يتضمن أي مقترح بحثي ناجح مجموعة من العناصر الأساسية التي يجب توافرها عند إعداد المقترح البحثي، وتشمل الآتي:
أولًا: عنوان البحث:
- يعد العنوان أول عنصر يواجهه القارئ في المقترح البحثي، ولذلك يجب أن يكون دقيقًا ومباشرًا، ويعكس بوضوح موضوع البحث المقترح.
- العنوان الجيد هو الذي يعبر عن المشكلة البحثية بوضوح ويجذب انتباه القارئ. يجب أن يكون مختصرًا ومركزًا بحيث يعطي فكرة شاملة عن مضمون البحث دون إطالة.
- أن يقوم الباحث باختيار عنوان بحث يتناسب مع قابليته ومهاراته البحثية وقدراته العقلية.
- يجب أن يكون عنوان البحث أصيل لم يسبق لأي باحث أن قام بدراسته بأي طريقة، إلا إذا ما اختلفت منهجية البحث أو يقدم معارف جديدة على ما سبقه من الباحثين.
- أن يشير عنوان المقترح البحثي إلى موضوع البحث بنوع من الاختصار المعبر مع ضرورة حذف الكلمات الزائدة كلما كان ذلك ممكنًا على ألا يزيد عدد كلمات العنوان على 15 كلمة.
ثانيًا: المقدمة والخلفية النظرية:
تعتبر المقدمة من أهم أجزاء المقترح البحثي، حيث يقوم بها الباحث بكتابة العديد من النقاط المهمة وهي:
- تقديم خلفية مختصرة عن الموضوع وتحديد المشكلة البحثية التي يهدف الباحث إلى معالجتها.
- يجب أن تتضمن المقدمة عرضًا للخلفية النظرية المتعلقة بالموضوع، وتوضيح الفجوة البحثية التي يسعى الباحث إلى سدها من خلال بحثه.
- يجب أن تكون المقدمة مدعومة بأدلة ومراجع علمية قوية تبرز أهمية البحث المقترح.
- توضيح مدى النقص الناتج عن عدم القيام بهذا البحث، وأهم المعارف التي يسعى الباحث لتقديمها في معالجة المشكلة التي هو بصدد درستها.
ثالثًا: مشكلة البحث:
مشكلة البحث بمثابة المحور الأساسي الذي يدو حوله البحث، وتحديدها يعتبر أمرًا هامًا للبحث العلمي، والذي يحتاج من الباحث البحث والاطلاع في الأدبيات والدراسات السابقة بالحقل العلمي الذي ينتمي إليه، وذلك من خلال الآتي:
- دراسة البعد التطوري للمشكلة البحثية من خلال الاطلاع على الدراسات والبحوث والكتب والمراجع ذات صلة بها.
- يجب أن تكون مشكلة البحث في نفس نطاق تخصص واهتمامات الباحث.
- يجب أن تكون المشكلة ذات قيمة علمية وعملية وحديثة قدر الإمكان، وأن تكون في حاجة إلى البحث والدراسة.
- صياغة المشكلة البحثية بأسلوب علمي يستمد طبيعته من طبيعة المشكلة وأن تكون دقيقة وواضحة ولا يشوبها الغموض.
- صياغة المشكلة البحثية في شكل تساؤلي رئيسي ينبثق منه مجموعة من التساؤلات الفرعية.
- ربط المشكلة البحثية بواقع المجتمع المعني بالدراسة ومشكلاته وألا تكون من وحي خيار الباحث.
- من الضروري أن تكون مشكلة البحث قابلة للبحث والتطبيق والتفسير.
رابعًا: أسئلة البحث:
تشكل أسئلة البحث العمود الفقري للمقترح البحثي، فهي التي تحدد الاتجاه الذي سيسير فيه البحث. ومن أهم سماتها:
- يجب أن تكون الأسئلة واضحة ومحددة وقابلة للتحقيق.
- تتطلب صياغة أسئلة البحث التفكير العميق حول أهداف البحث والنتائج المتوقعة.
- غالبًا ما يتم تقسيم هذه الأسئلة إلى أسئلة رئيسية وأخرى فرعية، بحيث تغطي جميع جوانب المشكلة البحثية.
خامسًا: فروض البحث:
يعد تحديد مشكلة البحث وأهميتها يجب على الباحث أن يقوم بتحديد الفرضيات التي يريد الباحث اختبارها، وتقديم حلول مبدئية لحل المشكلة، وهناك بعض الشروط يحب على الباحث مراعاتها عند صياغة ووضع الفرضيات أثناء إعداد المقترح البحثي وهي:
- أن ينبع الفرض من واقع الفكر العلمي والملاحظة المنهجية وليس مجرد تصورات خيالية.
- أن يعكس علاقة بين متغيرات من خلال تحديد المتغير المستقل الذي يؤثر في المتغير التابع وبيان اتجاه هذه العلاقة.
- يجب أن تتسم الفروض بالإيجاز والوضوح وأن تكون قابلة للاختبار وخالية من التناقض.
- أن يتم صياغة الفرضيات بطريقة تمكن الباحث من اختبارها، واثبات صدقها، أو خطأها، أو قبولها، أو رفضها.
سادسًا: منهجية البحث:
- منهجية البحث هي الخطة التي سيتبعها الباحث لجمع وتحليل البيانات للإجابة على أسئلة البحث.
- يجب أن تكون المنهجية مفصلة ومبررة بشكل جيد، موضحة الأساليب التي سيتم استخدامها، والأدوات التي سيتم الاعتماد عليها، وطريقة تحليل البيانات.
- اختيار المنهجية الصحيحة يتطلب فهمًا عميقًا لموضوع البحث وطبيعته، بالإضافة إلى معرفة واسعة بالأساليب العلمية المختلفة.
- المنهج العملي يمثل القواعد والإجراءات التي يجب أن يتبعها الباحث للوصول إلى النتائج المستهدفة، كما أنه يمثل أداة الباحث في الضبط والسيطرة على دراسته طبقًا للإجراءات والقواعد المعيارية المميزة لكل منهج.
سابعًا: حدود البحث والدراسة:
تحديد موضوع البحث بشكل واضح من شأنه وضع الحدود بكافة أبعادها الجغرافية من حيث المكان، والبشر، والثقافة، وكذلك البعد الزماني من حيث الفترة التي ستجرى فيها الدراسة، والدلالات التي يعنيها هذا الوقت بالتحديد، وتنقسم حدود البحث إلى:
- حدود جغرافية: يقصد به المكان الذي سيتم إجراء الدراسة فيه ويجب تحديده بدقة.
- حدود زمانية: هي الفترة الزمنية التي يشملها البحث ويجب أن تكون محددة من وإلى.
- حدود موضوعية: وتتناول جميع الجوانب الموضوعية التي يتضمنها البحث.
- حدود بشرية: يقصد بها مجتمع الدراسة من الأفراد وفيها يجب على الباحث تحديد الإطار البشري الذي ينوي دراسته وفق لطبيعة ونوع وأهداف الدراسة.
ثامنًا: التقسيم المبدئي للبحث والدراسة:
في ختام إعداد المقترح البحثي أو خطة البحث يجب أن يكون هناك تصور مبدئي عن تبويب البحث وتقسيماته الداخلية من فصول وأبواب ومباحث وما إلى ذلك، ويجب على الباحث تجنب بعض الأخطاء عند تقسيم البحث وهي:
- ضعف الصياغة وطول عناوين الفصول والمباحث.
- عدم التناسب بين المباحث والمطالب من حيث عددها أو عدد صفحاتها.
- التداخل بين الفصول أو المباحث وعدم ترتيبها وفقًا لسياق الدراسة.
- إدراج عناوين لا علاقة لها بموضوع الدراسة وإنما هي عبارات زائدة ليس لها قيمة.
تاسعًا: المراجع:
تلعب المراجع دورًا حيويًا في المقترح البحثي، حيث توثق الأعمال السابقة التي اعتمد عليها الباحث وتساعد في تعزيز مصداقية البحث. من الضروري الالتزام بأسلوب توثيق محدد، مثل أسلوب APA الإصدار السابع أو غيره، لضمان تنظيم المراجع بشكل صحيح وموحد. كذلك يجب على الباحث أن يتأكد من شمولية ودقة المراجع المستخدمة، وتحديثها لتشمل أحدث الدراسات ذات الصلة.