طلب خدمة
استفسار
×

التفاصيل

علم النفس المعرفي

2024/10/01   الكاتب :د. طارق العفيفي
عدد المشاهدات(140)

مفهوم علم النفس المعرفي

يُعَد علم النفس المعرفي إحدى فروع علم النفس العام الذي يعالج نماذج السلوك الإنساني في مجالات الحياة المختلفة، وإن تتعدد الظواهر النفسية والسلوكية التي يتصد لها هذا العلم جعل من علم النفس أحد العلوم المتجددة والمتطورة تبعًا لتطور الإنسان وتعدد خبراته وتعقد تفاعله مع المجتمع الحديث، الذي غالبًا ما يصفه الناس بكثرة التغيرات وسرعة التطور وخصوصًا في مجالات المعرفة والتقنيات والاتصالات وجوانب أخرى عديدة.

لذلك حرصت شركة دراسة لخدمات البحث العلمي والترجمة المعتمدة على تناول علم النفس المعرفي من خلال المقال الحالي الذي تتضمن وضع رؤية تعريفية لمجال علم النفس المعرفي وأهمية دراسته والتطور التاريخي لدراسة علم النفس المعرفي، وأهم رواده في العصر الحديث وصولًا إلى أهم الموضوعات التي يتناولها علم النفس المعرفي بالدراسة.

تعريف علم النفس المعرفي:

 

لم يتفق العلماء على تعريف واحد محدد لعلم النفس المعرفي، وذلك لاختلاف اهتماماتهم وطبيعة الموضوعات التي يركزون على دراستها، ولكن من خلال مراجعة مختلف التعاريف الواردة في كتب علم النفس، نجد أنها تشير إلى أن علم النفس المعرفي هو "علم يدرس العمليات المعرفية التي تعمل على صقل استجابات الإنسان، وأن مهمة عالم النفس المعرفي هي السعي لتحقيق فهم طرق التعامل مع المعرفة من لحظة حدوث المثير حتى لحظة الاستجابة".

تعريفات مختلفة لعلم النفس المعرفي:

من خلال الاطلاع على بعض المراجع المتخصصة يمكن إيراد بعض التعريفات كنماذج على تعريفات علم النفس ونذكر منها:

  1. تعريف نيسر صاحب أول كتاب في علم النفس المعرفي على أنه "العلم الذي يدرس العمليات التي من خلالها تدخل المعلومات الحسية إلى الدماغ، وكيف يتم تنظيما وخزنها واستعادتها واستخدامها في مجالات الحياة اليومية".
  2. تعريف بيست لعلم النفس المعرفي على أنه "العلم الذي يحاول فهم المعرفة الإنسانية وعلاقتها بسلوك الإنسان".
  3. عرف سولسو علم النفس المعرفي حين قال أنه" العلم الذي يدرس كيفية اكتساب المعلومات عن العالم من حولنا، وكيف يتم تمثيل هذه المعلومات وتحويلها إلى معرفة".
  4. عرف هابر لاندت علم النفس المعرفي على أنه "دراسة آلية معالجة المعلومات، وما يتضمنها من عمليات الانتباه والتعرف والتذكر واللغة وحل المشكلات والمنطق".

في ضوء ما سبق من تعريفات يمكن القول بأن علم النفس المعرفي هو "علم دراسة العمليات المعرفية التي تتضمن استقبال المعلومات وتحليلها وتنظيمها وتخزينها لوقت الحاجة أو لتوجيه استجابة الأفراد المباشرة".

أسباب دراسة علم النفس المعرفي:

 

دراسة العمليات المعرفية وسبل التعامل مع المعلومات والمعرفة وتجهيزها تخدم الإنسان بصرف النظر عن موقعه سواء أكان فردًا عاديًا أو متخصصًا في علم النفس، ولكن على الرغم من ذلك، يمكن إيجاز أهم الأسباب التي تدعونا إلى دراسة علم النفس فيما يلي:

طبيعة العقل الإنساني المعقد:

لقد حاول الإنسان منذ القدم فهم العقل البشري كيف يفكر، ويتخيل ويحلم إلى غير ذلك من العلميات المعرفية الأخرى، إلا أن هذه المحاولات لم تفلح في التوصل إلى معرفة محددة حول ماهية العقل وأسلوبه في التعامل مع الأحداث اليومية مما يعطي علم النفس المعرفي أهمية قصوى لتحقيق هذا الهدف.

التقدم العلمي والتكنولوجي:

مع زيادة تقدم العلوم والتكنولوجيا، تزداد المطالب المعرفية على كل فرد، مما يسبب زيادة التوتر والضغوط النفسية لديه، ويولد الحاجة إلى التوصل إلى آليات للحفظ والتذكر والتنظيم وتمثيل المعلومات لمساعدة الناس على التكيف مع عصر السرعة، والانفجار العلمي والتقني.

فشل الآلة في القيام بدرو العقل الإنساني:

رغم كل التقدم الذي حدث في مجال التقنيات والاتصالات الحديثة، إلا أن هذه الآلات لم تنجح بعد بالقيام بدور العقل البشري الفعال والوظائف العقلية المعقدة التي يقوم بها مثل التفكير والإنجاز والإبداع وغيرها من الوظائف العقلية.

ظهور النظريات المعرفية:

إن ظهور بعض النظريات المعرفية مثل نظرية بياحيه وبرونر وأوزبل، وغيرها أدت إلى تطوير مفاهيم معرفية أسهمت في بناء علم النفس المعرفي، فعلى سبيل المثال نظرية بياجيه في النمو المعرفي أدخلت العديد من المفاهيم المعرفية مثل (البنية المعرفية، والخطط المعرفية، والتمثل، والمواءمة، وغيرها).

قابلية القدرات العقلية للنمو التطوير:

تشير الدراسات إلى أن القدرات العقلية قابلة للنمو والتطور مما ييسر لعلم النفس المعرفي المساهمة في تطوير هذه القدرات مثل القدرة على التذكر وقدرات التفكير والإبداع، والتحليل، والتنظيم، وغيرها.

زيادة عدد البحوث المعرفية:

تزايد اهتمام علماء النفس بالعقود الأخيرة من القرن العشرين بالبحوث العلمية في مجالات علم النفس المعرفي مثل بحوث الذاكرة، وحل المشكلات، والإدراك، ومعالجة المعلومات، واللغة.

 

اطلع أيضًا على المدارس الفكرية في علم النفس

 

أهم رواد علم النفس المعرفي في العصر الحديث:

 

ظهر كثير من الأعلام الذين كان لإنجازاتهم أثرًا في تطور وتبلور علم النفس المعرفي في القرن العشرين ومن أهمهم:

العالم ديكارت:

اهتم ديكارت بمعضلة علاقة الجسد بالنفس، واعتبر العقل مسؤولًا عن الإحساس والذاكرة بينما اعتبر الجسد جهازًا فيزيائيًا له وظائف جسدية محددة كالهضم والدورة الدموية والتنفس، وأكد أن الروح تعكس الوعي والإرادة الحرة عند الإنسان، حيث اعتبر العقل بمثابة الروح غير الطبيعية عن الإنسان.

العالم جان لوك:

خالف جان لوك ديكارت وأيد أرسطو عندما أكد أن المعرفة مصدرها الخبرة، وليس الفطرة لأن عقل الإنسان يولد كصفحة بيضاء، وتضاف إليه المعلومات من خلال الخبرة والتفاعل مع البيئة.

العالم كانت:

يمثل كانت الاتجاه العقلي والتجريبي في القرن الثامن عشر حيث أكد أن المعرفة تتأثر بالخبرة والعقل معًا لأن العقل يصقل الخبرة، ويوجهها فأنكر دور الغريزة، وأكد على أهمية البيئة والخبرة، وسمى مذهبه (المذهب النقدي) لجمعه بين الاتجاهين العقلي والتجريبي.

العالم وليم فونت:

يمثل فونت الاتجاه التركيبي في علم النفس حيث اعتمد منهج الاستبطان في تحليل الخبرة الشعورية إلى عناصرها الفرعية كخبرات التذكر والانتباه والإحساس وغيرها، ويعد فونت هو مؤسس علم النفس عام 1879 عندما أسس أول مختبر لدراسات علم النفس تجريبيًا.

العالم ابنكهاوس:

بمثل ابنكهاوس الاتجاه المعرفي الارتباطي في علم النفس حيث أعتبر المعرفة مجموعة من الارتباطات يمكن اكتسابها من خلال الخبرة والمراس. وقد رسخ المنهج التجريبي في البحث من خلال دراسة قدرة الأفراد على تذكر أزواج من الكلمات المترابطة أو معدومة المعنى، ودراسة أثر الاقتران والتجاور المكاني في تذكر قوائم الكلمات.

العالمان جيمس وثورندايك:

نادى جميس مؤسس علم النفس في أمريكا برفض فكرة الخبرات الشعورية بطريقة فونت، ونادى بالدراسة التجريبية القائمة على فكرة الارتباطات، وركز جمس وثورندايك معًا على دراسة التطبيقات العملية لعلم النفس في مجال التعلم والتعليم وأثر الثواب والعقاب على التعلم.

العالم واطسون:

جاء واطسون مؤسس الاتجاه السلوكي، وركز على دراسة السلوكيات الخارجية الظاهرة فقط، واعتبر الشعور والعمليات المعرفية مصطلحات غير قابلة للتعريف أو الدراسة.

 

لا يفوتك مقال شمولي عن المدرسة الإنسانية في علم النفس

 

أهم موضوعات علم النفس المعرفي:

 

من الصعب تحديد جميع موضوعات علم النفس، وذلك بسبب تعدد اهتماماته وقضاياه التي عالجها أو يعالجها الآن، ويمكن تقسيم موضوعات علم النفس المعرفي إلى موضوعات تقليدية وأخرى حديثة على النحو التالي:

أولًا: الموضوعات التقليدية:

ومن أهمها:

  1. الانتباه: هو إحدى العمليات المعرفية التي تعمل على تنسيق التعامل مع المثيرات البيئية العديدة من أجل تركيز الانتباه والإدراك على مثيرات محددة من خلال الحواس المختلفة.
  2. الإدراك: القدرة على فهم وتحليل المعلومات التي تنقلها الحواس إلى العقل الإنساني.
  3. الذاكرة: استقبال المعلومات في مراكز الذاكرة المختلفة وتحليلها وترميزها وتخزينها واسترجاعها عند الضرورة.
  4. التفكير والتخيل: معالجة المعلومات واتخاذ القرارات المناسبة حولها والقدرة على بناء الصور العقلية والذهنية.
  5. اللغة: اكتساب اللغة وتطورها، وفهمها وتحريرها وتركيبها.
  6. حل المشكلات: القدرة على حل المشكلات ونظريات حل المشكلات ومراحل الحل وإستراتيجياته.
  7. تمثيل المعلومات: آلية تنظيم وتسجيل المعلومات في الذاكرة وطرق تمثيل المعلومات السمعية والبصرية.
  8. الأسس البيولوجية للمعرفة: ربط السلوك المعرفي بالأجهزة الجسمية والحسية ودراسة دور الجهاز العصبي والدماغ على نحوٍ خاص في تنظيم وضبط العمليات المعرفية المختلفة. واعتبار الدماغ كرديف لمفهوم العقل.

ثانيًا: الموضوعات الحديثة:

وتتمثل الموضوعات الحديثة التي يهتم علم النفس المعرفي بدراستها في الآتي:

علم الأعصاب المعرفي:

يهتم بدراسة دور الدماغ في تفسير العمليات المعرفية من خلال إصابات الدماغ، وتحديد جوانب القصور المعرفية الناتجة عن هذه الإصابات في مجالات اللغة والإدراك، والانتباه، والذاكرة، وغيرها.

الذكاء الاصطناعي:

يهتم هذا الموضوع بمحاولة جعل الحواسيب تقوم بعمليات معرفية من خلال تصميم البرامج الذكية التي تحاكي العقل الإنساني وتطوير الخبيرة للقيام بعمليات معرفية نظرًا للتشابه الكبير بين آلية عمل ومعالجة المعلومات بين الحاسوب والعقل الإنساني.

اتجاه معالجة المعلومات:

يعد هذا الاتجاه من الموضوعات القديمة نسبيًا في علم النفس المعرفي إلا أنه، ومع تطور نظم الحواسيب والاتصال، تبلور هذا الاتجاه، وبدأ بدراسة الخطوات والمراحل التي تتم من خلالها معالجة المعلومات وفق نظام معالجة يتسم بالتسلسل والتنظيم، ويحاكي نظم معالجة المعلومات في الحاسوب.

تنمية التفكير:

تسعى البحوث الحديثة في علم النفس المعرفي إلى الاهتمام بالتفكير وتنميته والتدريب عليه من خلال برامج معدة لهذه الغاية، التي لا بد من إدراجها ضمن مناهج ومقررات الصفوف التعليمية المختلفة وخصوصًا ما يتعلق بأشكال التفكير العليا كالتفكير الإبداعي، والتفكير الناقد، والتفكير التأملي.

اتجاه العمليات الموزعة الموازية:

يؤكد هذا الاتجاه على دراسة العلميات المعرفية من خلال تتبع المثيرات الحسية في شبكة الترابطات العصبية داخل أجزاء الدماغ المختلفة لفهم كيفية حدوث الاستجابة المعرفية.

 

الخاتمة:

 

بنهاية هذا المقال نكون قد تناولنا بالشرح مفهوم علم النفس المعرفي وأهم تعريفاته بالإضافة إلى معرفة أسباب دراسة علم النفس المعرفي وأهميته، والتعرف إلى رواده من علماء علم النفس في العصر الحديث، وصولًا إلى تناول أهم الموضوعات التي يهتم علم النفس المعرفي بدراستها. نرجو من الله أن يكون هذا المقال نافعًا لجميع الباحثين وطلاب الدراسات العليا والمتخصصين بدراسة علم النفس المعرفي.

مراجع المقال:

 

العتوم، عدنان. (2012). علم النفس المعرفي النظرية والتطبيق (ط3). دار المسيرة.

ما هو علم النفس المعرفي؟

  • علم النفس المعرفي هو فرع من فروع علم النفس يركز على دراسة العمليات العقلية المرتبطة بالمعرفة، مثل الإدراك، التفكير، التعلم، التذكر، حل المشكلات، والانتباه. يهدف إلى فهم كيفية معالجة المعلومات واستخدامها في تكوين الأفكار واتخاذ القرارات.
  • ما هو المفهوم في علم النفس المعرفي؟

  • في علم النفس المعرفي، يشير المفهوم إلى فكرة أو تمثيل عقلي يساعد الأفراد على فهم العالم من حولهم. هذه المفاهيم تتضمن الفئات والتصنيفات التي يستخدمها العقل لتنظيم المعلومات المعقدة. على سبيل المثال، مفاهيم مثل "الأثاث" أو "الحيوانات" هي تصنيفات ذهنية نستخدمها لتصنيف وفهم الأشياء المختلفة.
  • ما هي المعرفة في علم النفس؟

  • في علم النفس، المعرفة تشير إلى مجموعة المعلومات والمهارات المكتسبة من خلال الخبرة والتعليم والتفكير. المعرفة يمكن أن تكون ضمنية (غير واعية، مثل المهارات الحركية) أو صريحة (واعية، مثل الحقائق والمفاهيم). يُنظر إلى المعرفة في علم النفس على أنها مهمة لفهم كيفية تعلم الأفراد، وكيف يستخدمون المعلومات في اتخاذ القرارات وحل المشكلات.
  • من أمثلة الجانب المعرفي في علم النفس؟

  • أمثلة على الجانب المعرفي في علم النفس تشمل:
  • 1. الانتباه: القدرة على التركيز على محفز معين وتجاهل المشتتات.
  • 2. الذاكرة: عملية تخزين المعلومات واسترجاعها لاحقًا.
  • 3. حل المشكلات: استخدام المعلومات السابقة والتفكير المنطقي لحل المواقف الجديدة.
  • 4. التفكير المجرد: القدرة على فهم الأفكار المجردة أو الرمزية.
  • 5. الإدراك: تفسير وتفهم المعلومات الحسية، مثل الرؤية والسمع.
  • 6. هذه العمليات تعتبر جزءًا من الجانب المعرفي لأنها تعتمد على معالجة المعلومات وتحليلها.
  • التعليقات


    الأقسام

    أحدث المقالات

    الأكثر مشاهدة

    خدمات المركز

    نبذة عنا

    تؤمن شركة دراسة بأن التطوير هو أساس نجاح أي عمل؛ ولذلك استمرت شركة دراسة في التوسع من خلال افتتاح فروع أو عقد اتفاقيات تمثيل تجاري لتقديم خدماتها في غالبية الجامعات العربية؛ والعديد من الجامعات الأجنبية؛ وهو ما يجسد رغبتنا لنكون في المرتبة الأولى عالمياً.

    اتصل بنا

    فرع:  الرياض  00966555026526‬‬ - 555026526‬‬

    فرع:  جدة  00966560972772 - 560972772

    فرع:  كندا  +1 (438) 701-4408 - 7014408

    شارك:

    عضو فى

    معروف المركز السعودي للأعمال المرصد العربي للترجمة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم هيئة الأدب والنشر والترجمة

    دفع آمن من خلال

    Visa Mastercard Myfatoorah Mada