تعتبر كتابة الإطار النظري من أهم الخطوات في إعداد البحث العلمي، حيث يساهم الإطار النظري في توجيه الباحث وتحديد مسار الدراسة، وفيما يأتي سنستعرض خطوات كتابة الإطار النظري بالترتيب:
- تحديد العنوان: يبدأ الباحث بتحديد عنوان الإطار النظري الذي يعكس محتوى الدراسة ويوضح المجال الذي سيتم التركيز عليه.
- جمع المصادر: يتطلب الإطار النظري جمع المصادر المناسبة والمتعلقة بموضوع الدراسة. يمكن الحصول على هذه المصادر من الكتب، الدوريات العلمية، والأبحاث السابقة.
- تحليل المصادر: بعد جمع المصادر، يقوم الباحث بتحليلها وفحصها بعناية؛ لاستخلاص المفاهيم والنظريات المتعلقة بموضوع الدراسة.
- تنظيم الإطار النظري: يتم تنظيم الإطار النظري بشكل منطقي ومنظم، حيث يتم ترتيب المفاهيم والنظريات وفقًا للعلاقات المنطقية بينها.
- كتابة الإطار النظري: بعد تنظيم الإطار النظري، يقوم الباحث بكتابته بشكل مفصل وواضح، مع توضيح العلاقات بين المفاهيم والنظريات المختلفة.
- استعراض وتحرير الإطار النظري: يتم استعراض الإطار النظري وتحريره بعد الانتهاء من كتابته، حيث يتم التأكد من تناسقه واتساقه وملائمته لموضوع الدراسة.
- اختيار المصادر المناسبة: يعتبر اختيار المصادر المناسبة أحد الخطوات الأساسية في كتابة الإطار النظري، حيث يتم من خلالها اختيار المصادر التي تدعم وتثبت الفرضيات والمفاهيم المطروحة في البحث، ومن أهم المعايير التي يجب أن يأخذها الطالب بعين الاعتبار عند اختياره للمصادر التي سيستخدمها في الإطار النظري هي التأكد من أن جميع الأدبيات التي يراجعها هي أحدث وأكثرها صلة بموضوع البحث.
ويجب أن يتم اختيار المصادر التي تحتوي على النظريات والمفاهيم التي تدعم الفرضيات المطروحة في البحث، حيث يتم تحليل هذه المصادر واستخلاص المعلومات الضرورية منها، كما يجب أن يتم اختيار المصادر التي تحتوي على الأدلة والأمثلة التي تدعم الفرضيات والمفاهيم المطروحة في البحث، حيث يتم استخدام هذه الأدلة والأمثلة لتوضيح وتثبيت الأفكار المطروحة، ويجب أن يتم اختيار المصادر التي تحتوي على الأبحاث والدراسات السابقة التي تتناول موضوع البحث، حيث يتم استخدام هذه الأبحاث والدراسات لتوضيح الحالة الحالية وتحليل النتائج المتوقعة.
- تحليل المصادر المختارة: بعد اختيار المصادر المناسبة للإطار النظري، يأتي دور تحليل هذه المصادر بشكل دقيق ومنهجي، ويتطلب تحليل المصادر المختارة فهمًا عميقًا للمحتوى والمفاهيم المطروحة فيها. ويجب كذلك أن يتم التركيز على تحليل المصادر بدلاً من مجرد تلخيصها أو نقلها بشكل مباشر، ويتضمن تحليل المصادر النظر في الأدلة والحجج المقدمة في المصادر وتقييمها بناءً على معايير البحث العلمي، ولا بد أن يتميز التحليل بالتوازن بين المصادر الداعمة والمصادر المعارضة للجانب أو الحجة المطروحة في الإطار النظري.
ويمكن استخدام أدوات تحليلية مختلفة مثل المقارنة والتباين والتصنيف والتحليل النقدي لتحليل المصادر المختارة. يهدف تحليل المصادر إلى استخلاص المعلومات الأساسية والأفكار الرئيسية التي ستدعم الإطار النظري للبحث، وبعد التحليل الدقيق للمصادر المختارة، يتم تحديد النقاط الرئيسية والمفاهيم الأساسية التي ستدخل في ترتيب الإطار النظري، كذلك يجب أن يتم توثيق المصادر المستخدمة في التحليل بطريقة صحيحة وفقًا للمعايير العلمية المعتمدة في المجال البحثي.
- تنظيم الإطار النظري: يعتبر تنظيم الإطار النظري أحد الخطوات المهمة في كتابة البحث العلمي، حيث يساعد في ترتيب المعلومات وتنظيمها بشكل منطقي ومنظم؛ لتنظيم الإطار النظري بشكل جيد، فيجب أن يتم تجميع المصادر المختارة وتنظيمها وفقًا للموضوعات المشتركة والأنماط المتشابهة، ويمكن استخدام العديد من الأساليب لتنظيم الإطار النظري، مثل: الاستخدام المنطقي للفصول والأقسام والعناوين الفرعية.
كما يجب أن يتم تنظيم المصادر المختارة بشكل متسلسل ومنطقي، حيث يتم ترتيبها وفقًا للأهمية والتسلسل الزمني والترابط المنطقي بينها. يمكن أيضًا استخدام الرسوم البيانية والجداول والمخططات لتنظيم المعلومات وتوضيح العلاقات بين المصادر المختلفة. عند تنظيم الإطار النظري، يجب أن يتم تجنب التكرار والتطويل، والتركيز على المعلومات الأساسية والمهمة فقط.
- كتابة الإطار النظري: بعد انتهاء من تحليل المصادر المختارة وتنظيمها، يأتي دور كتابة الإطار النظري في البحث العلمي، يجب أن يكون الإطار النظري مكتوبًا بشكل منظم ومنطقي، حيث يتم ترتيب المفاهيم والنظريات بطريقة تسهل فهمها واستيعابها، كذلك يمكن أن يتكون الإطار النظري من عدة فقرات، حيث يتم تقسيمه إلى أجزاء فرعية تتناول كل فقرة مفهومًا أو نظرية محددة.
ويجب أن يتضمن الإطار النظري مراجع للدراسات السابقة والأبحاث المشابهة التي تدعم المفاهيم والنظريات المطروحة، ويجب أن يتم استخدام الأدلة والمعلومات الموثوقة والمحدثة في كتابة الإطار النظري، مع ضرورة توثيق المصادر المستخدمة، كما ينبغي أن يتم توضيح العلاقة بين المفاهيم والنظريات المطروحة في الإطار النظري وهدف البحث العلمي. يجب أن يكون الإطار النظري مكتوبًا بلغة واضحة ومفهومة للقارئ، مع تجنب استخدام المصطلحات الصعبة والغامضة.
وينبغي أن يتم مراجعة وتحرير الإطار النظري بعد كتابته، للتأكد من تناسقه وانسيابيته ومنطقيته. يمكن أن يستفيد الباحث من استعراض الإطار النظري مع أفراد آخرين للحصول على آراء وملاحظات قبل تقديمه في البحث العلمي. في النهاية، يجب أن يكون الإطار النظري جزءًا هامًا ومؤثرًا في البحث العلمي، حيث يساهم في توجيه الدراسة وتوضيح الأسس النظرية للمشكلة المطروحة.