تمر خدمة إعداد رسائل الماجستير والدكتوراة بالعديد من المراحل، هذه المراحل أو الخطوات تمثل حجر الأساس للرسالة العلمية مهما كان تخصصها أو مجالها العلمي، وتتمثل هذه المراحل في:
أولًا: اختيار الموضوع وصياغة الفرضيات
يعد اختيار الموضوع المناسب لرسالة الماجستير أو الدكتوراه الخطوة الأولى والأكثر أهمية في عملية إعداد البحث.، والتي يجب أن يتبع فيها الباحث مجموعة من المعايير وهي:
- الموضوع المختار يجب أن يكون ذا صلة وثيقة بمجال تخصص الباحث، وفي نفس الوقت يثير اهتمام الباحث الشخصي ليكون لديه الدافع الكافي للاستمرار في العمل عليه لفترة طويلة.
- يجب أن يحقق الموضوع التوازن بين الأهمية العلمية والعملية، وأن يسهم في سد فجوة معرفية في الأدبيات الموجودة.
- عند اختيار الموضوع، يتعين على الباحث النظر في توفر المصادر والمراجع اللازمة لدعمه، وكذلك التفكير في إمكانية جمع البيانات المطلوبة بشكل فعال.
- من الأمور التي يجب مراعاتها أيضًا هو التأكد من أن الموضوع ليس واسعًا جدًا بحيث يصعب الإحاطة بجميع جوانبه، ولا ضيقًا جدًا بحيث يحد من إمكانية البحث والتحليل.
ثانيًا: البحث عن المصادر وجمع المادة العلمية:
بعد اختيار الموضوع، تأتي مرحلة البحث عن المصادر وجمع المادة العلمية المختلفة سواء كتب أو دراسات سابقة بحوث أو رسائل علمية ذات صلة بموضوع الدراسة، والهدف من هذه المرحلة هو الحصول على خلفية نظرية تتناسب مع طبيعة البحث، وتبرز السياق الأكاديمي للمشكلة البحثية، وفيها يجب على الباحث اتباع الآتي:
- استخدام مصادر علمية موثوقة، مثل المقالات المنشورة في المجلات المحكمة، والكتب الأكاديمية، والأطروحات السابقة.
- الحرص على استخدام مجموعة متنوعة من المصادر لضمان تغطية شاملة للموضوع من مختلف جوانبه.
- قراءة وتحليل الأدبيات جيدًا لكي يتمكن الباحث من تحديد الفجوات المعرفية التي يمكن أن يساهم بحثه في سدها، وكذلك في صياغة فرضيات البحث التي تمثل أساس الدراسة.
ثالثًا: كتابة الفصل الأول: المقدمة:
بعد الانتهاء من المرحلتين السابقتين يشرع الباحث في كتابة الرسالة العلمية وتبدأ بالفصل الأول وهو مقدمة البحث والتي تتضمن الآتي:
- تمهيد لموضوع الدراسة بدايةً من عرض العموميات في مجال البحث، ومن ثم التدرج إلى الخاص للوصول إلى مشكلة الدراسة التي هو بصددها.
- عرض مشكلة الدراسة بنوع من التفصيل ومدعم بنتائج الدراسات السابقة، أو نتائج الإحصاءات الرسمية ،أو توصيات المؤتمرات ،أو الخبرات الشخصية.
- كتابة أهداف الدراسة والتي يقوم الباحث بصياغتها في ضوء مشكلة البحث، ويتم كتابتها على هيئة جمل خبرية محددة وواضحة وقابلة للتحقيق.
- عرض أسئلة وفرضيات الدراسة والتي يسعى الباحث للإجابة عليها من خلال دراسته، ويجب أن تكون الأسئلة شاملة لجميع جوانب الدراسة مع ملاحظة أن بعض البحوث قد تتضمن فروض.
- تناول أهمية الدراسة والتي توضح كم الإسهامات الأكاديمية التي ستضيفها الدراسة لمجال التخصص.
- عرض لأهم مصطلحات الرسالة العلمية والتي يتناول فيها الباحث تعريف المصطلحات الأساسية لغويًا واصطلاحيًا وإجرائيًا.
رابعًا: كتابة الفصل الثاني: الإطار النظري والدراسات السابقة:
في هذا الفصل يتناول الباحث عرض خصائص وجوانب المشكلة البحثية وجميع الدراسات السابقة ذات الصلة بها، وفيه يتناول الباحث الآتي:
- مناقشة النظريات ذات الصلة بموضوع الدراسة، أو يتناول المفاهيم العلمية والحقائق ذات الصلة بموضوع البحث.
- يتم ترتيب الإطار النظري ترتيبًا موضوعيًا أو تاريخيًا أو منطقيًا.
- عمل مسح شامل لأكثر الدراسات السابقة أو الأوراق العلمية التي تناولت أحد جوانب المشكلة البحثية أو ذات صلة بموضوع الدراسة.
- يمكن ترتيب الدراسات السابقة من خلال العرض الببليوغرافي لها ويتناول فيه الباحث كل دراسة على حدة ويقوم بعرض أهدافها، ومنهجيتها، ونتائجها، وتوصياتها.
- إجراء تسلسل موضوعي للدراسات وهذا أيضًا أسلوب آخر لعرض الدراسات السابقة وفيه يتم دمج وترتيب الدراسات السابقة وفق المواضيع الأساسية المنبثقة من نتائج هذه الدراسات ومقارنتها ببعضها البعض.
- يفضل استخدام التسلسل الموضوعي في عرض الدراسات السابقة خصوصًا عند إعداد رسالة الدكتوراة لأنها تظهر قدرات الباحث على تحليل ونقد وربط الدراسات المختلفة.
- عرض الدراسات السابقة وفق التسلسل التاريخي لها من الأقدم إلى الأحدث أو العكس.
- التعقيب على الدراسات السابقة وفيها يعرض الباحث تحليل لجميع الدراسات موضحًا جوانب الضعف والقوة وأوجه التوافق والاختلاف عن دراسته التي هو بصددها.
- شرح كيفية الاستفادة من الدراسات السابقة والدراسة الحالية، موضحًا الفجوات البحثية التي سيتناولها في دراسته وما هي المعارف الجديدة التي سيضيفها إلى المعرفة الحالية.
أعرف أكثر عن ما الفرق بين الإطار النظري والدراسات السابقة في البحث
خامسًا: كتابة الفصل الثالث: منهجية البحث:
يتناول الباحث في هذا الفصل العديد من الجوانب الذي يوضح من خلال طرق وأساليب تطبيق البحث والمنهج المتبع وكيفية استخدامه للوصول إلى النتائج المرجوة، وذلك من خلال:
- عرض منهج الدراسة وتوضيح المنهج المستخدم في الرسالة العلمية مع توضيح الأسلوب المنهجي المتبع في الدراسة.
- كتابة مجتمع الدراسة والعينة الممثلة له على أن يحدد ويصف الباحث مجتمع الدراسة وخصائصه، وتوضيح طريقة اختيار العينة ووصف نوعها وخصائصها.
- تحديد أدوات وطرق جمع البيانات التي تتناسب مع طبيعة الدراسة للإجابة على أسئلتها، مع توضيح سبب اختيار هذه الأدوات، وكيفية بنائها وتصميمها.
- توضيح إجراءات الدراسة مثل معاملي الصدق والثبات للبحوث الكمية، والموثوقية للبحوث النوعية.
- كتابة الأساليب المستخدمة في تحليل البيانات، مع توضيح كيفية تنظيم وتحليل البيانات وتفسيرها، وذكر أهم المعاملات الإحصائية للبحوث الكمية أو أساليب التحليل النوعية للبحث النوعي.
مقال شمولي عن كيفية إعداد المنهجية في رسائل الماجستير والدكتوراة
سادسًا: كتابة الفصل الرابع: نتائج الدراسة:
يتضمن هذا الفصل عرض واستخلاص النتائج التي توصل إليها الباحث من خلال بحثه، ويراعي عند كتابة هذا الفصل مجموعة من المعايير وهي:
- كتابة مقدمة تتضمن تذكيرًا بهدف البحث الأساسي ومشكلته وأسئلته التي يجيب عنها الباحث من خلال هذا الفصل.
- عرض ملخص للنتائج التي توصلت إليها الدراسة مرتبة حسب ترتيب الأسئلة أو الفرضيات البحثية.
- كتابة نتائج كل سؤال على حدة، إذ يبدأ الباحث بعرض النتائج التي تخص السؤال الأول ثم الذي يليه.
- التركيز على عرض النتائج وليس بيانات البحث مثل النص الكامل للمقابلة أو الاستبانة فمثل هذه البيانات مكانها في الملاحق.
- استخدام الجداول والرسوم البيانية لتوضيح النتائج مع التعليق عليها بعبارات واضحة ومختصرة.
- استخدام الفعل الماضي في كتابة فصل النتائج، ويمكن استخدام الفعل المضارع في التعليق على النتائج أو عند المقارنة بين بعض النتائج.
سابعًا: كتابة الفصل الخامس: مناقشة نتائج الدراسة:
في هذا الفصل يقوم الباحث بعد عرض النتائج مناقشتها وتفسيرها بطريقة منهجية منضبطة على أن يقوم بالآتي:
- شرح وتفسير النتائج التي توصلت لها الدراسة، إذ يقوم الباحث بعرض ملخص لكل نتيجة ثم يناقشها في ضوء أهداف دراسته.
- ربط نتائج الدراسة الحالية بنتائج الدراسات السابقة، التي قد تكون داعمة ومؤيدة للنتائج الحالية، أو مخالفة ومعارضة لها.
- ربط نتائج الدراسة الحالية مع النظريات العلمية، وقد يكون تفسير النتائج بناء على نظرية موجودة بالفعل في مجال البحث، أو عوضًا عن ذلك قد تكون لنتائج الدراسة الحالية آثار على استحداث نظرية جديدة في المجال.
- يعتبر هذا الفصل من الفصول المهمة في إعداد رسائل الماجستير والدكتوراة لأنه الفصل الذي يظهر فيه الباحث قدراته على النقد والتحليل، وتسليط الضوء على أهمية دراسته ودورها في سد الفجوات البحثية المتواجدة في مجال تخصصه.
- من الممكن أن يجمع بين فصل المناقشة وفصل عرض النتائج أو يفصل كل فصل على حده.
ثامنًا: كتابة الفصل السادس: الخاتمة:
يجب عند كتابة الخاتمة في رسالة الماجستير أو الدكتوراة أن تتضمن الآتي:
- ملخص لأهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة.
- إسهامات الدراسة الحالية في بناء المعرفة أو كيفية تقديمها لفهم أوسع لمشكلة البحث.
- قيود الدراسة والمشاكل التي واجهت الباحث أثناء بحثه وكيفية حلها إن أمكن ذلك.
- توصيات الدراسة على أن تكون مشتقة من نتائج الدراسة، وتتم صياغتها بشكل مختصر وعلمي قابل للتطبيق.
- تقديم مقترحات بحثية مستقبلية، وفيها يعرض الباحث مقترحات لمشروعات بحثية تستكمل جوانب محددة من بحثه يرى الباحث أنها في حاجة إلى دراسة. على أن تكون هذه المقترحات نابعة من نتائج دراسة الباحث الحالية، وذات صلة بموضوع الدراسة ولم يتم تناولها من قبل.
تاسعًا: كتابة قائمة المراجع:
يقوم الباحث بكتابة قائمة المراجع التي استعان بها في إعداد رسالة الماجستير أو الدكتوراة ومراعاة الآتي:
- الالتزام بمعايير التوثيق وأساليبه المذكورة في دليل الجامعة التابع لها الباحث.
- مراجعة المراجع في القائمة بما جاء في المتن والتأكد من مطابقتها.
- التأكد من صحة المعلومات الببليوغرافية للمرجع وكتابة توثيق المراجع بالكامل دون إهمال أي جزئية.
- ترتيب المراجع هجائًيًا أو وفق الأسلوب المتبع في الجامعة.
عاشرًا: الملاحق الخاصة بالرسالة العلمية:
تحتوي الملاحق على المعلومات والبيانات التي يمكن أن تعطي القارئ المزيد من التفاصيل، ولكنها ليست ضرورية ليتم عرضها في متن البحث، مثل نموذج الاستبانة أو الاختبار أو المقابلة، بالإضافة إلى الخطابات الرسمية وغيرها من المستندات.