندما يختار الأفراد بأنفسهم المشاركة في الدراسة، مما يؤدي إلى تمثيل فئة ذات ميول أو صفات معينة.
مثال: نشر استبيان تطوعي على وسائل التواصل؛ عادةً ما يستجيب الأشخاص المهتمون فقط، مما يضعف التنوع في العينة.
التحيز في التقسيم الطبقي
يحدث في العينات الطبقية عندما لا تكون نسبة التمثيل داخل كل طبقة متناسبة مع حجمها في المجتمع، مما يؤدي إلى تمثيل مفرط أو ناقص لبعض الفئات.
مثال: اختيار عدد متساوٍ من الذكور والإناث في عينة تمثل مجتمعًا يغلب عليه أحد الجنسين.
التحيز الزمني
يحدث عندما تُختار العينة أو تُجمع البيانات في وقت لا يعكس الوضع الحقيقي لمجتمع الدراسة.
مثال: إجراء دراسة حول سلوك التسوق خلال فترة عطلة موسمية فقط، ثم تعميم النتائج على سلوك المستهلك على مدار العام.