طلب خدمة
استفسار
×

التفاصيل

الاستدلال في البحث العلمي

2022/10/11   الكاتب :د. يحيى سعد
عدد المشاهدات(3186)

الاستدلال في البحث العلمي

 

المقدمة:

يعتبر المنهج الاستدلالي في البحث العلمي هو منهج المنطق الصوري الذي تتولد فيه النتائج عن ثوابت بديهية أو مصادرات أو تعريفات أو مبرهنات وذلك عن طريق الاستدلال في البحث العلمي، وهذا المنهج يعمد إلى تحليل الثوابت إلى مكوناتها البسيطة والبدائية ويثبت صحة الجزء من خلال صحة الكل.

من خلال هذا المقال سوف نتعرف على الاستدلال في البحث العلمي من خلال مجموعة من النقاط الهامة وهي :

  1. مفهوم الاستدلال.
  2. تعريف الاستدلال في البحث العلمي.
  3. أهم مبادئ المنهج الاستدلالي في البحث العلمي.
  4. أهم أدوات الاستدلال في البحث  العلمي.
  5. الفرق بين الاستدلال والاستقراء في البحث العلمي.
  6. أهم مميزات المنهج الاستدلالي في البحث العلمي.
  7. أهم الانتقادات الموجه للمنهج الاستدلالي في البحث العلمي.

مفهوم الاستدلال

 

إن الاستدلال في اللغة يقصد به طلب دليل، أو استنتاج قضية مجهولة من قضية أو عدة قضايا معلومة، والاستدلال يقوم على عنصرين مهمين وهما (انتزاع الدلالة والمطالبة بالدلالة)، والمقصود بالاستدلال هو عملية رد النتائج إلى المقدمات للتأكد من صحتها ويعتمد على قواعد معينة وهي مجرد توجيهات غير ملزمة، ولكنها تثبت مدى صحة المبرهنات من خلال الرجوع إلى مقدماتها المفترضة، وتكمن أهمية الاستدلال في أنه مُكمِل للنسق الاستنباطي والاستدلال بمفهومه العام هي عملية يمكن من خلالها الحصول على جواب أو استنتاج عن طريق الاستعانة بمجموعة من المعلومات الموجودة مسبقاً سواء كانت هذه المعلومات صحيحة أو خاطئة، كما توصل بعض الأصوليين إلى تعريف الاستدلال بتعريفين أحدهما عام والآخر تعريف خاص:

  • التعريف العام للاستدلال: هو ذكر الدليل مطلقاً سواء أراد به بذلك الأدلة الأربعة  المتفق عليها وهي (الكتاب، والسنة، والإجماع، والقياس).
  • التعريف الخاص للاستدلال: هو عبارة عن دليل لا يكون نصاً ولا إجماعاً ولا قياساً.

كما يجب التفرقة بين الاستدلال كعملية منطقية أولية أو الاستدلال كسلوك منهجي لتحصيل الحقيقة فالاستدلال كعملية منطقية هو كل برهان دقيق مثل القياس أو الحساب، أما الاستدلال كمنهج هو السلوك العام المستخدم في مختلف العلوم بشكلٍ عام والرياضيات بشكلٍ خاص.

مفهوم الاستدلال في البحث العلمي

 

يقصد بالاستدلال في البحث العلمي أنه المنهج الذي يعتمد على الشرح والنظر والتفكر والتأمل والتحليل من أجل الحصول على النتائج والحقائق العلمية واستنباطها، وينتقل المنهج الاستدلالي في البحث العلمي من الكل إلى الجزء أو من العام إلى الخاص، ويستند الاستدلال في البحث العلمي إلى المسلمات أو النظريات ثم يستنبط منها ما ينطبق على الجزء المبحوث، كما يعتبر الاستدلال منهجاً يبدأ من قضايا مبدئية مسلم بها إلى قضايا أخرى يتم استنتاجها واستنباطها عنها بالضرورة دون الالتجاء إلى التجربة، وهو المنهج التي تتولد فيه النتائج عن ثوابت بديهية أو مصادرات أو تعريفات عن طريق الاستدلال، ويهدف هذا المنهج إلى تحليل الثوابت وإرجاعها إلى مكوناتها البسيطة والبدائية، ويعمل على إثبات صحة الجزء من خلال إثبات صحة الكل.

أهم مبادئ المنهج الاستدلالي في البحث العلمي

 

يقصد بمبادئ الاستدلال القضايا الأولية غير المستنتجة من غيرها، لذلك اعتبرت هذه المبادئ بمثابة نقط البداية في كل استدلال علمي، وتقسم هذه المبادي إلى خمسة أنواع وهي كالآتي:

البديهيات:

وهي قضية بينة بذاتها تحمل دلالة صحتها في ذاتها، مما يجعلها لا تحتاج إلى برهان لإثبات صحتها، لأن من خلال فهم معناها تثبت صحتها، فتعتبر قضية أولية قائمة بذاتها لا تستنبط من أخرى كالبديهية التي تقول(الكل أكبر من الجزء) فهذه بديهيات لا تحتاج إلى إثبات لضمان صحتها والجميع مُتفق عليها.

المسلمات:

هي عبارة عن فكرة يصادر على صحتها ويسلم بها تسليماً مع عدم إثبات صحتها ووضوحها للعقل، ولكنها تُقبَل نظرياً بسبب فائدتها ولأنها لا تؤدي إلى تناقض، لذلك تعتبر المسلمات أقل يقيناً من البديهيات، فهي ليست بينة واضحة كبيان البديهية، ولكن يصادر على صحتها باعتبار أن كل استدلال ينطلق منها يصل إلى نتائج صحيحة غير متناقضة.

مصادرات أو فروض:

والمقصود بها كل ما يُفترض صحته مما يؤديه من تنظيم لمعرفتنا ولا يؤدي إلى تناقض، وفي الوقت نفسه يمكن الاستغناء عنها ويحل محلها قضية أخرى، فالبديهية والمصادرة ليس بينهم اختلاف كبير حيث من الممكن استخدامهما كنقطة بدء يقينية لأي عمل منتج ومتسق، ويظهر الاختلاف فقط في درجة التركيب فتعتبر البديهية أكثر بساطة في التركيب من المصادرة مما يجعلها أكثر وضوحاً ،حيث تحتاج المصادرة إلى أعمال العقل والتفكير إلى درجة معقولة مما يجعلها أكثر تعقيداً.

تعريفات:

والمقصود بها مجموعة من المصطلحات المشهورة التي يقوم بابتكارها أحد السابقين للعلم، فيقوم بوضع تعريف له ويسير على نهجه باقي العلماء والطلاب، فيمكن لأي باحث وضع مصطلحات تخص بحثه مع مراعاة توضيحها وتعريفها في بداية البحث، فبالتالي لا يملك أحد الاعتراض على تعريف خاص بالباحث يريد أن يستخدمه، ولكن يجب مراعاة تجنب استخدام مصطلحات مألوفة.

النظريات أو المبرهنات:

 تعتبر النظرية في الأساس بديهية أو مصادرة الاستدلال، فيقصد بها الإطار المنطقي لجميع النتائج التي يمكن استنتاجها من أسلوب التوصل إلى المُبَرهِنات المُستخدمة في تنظيم المعارف والمعلومات وحصرها حتى لا ينتُج عنها تشتت في المعلومات التي قام بجمعها الباحث مما يعيق عملية البحث العلمي.

أهم أدوات الاستدلال في البحث  العلمي

 

إن الباحثين الذين يعتمدون على المنهج الاستدلالي في الأبحاث العلمية يستخدمون أدوات لاستخراج كلاً من النظريات والمبادئ من القضايا الأصيلة والأولية أو المقدمات وتتمثل هذه الأدوات في الآتي:

البرهان الرياضي:

هو عبارة عن عملية منطقية تنطلق من قضايا أولية صحيحة إلى قضايا أخرى ناتجة عنها بالضرورة وفقاً لقواعد منطقية معينة، وفي عملية البرهنة يسلم بصحة المقدمات لأن الهدف منها هو البرهان والأثبات على صحة النتائج التي ترتبت على المقدمات.

القياس:

هو عبارة عن عملية منطقية يبدأ من مقدمات مسلم بصحتها وصولاً إلى نتائج غير مضمون صحتها، فهو مجرد تحصيل حاصل بحيث تكون النتائج عليها موجودة في المقدمات بطريقة ضمنية، مما يجعله يختلف عن البرهان الرياضي الذي تكون فيه النتائج جديدة إذ أنها لا تشمل عليها المقدمات.

التجريب العقلي:

وهو عملية يقصد بها قيام الباحث داخل عقله بكل الفروض والتجارب التي لا يستطيع الباحث إجراءها في الخارج، وهو يختلف عن المنهج التجريبي فهذا يقوم على الملاحظة والتجربة المادية، بينما التجريب العقلي يكون داخل عقل الباحث فقط.

التركيب:

هو أحد أدوات الاستدلال في البحث العلمي، وهو عبارة عن عملية منطقية علمية تبدأ من مقدمات صحيحة إلى نتائج معينة وهذه المقدمات الصحيحة تكون ناتجة عن عملية استدلالية منطقية فيتم التأليف بين هذه النتائج بعضها ببعض لكي نصل إلى نتائج أخرى.

الفرق بين الاستدلال والاستقراء في البحث العلمي

 

الاستدلال في البحث العلمي:

يستخدم المنهج الاستدلال للتحقق من نتائجه من خلال رد النتائج إلى المقدمات للتأكد من صحتها، كما تتمتع نتائج المنهج الاستنباطي بمصداقية عالية، ويستخدم الباحث في المنهج الاستدلالي أسلوب إثبات صحة الجزء من خلال إثبات صحة الكل، بمعنى إرجاع وتحليل الثوابت إلى مكوناتها البسيطة الأولية (الانتقال من الكل إلى الجزء).

الاستقراء في البحث العلمي:

 يستخدم المنهج الاستقرائي في التأكد من صحة الفروض (الاتفاق وتعميم الفروض) على ظواهر مماثلة، لأن الباحث يستخدم المماثلة في اقتراح الفروض وهي قياس مدى توافق أو تماثل بين طائفة من الظواهر بعضها ببعض، كما تعتبر نتائج المنهج الاستقرائي أقل مصداقية من نتائج المنهج الاستدلالي، حيث يبدأ الباحث بالحكم على الجزء ثم يحكم على الكل بمعنى الانتقال من المبادئ العامة إلى القوانين،(الانتقال من الجزء إلى الكل).

أهم مميزات المنهج الاستدلالي في البحث العلمي

 

يتميز المنهج الاستدلالي بمجموعة من الخصائص التي تميزه عن غيره من المناهج الأخرى ولعل من أبرزها الآتي:

  • يعتمد المنهج الاستدلالي على قاعدة تحليل تبدأ من الكل إلى الجزء حيث يتم دراسة كل ظاهرة انطلاقاً من كليتها إلى جزئيتها ومن عمومتها إلى خصوصيتها.
  • يعد المنهج الاستدلالي منهج مثالي فلسفي حيث يقوم بدراسة الظاهرة كما يجب أن تكون وليس كما هي كائنة وموجودة على أرض الواقع.
  • تتميز النتائج التي يحصل عليها الباحث من خلال المنهج الاستدلالي بالدقة العالية حيث أنها تستند على نظريات وبراهين ومسلمات تم إثبات صحتها مسبقاً.

 

أهم الانتقادات الموجه للمنهج الاستدلالي في البحث العلمي

 

هناك العديد من الانتقادات التي وجهت للمنهج الاستدلالي في البحث العلمي ومن بين هذه الانتقادات هي وجوب بداية البحث العلمي مما هو جزء وخاص للوصول إلى هو كلي وعام وليس العكس وبالتالي لا يمكن الاعتماد على المنهج الاستدلالي في الأبحاث السياسية والاجتماعية لأنها تقتضي اتباع بعض أسس التحليل التي تبدأ في دراسة الظاهرة محل الدراسة من الجزء إلى الكل.

 

الخاتمة

 

يعتبر المنهج الاستدلالي أحد أهم مناهج البحث العلمي والذي يستند في مبادئه على البديهيات والمسلمات والنظريات الغير قابلة للشك، في نهاية هذا المقال تكون قد تعرفت على الاستدلال في البحث العلمي ومبادئه وأدواته ومميزاته وعيوبه والفرق بين كلاً من المنهج الاستدلالي والمنهج الاستقرائي، وإذا كنت تبحث عن خدمات البحث العلمي يمكنكم التواصل مع شركة دراسة للبحث العلمي والترجمة وذلك عن طريق وسائل التواصل الآتية:

  • الإيميل التالي: [email protected]  
  • أو التواصل عبر الواتساب على الرقم: 00966560972772

مراجع يمكن الرجوع إليها

 

المحمودي، محمد سرحان علي. (2019). مناهج البحث العلمي. الطبعة الثالثة. درا الكتب. الجمهورية اليمنية. صنعاء.

عثمان، عبد الرحمن أحمد،(1995). مناهج البحث العلمي وطرق كتابة الرسائل الجامعية. دار جامعة إفريقيا العالمية للنشر. الخرطوم.

التعليقات


الأقسام

أحدث المقالات

الأكثر مشاهدة

خدمات المركز

نبذة عنا

تؤمن شركة دراسة بأن التطوير هو أساس نجاح أي عمل؛ ولذلك استمرت شركة دراسة في التوسع من خلال افتتاح فروع أو عقد اتفاقيات تمثيل تجاري لتقديم خدماتها في غالبية الجامعات العربية؛ والعديد من الجامعات الأجنبية؛ وهو ما يجسد رغبتنا لنكون في المرتبة الأولى عالمياً.

Visa Mastercard Myfatoorah Mada

اتصل بنا

فرع:  الرياض  00966555026526‬‬ - 555026526‬‬

فرع:  جدة  00966560972772 - 560972772

فرع:  كندا  +1 (438) 701-4408 - 7014408

شارك: