من خلال الاطلاع على دليل إعداد منهجية الدراسة في الماجستير والدكتوراه لأكثر من مؤسسة بحثية والكثير من الجامعات، اتضح أن منهجية الدراسة يتم إعدادها من خلال مجموعة من الخطوات الرئيسية مهما اختلفت أنواعها وهي:
الخطوة الأولى لإعداد منهجية الدراسة في رسالة الماجستير والدكتوراه:
تتمثل الخطوة الأولى في تحديد واختيار موضوع ومشكلة الدراسة فموضوع البحث بالنسبة لرسالة الماجستير والدكتوراه يكمن في سعي الباحث للحصول على معرفة جديدة لم يسبق لأحد من الباحثين أن قام وتناولها بالدراسة والبحث، ويمكن للباحث الحصول على موضوع البحث من خلال:
- الخبرة العلمية والمواقف التي يتعرض إليها كل يوم والمواقف والصعوبات التي تستحق الدراسة.
- القراءة المستمرة ومداومة الاطلاع على الدراسات والأدبيات في مجال تخصصه.
- التعرف على أهم توصيات الدراسات والبحوث العلمية السابقة الموجودة في جميع الجامعات والكليات والتي ترتبط ارتباط وثيق بتخصصه العلمي.
الخطوة الثانية لإعداد منهجية الدراسة في رسالة الماجستير والدكتوراه:
بعد اختيار الباحث لموضوع الدراسة تأتي الخطوة الثانية والتي تتمثل في صياغة موضوع الرسالة العلمية بأسلوب علمي فهو بمثابة اللفظ والدلالة على مضمون الرسالة العلمية ويجب أن يتوافر فيه مجموعة من الخصائص أهمها:
- أن يكون قصيراً وجذاباً ولا يكون طويلاً مملاً.
- اختيار الكلمات الأكثر ارتباطاً بموضوع الدراسة.
- أن يكون عنوان الرسالة العلمية كافي بشكل كبير للدلالة على موضوع الدراسة.
- خلو عنوان الرسالة العلمية من الأخطاء اللغوية الإملائية.
- أن يتحلى العنوان بالموضوعية والوضوح والبعد عن التحيز والغموض.
الخطوة الثالثة لإعداد منهجية الدراسة في رسالة الماجستير والدكتوراه:
بعد أن ينتهي الباحث من صياغة عنوان رسالته العلمية يقوم بكتابة مقدمة الدراسة والتي يرسم من خلالها المعالم الرئيسية للبحث العلمي وأن يلتزم الباحث بترتيب الأفكار ترتيباً منطقياً وأن تتسم الكتابة بالفصاحة والوضوخ والدقة والسلاسة في التعبير، بالإضافة على ذلك يجب أن تتضمن مجموعة من النقاط وهي:
- وصف المشكلة البحثية التي سيتناولها الباحث في رسالته العلمية.
- ذكر أهم الأسباب التي دفعت الباحث لاختيار المشكلة البحثية ودراستها.
- ذكر الخلفية العلمية للمشكلة البحثية سواء دراسات سابقة بحوث كانت أو رسائل علمية.
- توضيح الهدف وأهمية دراسة المشكلة البحثية وذكر أهم النتائج التي يسعى للحصول عليها من خلال الدراسة.
- ذكر أهم المصادر التي استعان بها الباحث في رسالته العلمية وأهميتها الكبير في توفير المعلومات الكافية لإنجاز الرسالة العلمية.
- تحديد منهجية الدراسة اللازمة لإعداد الماجستير أو الدكتوراه الخاصة بالباحث وأسباب اختياره لها.
الخطوة الرابعة لإعداد منهجية الدراسة في رسالة الماجستير والدكتوراه:
بعد الانتهاء من كتابة المقدمة الخاصة برسالة الماجستير والدكتوراه تأتي الخطوة الرابعة من إعداد منهجية الدراسة في الماجستير والدكتوراه والتي تتمثل في صياغة الفرضيات وأسئلة الدراسة، والتي تتمثل في سؤال رئيسي عام لمشكلة الدراسة ويتفرع منه مجموعة من الأسئلة الفرعية التي من خلال الإجابة عليها يصل الباحث إلى حل للمشكلة البحثية وتحقيق أهدافه من الدراسة ويجب مراعاة الآتي عند وضع الأسئلة:
- أن تتسم بالوضوح والبعد عن الغموض.
- الأسئلة تكون بسيطة وسهلة وغير مركبة.
- من الجيد أن تعكس الأسئلة كل الجوانب التي تتعلق بالمشكلة البحثية.
- أن تكون الأسئلة قابلة للإجابة في ضوء إمكانيات وقدرات الباحث.
الخطوة الخامسة لإعداد منهجية الدراسة في رسالة الماجستير والدكتوراه:
بعد قيام الباحث بوضع التساؤلات والفرضيات لرسالته العلمية يقوم بالبحث والاطلاع على الدراسات السابقة والأدبيات للإجابة عن هذه التساؤلات والتعرف على ما توصل إليه الباحثون السابقون فيما يتعلق بمشكلته البحثية أو أحد جوانبها ويتم ذلك من خلال الآتي:
- التعرف على المنهجية العلمية التي اتبعتها تلك الدراسات السابقة.
- معرفة أهم القضايا العلمية التي أثارتها في الميدان العلمي الذي يتعلق بتخصص واهتمام الباحث.
- عمل مقارنة بين كل من منهجية الدراسات السابقة وبين منهجية الباحث في رسالته العلمية.
- توضيح العلاقة بين النتائج التي توصلت إليها في الدراسات السابقة وفروض الباحث أو تساؤلاته.
- التعرف على المعارف الجديدة التي أضفتها كل دراسة، وما علاقة الدراسات السابقة ودراسته الحالية.
- كيفية تحقيق الاستفادة من الدراسات السابقة واستنباط المعلومات التي تضيف لدراسة الباحث الحالية.
الخطوة السادسة لإعداد منهجية الدراسة في رسالة الماجستير والدكتوراه:
بعد الاطلاع على الدراسات السابقة والأدبيات والتعرف على منهجية الدراسة المتبعة فيها ودراسة إمكانية تطبيقها في دراسة الباحث الحالية، تأتي الخطوة السادسة لإعداد منهجية الدراسة في الماجستير والدكتوراه، والتي تتمثل في اختيار المنهج العلمي لإعداد الدراسة، ويمكن للباحث تحديده من خلال نوع وطبيعة رسالته العلمية كما يمكن للباحث الجمع بين أكثر من منهج وفقاً لمتطلبات الرسالة العلمية، وهناك تنوع في مناهج البحث العلمي من أهمها:
- المنهج التاريخي: هو تقرير صحة البيانات المتوافرة لحادثة أو ظاهرة إنسانية أو طبيعية حدثت في الماضي، من خلال القراءة والتأمل والتحليل والنقد.
- المنهج الوصفي: هو عبارة عن استقصاء ينصب على ظاهرة من الظواهر كما هي قائمة في الحاضر، بقصد تشخيصها وكشف جوانبها، وتحديد العلاقات بين عناصرها وبينها وبين الظواهر الأخرى
- المنهج التجريبي: هو أقرب مناهج البحوث لحل المشاكل بالطريقة العلمية، فهو منهج البحث الوحيد الذي يمكنه الاختبار الحقيقي لفروض العلاقات الخاصة بالسبب، ويتوفر فيه أقصى درجات الضبط العلمي
- المنهج المقارن: هو أحد المناهج البحثية التي تتضمن توظيف كل من المقارنات الكمية والكيفية للتعرف على طبيعة الأحداث الاجتماعية ووضعها على شكل مقارنة سواء أكانت تلك المقارنة على المستوى الوطني أو على المستوى الإقليمي أو غيرها.
الخطوة السابعة لإعداد منهجية الدراسة في رسالة الماجستير والدكتوراه:
بعد أن يقوم الباحث بتحديد المنهج العلمي المتبع في دراسته يقوم بتحديد أدوات البحث اللازمة لجمع المعلومات والبيانات من مجتمع الدراسة والعينة الممثلة له، ويمكن للباحث الاختيار من بين أكثر من أداة لكي يتمكن من إعداد منهجية الدراسة في رسالة الماجستير والدكتوراه الخاصة به وهي:
- الاستبيان: هو طريقة يقوم الباحث من خلالها بطرح مجموعة من الأسئلة أو الجمل الخبرية التي يطلب من المفحوص الإجابة عنها بطريقة يحددها الباحث، لمساعدة الباحث على تحقيق أهداف البحث.
- المقابلة: هي تعتبر عملية حوارية بين الباحث والشخص المبحوث، ينتج عنها العديد من المعلومات الهامة التي تخص الباحث حول موضوع دراسته.
- الملاحظة: هي عبارة عن تفاعل وتبادل المعلومات بين شخصين أو عدة أشخاص، أحداهما الباحث والآخر المبحوث، بهدف جمع معلومات محددة حول موضوع معين، ويقوم الباحث من خلالها بمراقبة سلوك وردود أفعال المبحوث، وجمع المعلومات الهامة فيما يتعلق بموضوع البحث العلمي الخاص به
الخطوة الثامنة لإعداد منهجية الدراسة في رسالة الماجستير والدكتوراه:
بعد اختيار الباحث للأداة المناسبة لجمع المعلومات والبيانات من عينة الدراسة ومن ثم تحليلها من خلال الأساليب الإحصائية المختلفة، يقوم الباحث باستخراج النتائج التي توصل إليها من خلال دراسته، فالنتائج هي ما توصل إليه الباحث بعد جهود بحثية منظمة قائمة على أهداف واضحة وخطة بحثية تم إعدادها على فروض وتساؤلات علمية ساعدت الباحث في تجميع معلومات كثيرة عن موضوع الدراسة والبحث، ومن ثم تحليلها بكل موضوعية وفقاً لمتغيرات البحث الرئيسية والثانوية. وهناك بعض الأمور يجب على الباحث مراعاتها عند مناقشة وعرض النتائج من أهمها:
- توضيح العلاقات التي تظهر من واقع النتائج وتعزيزها بالأدلة والبراهين التي تدل على صحتها.
- يجب عند مناقشة وعرض النتائج أن يتحلى الباحث بالموضوعية والبعد عن التحيز.
- أن يتفهم الباحث كافة النتائج التي توصل إليها بغض النظر إذا كانت تتوافق مع ميوله أو لا.
- ترتيب النتائج وعرضها بصورة تظهر تناسقها وتماسكها وترابطها مع الدراسة التي قام بها الباحث.
- يجب أن يعرف الباحث أن النتائج النهائية لدراسته عنصر أساسي في تقييم درجة كفاءة الرسالة العلمية.