يقصد بمبادئ الاستدلال القضايا الأولية غير المستنتجة من غيرها، لذلك اعتبرت هذه المبادئ بمثابة نقط البداية في كل استدلال علمي، وتقسم هذه المبادي إلى خمسة أنواع وهي كالآتي:
أولًا: البديهيات:
وهي قضية بينة بذاتها تحمل دلالة صحتها في ذاتها، مما يجعلها لا تحتاج إلى برهان لإثبات صحتها، لأن من خلال فهم معناها تثبت صحتها، فتعتبر قضية أولية قائمة بذاتها لا تستنبط من أخرى كالبديهية التي تقول(الكل أكبر من الجزء) فهذه بديهيات لا تحتاج إلى إثبات لضمان صحتها والجميع مُتفق عليها.
ثانيًا: المسلمات:
هي عبارة عن فكرة يصادر على صحتها ويسلم بها تسليماً مع عدم إثبات صحتها ووضوحها للعقل، ولكنها تُقبَل نظرياً بسبب فائدتها ولأنها لا تؤدي إلى تناقض، لذلك تعتبر المسلمات أقل يقيناً من البديهيات، فهي ليست بينة واضحة كبيان البديهية، ولكن يصادر على صحتها باعتبار أن كل استدلال ينطلق منها يصل إلى نتائج صحيحة غير متناقضة.
ثالثًا: مصادرات أو فروض:
والمقصود بها كل ما يُفترض صحته مما يؤديه من تنظيم لمعرفتنا ولا يؤدي إلى تناقض، وفي الوقت نفسه يمكن الاستغناء عنها ويحل محلها قضية أخرى، فالبديهية والمصادرة ليس بينهم اختلاف كبير حيث من الممكن استخدامهما كنقطة بدء يقينية لأي عمل منتج ومتسق، ويظهر الاختلاف فقط في درجة التركيب فتعتبر البديهية أكثر بساطة في التركيب من المصادرة مما يجعلها أكثر وضوحاً ،حيث تحتاج المصادرة إلى أعمال العقل والتفكير إلى درجة معقولة مما يجعلها أكثر تعقيداً.
رابعًا: تعريفات:
والمقصود بها مجموعة من المصطلحات المشهورة التي يقوم بابتكارها أحد السابقين للعلم، فيقوم بوضع تعريف له ويسير على نهجه باقي العلماء والطلاب، فيمكن لأي باحث وضع مصطلحات تخص بحثه مع مراعاة توضيحها وتعريفها في بداية البحث، فبالتالي لا يملك أحد الاعتراض على تعريف خاص بالباحث يريد أن يستخدمه، ولكن يجب مراعاة تجنب استخدام مصطلحات مألوفة.
خامسًا: النظريات أو المبرهنات:
تعتبر النظرية في الأساس بديهية أو مصادرة الاستدلال، فيقصد بها الإطار المنطقي لجميع النتائج التي يمكن استنتاجها من أسلوب التوصل إلى المُبَرهِنات المُستخدمة في تنظيم المعارف والمعلومات وحصرها حتى لا ينتُج عنها تشتت في المعلومات التي قام بجمعها الباحث مما يعيق عملية البحث العلمي.
لا يفوتك مقال شمولي عن الإحصاء الاستدلالي في البحث العلمي