خصائص البحث العلمي
يتصف البحث العلمي بمجموعة مترابطة من الخصائص البنائية التي لا بد من توافرها حتى تتحقق الأهداف المرجوة، ويستعرض عبيدات وآخرون (1999، 9) هذه الخصائص على النحو التالي:
خصائص البحث العلمي:
- الدقة وقابلية الاختبار: وتعني هذه الخاصية بأن تكون الظاهرة أو المشكلة موضوع البحث العلمي قابلة للاختبار أو الفحص، فهناك بعض الظواهر التي يصعب إخضاعها للبحث أو الاختبار نظرا لصعوبة ذلك أو لسرية المعلومات المتعلقة بها. كما تعني هذه الخاصية بضرورة جمع ذلك الكم والنوعية من المعلومات الدقيقة التي يمكن الوثوق بها، والتي تساعد الباحثين من اختبارها إحصائيا وتحليل نتائجها ومضامينها بطرق علمية منطقية، وذلك للتأكد من مدى صحة أو عدم صحة الفرضيات أو الأبعاد التي تم وضعها للاختبار، بهدف تعرف مختلف أبعاد أو أسباب مشكلة البحث العلمي الذي يجرى تنفيذه وصولا لبعض الاقتراحات أو التوصيات التي تساعد في حل المشكلة موضوع الاهتمام.
- إمكانية تكرارية النتائج: وتعني هذه الخاصية أنه يمكن الحصول على النتائج نفسها تقريبا بإتباع المنهجية العلمية نفسها، وخطوات البحث العلمي مرة أخرى، وتحت الشروط والظروف الموضوعية والشكلية المشابهة، ذلك أن حدوث أو الحصول على نفس النتائج يعمق الثقة في دقة الإجراءات التي تم اتخاذها لتحديد مشكلة البحث العلمي وأهدافه من جهة، والمنهجية والأسس المطبقة من جهة أخرى. كما تثبت هذه الخاصية أيضا صحة البناء النظري والتطبيقي للبحث العلمي موضوع الاهتمام ومشروعيته.
خصائص البحث العلمي:
ويعدد بختي (2007، 6)، وبلاكستر وآخرون (Blaxter et al., 2001, 4) خصائص البحث العلمي على النحو التالي:
- يعتمد البحث العلمي على المصادر والمراجع وتحرى الحقيقة والشك في المعلومة حتى تثبت صحتها وذلك في كل ما يكتب، ولا يشترط ذلك في الكتابات الأخرى.
- يعتمد البحث العلمي على الأخذ بجميع الآراء الواردة في الموضوع ومناقشتها للوصول إلى الحقيقة، بينما في الكتابات الأخرى تعبر عن وجهة نظر كاتبها لعرض رأيه وفكرته.
- يعتمد البحث العلمي على الحقائق العلمية وبالتالي لا بد من تحرى الدقة في اختيار الألفاظ الدالة على المعنى دون المبالغة أما أنواع الكتابات الأخرى لا يشترط فيها ذلك بل يمكن أن تُبني على البلاغة اللفظية.
- لابد في البحث العلمي من الاستقصاء والتتبع لجميع أطراف الموضوع ولا يشترط في غيره.
- لابد للبحث العلمي من خطة ومقدمة وخاتمة وفهارس ولا يشترط ذلك في الكتابات الأخرى.
- تبدأ التجربة في البحث العلمي بالملاحظة ثم الاستقراء ثم الاستنباط على عكس ما يشترط في الكتابات الأخرى.
- البحث العلمي عمل متخصص يقوم به الأكاديميون والخبراء.
ويشير عبيد (2003، 5، 6) إلى أن البحث العلمي يتميز بعدة خصائص، على النحو التالي:
يسير البحث العلمي وفق طريقة منظمة تتلخص في:
- يبدأ البحث العلمي بسؤال في ذهن الباحث العلمي، ويظهر السؤال أو الأسئلة لدى أي فرد لأن الإنسان بطبيعته فضولي، وهناك الكثير من المظاهر والقضايا الحياتية التي تثير التساؤلات.
- يتطلب البحث العلمي تحديدا للمشكلة، وذلك بصياغتها صياغة محددة، وبمصطلحات واضحة.
- يتطلب البحث العلمي وضع خطة توجه الباحث العلمي للوصول إلى الحل، فالبحث إذن نشاط موجه.
- يتعامل البحث العلمي مع المشكلة الأساسية من خلال مشكلات فرعية، إذ يتوقع أن تكون مشكلة البحث العلمي، والتي تستحق الجهد البحثي نتيجة لتفاعل مشكلات فرعية، وحلول المشكلات الفرعية تشكل بمجموعها حلا للمشكلة الأساسية.
- يحدد اتجاه البحث العلمي بفرضيات مبنية على مسلمات واضحة.
- يتعامل البحث العلمي مع الحقائق ومعانيها: فقد يقوم الباحث العلمي بجمع معلومات عن واقع المشكلة بطرق مختلفة، ولا يُسمى البحث العلمي بحثا بجمع هذه المعلومات التي تعتبر حقائق واضحة ومعروفة، ولكن اشتقاق الباحث العلمي لمعان جديدة وتفسيرات-قد تختلف باختلاف الباحثين هو الذي يجعل من هذا الجهد جهدا بحثيا.
- للبحث العلمي صفة دورية، بمعنى أن الوصول إلى حل مشكلة البحث العلمي، قد يكون بداية لظهور مشكلات بحثية جديدة وهكذا.
البحث العلمي عمل هادف، وللنتيجة التي يتم التوصل إليها خاصيتان أساسيتان:
- إمكانية التحقق: بمعنى أن النتيجة التي يتوصل إليها الباحث العلمي بالبحث العلمي قابلة للملاحظة ويمكن إثباتها تجريبيا.
- قابلية التعميم: إذ يسعى البحث العلمي إلى تعميم النتائج على نطاق أوسع من المجال الذي يتم فيه البحث، سواء أكان ذلك في العلوم الطبيعية أو العلوم الإنسانية، فالباحث العلمي يكتفي عادة باختيار عينة من المجتمع من المجتمع لكنه يعمم نتائج العينة على المجتمع.
ويلخص عليان وغنيم (2000، 24، 25) خصائص البحث العلمي على النحو التالي:
- البحث العلمي عبارة عن نظام (System) متكامل وهادف، يقوم على الربط بين الوسائل والإمكانات المتاحة من أجل الوصول إلى غايات مرسومة ومشروعة تتمحور حول حاجات الإنسان ومشكلاته وفرص تقدمه إلى الأمام.
- يتكون البحث العلمي من أجزاء مترابطة هي الشكل والمحتوى والأسلوب.
- البحث العلمي نشاط قائم على عدد من المرتكزات والمتطلبات المادية والمعنوية، كالعناصر البشرية المؤهلة التي تتميز بالقدرة الإبداعية والعلمية والعلية في مجالي البحث العلمي والتخصص الأكاديمي، والمخصصات المالية والمادية التي تتناسب والنشاط البحثي، الدعم والتشجيع والتنسيق والتعاون على كافة المستويات الشخصية والرسمية والدولية، والتسهيلات الإدارية والمكتبية المتطورة كمصادر المعلومات الحديثة وخدمات المكتبات والمعلومات المتقدمة، الالتزام بالقواعد العلمية والأخلاقية في البحث العلمي.
- البحث العلمي جهد إنساني ونشاط يتمحور حول الإنسان نفسه، فهو وسيلة وغاية وعليه يتوقف مستوى التقدم العلمي.
- البحث العلمي نشاط منظم قائم على مجموعة من القيم والقواعد والأصول والطرق المنهجية المعروفة والمقبولة علميا وعمليا والمتطورة باستمرار، أي أنه بعيد عن العشوائية والارتجالية والمزاجية والشخصية والفوضى.
- البحث العلمي يقوم على تطبيق الطريقة العلمية في تحليل المشكلات ودراسة الظاهرة الطبيعية والاجتماعية، تلك الطريقة التي ترتكز على: الموضوعية والحياد في تحديد المشكلات وبحثها وتحليلها، والاعتماد على مقاييس محددة وإجراءات معروفة في معالجة المشكلات، وإيجاد الأدلة العلمية الملائمة والمقنعة والمشروعة وتقديمها بصدق وأمانة، الابتعاد عن الجدل العقيم (النقاش عديم الفائدة)، والانفتاح العقلي والعلمي والاستعداد المخلص لقبول الآراء الأخرى.
- البحث العلمي يقوم على وضوح الرؤيا والربط الفعال بين الوسائل والغايات.
وهناك عدد من الخصائص التي تميز عمليات البحث العلمي والتي يمكن توضيحها في النقاط التالية:
- مناقشة الموضوعات ذات المغزى الحقيقي.
- توظيف عدد من الإجراءات الواضحة المنهجية التي تساعد القارئ أو الباحث العلمي على تتبع العملية البحثية بصورة منطقية ومن ثم تساعده في التوصل إلى نتائج واقعية ومنطقية.
- وجود حساسية للأخطاء والتي عادة ما تكون مرتبطة بالمنهج أو الإستراتيجية التي يتم توظيفها في البحث العلمي، ومن ثم يقوم الباحث العلمي ببذل قصار جهده من أجل التحكم في مثل هذه الأخطاء التي من شأنها أن تؤثر على صحة النتائج.
- تقدير عمليات التحقق التجريبي والتسلسل المنطقي السليم.
- إبداء التفسيرات البديلة الجديرة بالتصديق (Hood, 2003, 2).
وبالإضافة إلى الخصائص السابق ذكرها فإنه يمكن القول بأن هناك عدد من السمات والخصائص الأساسية التي تميز أسلوب البحث العلمي منها على سبيل المثال الاعتماد على الأدلة التجريبية، والاستعانة بعدد من المفاهيم المرتبطة ببعضها البعض، والالتزام بعدد من الاعتبارات الموضوعية، والاعتماد على الحيادية الأخلاقية، والتوصل إلى عدد من التنبؤات الاحتمالية لتفسير الظاهرة موضع الدراسة، والاعتماد على الفحص الدقيق لكافة المتغيرات من أجل اختبار الافتراضات والتوصل إلى عدد من الاستنتاجات الصحيحة، والاعتماد على صياغة عدد من البديهيات التي يمكن الاستناد إليها في وضع النظريات العلمية (Kothari, 2004, 9).
جديرًا بالذكر هنا التأكيد على أن هناك بعض الأخطاء التي يقع فيها البعض نتيجة للفهم المغلوط للبحث العلمي، وهذه الأخطاء تتمثل في الاعتقاد بأن عملية البحث العلمي هي عملية تعتمد فقط على جمع البيانات أو المعلومات وهو الأمر الذي قد يدفع الأفراد إلى جمع المعلومات من عدد قليل من الكتب والمجلات دون تفحص وتأني لمختلف وجهات النظر التي ناقشت موضوع معين، أو قد ينظر البعض إلى العملية البحثية على أنها عملية نظرية منفصلة عن العالم المحيط؛ ومن ثم يعزف الفرد عن متطلبات الواقع المحيط ويحصر نتائجه على التجارب التي قام بها (Walliman & Baiche, 2011, 6-7).
وبناءًا عليه فإنه يمكن القول بأن أهم خصائص البحث العلمي تتمثل في كونه عملية تعتمد على الدقة المتناهية من أجل الوصول إلى عدد من النتائج الصحيحة التي يمكنها أن تصف الظاهرة وصفًا دقيقًا، كما يتميز باعتماده على عدد من القواعد والأسس المعترف بها على المستوى المحلي والعالمي والمتمثلة في الاعتماد على الاستقصاء والتجريب والدقة في صياغة العبارات المختلفة، واستخدام الأدوات والإستراتيجيات المختلفة التي يمكن من خلالها معالجة المشكلات وتحليلها، والتأكيد على أهمية العنصر البشري باعتباره العنصر الذي يقوم بتوظيف كافة المهارات الإبداعية والابتكارية لخدمة الأغراض البحثية، وكذلك الاعتماد على عدد من المسلمات أو الفرضيات التي يمكن ملاحظتها وإثبات صحتها أو عدم صحتها بصورة علمية.
يمكنك معرفة المزيد حول خصائص البحث العلمي وادواته من خلال متابعة الفيديو التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=Y2U8kYSN-4I&t=114s&ab_channel=DrasahAcademy