يراجع الباحث الدراسات السابقة التي تناولت مشكلة بحثه أو جانبًا منها بغرض تحقيق هدف رئيس واحد، وعدة أهداف فرعية، يتمثل الهدف الرئيسي في التأكد من أنه لن يبحث مشكلة تم بحثها من قبل، وإنما بدأ مما انتهى إليه غيره من الباحثين، وبالنسبة للأهداف الفرعية فنسردها على النحو التالي:
أولًا: تحديد مشكلة البحث:
الباحث المبتدئ عند اختياره لمشكلة البحث غالبًا ما يجنح بخ الخيال إلى اختيار مشكلة ذات جوانب متعددة معتقدًا بذلك أن البحث العلمي لا يكون بحثًا إلا إذا تناول مشكلات كبيرة، ولكنه بالمقابل لم يضع اعتبارًا لمقدار الوقت والجهد المطلوبين لإنجازه، ولكن مراجعة الدراسات السابقة تُعَد بالنسبة للباحث أشبه بالمنظار الذي يرى بواسطته المسيرة البحثية، من بدايتها إلى نهايتها مما يجعله بدرك قبل أن يبدأ مسيرته ما يتطلبه البحث من وقت وجهد.
ثانيًا: طرق جوانب جديدة لم يطرقها غيره من قبل:
من خلال مراجعة الدراسات السابقة يستطيع الباحث أن يعرف ماذا تم التوصل إليه، وماذا بقيَ لم يعرف بعد، وهذه المعرفة تجعله يتوجه ببحثه لدراسة الجوانب الجديدة، فعلى سبيل المثال قد يتضح للباحث أن كثيرًا من الدراسات اهتمت بالوصف فقط واستخلاص الأسباب التي أدت إلى ظهور ظاهرة ما فأصبحت الأسباب معروفة، ولكن ما مدى أثر كل سبب من تلك الأسباب على ظهور الظاهرة بقي لم يبحث، فهنا يتجه الباحث ببحثه لا لمعرفة الأسباب، وإنما لدراسة الفرق بين أثرها على ظهور الظاهرة المدروسة.
ثالثًا: تجنب النمطية في البحوث:
يتضح للباحث عن طريق مراجعة الدراسات السابقة النمط الذي سارت عليه تلك الدراسات فيتجنبه، ويسلك نمطًا آخر مختلفًا عنه، فعند مراجعة الدراسات السابقة يدرك الباحث نقاط الضعف المتواجدة في نمط هذه الدراسات مما يجعله يتجنبها، ويسلك بدراسته مسلكًا آخر.
رابعًا: التبصر في طرق البحث:
مما يتحقق للباحث بسبب المراجعة المتأنية للدراسات السابقة التبصر في طرق وأدوات القياس وعينة الدراسة، وكذلك المجال الذي سلكه الآخرون في دراساتهم، ومن ثم الاستفادة من ذلك لتحسين مستوى دراسته، فالباحث يستفيد من اطلاعه على الطرق وأدوات القياس المستخدمة في الدراسات السابقة، فكثيرًا ما يستفيد من تطبيق إحدى هذه الطرق أكثر مما يستفيد من قراءته حولها.
خامسًا: الاستفادة من توصيات الباحث:
كثيرًا ما يلحق الباحثون في بحوثهم مجموعة من الاقتراحات والتوصيات لمن سوف يقوم ببحوث مشابهة، وهذه التوصيات والاقتراحات ذات أهمية بالغة أنه تم التوصل لها بعد تجربة طويلة.
لا يفوتك مقال شمولي عن كيفية إعداد وكتابة الدراسات السابقة في البحث العلمي.